ملخص
منذ إعلان فوز دونالد ترمب بولاية رئاسية ثانية، تحركت السوق بقوة وبخاصة بعد قراره بإنشاء احتياطي استراتيجي من "بيتكوين" ومخزون من الأصول الرقمية.
حمل عام 2025 العديد من المفاجآت في سوق العملات المشفرة، لكن ربما بداية التقلبات العنيفة كانت مع إعلان فوز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية، إذ كانت سوق الـ"كريبتو" تواجه موجة نزيف عنيفة في ظل عدم وجود قوانين تنظيمية حتى الآن.
لكن الدعم الذي تلقته السوق بعد وعود ترمب، دفعها إلى تسجيل مستويات قياسية وتاريخية بقيادة "بيتكوين" التي شهدت جلسات العام الحالي اختراقها مستوى 126 ألف دولار.
وعلى رغم وجود ما يقارب من 10 آلاف عملة مشفرة حتى الآن، لكن ظلت "بيتكوين" هي المتحكم الفعلي في حركة السوق صعوداً وهبوطاً، وتعد القبلة الأولى للمستثمرين سواء الأفراد أو الشركات وحتى الحكومات.
وقبل إعلان فوز ترمب بولاية ثانية، كان يجري تداول "بيتكوين" عند مستوى 68 ألف دولار، لكن بعد أيام من إعلان فوزه، قفزت إلى أعلى من مستوى 80 ألف دولار، ثم واصلت الصعود حتى بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
كيف تحركت "بيتكوين" في 2025؟
الإحصاء الذي أعدته "اندبندنت عربية" يشير إلى أن العملة الأقوى في سوق العملات المشفرة، شهدت تغيرات سعرية كبيرة على مدار تعاملات العام الحالي، ففي يناير (كانون الثاني) الماضي، كان يجري تداول "بيتكوين" عند مستوى 102682 دولاراً، بقيمة سوقية بلغت 2034.70 مليار دولار.
لكن في فبراير (شباط) 2025 انخفض سعرها 96273 دولاراً، بقيمة سوقية بلغت 1908.94 مليار دولار.
ثم واصلت التراجع في مارس (آذار) الماضي لتسجل نحو 82334 دولاراً بقيمة سوقية مجمعة بلغت نحو 1663.86 مليار دولار.
وفي أبريل (نيسان) 2025، عادت "بيتكوين" إلى الصعود لتسجل مستوى 93754 دولاراً، بقيمة سوقية مجمعة بلغت نحو 1861.69 مليار دولار. ثم واصلت الصعود في مايو (أيار) 2025 ليبلغ سعرها 109035 دولاراً، بقيمة سوقية مجمعة بلغت نحو 2166.51 مليار دولار، واستقرت في نهاية تعاملات يونيو (حزيران) 2025 عند مستوى 108385 دولاراً بقيمة سوقية مجمعة بلغت 2155.28 مليار دولار.
لكن، بداية القفزات الكبيرة كانت في تعاملات يوليو (تموز) الماضي، إذ بلغ سعر "بيتكوين" بنهاية تعاملات الشهر، مستوى 119448 دولاراً، بقيمة سوقية مجمعة بلغت نحو 2376.82 مليار دولار.
لكنها عادت إلى الانخفاض إلى مستوى 108236 دولاراً بقيمة سوقية مجمعة بلغت 2155.47 مليار دولار في نهاية تعاملات أغسطس (آب) الماضي.
وبنهاية تعاملات سبتمبر (أيلول) الماضي، بلغ سعر "بيتكوين" نحو 112122 دولاراً، بقيمة سوقية مجمعة بلغت 2234.31 مليار دولار، لكن في أكتوبر الماضي بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 126073 دولاراً، قبل أن تتراجع في نهاية تعاملات الشهر إلى مستوى 114472 دولاراً بقيمة سوقية مجمعة بلغت 2282.63 مليار دولار.
وفي الشهر الماضي، ومع تفاقم حالة عدم اليقين الاقتصادي واتجاه البنك المركزي الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة، نزلت "بيتكوين" إلى مستوى 90394 دولار، بقيمة سوقية بلغت نحو 1803.91 مليار دولار. وخلال تعاملات ديسمبر (كانون الأول) الجاري سجلت العملة الأقوى في سوق المشفرات مستوى 92499 دولاراً، بقيمة سوقية بلغت نحو 1844.45 مليار دولار.
