ملخص
سجلت السوق السعودية هبوطاً في جلسة اليوم وسط سيولة ضعيفة وبيع مكثف في الأسهم القيادية، خصوصاً قطاع المصارف، بضغط من تراجع سهم "الراجحي"، في ظل تأثيرات سلبية من تذبذب أسعار النفط.
شهدت السوق المالية السعودية (تاسي) جلسة ضاغطة أنهى فيها المؤشر الرئيس تعاملاته على تراجع ملاحظ بنسبة 0.9 في المئة، ليغلق عند 10999 نقطة منخفضاً 100 نقطة عن إغلاق الأمس، في أدنى مستوى للمؤشر منذ نحو شهرين، ليعكس استمرار حالة التصحيح الممتدة منذ بداية العام، إذ تجاوزت خسائر المؤشر حتى الآن أكثر من 1000 نقطة، مما يعادل تراجعاً بنحو 8.6 في المئة مقارنة بإغلاق نهاية العام الماضي، هذا المسار الهابط المتدرج يعبر عن ضغط تراكمي على الشهية الاستثمارية، خصوصاً في الأسهم القيادية التي أصبحت تتحرك تحت وطأة القلق والحذر أكثر من بحثها عن المخاطرة والفرص.
السيولة واتجاهات المتعاملين
وبلغت قيمة التداول في الجلسة نحو 3.6 مليار ريال (960 مليون دولار)، وهو مستوى سيولة يعكس استمرار حالة الفتور في شهية الشراء، وعدم استعداد شريحة واسعة من المستثمرين لضخ سيولة جديدة عند المستويات الحالية للمؤشر.
ضعف السيولة في جلسة حمراء بتلك الصورة يوضح أن البيع كان هو المسيطر، بينما غاب المشتري القوي القادر على امتصاص العروض وإعادة التوازن للسوق، هذا النمط يتسق مع الأجواء العامة التي يغلب عليها الحذر وترقب محفزات نوعية، سواء من نتائج الشركات أم من الأخبار الاقتصادية والتنظيمية.
التأثيرات الخارجية وأرباح الشركات
وأوضح أستاذ المالية الدكتور محمد القحطاني أن ما يحدث في الأسواق الخليجية متأثراً بالأسواق العالمية التي تشهد حالة من التردد والنفور من المخاطرة نتيجة تباطؤ أسعار النفط إلى نحو 64 و65 دولاراً للبرميل، مما يعكس مخاوف من ضعف الطلب المفاجئ ووفرة المعروض، وهو ما وضع ضغوطاً على أسواق الخليج ومنها "تاسي"، إذ ارتبط تراجع النفط مباشرة بتثاقل السيولة وضعف التفاؤل. وأضاف بحسب تحليلات، وظائف السياسة النقدية الأميركية أيضاً دخلت محور الرصد، إذ إن ضعف النفط يضعف الإيرادات في الاقتصادات المعتمدة على الطاقة، مما يقلص جاذبية الأسهم ويتجه المستثمرون نحو الحذر.
في السياق المحلي، والنظر إلى أن الاقتصاد مترابط بصورة كبيرة بقطاع الطاقة، فإن هذا التراجع النفطي يعكس عبر آفاق الأرباح المالية للشركات الكبرى والإيرادات العامة، ويزيد من الضغوط على أسهم المصارف والقيادية، وتحديداً تلك المرتبطة بالأنشطة المرتبطة بالنفط أو الإنفاق الحكومي، مما أسهم في مساءلة متزايدة في السوق وتراجع اليوم.
الهبوط وملامح المرحلة المقبلة
وأكد القحطاني أن أسباب الهبوط الحالي يمكن تلخيصها في تداخل عوامل عدة، أبرزها استمرار الضغوط على قطاع المصارف بقيادة "الراجحي" وضعف السيولة، وغياب محفزات جوهرية قادرة على تغيير مسار المؤشر إلى المدى القصير، مبيناً أن تراجع المؤشر لأدنى مستوى في شهرين وتراكم خسائره منذ بداية العام بنسبة 8.6 في المئة يعززان حالة القلق لدى جزء من المتعاملين، ويدفعانهم إما إلى خفض مراكزهم أو تأجيل قرارات الشراء إلى حين اتضاح الصورة بصورة أكبر، سواء من ناحية مسار نتائج الشركات أم اتجاهات السياسات النقدية والاقتصادية.
