ملخص
أعلن محافظ حلب عزام الغريب أن قوات "قسد" المتمركزة في حيي الأشرفية والشيخ مقصود واصلت خروقها المتكررة خلال الفترة الأخيرة مطاولة المدنيين وأمنهم، موضحاً أن "هذه القوات أقدمت اليوم الإثنين على سحب الحواجز المشتركة بصورة مفاجئة ومن دون تنسيق مسبق، أعقبته عمليات استهداف مباشر للمدنيين وقوى الأمن الداخلي والجيش والدفاع المدني".
أوعزت وزارة الدفاع السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" لعناصرهما بوقف تبادل النيران مساء الإثنين، بعد اشتباكات دامية في مدينة حلب أسفرت عن مقتل 3 أشخاص على الأقل.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن وزارة الدفاع أن قيادة الأركان في الجيش السوري أصدرت "أمراً بإيقاف استهداف مصادر نيران قسد بعد تحييد عدد منها".
وأعلنت من جهتها القوات الكردية عن إصدار "توجيهات لقواتنا بإيقاف الرد على هجمات فصائل حكومة دمشق، تلبية لاتصالات التهدئة الجارية".
تفاصيل المواجهات
وقُتل شخصان وأصيب آخرون بجروح جراء استهداف "قوات سوريا الديمقراطية" بالرشاشات الثقيلة والقذائف نقاطاً لقوى الأمن الداخلي والجيش السوري والأحياء السكنية المحيطة بحيي الأشرفية والشيخ مقصود شمال مدينة حلب، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" في وقات سابق الإثنين.
وأعلنت "سانا "عن مقتل "مدني جراء قصف 'قسد' بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ عدة أحياء بمدينة حلب"، في حين أفادت القوات الكردية عن إصابة خمسة مدنيين بجروح، مع تبادل الطرفين الاتهامات بالتسبّب باندلاع الاشتباكات.
وأكدت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية لـ "سانا" أن "قسد" هاجمت بصورة مفاجئة نقاط انتشار قوى الأمن الداخلي والجيش السوري في محيط حي الأشرفية، مما أدى إلى وقوع إصابات بصفوف تلك القوى.
ونفت إدارة الإعلام ما تروجه قنوات تابعة لـ "قسد" من هجوم لقوات الجيش على مواقعها داخل الحيين، مبينة أن الجيش السوري يرد على مصادر نيران "قسد" التي تستهدف منازل الأهالي وتحركاتهم ونقاط انتشار الجيش وقوات الأمن في محيط حيي الأشرفية والشيخ مقصود.
الداخلية توضح
بدورها أوضحت وزارة الداخلية السورية في بيان أن قوات "قسد" المتمركزة في الحيَين المذكورين "أقدمت على الغدر بقوات الأمن الداخلي المتمركزة في الحواجز المشتركة، عقب انسحابها المفاجئ وإطلاق النار على تلك الحواجز، رغم الاتفاقات المبرمة، ما أدى إلى إصابة عنصر من الأمن الداخلي وعنصر من الجيش، إضافة إلى إصابات بين عناصر الدفاع المدني وعدد من المدنيين".
من جهته ذكر مراسل "سانا" في حلب أن "قسد" استهدفت بالرشاشات الثقيلة وقذائف الـ "آر بي جي" والهاون محيط الحيَين والمنطقة الممتدة من دوار شيحان حتى دوار الليرمون، إضافة إلى نقاط الأمن الداخلي، مشيراً إلى إغلاق طريق غازي عنتاب – حلب نتيجة الاستهداف المباشر للطريق.
وأضاف المراسل أن 4 إصابات بينهم امرأة وطفل وصلت إلى مستشفى الرازي جراء القصف على الأحياء السكنية وتحديداً حيَي الجميلية والسريان، بينما أصيب 2 من كوادر الدفاع المدني السوري أثناء تأدية مهامهم على دوار شيحان.