حكومات وشركات كبرى تستثمر في "بيتكوين"
ومع القفزات التي حققتها السوق، فقد تمكنت من جذب شرائح جديدة ومن بينها بعض الحكومات، وكانت السلفادور أول دولة تجعل "بيتكوين" عملة قانونية للدفع في عام 2021، وتستثمر فيه كجزء من استراتيجيتها الاقتصادية، مما أدى لزيادة قيمة استثماراتها.
أيضاً، الولايات المتحدة الأميركية، وهي أكبر مالك حكومي لـ"بيتكوين"، إذ تحصل عليه بصورة أساسية من مصادرة أصول مرتبطة بالجرائم الإلكترونية وتفكيك شبكات غسيل الأموال، ولا تبيعه بصورة نشطة.
وفي مارس 2025، وقع ترمب أمراً تنفيذياً بإنشاء احتياطي استراتيجي من "بيتكوين" ومخزون من الأصول الرقمية، مما يسمح للحكومة الأميركية بالاحتفاظ بأي عملات مشفرة تصادر من المجرمين لمصلحتها.
ومن الدول الأخرى التي يناقش فيها المشرعون أو أنشأوا بالفعل احتياطيات استراتيجية من العملات المشفرة، السلفادور وبوتان وجمهورية التشيك والسويد.
فيما امتلكت المملكة المتحدة نحو 61 ألف وحدة "بيتكوين"، غالبيتها من مصادرات عمليات غسيل أموال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أيضاً، تعد أوكرانيا من الحكومات التي تمتلك العملة الرقمية فيما تمتلك بوتان أكثر من 11 ألف وحدة "بيتكوين" من مشاريع تعدين سرية للطاقة الكهرومائية، بينما تسمح جمهورية أفريقيا الوسطى بتداول "بيتكوين" وتعتبره قانونياً.
وكانت شركة "فيديليتي"، تتوقع أن تبدأ المزيد من الحكومات والبنوك المركزية في شراء "بيتكوين" في 2025، متغلبة على تحفظاتها السابقة، لكن معظم الحكومات تحصل على العملة المشفرة عبر المصادرة لا الشراء المباشر، باستثناء السلفادور. ويُعتبر امتلاك الحكومات لـ"بيتكوين" تنوعاً في الاحتياطات ويُنظر إليه كتحوط محتمل ضد التضخم من قبل مؤيدي العملات المشفرة، على رغم تقلباته.
أيضاً، هناك شركات كبرى تستثمر في سوق العملات المشفرة، إذ تعد شركة "ميكرو استراتيجي" أكبر مالك مؤسسي لـ"بيتكوين"، إذ تشتري بكميات كبيرة وتغير اسم الشركة ليعكس تركيزها على العملات الرقمية، وتُعد رائدة في استراتيجيات احتياطي "بيتكوين".
فيما استثمرت شركة "تيسلا" بقوة في "بيتكوين" وتعتبر من أكبر المالكين، لكنها قد تعدل استثماراتها وتتوسع في قبول العملات المشفرة، وتعد شركة "ماراثون ديجيتال هولدنيغ" وهي شركة تعدين "بيتكوين" مباشرة، وتمتلك كميات كبيرة نتيجة لعمليات التعدين.
أما شركة المدفوعات الرقمية "بلوك سكوير"، فقد بدأت شراء "بيتكوين" في 2020، فيما تمتلك بورصة العملات المشفرة "كوين بيس" كميات كبيرة من العملات المشفرة في موازنتها العمومية.
ماذا يتوقع المحللون والشركات لسوق الـ"كريبتو"؟
وكانت توقعات المحللين لعام 2025 مختلفة كثيراً، فبينما توقع بعضهم تحقيق نمو، رجح آخرون تراجعاً معتدلاً، في حين يرى فريق ثالث أن السعر قد يتحرك بصورة جانبية، وكان من المتوقع أن يتداول سعر "بيتكوين" بين 100 و144 ألف دولار.
أما توقعات عام 2026 فتشير إلى أن سعر العملة الأقوى في سوق المشفرات قد يتحرك في نطاق يتراوح ما بين 92 و138 ألف دولار، ويعتمد اتجاه السعر على المصدر الذي يستند إليه التحليل، أما بالنسبة لعام 2027، فإن التوقعات مختلفة كثيراً، فبعض المحللين يتوقعون ارتفاعاً كبيراً للأصل، بينما يرى آخرون أن السوق قد تبقى مسطحة أو تشهد تراجعاً، ويتراوح النطاق المتوقع ما بين 56 و320 ألف دولار.