في المقابل، تكشف التحركات الانتقائية في بعض الأسهم الصاعدة عن وجود مستثمرين أكثر انتقائية يبحثون عن فرص في أسهم ذات أخبار إيجابية أو توزيعات مجزية، مما يعكس أن السوق تمر بمرحلة فرز وتدوير للمراكز أكثر من كونها موجة بيع عشوائي شاملة.
تحديات الحاجز النفسي
وحول أداء المؤشر أشار الباحث في الشأن المالي عبدالعزيز الرشيد إلى أن الجلسات المقبلة، سيشكل مستوى 11 ألف نقطة حاجزاً نفسياً مهماً، فقد أغلق المؤشر دونه بفارق نقطة واحدة، وهو ما قد يدفع المتعاملين لمراقبة قدرة السوق على استعادة هذا المستوى سريعاً.
واستمرار الضغط على الأسهم القيادية، خصوصاً المصارف، مع بقاء السيولة في مستوياتها الحالية، قد يفتح المجال لمزيد من التذبذب وربما اختبار مستويات دعم أدنى، بينما أي تحسن في السيولة أو صدور أخبار إيجابية تخص الشركات الكبرى قد يمنح المؤشر فرصة لتقليص خسائره وإعادة بناء الثقة تدريجاً بين المستثمرين.
ضغط الأسهم القيادية
أضاف أن "مصرف الراجحي" قاد موجة الهبوط في الجلسة، بعد تراجع سهمه اثنين في المئة ليغلق عند 99.70 ريال (26.6 دولار)، مسجلاً أدنى إغلاق له منذ شهرين، موضحاً أن تراجع سهم بهذا الوزن في المؤشر يفسر جزءاً كبيراً من هبوط (تاسي)، ويشير إلى استمرار الضغوط على قطاع المصارف الذي يعتبر عادة أحد أهم أعمدة السوق المحلية.
وشاركت في الضغط أسهم "الأهلي السعودي" و"سليمان الحبيب" و"أكوا باور" و"بنك البلاد" و"معادن" و"اتحاد اتصالات" و"المراعي" و"دار الأركان" و"الأبحاث والإعلام" التي أنهت الجلسة على تراجعات تراوحت ما بين واحد وأربعة في المئة، مما وسع قاعدة الهبوط ليشمل مجموعة كبيرة من الأسهم القيادية والتشغيلية في قطاعات المصارف والطاقة والصحة والاتصالات والعقار والمواد الأساسية، وهو ما حرم المؤشر من أية محاولة فنية جادة للتماسك فوق مستوى 11 ألف نقطة.
الأسهم الأكثر تراجعاً
وأشار إلى أنه على مستوى التحركات الفردية، تصدر سهما "تهامة" و"طيبة" قائمة التراجعات بأكثر من خمسة في المئة لكل منهما، في إشارة إلى أن موجة البيع لم تقتصر على القياديات فحسب، بل امتدت إلى بعض الأسهم ذات الطابع المضاربي أو تلك التي شهدت ارتفاعات سابقة وتتعرض حالياً لعمليات جني أرباح قوية.
في المقابل، برزت بعض الأسهم الصاعدة التي خالفت اتجاه السوق، إذ ارتفعت أسهم "العربية" و"الإعادة السعودية" و"أم أي إس" بنسب تراوحت بين أربعة وخمسة في المئة، مما يعكس وجود تحركات انتقائية من بعض المتعاملين الباحثين عن فرص في أسهم محددة تتوافر حولها أخبار إيجابية أو تقييمات جذابة مقارنة بمستوى المخاطرة الكلي في السوق.
تحركات بعض الأسهم
سجل سهم "أسمنت القصيم" ارتفاعاً لافتاً بنسبة اثنين في المئة ليغلق عند 42.30 ريال (11.3 دولار)، وجاء هذا الصعود في سياق تفاعل مباشر مع إعلان الشركة توزيعات نقدية للمساهمين عن الربع الثالث، مما أعاد تسليط الضوء على جاذبية بعض أسهم قطاع الأسمنت من ناحية العائد النقدي للمستثمرين متوسطي وطويلي الأجل.
