Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش السوداني يسترد هبيلا وجبل أبوسنون بشمال كردفان وجنوبها

حمدوك يدعو إلى وقف الحرب ويحذر من تحول مأساة السودان إلى حرب شاملة

نازحون من الفاشر يتجمعون للحصول على الطعام في مخيم طويلة، في 18 نوفمبر الحالي (اللجنة الدولية للصليب الأحمر/ أ ف ب)

ملخص

تدور مواجهات شرسة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في جبهات عدة في إقليم كردفان، بينما تتصاعد الدعوات الدولية إلى وضع حد للحرب السودانية.

يواصل الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" خوض معارك طاحنة ومواجهات شرسة مفتوحة على امتداد إقليم كردفان على أكثر من جبهة في هذا المحور المشتعل، امتدت من تخوم أم درمان، مروراً بمنطقة أم سيالة ومدينة بارا بشمال كردفان، وحتى منطقة هبيلا بولاية جنوب كردفان وبابنوسة بغرب كردفان.

وأكدت القيادة العامة للجيش أن قواتها حققت "تقدماً نوعياً" في جميع محاور كردفان، بعد معارك خاضتها تشكيلات القوات المسلحة والقوات المشتركة (الداعمة للجيش) وقوات الإسناد.

وأوضح بيان لمكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش أن العمليات الحربية أسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد للقوة المعادية، وتأمين عدد من المواقع الحيوية وإعادة الانتشار وفق الخطط المرسومة.

هبيلا  وأبو سنون

وأكدت مصادر عسكرية، تمكن الجيش وحلفاؤه في القوات المشتركة والمساندة الأخرى من اقتحام منطقة جبل أبوسنون غرب الأبيض بشمال كردفان، واسترداد منطقة هبيلا بجنوب كردفان بعد عام ونصف عام من سيطرة "الدعم السريع" عليها، مما يمهد لالتحام قوات الجيش مع مجموعاتها القادمة من منطقة الرهد بشمال كردفان، في ما وصفته مصادر عسكرية بأوسع عملية انفتاح يقوم بها الجيش في إقليم كردفان منذ اندلاع الحرب، مسنوداً بالطيران الحربي والمسيرات.

وتقع هبيلا في الجزء الغربي من ولاية جنوب كردفان، وتبعد نحو 50 كيلومتراً شرق مدينة الدلنج ثاني أكبر مدن الولاية، التي تضم مشاريع زراعية كبيرة، تسهم بنحو 40 في المئة من إنتاج الذرة الكلي بالبلاد.

هجمات متزامنة

وأشارت المصادر إلى شن الجيش وحلفائه أمس الثلاثاء هجمات متزامنة على مواقع سيطرة "الدعم السريع" في ولاية شمال كردفان، وخوض معارك عنيفة بالأسلحة المدفعية الثقيلة والمسيرات في مناطق جبل أبو سنون وأم صميمة وأبو قعود وأم سيالة، في محيط مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان، فيما قصفت مسيرات الجيش تجمعات لـ"الدعم السريع" بمنطقة المزروب ودمرت عدداً كبيراً من الآليات الحربية والعتاد.

وتصدت قوات الجيش أمس أيضاً لمحاولة "الدعم السريع" التقدم نحو منطقة "برنو" غرب مدينة كادوقلي بجنوب كردفان، وكبدتها خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وكشفت المصادر عن معارك عنيفة مع "الدعم السريع" التي تسيطر على مدينة بارا بشمال كردفان، انتهت بتوغل قوة من الجيش و"المشتركة" إلى داخل المدينة وانسحابها لاحقاً لأغراض تكتيكية عقب وصول تعزيزات لـ"الدعم السريع" من مناطق أم بادر والمحيط الغربي للمدينة، مشيرة إلى أن المنطقة ظلت خالية من قوات الطرفين، وسط تأهب القوتان لمعاودة الهجوم وتجدد المعارك بينهما في أية لحظة.

ويسعى الجيش إلى السيطرة على جبهتي بارا وأم سيالة لمنع "الدعم السريع" من الاستمرار باستخدامهما في هجماتها على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، بجانب اتخاذها كمنطلق لاستهداف ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض بالمسيرات.

