أسهم أوروبا تتراجع وسط مخاوف إزاء أسعار الفائدة الأميركية

انخفضت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوى في أسبوع اليوم الثلاثاء، متأثرة بموجة عزوف عن المخاطرة في الأسواق العالمية أثارتها المخاوف في شأن المبالغة في تقييم قطاع التكنولوجيا، وتراجع التوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة الأميركية.

وتراجع مؤشر "ستوكس" 600 الأوروبي 1.1 في المئة إلى 565.4 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وهبطت بورصات رئيسة أخرى في أوروبا مثل بورصتي ألمانيا وفرنسا بأكثر من 1.2 في المئة لكل منهما،

وتسببت أسهم البنوك الأوروبية في أكبر الخسائر للمؤشر، إذ انخفضت بأكثر من اثنين في المئة.

وبينما تتزايد التوقعات بأن تكشف شركة "إنفيديا" عن نتائج مميزة غداً الأربعاء فإن المخاوف تتفاقم من فقاعة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وفي أوروبا، تراجعت أسهم شركات تصنيع معدات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك شركة "سيمنس" للطاقة ثلاثة في المئة وسهم "شنايدر إلكتريك" اثنين في المئة، بينما انخفض سهم شركة "إيه بي بي" أربعة في المئة، بعد أن أكدت الشركة مجدداً توقعاتها لإجمال الإيرادات، مما خيب آمال المستثمرين.
 

"نيكاي" الياباني ينخفض لأدنى مستوى في 7 أشهر

في شرق آسيا، هبط مؤشر "نيكاي" الياباني اليوم الثلاثاء لأدنى مستوى في أكثر من سبعة أشهر مع قيام المستثمرين ببيع أسهم شركات التكنولوجيا، بعد انخفاض "وول ستريت" بصورة حادة الليلة الماضية.

وتراجع "نيكاي" 3.2 في المئة إلى 48702.98 نقطة عند الإغلاق ليسجل أكبر انخفاض يومي منذ التاسع من أبريل (نيسان) الماضي، ونزل مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 2.9 في المئة.

وحققت الأسهم اليابانية مكاسب حادة منذ انتخاب ساناي تاكايتشي رئيسة للوزراء الشهر الماضي، بسبب التوقعات بزيادة الحوافز الاقتصادية.

وأنهت الأسهم الأميركية تعاملات أمس الإثنين على انخفاض حاد، إذ أغلق المؤشران "ستاندرد أند بورز 500" و"ناسداك" عند مستوى أقل من مؤشر فني رئيس للمرة الأولى منذ أبريل2025، وذلك في وقت يستعد فيه المستثمرون للنتائج الفصلية لشركات التجزئة وعملاق الرقائق "إنفيديا"، ويترقبون أيضاً تقرير الوظائف الأميركية الذي طال انتظاره هذا الأسبوع.

الدولار يقفز لأعلى مستوى في أكثر من 9 أشهر

على صعيد أسواق العملات الكبرى، لامس الدولار أعلى مستوى في تسعة أشهر ونصف شهر أمام الين قبل أن يتراجع، وانخفض أمام اليورو اليوم الثلاثاء، وسط قلق المستثمرين إزاء السياسة المالية اليابانية وترقبهم لبيانات أميركية بحثاً عن إشارات حول الخطوة المقبلة لمجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي).

وتراجعت الأسهم العالمية مع تسجيل أكبر عمليات بيع في الأسواق شديدة التأثر بأسهم التكنولوجيا، لكن رد الفعل في سوق العملات ظل محدوداً حتى الآن.

واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام عملات رئيسة أخرى، عند 99.52 نقطة، بعدما أنهى أمس الإثنين سلسلة خسائر استمرت أربعة أيام.

وقال الرئيس العالمي لأبحاث العملات في بنك "إتش إس بي سي" بول ماكيل "هذه البيانات تعكس الماضي لكنها لا تزال ذات أهمية كبيرة"، مضيفاً "تجسد المرحلة التي استأنفت فيها اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة دورة التيسير النقدي، وتأتي بعد أن أبدى رئيس البنك المركزي الأميركي جيروم باول ميلاً إلى التيسير النقدي في تصريحات في شأن أوضاع سوق العمل الأميركية".

ووفقاً لأداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي إم إي"، تتوقع أسواق المال حالياً بنسبة 50 في المئة خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل، مقارنة مع 60 في المئة قبل أسبوع و49 في المئة أمس الإثنين.

وانتعش الين ليسجل 155.05 للدولار في أحدث التعاملات، مرتفعاً 0.15 في المئة خلال اليوم، بعد أن لامس في وقت سابق 155.37 للدولار، وهو أدنى مستوى منذ الرابع من فبراير (شباط) 2025.

وارتفع اليورو 0.05 في المئة إلى 1.1596 دولار، واستقر الدولار الأسترالي عند 0.6494 دولار أميركي، بعد أن أظهر محضر اجتماع بنك الاحتياط الأسترالي حول السياسة النقدية في الثالث والرابع من نوفمبر من الشهر الجاري، أن سعر الفائدة الحالي البالغ 3.6 في المئة يمكن أن يكون مقيداً بعض الشيء، لكنه أشار إلى أن ذلك قد لا يستمر.

الذهب يواصل انخفاضه

على صعيد أسواق المعادن النفيسة، انخفض الذهب للجلسة الرابعة اليوم الثلاثاء، متأثراً بقوة الدولار وتراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة الأميركية الشهر المقبل.

وتراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 4039.19 دولار للأوقية (الأونصة)، وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر (كانون الأول) المقبل 0.9 في المئة إلى 4038.60 دولار للأوقية.

وقال المحلل في "ماريكس" إدوارد ماير "كان الدولار أقوى قليلاً اليوم، وتقلصت بعض عقود المضاربة خلال الأسبوع الماضي، وستشهد سوق الذهب استقراراً في الوقت الحالي".

واستقر مؤشر الدولار مقابل عملات رئيسة بعد ارتفاع حاد في الجلسة السابقة، ويزيد ارتفاع الدولار من كلفة الذهب على حاملي العملات الأخرى.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، انخفض سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 50 دولاراً للأوقية، وارتفع البلاتين 0.3 في المئة إلى 1538.74 دولار، وانخفض البلاديوم 0.5 في المئة إلى 1386.01 دولار.