Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بنس ينجح في إقناع تركيا بوقف عملياتها العسكرية في شمال سوريا

اتفق الجانبان على حماية السجون والرئيس الأميركي يؤكد أن هذا القرار أنقذ حياة الملايين

في اختتام محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن العملية العسكرية التركية في سوريا، أعلن نائب الرئيس الأميركي ​​مايك بنس الخميس 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ​ خلال مؤتمر صحافي في أنقرة، أنّ "الولايات المتحدة الأميركية و​تركيا​ اتفقتا على وقف إطلاق النار، وأن أنقرة وافقت على وقف العمليات العسكرية في شمال سوريا"، وقال إن العمليات العسكرية ستتوقف 120 ساعة، وستتولى أميركا تسهيل عملية انسحاب قوات الحماية الكردية، مشدداً على التزام تركيا بوقف كامل لوقف إطلاق النار، ومساعدة الأقليات الدينية في تلك المناطق المنكوبة، وتعهد نائب الرئيس الأميركي بإلغاء العقوبات المفروضة على تركيا فور إتمام الانسحاب من الشمال السوري، مشيراً إلى أنه لن يتم فرض المزيد من العقوبات على أنقرة، وأوضح بنس أن القوات الكردية ستنسحب من المنطقة الحدودية مع تركيا بعمق 20 ميلاً.

خمس ساعات

وكشف نائب الرئيس الأميركي أن المناقشات استمرت مع أردوغان حوالى خمس ساعات، وأن الأخير اقتنع أن الاتفاق سيحقق الأهداف المطلوبة لتركيا.

من جانبه، ذكر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في المؤتمر الصحافي المشترك مع بنس، أن وقف إطلاق النار سيتيح حماية حقوق الأقليات في شمال سوريا. كما اتفاق الجانبان "على حماية السجون في شمال سوريا وعلى مواجهة تنظيم داعش".

ترمب: الاتفاق أنقذ حياة الملايين

وعقب هذا الإعلان، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن امتنانه لقرار أردوغان بوقف النار"، قائلاً "أجرينا اتصالات مع قوات سوريا الديمقراطية لضمان انسحابها مسافة 20 ميلاً من الحدود"، لافتاً إلى أن "الاتفاق مع تركيا أنقذ حياة ملايين الأرواح". وقال ترمب إن "الناس يحاولون التوصل لهذا الاتفاق منذ سنوات عدة. سيتم إنقاذ ملايين الأرواح، أهنئ الجميع"، كما صرح الرئيس الأميركي للصحافيين أن "العقوبات على تركيا لن تكون ضرورية الآن"، أضاف "أعتقد أن أردوغان يرغب بصمود اتفاق وقف النار في شمال سوريا"، مطالباً "تركيا والأكراد بعمل ما هو لازم للتهدئة".

بدوره رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأي جهود تؤدي إلى وقف التصعيد في شمال سوريا وحماية المدنيين.

اجتماع تخطى الوقت المحدد

وكان بنس وصل إلى تركيا لوقف العملية العسكرية التركية ضد المقاتلين الأكراد في الشمال السوري. 

واستقبل أردوغان ضيفه في القصر الرئاسي في أنقرة، في اجتماع تخطى الوقت المقرر له. ونشرت الرئاسة التركية صورة للرجلين يتصافحان في مستهل اللقاء. وقال مسؤول أميركي إن "اللقاء الثنائي استمر ساعة و20 دقيقة"، معلناً انضمام بومبيو إلى المباحثات، عقب ذلك. وأعلن مكتب بنس أن الولايات المتحدة ستسعى إلى فرض "عقوبات اقتصادية قاسية" على تركيا في حال لم يتم التوصل إلى "وقف فوري لإطلاق النار". في حين ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن "بومبيو سيتوجه إلى القدس وبروكسل بعد زيارته تركيا".