تصد في بابنوسة

وبينما ما يزال الصراع محتدماً على مدينة بابنوسة بغرب كردفان، قالت مصادر ميدانية إن قوات الفرقة 22 للجيش بالمدينة تعرضت أمس الثلاثاء لهجوم كبير جديد من "الدعم السريع" على مقرها، وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح.

وتعتبر مدينة بابنوسة ذات أهمية استراتيجية، وبجانب كونها آخر معقل للجيش في بولاية غرب كردفان، فهي بالقرب من حقول إنتاج وتكرير النفط في جنوب البلاد، وتتيح السيطرة عليها مورداً اقتصادياً مهماً لـ"الدعم السريع".

وأوضح بيان للقوات المشتركة أن الجيش والقوات المساندة له حققوا أمس نصراً ميدانياً حاسماً في مناطق جبال أبوسنون وهبيلا.

وقالت "المشتركة" إنها تمكنت مع قوات الجيش من الاستيلاء على أكثر من 40 عربة بكامل أسلحتها وتجهيزاتها، وتدمير 44 عربة أخرى، فضلاً عن أسر عدد من عناصر "الدعم السريع".

بدورها أعلنت قوات "درع السودان" المساندة للجيش، اكتمال إعادة تنظيم صفوفها استعداداً لعمليات عسكرية قادمة عقب تنفيذها عملية عسكرية ناجحة في منطقة أم سيالة بولاية شمال كردفان، "أدت إلى "تحطيم قدرات العدو وكسر شوكته بالمنطقة، من خلال ثلاث موجات من الهجمات المتبادلة استخدمت فيها الطائرات المسيرة والمدفعية الثقيلة"، مشيرة إلى إصابة قائدها اللواء أبو عاقلة كيكل بإصابة طفيفة، أثناء قيادته الميدانية للمعارك.

ويشهد إقليم كردفان تصعيداً مطرداً في وتيرة القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، بتجدد المواجهات العنيفة في عدد من المناطق الحيوية بالإقليم، تسببت في أزمات إنسانية وحركة نزوح واسعة ومستمرة بالإقليم الغنى بالموارد الطبيعية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

استعادة أم سيالة

وتقع بلدة "أم سيالة" على بعد نحو 46 كيلومتراً حدود ولاية النيل الأبيض في محلية "أم رمتة"، وتبعد 160 كيلومتراً من حدود ولاية الخرطوم، وكانت قوات "الدعم السريع" تستخدمها كخط دفاع متقدم، ومنصة لإطلاق الطائرات المسيرة نحو ولايتي الخرطوم ونهر النيل.

في المقابل أعلنت "الدعم السريع" استعادتها السيطرة على أم سيالة، وإلحاق هزائم كبيرة بالجيش وحلفائه أمس الثلاثاء، في مناطق جبل أبو سنون وجبل عيسى والعيارة، غرب مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان.

وأكد بيان للمتحدث الرسمي باسم "الدعم السريع" أن قواتها "تواصل الزحف على مواقع الجيش في مختلف الجبهات وتكبده خسائر كبيرة بلغت مئات القتلى، بجانب الاستيلاء على كميات كبيرة من العتاد والمعدات في المعارك التي جرت غرب مدينة الأبيض التي امتدت حتى غرب مدينة أم درمان".

من جهة أخرى كشفت مصادر بوزارة الصحة بولاية شمال دارفور عن إفراج "الدعم السريع" أمس عن وزيرة الصحة الولائية خديجة موسى، ونحو 20 شخصاً من الكوادر الطبية والعاملين في القطاع الصحي، وذلك بعد تعهدهم بالمساعدة في التصدي للانهيار الصحي المتفاقم، والانتشار الواسع لوباء الكوليرا داخل مراكز الإيواء ومراكز الاحتجاز التي تضم آلاف المدنيين.

وكانت قوات "الدعم السريع" اعتقلت خلال هجومها على مدينة الفاشر في الـ26 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ثلاثة من وزراء حكومة الولاية، بينما ما تزال تحتجز وزيرين أعضاء بحركتي "تحرير السودان" و"العدل والمساواة".