أما سهم "الواحة" فتصدر قائمة الارتفاعات بخمسة في المئة، مدفوعاً بتطبيق تجزئة القيمة الاسمية للسهم من 10 ريالات (2.67 دولار) إلى ريال واحد (0.27 دولار) للسهم، وهو إجراء غالباً ما يسهم في زيادة جاذبية السهم للمستثمرين الأفراد من خلال خفض السعر الاسمي وتسهيل الدخول بأحجام أصغر، مما يعزز السيولة المتداولة على السهم حتى لو ظلت القيمة السوقية الإجمالية للشركة على حالها.
بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على مكاسب
من جانب آخر، أغلقت بورصة الكويت على ارتفاع 25.19 نقطة بنسبة 0.29 في المئة عند 8814.12 نقطة وتم تداول 448.16 مليون سهم عبر 24115 صفقة نقدية بقيمة 102.2 مليون دينار (368 مليون دولار).
وارتفع مؤشر السوق الأول 39.54 نقطة بـ0.42 في المئة عند 9381.36 نقطة من خلال تداول 206.7 مليون سهم عبر 10256 صفقة بقيمة 67.8 مليون دينار (207.4 مليون دولار).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في موازاة ذلك، ارتفع مؤشر (رئيسي 50) بنحو 9.21 نقطة بـ0.11 في المئة ليبلغ مستوى 8414.25 نقطة من خلال تداول 98.6 مليون سهم عبر 6494 صفقة نقدية بقيمة 20.3 مليون دينار (62.11 مليون دولار).
مؤشر الدوحة يرتفع 68 نقطة
وفي الدوحة، أغلق مؤشر بورصة قطر مرتفعاً 68.59 نقطة، بنسبة 0.64 في المئة، ليصل إلى 10751.11 نقطة، وتم خلال الجلسة تداول 130.888 مليون سهم، بقيمة 444.785 مليون ريال (121.8 مليون دولار)، عبر تنفيذ 28117 صفقة في جميع القطاعات.
انخفاض طفيف في مسقط
أما في مسقط، فقد أغلق مؤشر بورصة مسقط "30"، عند 5617.59 نقطة، منخفضاً 4.6 نقطة وبنسبة 0.08 في المئة، وبلغت قيمة التداول 24.873 مليون ريال عماني (64.6 مليون دولار)، مرتفعة 0.5 في المئة.
وأشار التقرير الصادر عن بورصة مسقط إلى أن القيمة السوقية ارتفعت 0.109 في المئة، وبلغت 31.30 مليار ريال عماني (81.2 مليار دولار).
تراجع محدود في سوق أبوظبي
إلى ذلك انخفض مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية 0.2 في المئة عند 9858 نقطة، وبتداول 1.50 مليار درهم (408.3 مليون دولار).
وأقفل سهم شركة "أدنوك للغاز" على انخفاض 0.6 في المئة وبتداول 26 مليون سهم، بينما ارتفع سهم "أدنوك للإمداد والخدمات" 0.5 في المئة وبتداول 22 مليون سهم، وارتفع سهم "بريسايت" 2.2 في المئة وبتداول 12 مليون سهم، فيما صعد سهم "أميركانا للمطاعم العالمية" 1.7 في المئة وبتداول 17 مليون سهم، وكان أكثر السهم تداولاً، سهم "مجموعة تو بوينت زيرو"، إذ ارتفع 6.6 في المئة مع تداول 50 مليون سهم.
استمرار الخسائر في دبي
وأقفل مؤشر سوق دبي المالي منخفضاً 0.6 في المئة عند 5862 نقطة، مع تداول 865 مليون درهم (235.1 مليون دولار).
وأغلق سهم "إعمار العقارية" على انخفاض 1.1 في المئة وبتداول 17 مليون سهم، بينما بقي سهم "طلبات" على ثبات وبتداول 29 مليون سهم، وانخفض سهم "دريك أند سكل إنترناشيونال" 3.0 في المئة وبتداول 56 مليون سهم، بينما ارتفع سهم "الفردوس القابضة" 2.1 في المئة وبتداول قياسي 162 مليون سهم.