ملخص
استطلاع حديث يكشف عن أن ثلثي الأميركيين يرون أن الشهادة الجامعية لم تعد تستحق كلفتها، وسط ارتفاع الرسوم وتراكم الديون، على رغم ارتباطها تاريخياً بفرص عمل أفضل، مما يعكس تحولاً جذرياً في النظرة إلى التعليم العالي كركيزة من ركائز الحلم الأميركي.
أظهرت نتائج استطلاع صادم أن نحو ثلثي الأميركيين باتوا يعدون أن شهادة البكالوريوس (أربعة أعوام دراسة) لم تعد تستحق كلفتها. ففي استفتاء أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" NBC News حديثاً، عبر 63 في المئة من المستطلعين عن اعتقادهم أن الدرجة الجامعية "لا تستحق ثمنها لأن الخريجين غالباً لا يمتلكون مهارات مهنية محددة ويخرجون مثقلين بديون طائلة".
وفي المقابل، أعرب 33 في المئة فقط عن أن الدرجة "تستحق الكلفة لأنها تمنح فرصاً أفضل للحصول على وظيفة جيدة وكسب أكثر على مدى الحياة"، بينما أعرب أربعة في المئة عن ترددهم في تبني موقف محدد.
وشمل الاستطلاع ألف ناخب مسجل بين الـ24 والـ28 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ويعكس هذا التحول تراجعاً حاداً مقارنة باستطلاع مماثل للشبكة نفسها عام 2017، حين كانت الآراء متقاربة أكثر. حينها قال نحو 49 في المئة من الأميركيين إن الحصول على شهادة جامعية أمر يستحق كلفته، بينما قال 47 في المئة إنها ليست كذلك.
وانقسمت الآراء بصورة مشابهة ضمن استطلاع عام 2013، إذ قال 53 في المئة من الأميركيين الذين شملهم استطلاع أجرته شبكة "سي أن بي سي" إن الحصول على شهادة جامعية أمر يستحق الكلفة المدفوعة لأجله.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الاستطلاع الأخير كشف أيضاً عن فجوة حزبية واضحة: 22 في المئة فقط من الجمهوريين يرون أن التعليم الجامعي يستحق الكلفة، مقابل 47 في المئة من الديمقراطيين، فيما جاء المستقلون في الوسط بنسبة 32 في المئة.
وتظهر البيانات التي نشرها مكتب إحصاءات العمل الأميركي هذا العام أن الحصول على شهادة جامعية مرتبط بارتفاع الدخل الأسبوعي وانخفاض معدل البطالة، مقارنة بمن لم يحصلوا على شهادة جامعية.
وتواصل كلفة التعليم الارتفاع. فوفق تقرير "كوليدج بورد" تبلغ الرسوم السنوية داخل الجامعات الحكومية نحو 11950 دولاراً، بزيادة قدرها 340 دولاراً على العام الدراسي 2025-2024.
أما كلفة الدراسة داخل جامعة خاصة غير ربحية فهي أعلى بكثير، إذ تبلغ الرسوم الدراسية في المتوسط 45 ألف دولار أميركي.
وفي الواقع فإن الكلفة الفعلية للحصول على شهادة جامعية تتطلب أربعة أعوام قد تكون أعلى بكثير، وبخاصة عند احتساب كلف أخرى مثل السكن وفوائد القروض الدراسية.
وفقاً لتحليل أجرته "مبادرة بيانات التعليم" عام 2025 من الممكن أن تصل كلفة الاستثمار في درجة جامعية إلى ما يزيد على 500 ألف دولار أميركي، عند احتساب فوائد القروض واحتمال فقدان الدخل أثناء مدة الدراسة.
ويرى خبير استطلاعات الرأي الديمقراطي في "شركة هارت للأبحاث" Hart Research Associates جيف هورويت، والذي ساعد في إجراء استطلاع "إن بي سي نيوز" الأخير، أن النتائج تظهر أن مزيداً من الأميركيين يشككون الآن في قدرة الدراسة الجامعية على منحهم حياة أفضل.
وقال هورويت في تصريح لـ"أن بي سي نيوز"، "من المدهش أن نرى هذا التحول الجذري في المواقف تجاه أية قضية، وخاصة في ما يتعلق بركيزة أساس من ركائز الحلم الأميركي وهي الشهادة الجامعية".
وأضاف "كان الأميركيون يعدون الشهادة الجامعية طموحاً، إذ إنها توفر فرصة لحياة أفضل. أما الآن، فقد أصبح هذا الوعد موضع شك".
© The Independent