"سيواصلان بكل قوة"

وسط هذه الأجواء، قال عضوا مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام وكريس فان هولن إنهما "سيواصلان بكل قوة" العمل على خططهما لفرض عقوبات صارمة على تركيا على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار بشكل مؤقت في سوريا. وقالت بريدجت فراي المتحدثة باسم السناتور فان هولن إنه هو وغراهام "تحدثا واتفقا على ضرورة المضي قدما بكل قوة في العمل على هذا التشريع". وقال متحدث باسم غراهام أيضاً إنه وفان هولن يعتزمان مواصلة العمل على ذلك.

روسيا وإيران تدخلان على الخط

وفي سياق الاتصالات المستمرة، أعرب وزيرا خارجية روسيا وإيران عقب اتصال هاتفي، عن استعدادهما لتسهيل إجراء محادثات بين الأكراد والنظام السوري وتركيا.

بيع السلاح لتركيا

بدروه، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس 17 أكتوبر، أن "باريس تعمل جاهدة لأن توقف أوروبا مبيعات الأسلحة لتركيا"، ومعرباً عن تطلع بلاده إلى "موقف أوروبي موحد وحازم ضد الهجوم التركي في سوريا".

وانضمت الحكومة الإسبانية إلى الحظر المفروض على بيع الأسلحة إلى تركيا، والذي قررته من قبل ألمانيا وفرنسا وهولندا وفنلندا.

وجاءت تصريحات ماكرون قبيل بدء قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، محذراً من تداعيات "الاجتياح التركي لسوريا والذي قد يؤدي إلى عودة تنظيم داعش".

وأعلن تنظيم "داعش" الخميس 17 أكتوبر، على حسابات في تطبيق "تلغرام"، تحرير عدد من "النساء المحتجزات"، إثر هجوم شنه على مقر للمقاتلين الأكراد في محافظة الرقة شمال سوريا.

وافقت على شروطنا

في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية التركي ​مولود جاويش أوغلو​ في ​مؤتمر​ صحافي أن "​الولايات المتحدة الاميركية​ وافقت على كامل شروطنا"، مؤكداً "أننا سنوقف ​إطلاق النار​ ولن نجمد العملية العسكرية بالكامل"، ومشيراً إلى "إننا حققنا ما نطمح إليه في شمال ​سوريا​"، لافتاً إلى "أننا اتفقنا على تعليق عملية "نبع ​السلام​" 120 ساعة، وليس على وقف لإطلاق النار".

وكشف جاويش أوغلو عن "اجراء الاتفاق على استرداد جميع الأسلحة الثقيلة من حزب "العمال الكردستاني"، موضحاً أننا "اتفقنا مع واشنطن على أن القوات التركية هي التي ستسيطر على المنطقة الآمنة في سوريا"، مؤكداً "أننا لن نوقف عملية "نبع السلام" نهائياً بل سنعلقها حتى انسحاب التنظيمات الإرهابية"، ومشيراً إلى "أننا أكدنا التزام تركيا بالعمل مع الولايات المتحدة في مقاومة تنظيم "داعش" الإرهابي".

الأسد يعلن المواجهة

وعلى وقع الهجوم التركي المستمر منذ التاسع من أكتوبر، أعلن رئيس النظام السوري بشار الأسد، أن "بلاده ستواجه الهجوم التركي في أية منطقة سورية من خلال كل الوسائل المشروعة المتاحة"، قائلاً إن "العدوان التركي الإجرامي الذي يشنه نظام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، غزو سافر وعدوان واضح مهما حمل من شعارات كاذبة".

ونُشرت تلك التصريحات على موقع الرئاسة السورية على "تويتر" نقلاً عن الأسد، خلال لقاء مع مستشار الأمن الوطني العراقي.

ونقل المستشار العراقي رسالة من رئيس وزراء العراق، عادل عبد المهدي، إلى الأسد، تمحورت حول قضايا مكافحة الإرهاب وأمن الحدود وفتح المعابر بين سوريا والعراق.

وجاءت تصريحات الأسد بعد اتفاق بين دمشق وقوات "سوريا الديمقراطية" التي يقودها الأكراد، لصد الهجوم الذي شنته تركيا.

واعتبرت بثينة شعبان، مستشارة الأسد، أن "العملية التركية غزو وعدوان على السيادة السورية، وهدفها اقتطاع أراض من سوريا والعراق"، وأوضحت أن "روسيا بصدد عقد لقاء أمني سوري تركي في سوتشي، لمناقشة الوضع على الأرض".

"عقوبات مدمرة"

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال قبل ساعات من توجه بنس وبومبيو إلى أنقرة، إن الولايات المتحدة "ستحاول تسوية الأمر "مع تركيا في ما يتعلق بهجومها في شمال شرقي سوريا، لكن العقوبات ستكون "مدمرة" إذا لم تمض المباحثات مع أنقرة بشكل جيد. وقال للصحافيين في البيت الأبيض "نحن في وضع قوي". الرئيس الأميركي الذي أنكر منحه أردوغان الضوء الأخضر لشن العملية العسكرية، أضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، "أعتقد أنهم سيعقدون اجتماعاً ناجحاً... وإذا لم يحدث ذلك فإن العقوبات والرسوم والأمور الأخرى التي نفرضها وسنفرضها على تركيا ستكون مدمرة للاقتصاد التركي".

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين إن وزارته أعطت بومبيو وبنس قائمة عقوبات إضافية قد تُفرض إذا لم توقف تركيا هجومها. وقال من دون الخوض في التفاصيل إن "العقوبات قد تستهدف مزيداً من الوزراء الأتراك ووزارات أو صناعات".

"لا تكن أحمق"

وكان ترمب حذّر نظيره التركي في رسالة غير عادية أرسلها إليه في اليوم الذي شنت فيه تركيا هجومها في شمال سوريا قائلاً "لا تكن أحمق"، منبهاً إياه من أنه يخاطر بأن يذكره التاريخ كـ "شيطان".

وفي لهجة تخلو من المجاملات الدبلوماسية، بدأ ترمب رسالته المؤرخة في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، والتي أكد البيت الأبيض صحتها، بتهديد صريح، كتب الرئيس الأميركي في الرسالة "دعنا نتوصل إلى اتفاق جيد. أنت لا تريد أن تكون مسؤولاً عن ذبح آلاف الناس، وأنا لا أريد أن أكون مسؤولاً عن تدمير الاقتصاد التركي... ولكني قد أفعل ذلك".

وتابع ترمب "سينظر إليك التاريخ بشكل إيجابي إذا قمت بذلك بطريقة صحيحة وإنسانية... وسينظر إليك إلى الأبد كشيطان إذا لم تحدث الأمور الجيدة". ولفت إلى أن إبرام "اتفاق عظيم" أمر ممكن إذا فاوض الرئيس التركي القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية (قسد) مظلوم عبدي الذي تصنفه تركيا على أنه "إرهابي" لعلاقته مع مقاتلي حزب "العمال الكردستاني" في تركيا. وختم ترمب رسالته إلى أردوغان بالقول "لا تكن رجلاً متصلباً. لا تكن أحمق... سأتصل بك لاحقاً".

الأكراد والنظام

في المقابل، صرح مظلوم كوباني الأربعاء أن ترمب لم يعترض على اتفاق أبرمته "قسد" مع النظام السوري لحماية مناطقها من الهجوم التركي. وأضاف كوباني في مقابلة مع تلفزيون "روناهي" الناطق بالكردية أن روسيا ستضمن ذلك الاتفاق الذي سيمهد الطريق أمام حل سياسي يمكن أن يضمن حقوق الأكراد في سوريا.

وتابع كوباني الذي قال إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع ترمب، أن الاتفاق يلزم القوات الحكومية السورية بالانتشار في أنحاء منطقة الحدود الشمالية الشرقية مع تركيا، وأن التقارير التي تحدثت عن تسليم قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على مناطقهم للقوات الحكومية غير صحيحة.

وقال القائد العسكري الكردي إن "الحرب ضد داعش، كما صرحنا سابقاً، لن تكون أولوية بالنسبة لنا، الهدف الأساسي لنا الآن هو حماية شعبنا ومنطقتنا"، إلا أنه أكد أن قوات سوريا الديمقراطية ستظل، على الرغم من ذلك، مسؤولة عن نحو 12 ألفاً من تنظيم "داعش" محتجزين في أراضيها.

المزيد من الشرق الأوسط