Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تحاول باكستان القيام بدور أوسع في أفريقيا انطلاقا من ليبيا؟

خبراء: "التعاون العسكري الليبي- الباكستاني يشير إلى تغيير في التحالفات الدولية"

صدام حفتر مع قائد الجيش الباكستاني عاصم منير (مكتب اعلام القيادة العامة للقوات الليبية)

ملخص

أبرز الدلالات والرسائل السياسية والاستراتيجية لانفتاح شرق ليبيا بقيادة المشير خليفة حفتر على التعاون مع الجيش الباكستاني وتوقيع اتفاق تعاون مشترك، تتمثل أساساً في سعي شرق ليبيا إلى تعزيز قدراته العسكرية ودعم شرعيته الإقليمية.

 

انفتاح دولي على المعسكر الشرقي الليبي ترجمته زيارة قائد الجيش الباكستاني عاصم منير إلى معسكر الرجمة حيث التقى المشير خليفة حفتر ونائبه صدام حفتر.

وتعد زيارة قائد الجيش الباكستاني إلى ليبيا الأولى من نوعها، إذ جاءت مباشرة بعد زيارة الفريق أول ركن صدام حفتر إلى إسلام أباد في يوليو (تموز) الماضي، حيث اتفق الجانبان على تبادل الخبرات والتأهيل والتدريب العسكري، لتعلن القيادة العامة الليبية مباشرة بعد وصول قائد الجيش الباكستاني عن توقيعها اتفاق تعاون ثنائي في المجالات الأمنية والعسكرية، وفق ما ذكر المكتب الإعلامي للقيادة العامة. 

صراع النفوذ 

وفي تعليقه على زيارة عاصم منير إلى ليبيا، يقول المتخصص في الشؤون الأمنية والسياسية العميد عادل عبدالكافي إن الزيارة جاءت بإيعاز من الدول الحليفة لمعسكر الرجمة لأن هناك تعاوناً وثيقاً بين الرياض وإسلام أباد، مضيفاً في حديثه إلى "اندبندت عربية" أن تحرك باكستان نحو الشرق الليبي يندرج ضمن صراع النفوذ المحتدم على البلاد. 

وتداولت وسائل إعلام محلية ليبية معلومات نشرت على موقع "تايمز أوف إسلام أباد"  أن "باكستان تسعى إلى إنقاذ عملتها المحلية "الروبية" التي انهارت من 175 إلى 280 للدولار عبر بيع ما يصل إلى 18 مقاتلة JF-17  لحفتر بعد عقدها صفقة مشابهة مع أذربيجان بلغت ما يعادل 40 مليار دينار ليبي، أي قرابة 5 مليارات دولار.

معلومات نفى صحتها عبدالكافي، منوهاً أن الأوضاع لا تصلح للتلويح بتقديم معدات عسكرية علنية أو عقد صفقات أسلحة، في ظل تواصل حظر السلاح على ليبيا لأنها لا تزال تحت الفصل السابع منذ عام 2011، ولكن تهريب الأسلحة وإدخالها أمر وارد فهو حدث ويحدث، وأوضح أن "عملية إيريني" (أطلقت عام 2020 للقوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي) تحظر عملية الدفع بالسلاح نحو ليبيا، على رغم عمليات التخريب التي تقوم بها مرتزقة الفيلق الأفريقي- الروسي، قائلاً إن دولة مثل باكستان يفترض ألا تقحم نفسها في الصراع الداخلي الليبي.

علاقات دولية بديلة 

وأبرز الدلالات والرسائل السياسية والاستراتيجية لانفتاح شرق ليبيا بقيادة المشير خليفة حفتر على التعاون مع الجيش الباكستاني وتوقيع اتفاق تعاون مشترك، تتمثل أساساً في سعي شرق ليبيا إلى تعزيز قدراته العسكرية ودعم شرعيته الإقليمية.

