ملخص
أثارت الضربات الإسرائيلية الأربعاء والخميس قلقاً لدى سكان القطاع المدمر والمحاصر من عودة الحرب، وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "نحن قلقون بشدة للضربات الجوية الإسرائيلية التي شهدناها، إذ أسفرت عن مقتل مدنيين وإصابة آخرين بالأمس، بينهم أطفال".
جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس الحديث عن أن إسرائيل ستقوم بمهمة نزع سلاح "حماس"، إذا لم تفعلها القوة الدولية.
وأضاف أن هناك سقفاً زمنياً لتجريد "حماس" وغزة من السلاح، موضحاً أنه لن يفصح عنه الآن. وعن معبر رفح، رأى نتنياهو أن فتحه مرهون باستكمال استعادة جميع جثث الرهائن، وفق تعبيره.
وذكر أن مرحلة الحرب انتهت، لكن يمكن العودة للقتال في أية جبهة إذا لزم الأمر.
5 قتلى في غارات على غزة
أعلن الدفاع المدني في غزة الخميس مقتل خمسة أشخاص بينهم طفلة في غارات جوية إسرائيلية على جنوب القطاع فجراً، مما يرفع إلى 32 عدد القتلى جراء الضربات التي شنتها إسرائيل منذ الأربعاء، في ظل تبادلها وحركة "حماس" الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.
وشهد القطاع الأربعاء أحد أكثر الأيام دموية منذ سريان وقف إطلاق النار في الـ10 من أكتوبر (تشرين الأول) بناء على اتفاق يستند إلى خطة للرئيس الأميركي دونالد ترمب. وحذرت قطر، وهي إحدى الدول الوسيطة في المفاوضات، من أن الضربات الإسرائيلية تشكل "تصعيداً خطراً" قد يقوض الهدنة السارية.
وتزامن استئناف إسرائيل ضرباتها على القطاع الفلسطيني المدمر بعد عامين من الحرب، مع غارات شنتها الأربعاء على جنوب لبنان قالت إنها استهدفت مواقع لـ"حزب الله"، الذي تتهمه بإعادة بناء قدراته بعد نحو عام من توصل الطرفين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأفاد الدفاع المدني في قطاع غزة عن مقتل 5 أشخاص في قصف إسرائيلي جنوب القطاع، في الجزء الذي لا يزال خاضعاً للسيطرة الإسرائيلية بموجب هذه المرحلة من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد مجمع ناصر الطبي استقبال جثث القتلى الخمسة، مشيراً إلى أن بينهم طفلة عمرها سنة. وقال صبري أبو سبت الذي فقد ابنه وحفيدته في غارة على شرق خان يونس، "قصفونا بينما كنا نائمين، كنا نائمين مسالمين، نحن مسالمون ولا نريد الحرب".
وقال الجيش الإسرائيلي رداً على استفسار لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه "على علم بغارة شرق الخط الأصفر (خط الانسحاب داخل غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار) التي نفذت لتفكيك بنى تحتية إرهابية"، مشيراً إلى أنه "ليس على علم بوقوع خسائر بشرية"، وأكد أن الغارة "جزء من العمليات الاعتيادية للجيش شرق الخط لأصفر".
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروسيان في مؤتمر صحافي الخميس أن "إسرائيل اتخذت قراراً بتنفيذ هذه الغارات الجوية بصورة مستقلة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
غير أن مسؤولاً أميركاً أكد أن "الولايات المتحدة أبلغت (من إسرائيل) في شأن الضربات".
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مساء الخميس "نحن قلقون بشدة للضربات الجوية الإسرائيلية التي شهدناها، التي أسفرت عن مقتل مدنيين وإصابة آخرين بالأمس، بينهم أطفال".
وأضاف "هذا الأمر يذكر في صورة صارخ بمدى هشاشة وقف إطلاق النار، نحتاج إلى أن يسهر كل طرف على صمود وقف إطلاق النار".
هل ستعود الحرب؟
أثارت الضربات الإسرائيلية الأربعاء والخميس قلقاً لدى سكان القطاع المدمر والمحاصر من عودة الحرب.
وقالت لينا كراز (33 سنة) من حي التفاح في شرق مدينة غزة "طفلتي طوال الليل تسألني، هل ستعود الحرب؟". وأضافت "نشعر بالقلق من عودة الحرب، صوت القصف المدفعي والانفجارات، كانت مرعبة الليلة، متى سينتهي هذا الكابوس؟".
أما محمد حمدونة (36 سنة) الذي نزح خلال الحرب من شمال قطاع غزة إلى خيمة في المواصي غرب خان يونس، فرأى أن "الحرب لم تنته، لم يتغير شيء".
وأضاف "قلت (تراجعت) كثافة الموت، (القتلى) والقصف كل يوم، ما زلنا في الخيام، المدن من ركام، المعابر ما زالت مغلقة، كل مقومات الحياة ما زالت معدومة".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأربعاء شن ضربات على أهداف قال إنها تابعة لـ"حماس" في أنحاء غزة، عازياً ذلك إلى إطلاق مسلحين النار تجاه منطقة تعمل فيها قواته في خان يونس، وقال الجيش في بيان إن هذا "يشكل خرقاً لاتفاق وقف النار"، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات في صفوفه.
"تصعيد خطر"
من جهتها، اتهمت "حماس" إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وقال المتحدث باسم الحركة في غزة حازم قاسم إن "الاحتلال (ارتكب) خرقاً واضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار على قطاع غزة باستهدافه المدنيين وقتله" فلسطينيين "معظمهم من الأطفال والنساء".
وتابع "هذا الخرق يستدعي تحركاً جدياً وفعالاً من الوسطاء للضغط على الاحتلال لوقف هذه الخروقات والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار"، معتبراً أن إسرائيل تتعامل "مع جهود الوسطاء في هذا الشأن باستخفاف صارخ".
ودانت وزارة الخارجية القطرية "بشدة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي الوحشية في قطاع غزة"، معتبرة أنها تشكل "تصعيداً خطراً يهدد بتقويض اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع".
وأكدت في بيان "ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار والالتزام به، بما يمهد لإنهاء الحرب على غزة، وتحقيق السلام العادل والمستدام في المنطقة".
وحتى ظهر الخميس، لم تعلن إسرائيل بعد العودة للالتزام بوقف النار، كما سبق لها أن فعلت عند تنفيذ ضربات في غزة بعد بدء سريان الاتفاق.