على نحو متصل أعلنت شبكة أطباء السودان، وصول أكثر من 243 امرأة حامل من الفاشر إلى معسكرات النزوح منهن 100 امرأة بمنطقة طويلة بشمال دارفور و143 بالدبة بالولاية الشمالية.

وأشارت الشبكة إلى أن فرقها سجلت حالات ولادة داخل معسكر طويلة، بجانب حالات إجهاض أثناء النزوح من الفاشر بسبب الظروف القاسية، مطالبة بتوفير بيئة آمنة للولادة، والحد من الأخطار التي تهدد النساء والفتيات النازحات في ظل الظروف الحالية.

حرب شاملة

سياسياً أكد رئيس تحالف القوى المدنية الديمقراطية الثورية (صمود)، رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك أن "حرب السودان تحولت من مجرد صراع مسلح بين طرفين، إلى حرب شاملة تستهدف الإنسان السوداني في حياته وكرامته وهويته ومستقبله".

وأشاد حمدوك في خطاب للشعب السوداني والمجتمعين الإقليمي والدولي على حسابه بمنصة "إكس"، بالجهود الإقليمية والدولية لاحتواء الأزمة في السودان، بخاصة خريطة طريق المجموعة الرباعية، بوصفها تمثل "بارقة أمل" لإيقاف الحرب وفتح مسار سياسي جديد. وأضاف أن "هناك أدلة موثقة على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، شملت عمليات قتل واسعة، واستخدام الغذاء كسلاح، وانتشار العنف الجنسي، والقصف الجوي العشوائي الذي طاول المنازل والأسواق والمساجد والمستشفيات، فضلاً عن تقارير مخيفة في شأن استخدام الأسلحة الكيماوية، وعمليات تهجير قسري وحرمان جماعي من الأوراق الثبوتية على أساس الهوية والعرق، مما يعرض ملايين لخطر التمييز والإقصاء".

وحذر حمدوك من أن "المجاعة باتت على الأبواب نتيجة لانهيار سلاسل الإمداد والحصار المفروض على مناطق واسعة وانعدام الأمن في طرق الإغاثة".

التزام بريطاني

دولياً أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر تأييدها بشدة وضم صوتها لدعوة نظيرها الأميركي ماركو روبيو الأخيرة، في شأن ضرورة قطع تدفقات الأسلحة والإمدادات الخارجية التي تتلقاها قوات "الدعم السريع".

وأكدت الوزيرة البريطانية في بيان أمام مجلس العموم التزام المملكة المتحدة بالاضطلاع بدورها الكامل لضمان أن يكون الشعب السوداني، وليس أي طرف من الأطراف المتحاربة، هو من يحدد مستقبل السودان"، مبينة أنها وجهت المسؤولين للتقدم بمشروع عقوبات محتملة تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في السودان.

إقليمياً دعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) إلى تحالف عاجل لإنهاء العنف، وحماية المدنيين، وتحقيق الاستقرار في السودان.

وجددت الهيئة في بيان صحافي أمس التزامها الثابت جنباً إلى جنب الاتحاد الأفريقي والشركاء الدوليين، بالدفع قدماً نحو وقف إطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية، ودعم عملية انتقالية موثوقة بقيادة مدنية بالسودان.

إلى ذلك استمع مبعوث الاتحاد الأفريقي لمنع الإبادة الجماعية أداما دينق إلى شرح مفصل من الآلية الوطنية لحقوق الإنسان حول الفظائع التي ارتكبتها "الدعم السريع"، في ما يتعلق بجريمة الإبادة الجماعية التي قامت بها خصوصاً في حق قبيلة المساليت في غرب دارفور وفي ولاية الجزيرة، ومدينة بارا بشمال كردفان وأخيراً في الفاشر.

وأوضح مقرر "الآلية الوطنية" ياسر سيد أحمد الحسن أن وزير العدل السوداني، رئيس الآلية، استعرض للمبعوث الأفريقي العدوان غير المسبوق الذي يتعرض له الشعب السوداني من مجازر وحشية وإبادة جماعية في حق المدنيين العزل، وقتل على أساس العرق ونهب للممتلكات العامة والخاصة وتهجير قسري للمواطنين وتدمير للبنى التحتية، بواسطة "الدعم السريع".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات