ملخص
قال الناطق باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي أنور العنوني في بيان إن التكتل "يؤكد مجدداً أهمية احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية وفقاً لدستورها ومواثيق الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة". وأضاف "هذا أمر أساس من أجل السلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي برمتها".
حذر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في جلسة برلمانية طارئة اليوم الأحد من أن اعتراف إسرائيل باستقلال إقليم أرض الصومال الانفصالي "يشكل تهديداً لأمن واستقرار العالم والمنطقة".
وقال محمود إن الإعلان الذي جعل إسرائيل أول دولة تعترف بأرض الصومال، "يرقى إلى مستوى عدوان سافر على سيادة واستقلال وسلامة أراضي ووحدة شعب جمهورية الصومال".
أعلنت أرض الصومال استقلالها عن الصومال عام 1991، وتسعى منذ عقود إلى الحصول على اعتراف دولي.
وتحظى الجمهورية المعلنة من طرف واحد بموقع استراتيجي على خليج عدن، ولديها عملتها الخاصة وجوازات سفرها وجيشها، لكنها ظلت معزولة دبلوماسياً منذ إعلانها الاستقلال.
ونددت الحكومة الصومالية والاتحاد الأفريقي الجمعة بإعلان إسرائيل، ودانت مقديشو "هجوماً متعمداً" على سيادتها، واستنكرت مصر وتركيا ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي القرار.
دعا الاتحاد الأوروبي أمس السبت إلى احترام سيادة الصومال بعدما اعترفت إسرائيل رسمياً بمنطقة أرض الصومال كدولة مستقلة.
وقال الناطق باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي أنور العنوني في بيان إن التكتل "يؤكد مجدداً أهمية احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية وفقاً لدستورها ومواثيق الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة".
وأضاف البيان "هذا أمر أساس من أجل السلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي برمتها". وتابع "يشجع الاتحاد الأوروبي على الحوار الهادف بين أرض الصومال والحكومة الفيدرالية الصومالية لحل الخلافات القائمة منذ فترة طويلة".
أصبحت إسرائيل أول أمس الجمعة أول دولة تعترف رسمياً بجمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد "دولة مستقلة ذات سيادة"، وهو قرار من شأنه أن يعيد تشكيل الديناميكيات الإقليمية ويختبر معارضة الصومال طويلة الأمد للانفصال.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستسعى إلى تعاون فوري مع أرض الصومال في مجالات الزراعة والصحة والتكنولوجيا والاقتصاد. وهنأ نتنياهو في بيان رئيس أرض الصومال عبدالرحمن محمد عبدالله وأشاد بقيادته ودعاه إلى زيارة إسرائيل. وقال إن الإعلان "يتماشى مع روح اتفاقات أبراهام التي وقعت بمبادرة من الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب".
وتوسطت الإدارة الأولى لترمب في اتفاقات عام 2020 التي تضمنت إقامة إسرائيل علاقات دبلوماسية رسمية مع الإمارات والبحرين، وانضمت إليها دول أخرى لاحقاً.
وأفاد البيان الإسرائيلي بأن نتنياهو ووزير الخارجية جدعون ساعر ورئيس أرض الصومال وقعوا إعلاناً مشتركاً للاعتراف المتبادل.
وقال عبدالله في بيان إن أرض الصومال ستنضم إلى اتفاقات أبراهام، واصفاً إياها بأنها خطوة نحو السلام الإقليمي والعالمي. وأكد التزام أرض الصومال ببناء الشراكات، وتعزيز الازدهار المتبادل، ودعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
مقديشو تدين "هجوماً متعمداً"
ودانت مقديشو "هجوماً متعمداً" على سيادتها، بينما استنكرت مصر وتركيا ومجلس التعاون الخليجي المؤلف من ست دول ومنظمة التعاون الإسلامي الخطوة الإسرائيلية.
وذكر بيان من مكتب رئيس وزراء الصومال أول من أمس الجمعة أن الحكومة الصومالية نددت بتحرك إسرائيل بوصفه "خطوة غير قانونية" و"هجوم متعمد" على سيادة الصومال، ورفضت أي اعتراف بأرض الصومال.
وأضاف البيان "تؤكد الحكومة الاتحادية عزمها السعي إلى اتخاذ جميع التدابير الدبلوماسية والسياسية والقانونية الضرورية بما يتوافق مع القانون الدولي للدفاع عن سيادتها ووحدتها والحدود المعترف بها دولياً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في منشور على منصة "إكس" أن اعتراف نتنياهو بأرض الصومال دولة ذات سيادة "عدوان غير مشروع" و"يتناقض مع القواعد القانونية والدبلوماسية الراسخة".
وحث الاتحاد الأوروبي أيضاً على احترام وحدة الصومال ودعا إلى إجراء "حوار بناء" بين مقديشو وأرض الصومال لحل الخلافات العالقة.
في غضون ذلك قالت مصر إن وزير الخارجية بدر عبدالعاطي تحدث هاتفياً الجمعة مع نظرائه من الصومال وتركيا وجيبوتي لمناقشة ما وصفوها بالتطورات الخطرة في القرن الأفريقي عقب الإعلان الإسرائيلي.
وقالت وزارة الخارجية المصرية إن الوزراء نددوا بالاعتراف الإسرائيلي وأكدوا دعمهم الكامل لوحدة الصومال وسلامة أراضيه. وأضافت أن الوزراء حذروا من أن الاعتراف بالمناطق الانفصالية يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.
المفوضية ترفض أي اعتراف بأرض الصومال
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف إن المفوضية ترفض أي اعتراف بأرض الصومال، مؤكداً "التزامها الراسخ" بوحدة الصومال وسلامة أراضيه، ومحذراً من أن مثل هذه التحركات تهدد بتقويض السلام والاستقرار في أنحاء القارة.
وقالت الحكومة النيجيرية في بيان على منصة "إكس" إنها "تندد بشدة" بأي تحركات تسعى إلى تقويض النظام الدستوري في الصومال وحثت الدول الأخرى على “العزوف” عن الاعتراف بأي جزء من أراضي الصومال كياناً مستقلاً.
وتتمتع منطقة أرض الصومال بحكم ذاتي فعلي وسلام واستقرار نسبيين منذ عام 1991 حين انزلق الصومال إلى حرب أهلية، إلا أن هذه المنطقة الانفصالية لم تحظَ باعتراف أي دولة أخرى.
وحشد الصومال على مر السنين جهوداً دولية واسعة النطاق ضد اعتراف أي بلد بأرض الصومال.
وتأمل أرض الصومال في أن يشجع اعتراف إسرائيل بها دولاً أخرى على أن تحذو حذوها، مما يعزز نفوذها الدبلوماسي ويوسع نطاق وصولها إلى الأسواق الدولية.
وفي مارس (آذار) الماضي نفى الصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية تلقي أي مقترح من الولايات المتحدة أو إسرائيل لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة. وأكدت مقديشو رفضها القاطع لأي خطوة من هذا القبيل.