Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حزب الله يهدد بثلاث أوراق: تحريك الشارع وسحب الودائع وانتخابات رئاسية مبكرة

معلومات "اندبندنت عربية" أنه يدرس إيداع أموال مقربيه في بنك "صادرات إيران"

النزول الى الشارع أحد خيارات "حزب الله" في المرحلة المقبلة (أ.ف.ب)

في رسالة خطيرة بدلالاتها، ولافتة بمجرد الإعلان عنها، وعلى عكس أسلوب الكتمان المتبع من قبل حزب الله في كل خطواته، هدد حزب الله ومن خلال تسريب صحافي بالتظاهر ضد المصارف اللبنانية في محاولة لمنعها من التعاون مع العقوبات الأميركية الصادرة بحقه، والتي كان آخرها قرار إقفال  "جمال ترست بنك" الذي يحوي على ودائع لرجال أعمال تقول واشنطن إنهم مقربون من حزب الله.
لجوء الحزب إلى تهديد علني ومباشر يعني أن العقوبات الأميركية باتت تصيبه بأضرار بالغة، وإن كان يكابر بالعكس.

سيناريوهات الرد


يعتبر حزب الله أن اﻷزمة اﻻقتصادية التي يعيشها لبنان حالياً هي جزء من عقوبات غير معلنة على البلد، بهدف خلق نقمة شعبية تحمِّل سياسته وارتباطه بالمحور الإيراني مسؤولية ما يحصل. وأمام هذا الواقع قرّر الحزب المواجهة مستخدماً أوراق قوة يمتلكها في الداخل اللبناني، يمكنه بواسطتها القول للأميركيين إنه قادر أيضاً على الضغط وضرب الاستقرار، الذي يحرص المجتمع الدولي والأميركيون معاً على الحفاظ عليه في لبنان. حزب الله انتقل إلى المواجهة للقول بما مفاده "كلما ضاق الخناق علينا نضيّق على مقوّمات استقرار لبنان الاقتصادية والسياسية معاً".
الاعتصام أمام المصارف وأيضاً أمام المصالح الأميركية في لبنان أولى أوراق حزب الله التي يهدّد باستخدامها في رده على إجراءات واشنطن.
وهو يستعد وفق ما كشفت مصادر سياسية لـ"اندبندنت عربية" لسحب أموال المقربين منه من المصارف اللبنانية، ووضعها في بنك "صادرات إيران" الذي ﻻ يخضع للمنظومة المصرفية اللبنانية أو في مؤسسة "القرض الحسن"، وقد يلجأ في مرحلة ﻻحقة إلى سحب الأموال من المصارف اللبنانية وتركها في المنازل فقط لزعزعة الاقتصاد وتهديد القطاع المصرفي، وقد تم رصد سحب مبلغ ضخم من جمال ترست بنك قبل 48 ساعة على قرار شموله بالعقوبات الأميركية، الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة عن الجهة التي سرّبت الخبر للحزب حتى يتمكن من إنقاذ ودائعه، في المقابل علمت "اندبندنت عربية" أن جمعية المصارف وبعيداً من الإعلام، وفي تعليمات داخلية، عمّمت على المصارف اللبنانية قراراً يمنع على أي زبون سحب مبلغ يتخطى الألف دوﻻر أميركي في الأسبوع.

وفي سياق الرد على الضغط الأميركي بضغط مماثل، قام حزب الله بعرقلة المساعي الأميركية في ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، مطبقاً الأسلوب الإيراني نفسه الذي يقضي بعرقلة المفاوضات بشأن سلاحهم النووي ورفض أي حوار قبل تخفيف العقوبات على طهران.

في السياسة


في جعبة حزب الله أوراق ضغط سياسية أيضاً، من خلال زعزعة الاستقرار السياسي بإثارة مواضيع خلافية كان اتُفق على وضعها جانباً تماشياً مع قرار النأي بالنفس الذي نصّ عليه البيان الوزاري.
والخطة بدأت باستدعاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حليفيه المسيحيين، الطموحين إلى رئاسة الجمهورية، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فتولى باسيل بداية ومن على منبر عربي مطلب إعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، مخالفاً قرار الحكومة اللبنانية في الالتزام بالإجماع العربي، الأمر الذي أثار عاصفة من الانتقادات في الداخل اللبناني، وتابع باسيل معلناً استعداده للذهاب إلى سوريا لإعادة النازحين إلى هناك، ثم صدر بيان عن لقاء جمع نصر الله بفرنجية مشدداً على أهمية التنسيق مع النظام السوري، ما ترك أثره السلبي في مداوﻻت مجلس الوزراء، فكان شارع مقابل شارع، ومواقف سياسية عالية وتّرت الأجواء، فصبّ كل ذلك في هدف حزب الله الرئيسي وهو زعزعة الاستقرار السياسي كرد على الوﻻيات المتحدة الأميركية الحريصة على استقرار لبنان.
تهديد باسيل، رئيس التيار الوطني، بقلب الطاولة، والأهم قوله لرئيس الجمهورية "منطلع على ساحة قصر الشعب أحسن ما نكون جالسين على أحد كراسيه، وأنت بترجع تتصرف متل العماد عون... يمكن أحسن من الرئيس عون" كلام يوحي بالكثير خصوصاً أنه أعقب لقاء دام 7 ساعات مع السيد حسن نصر الله. كلام باسيل يوحي بإمكان تغيير الرئيس ميشال عون إذا استدعت الحاجة، وربما إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لإيصال باسيل غير المرغوب فيه أميركياً، وهي رسالة ضغط من ضمن أوراق حزب الله المتعددة.

المزيد من العالم العربي