ويرى العميد المتقاعد من الجيش التونسي والرئيس السابق للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب مختار بالنصر أن الأمر يؤشر إلى أن شرق ليبيا يركز على بناء شبكة علاقات دولية - عسكرية بديلة، بعيداً من الاعتماد على بعض الحلفاء التقليديين مثل روسيا وعدد من دول الخليج فقط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول بالنصر إن حفتر يسعى إلى رفع مستوى الاعتراف بفرض واقعه العسكري لتحسين موقعه في المعادلة السياسية الليبية، فوجود قائد الجيش الباكستاني في بنغازي يحمل دلالة على مدى تقبل بعض الدول لشرق ليبيا كشريك مهم، في أية تسوية مستقبلية بين الأطراف الليبية وهو أيضاً دليل على محاولة تعزيز الشرعية السياسية والعسكرية لحفتر في مجتمع دولي يميل غالباً إلى التسويات.

ويتابع أن باكستان لها رغبة في تعزيز علاقاتها الدفاعية مع ليبيا، والقيام بدور أوسع في شمال أفريقيا وفي المتوسط، مما ينسجم مع توجهات إسلام أباد لتعزيز تعاونها مع دول متعددة في أفريقيا وآسيا.

 

 

ويقول بالنصر إن حضور قائد الجيش الباكستاني إلى ليبيا مؤشر على تحولات في التحالفات الدولية ضمن الملف الليبي، فمن الممكن قراءة هذا التعاون كجزء من تغيرات في خريطة التحالفات حول حفتر مع تراجع بعض الدعم التقليدي له خلال الأعوام الماضية من قبل دول كبرى تغيرت أولوياتها، ويتابع أن هذا الأمر يعطي رسالة للداخل الليبي بأن قيادة شرق ليبيا ليست معزولة، بل تمتلك علاقات استراتيجية مع جيوش دول إسلامية مؤثرة مثل باكستان. 

ويلاحظ أن هذه الخطوة قد تكون لها انعكاسات على المشهد الليبي الداخلي، حيث ستثير قلقاً في الغرب الليبي ولدى بعض الفصائل التي ترى في تحالفات شرق ليبيا مع قوى دولية جديدة تهديدات لتوازن القوى، وتعد هذه التحركات جزءاً من سباق النفوذ داخل ليبيا بين الشرق والغرب.

حليف استراتيجي 

في المقابل، يؤكد المحلل السياسي المقرب من معسكر الرجمة محمد قشوط أن الزيارة تعد استراتيجية وجاءت في توقيت مهم جداً، وتحمل في طياتها رسائل سياسية وعسكرية خلال لحظة حرجة تشهدها وتعيشها ليبيا بين تدخلات دولية وإقليمية وتغيرات تعصف بالمنطقة برمتها سياسياً واقتصادياً، وينوه أن اللقاء الثنائي بين الجيش الليبي والجيش الباكستاني في بنغازي جاء نتاج تنسيق بدأ منذ أشهر، عند زيارة الفريق أول ركن صدام حفتر إلى باكستان ولقاء قائد جيشها عاصم منير.

ويتابع قشوط أن "باكستان لاعب مهم على المستوى الدولي وتحتل مكانة لها وزنها لأنها من بين الدول التسع النووية وترى في ليبيا بعداً استراتيجياً مرتبطاً بملفات دولية لها أهميتها أمنياً واقتصادياً، كما تعد ليبيا باكستان الصديق والحليف القديم للاستفادة من خبراتها والاعتماد عليها في مبدأ تنويع مصادر التسلح".

ويضيف أن "هذه الزيارة تمثل نقلة نوعية مرتبطة برؤية القيادة العامة لعام 2030 لتطوير قدرات القوات المسلحة الليبية التي لم تعُد رهينة الاعتماد على دولة واحدة للتسلح منها، بل إن هناك آفاقاً وأبواباً جديدة وتنوعاً ستعزز من قدرات الجيش الليبي، بخاصة أن الجيش الباكستاني يحتل الترتيب 12 بين جيوش العالم، ويحتل الترتيب السادس في أكبر قوة عاملة نشطة عسكرياً ويملك سلاح الردع الاستراتيجي النووي، ولديه ترسانة نووية تقدر بـ 170 رأساً نووياً".

ويختم قشوط أن التعاون مع الجيش الباكستاني سيكون بمثابة ردع لأية تهديدات مستقبلية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير