Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مغامرة "الانتقالي" وتداعياتها على المشهد اليمني

القوات التي ارتكبت هذه الجرائم تتبع شخصاً يعرف بقائد قوات الدعم الأمني التابعة للمجلس ويدعى "أبو علي الحضرمي"

ملخص

بين دعوة سعودية صريحة للإمارات إلى الاستجابة لطلب مجلس القيادة الرئاسي اليمني بخروج قواتها من البلاد، وقرارات رئاسية شملت إعلان حال الطوارئ وإلغاء اتفاق الدفاع المشترك، وصولاً إلى تنفيذ تحالف دعم الشرعية عملية عسكرية محدودة في ميناء المكلا، بات المشهد أكثر تعقيداً وحساسية

دخلت الأزمة اليمنية منعطفاً جديداً مع انتقال التوتر إلى محافظتي حضرموت والمهرة شرق البلاد، في ظل تصعيد سياسي وعسكري غير مسبوق داخل معسكر القوى المناهضة للحوثيين، وتداعيات إقليمية مباشرة أعادت رسم حدود الخلاف بين أطراف التحالف الداعم للشرعية.

فبين دعوة سعودية صريحة للإمارات إلى الاستجابة لطلب مجلس القيادة الرئاسي اليمني بخروج قواتها من البلاد، وقرارات رئاسية شملت إعلان حال الطوارئ وإلغاء اتفاق الدفاع المشترك، وصولاً إلى تنفيذ تحالف دعم الشرعية عملية عسكرية محدودة في ميناء المكلا، بات المشهد أكثر تعقيداً وحساسية.

وفي وقت حذر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي من فتح جبهات استنزاف جديدة، مؤكداً أن اليمن لا يحتمل مزيداً من التفكك الداخلي، برزت مخاوف رسمية من أن تؤدي التحركات العسكرية الأخيرة إلى إضعاف الجبهة الوطنية في مواجهة الجماعات الحوثية، ومنحها هامشاً أوسع للمناورة.

في هذا السياق المتشابك، يقدم مدير المرصد الإعلامي اليمني رماح الجبري قراءة لتطورات ما يجري في حضرموت، ويتوقف عند طبيعة التحركات الميدانية وخلفياتها السياسية وما تحمله من انعكاسات على الداخل اليمني والتوازنات الإقليمية المحيطة.

ويقول الجبري ضمن ملف صوتي لـ"اندبندنت عربية" إن الوضع في اليمن منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري شهد تصعيداً لافتاً، بعدما بدأت قوات المجلس الانتقالي بحشد أنصارها وألويتها العسكرية، تمهيداً لاقتحام محافظة حضرموت.

ويضيف أن هذه التحركات لم تُصد بمواجهات عسكرية حقيقية، إذ تمكنت قوات المجلس الانتقالي من السيطرة على محافظتي حضرموت والمهرة، في إطار مساعٍ لتحقيق ما يسميه "الانفصال"، مشيراً إلى أن هذه القوات لم تتعامل مع المواطنين بوصفها قوات عسكرية نظامية، بل تعاملت كعصابات.

انتهاكات وهوية القوة المنفذة

ويقول الجبري إن تلك القوات ارتكبت جرائم وانتهاكات متعددة، من بينها القتل والتصفيات والإعدامات الميدانية ونهب الممتلكات، إضافة إلى الاقتحامات والاختطافات.

ويشير السياسي اليمني إلى أن القوات التي ارتكبت هذه الجرائم تتبع شخصاً قيادياً يعرف بقائد قوات الدعم الأمني التابعة للمجلس الانتقالي ويدعى "أبو علي الحضرمي"، موضحاً أن هذا القيادي تلقى، بحسب تعبيره، تأهيلاً وتكويناً أمنياً في الضاحية الجنوبية لبيروت، في إشارة إلى بيئة سياسية وأمنية مرتبطة بـ"حزب الله".

ويرجح الجبري أن يشكل هذا النوع من التكوين وما يرتبط به من علاقات إقليمية، خطراً على حضرموت نفسها، سواء من خلال الخلفية الأيديولوجية أو عبر ارتباطات محتملة مع إيران و"حزب الله"، وربما مع الميليشيات الحوثية أيضاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رفض حضرمي ومواجهات ميدانية

وفي المقابل، يلفت الجبري إلى أن الشارع الحضرمي بعد هذه التصرفات عبر عن رفضه لوجود هذه القوات، بل قاومها ميدانياً، لافتاً إلى اندلاع معارك كبيرة خاضها أبناء حضرموت ضد قوات المجلس الانتقالي ووجودها.

ويضيف أن هذه القوات تعد آتية من خارج المحافظة وأن حال الرفض الشعبي لا تزال في توسع مستمر، مرجحاً أن تواصل القوات الحضرمية وأبناء القبائل في المحافظة مواجهة المجلس الانتقالي.

ويرى أن تحالف دعم الشرعية لن يتخلى عنهم وسيقف إلى جانبهم، مشيراً إلى أن المجلس الانتقالي كان يمارس سياسة إضعاف للحكومة اليمنية وأن إجراءاته الأخيرة أحدثت شللاً داخل الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي.

ويؤكد أن هذا المسار لا يخدم المعركة الوطنية ضد الميليشيات الحوثية، بل يخدم تلك الميليشيات ذاتها، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

تدخل التحالف وتداعيات إقليمية

ويتابع الجبري أن التطورات في حضرموت دفعت السعودية إلى التدخل عبر إرسال وفد إلى المحافظة والتوصل إلى اتفاق مع قوات المجلس الانتقالي، إلا أن هذه القوات نكثت به، مما دفع القيادة اليمنية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي، للدعوة إلى اجتماع مجلس الدفاع الوطني الذي قدم طلباً رسمياً لتحالف دعم الشرعية للتدخل وحماية المدنيين.

ويشير إلى أن التحالف استجاب لهذا الطلب عبر بيان رسمي، أعقبه تأكيد وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان أن القضية الجنوبية لا يمكن أن تحل بالمغامرات العسكرية، بل بالحوار، مطالباً قوات المجلس الانتقالي بمغادرة حضرموت والمهرة وتسليمهما إلى قوات درع الوطن.

ويضيف الجبري أن تعنت المجلس الانتقالي استمر على رغم هذه المطالب، وشرح أن المعطيات تشير إلى أن تحركاته مدفوعة من قبل الإمارات، مما برز بعد وصول شحنتين من الأسلحة إلى ميناء المكلا ودفع تحالف دعم الشرعية إلى تنفيذ عملية عسكرية محدودة لتدمير هذا العتاد، استناداً إلى طلب رسمي من مجلس القيادة الرئاسي وقرارات مجلس الأمن الدولي.

ويختتم الجبري بالإشارة إلى أن هذه التطورات أعقبها بيان لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي تضمن قرارات وصفها بالمهمة، فضلاً عن بيان مساند من وزارة الخارجية السعودية شدد على ضرورة التزام الإمارات مطالب اليمن، وحذر من تداعيات إقليمية قد تترتب على استمرار هذا المسار.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات