Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لبنان... هؤلاء هم أكثر السياسيين الذين يُنتقدون على موقع التواصل الاجتماعي

الأسماء التي تُهاجم تتبدّل بحسب الحوادث... ولجبران باسيل حصة الأسد

كما في المناطق والميادين كذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، تحتدم الاحتجاجات وترتفع الأصوات التي تندّد وتهاجم السلطات السياسية في لبنان. هي علاقة تبادلية وتفاعلية بين أرض الواقع والعالم الافتراضي، إذ كسر اللبنانيون بمختلف أطيافهم صورة الزعيم المنزّهة وخلعوا عنهم قشور الطائفية والمذهبية، وتكاتفوا للتصويب على مطالب موحّدة أولها إسقاط حكومة "العهد القوي"، أي عهد الرئيس ميشال عون، ومعها استقالة الرؤساء الثلاثة وليس آخرها المطالبة بأبسط حقوق الإنسان لتأمين العيش اللائق. "#لبنان_يثور" و"#لبنان_ينتفض" و"#اصلاحات_تحت_الضغط" هي أبرز الوسوم التي تتصدر السوشيال ميديا في الأيام الأربعة الماضية بين المستخدمين في لبنان، ولكن ماذا عن المسؤولين السياسيين؟ أسماء من منهم تتصدر هذه المواقع وتحظى بأعلى نسب مهاجمة؟

الترند وفق الحدث السياسي

"اندبندنت عربية" سألت اللبناني خضر سلامة، الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي، عن ملاحظاته بشأن الأسماء أو الجهات الأكثر تداولاً على الصفحات والحسابات اللبنانية في الأيام الماضية. ويقول سلامة "يمكننا أن نجزم أن التبدّل في الأسماء الأكثر رواجاً يتغير وفق أحداث كل يوم. في اليوم الأول، بعد انطلاق الاحتجاجات، كان تداول اسم الرئيس ميشال عون هو الأكثف، على اعتبار أن التظاهرات موجّهة نحو كامل النظام الذي يمثل رئيس الجمهورية، نظرياً، رأسه السياسي، وكون الحكومة الحالية ومآزقها، من نتائج ما يُسمى "العهد" الحالي. وذلك كان قبل أن يصعد نجم أكرم شهيب من كتلة وليد جنبلاط، بعد اعتداء مرافقيه بالسلاح على محتجين، أثناء مرور موكبه في أحد شوارع بيروت. وبعد المؤتمر الصحافي للوزير جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، تحوّل الجدل إلى كلمته، قبل أن يطغى اسم رئيس الحكومة سعد الحريري ليلاً وترند الـ"72 ساعة" المهلة التي أعطاها لنفسه خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده وتوجه خلاله إلى المتظاهرين".

يضيف سلامة أنه "بين اليوم الأول لاندلاع التحركات واليوم اللاحق، طغت حوادث مدينة النبطية في الجنوب اللبناني ثم مدينة صور صباحاً، فتصدّر اسم نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني الذي اتُّهمت حركته السياسية "أمل" بالاعتداء على تجمعاتٍ مناهضةٍ له في المدينتين، لذلك طغى اسم بري في كامل الفترة بين اليومين في "ترندات تويتر". أما مع كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ظهر السبت، فأثار الخطاب كثيراً من الجدل على مختلف المنصات، قبل أن ينتهي المساء بتصدّر اسم سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية في المرتبة الرابعة للكلمات الأكثر تداولاً، إثر إعلانه تقديم وزرائه استقالتهم من الحكومة، في محاولةٍ للانضمام إلى الموجة الشعبية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشير سلامة إلى أن اسم ريا الحسن، وزيرة الداخلية، يصبح في قائمة الأكثر تداولاً مع كل عنفٍ تمارسه القوى الأمنية التابعة لوزارتها على المتظاهرين. وفي المجمل، ينال الوزير باسيل حصة الأسد من الأسماء المتداولة في الشارع، كما الشاشة والسوشيال ميديا. وقد يعود ذلك إلى الحركة الإعلامية النشيطة لباسيل وتقديمه نفسه ناطقاً، أو قائماً بأعمال العهد الحالي والتسوية السياسية الموجودة".

ويخلص سلامة إلى أنه "يمكننا أن نرصد تحرك أسماء السياسيين على ترندات التواصل الاجتماعي، وفق شكل الحدث السياسي الآني المتداول من جهة، ووفق مزاج الشارع نفسه من جهةٍ أخرى".

باسيل في المرتبة الأولى

ويلاحظ عماد بزي، محاضر جامعي وخبير في استراتيجيات المناصرة وكسب التأييد، أن "أكثر السياسيين الذين تم التداول بأسمائهم في الفترة الأخيرة، هم على التوالي باسيل، على خلفية تصريحاته التي استفزت المتظاهرين في بيروت، حتى وصل بهم الأمر إلى تأليف أغنيةٍ عنه، حصدت أكثر من ٣٠ ألف مشاهدة في اليوم الأول لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. يلي باسيل، بري على خلفية اعتداء بعض الحزبيين التابعين لحركته على المعتصمين السلميين في مختلف قرى الجنوب اللبناني، ثم شهيّب الذي اعتدى فريق حمايته على متظاهرين سلميين في وسط بيروت، مطلقاً النار في الهواء لتفريقهم. ثم يأتي اسم النائب السابق مصباح الأحدب، الذي بقي متصدراً قائمة المواضيع الأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي ليومين، وذلك بعدما تسبّب مرافقوه بسقوط ٧ جرحى في صفوف المتظاهرين الذين حاولوا منعه من إلقاء كلمة في اعتصامهم في طرابلس. ولا ننسى اسم النائب زياد أسود، عضو تكتّل التيار الوطني الحر، الذي استفزّ شعور المواطنين باستهزائه عمداً بفقرهم وعوزهم وعرضه صورة ليخت بحري فاره. بعدها، يأتي اسم الحريري الذي يطالب المتظاهرون باستقالته". ويلفت بزي إلى أنه "في الأسبوع الماضي، كان اسم وزير المهجرين غسان عطاالله الأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما اعتدى مرافقوه بالضرب على متطوعين لإطفاء الحرائق التي اندلعت في لبنان. وقبله كان اسم وزير البيئة فادي جريصاتي الذي أثارت مداخلته، وبالتحديد جملة "ما يسمعني صوته" غضب رواد هذه المواقع".

ويوضّح بزي أنه "على صعيدٍ أوسع، نلاحظ تبدلاً مستمراً في الأسماء بحسب الواقعة أو الحدث، وقد تتبادل الكتل السياسية والأفراد هذه الأدوار بحسب مجريات الساعة، ما يعكس الشقاق الكبير بين الطبقة السياسية ككل وبين المواطنين، وهنا يظهر بشكلٍ جليٍّ أيضاً كيف أن الفضاء الافتراضي في لبنان يعدّ مرآةً للواقع على الأرض، خصوصاً مع غياب وسائل إعلامٍ تقليديةٍ تتحدث بلسان الناس، الأمر الذي يدفعهم إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن وجهة نظرهم".

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات