ملخص
ذكرت وسائل إعلام محلية أن إيران تشهد حالياً "فصل الخريف الأكثر جفافاً منذ 50 عاماً"، ونقلت عن الأرصاد الجوية الوطنية أن المتساقطات هذه السنة أدنى بـ89% من المتوسط الطويل الأجل.
تسبب هطول للأمطار في فيضانات بمناطق من غرب إيران اليوم الإثنين، بعد أشهر من الجفاف الذي أدى إلى أسوأ أزمة مياه في البلاد منذ عقود، ودفع السلطات إلى بدء عملية لتلقيح السحب مطلع الأسبوع.
وأصدرت منظمة الأرصاد الجوية تحذيراً من فيضانات في ستة أقاليم بغرب البلاد اليوم الإثنين، وقالت إنها تتوقع هطول أمطار في 18 من بين 31 إقليماً إيرانياً.
وتقل مستويات هطول الأمطار في أنحاء إيران بواقع 85 في المئة عن المتوسط، مما أدى إلى استنزاف خزانات المياه وقطع الإمدادات، بما في ذلك عن مناطق من العاصمة طهران. وفاقم سوء الإدارة والحفر غير النظامي للآبار والممارسات الزراعية غير الفعالة، من هذه الأزمة التي تقول السلطات إنها اشتدت أيضاً بسبب تغير المناخ.
وتزيد ظروف الجفاف الحادة التي تمتد لفترات طويلة من احتمالات حدوث فيضانات، إذ إن الجفاف يقلل من قدرة التربة على امتصاص المياه.
ونشرت وسائل إعلام إيرانية مقاطع فيديو لفيضانات محدودة في بعض بلدات الأقاليم الغربية، مثل إيلام وكردستان.
وتمكنت إيران أول من أمس السبت من إجراء أول عملية استمطار للسحب هذا العام فوق حوض بحيرة أروميه في شمال غربي إيران، وإلى الشمال من المناطق التي وردت تقارير عن حدوث فيضانات فيها، وفقاً لموقع "نادي الصحافيين الشبان".
واستمطار السحب عملية يجري فيها نشر مواد كيماوية في السحب، لزيادة هطول الأمطار في الظروف التي تمثل فيها ندرة المياه مصدر قلق.
ومع ذلك، لا يمكن تطبيق هذه التقنية إلا عندما تتحسن الظروف البيئية ولا يمكن استخدامها إلا كحل موقت.
وقالت سحر تاج بخش، رئيسة منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية للتلفزيون الرسمي أمس الأحد، إنه "إضافة إلى الكلفة الباهظة لاستمطار السحب، فإن كمية الأمطار التي تنتجها لا تقترب بأية حال من الكمية المطلوبة لحل أزمة المياه الموجودة لدينا".
وأضاف تقرير "نادي الصحافيين الشبان" أن الظروف غير سانحة حتى الآن لاستمطار السحب في طهران.
عمليات لتلقيح السحب
من جهتها أوردت وكالة "إرنا"، ليل السبت، أنه "أجريت اليوم عملية لتلقيح السحب في حوض بحيرة أرومية لأول مرة في السنة الهيدرولوجية" التي تبدأ في سبتمبر (أيلول).
وبدأ منسوب بحيرة أرومية، الأكبر في إيران والواقعة في المناطق الجبلية بشمال غربي إيران، بالانحسار منذ عام 1995 بسبب الجفاف. وأفادت "إرنا" أن عمليات أخرى ستجري لاحقاً في محافظتي أذربيجان الشرقية والغربية.
وتقوم هذه التقنية على الاستمطار من خلال تلقيح السحب بمواد كيماوية مثل يوديد الفضة. وأعلنت طهران العام الماضي أنها طورت تقنيتها الخاصة بهذا المجال.
وتعاني إيران منذ أعوام الجفاف وموجات حر متتالية يتوقع أن تتفاقم على وقع التغير المناخي.
وذكرت إرنا أن البلاد تشهد حالياً "فصل الخريف الأكثر جفافاً منذ 50 عاماً"، ونقلت عن الأرصاد الجوية الوطنية أن المتساقطات هذه السنة أدنى بـ89 في المئة من المتوسط الطويل الأجل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن الوكالة أفادت، أول من أمس السبت، بهطول الأمطار على مناطق عدة في غرب البلاد وشمال غربها.
وبثت وسائل إعلام محلية مقاطع فيديو عديدة تظهر هطول أمطار غزيرة في الأهواز وشوشتار (جنوب غرب)، وكذلك في سلماس وأورميا (شمال غرب)، وأبدانان (غرب). وفي بعض المناطق تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات.
كما نقلت وسائل الإعلام الإيرانية مشاهد لتساقط الثلوج للمرة الأولى هذا الموسم في محافظة ألبرز ومنتجع توجال للتزلج شمال طهران.
وبحسب السلطات المحلية، فإن المتساقطات في العاصمة الإيرانية هي في أدنى مستوياتها منذ قرن، ونصف المحافظات لم تشهد قطرة مطر منذ أشهر.
وتراجع منسوب المياه في السدود التي تغذي عديداً من المحافظات إلى أدنى مستوياته التاريخية.
وفي مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، حذر الرئيس مسعود بزشكيان من أنه قد يتحتم إجلاء سكان طهران بسبب نقص المياه إذا لم تهطل الأمطار قبل نهاية السنة.
وأوضحت الحكومة لاحقاً أن هذا التصريح يهدف إلى تحذير السكان حيال خطورة الوضع، وليس الإعلان عن خطة عملية فعلية.