ولفت المراسل إلى نزوح عشرات العائلات من منازلها في الأحياء المستهدفة حيث اضطرت إلى الانتقال بشكل عاجل إلى مناطق أكثر أمناً وخاصة الخالدية وشارع النيل، ولا سيما مع استمرار إطلاق النار العشوائي من قبل قسد والذي يهدد حياة المدنيين ويعرقل وصول فرق الإنقاذ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"الإدارة الذاتية" تدين
في المقابل أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بياناً دانت فيه ما قالت إنه "هجوم شنّته القوات التابعة للحكومة الانتقالية على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، والذي أسفر عن مقتل امرأة، وإصابة عدد من المدنيين الأبرياء". وأضاف البيان "إننا نحمّل المسؤولين في الحكومة الانتقالية المسؤولية الكاملة عن هذه الهجمات وما تخلّفه من تداعيات خطيرة، إذ تسهم بشكل مباشر في خلق الفوضى وزعزعة الاستقرار وتعكير الأجواء السورية العامة، في وقتٍ تتطلب فيه المرحلة أعلى درجات الحكمة وضبط النفس والعمل الجاد نحو التهدئة".
وأشار بيان الإدارة الذاتية إلى أن "ما جرى ليس المرة الأولى التي تُشنّ فيها هجمات على حيي الشيخ مقصود والأشرفية، في خرقٍ متكرر للتفاهمات والاتفاقات السابقة التي وُضعت بهدف منع التصعيد ووقف الانتهاكات وحماية المدنيين. إن هذه الخروقات والتجاوزات، المتمثلة بالاعتداءات المتكررة على الحيين، وسط استمرار الحصار المفروض على الحيين الذين يعيد الى الاذهان ممارسات النظام البعثي البائد، وتدل على اسمرار السياسات ذاتها ضد الشعب، تثير تساؤلات جدية حول مدى الالتزام الحقيقي بحل المسائل العالقة، وحول الجدية في المضي نحو حل شامل يضع سوريا على طريق الأمان، ويحقق آمال وتطلعات الشعب السوري في بناء سوريا ديمقراطية لامركزية، يتمتع فيها جميع السوريين بالحقوق والواجبات على قدم المساواة".
رواية الدفاع المدني
من جهته، قال الدفاع المدني السوري إن "سيارة إنقاذ تعرضت لإطلاق نار أثناء توجه 4 عناصر على متنها إلى مبنى مديرية الطوارئ وإدارة الكوارث في محافظة حلب، الواقع عند دوار شيحان، رغم أن السيارة تحمل شارات الدفاع المدني بشكل واضح والعناصر يرتدون الزي الرسمي".
وأكدت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث أن استهداف فرق الدفاع المدني يُعد "جريمة خطيرة وانتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني، من شأنه عرقلة جهود إنقاذ المدنيين الذين هم بأمسّ الحاجة إلى المساعدة، ويحول دون تقديم الخدمات الإنسانية المنقذة للأرواح".
انسحاب مفاجئ
بدوره أكد محافظ حلب عزام الغريب أن قوات "قسد" المتمركزة في حيي الأشرفية والشيخ مقصود واصلت خروقاتها المتكررة خلال الفترة الأخيرة، والتي طالت المدنيين وأمنهم، موضحاً أن "هذه القوات أقدمت اليوم (الإثيني) على سحب الحواجز المشتركة بشكل مفاجئ ومن دون تنسيق مسبق، أعقبته عمليات استهداف مباشر للمدنيين وقوى الأمن الداخلي والجيش والدفاع المدني".
ودعا المحافظ المواطنين، ولا سيما القاطنين في المناطق القريبة من الاشتباكات، إلى عدم الاقتراب من مواقع التوتر أو سلوك الطرقات المؤدية إلى مركز المدينة حتى إشعار آخر، والالتزام بعدم التجمع في النقاط القريبة، والتعاون الكامل مع قوى الأمن الداخلي حفاظاً على سلامتهم.
كما أوصى سكان مناطق الاشتباك بالبقاء في منازلهم أو في الأماكن الآمنة وعدم تعريض أنفسهم للخطر، مشدداً على ضرورة تحري المعلومات من المصادر الرسمية والموثوقة فقط.
وأشار الغريب إلى رفع مستوى الجاهزية في جميع المديريات المختصة، وفي مقدمتها مديريات الطوارئ والكوارث والصحة والخدمات والشؤون الاجتماعية، لضمان سرعة الاستجابة والتدخل الفوري عند الحاجة، مؤكداً أن "الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين وردع كل مَن يعبث بأمن حلب".