Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قبضة أمنية لتطهير الداخل الإسرائيلي من عناصر "داعش"

ملاحقات مستمرة للشباب المؤيدين لأفكار التنظيم ومخاوف من تبني نشاطه وعملياته جراء الحرب على غزة

نفذت إسرائيل اعتقالات في مدينة أم الفحم عقب الهجوم المسلح بالخضيرة عام 2022 (الشرطة الإسرائيلية)

ملخص

لا يكاد يمر شهر إلا وتعلن السلطات الأمنية الإسرائيلية اعتقال فلسطينيين من إسرائيل تتهمهم بالانتماء إلى التنظيم والتخطيط لشن هجمات في داخل إسرائيل، في "تزايد ملحوظ لمستوى تهديد التنظيم، وارتفاع نسبة الانضمام إليه"، منذ بدء الحرب على قطاع غزة.

على رغم أن تنظيم "داعش" لم ينجح في إقامة بنية تنظيمية داخل إسرائيل، فإن ذئابه المنفردة تنتشر بين الفلسطينيين في ظل خشية إسرائيلية من تصاعد نشاطهم، وسعي تل أبيب إلى تدميره في مهده عبر الملاحقات المستمرة لعناصره.

ولا يكاد يمر شهر إلا وتعلن السلطات الأمنية الإسرائيلية اعتقال فلسطينيين من إسرائيل تتهمهم بالانتماء إلى التنظيم والتخطيط لشن هجمات في داخل إسرائيل، في "تزايد ملحوظ لمستوى تهديد التنظيم، وارتفاع نسبة الانضمام إليه"، منذ بدء الحرب على قطاع غزة.

وجاء ذلك الازدياد استجابة لدعوة قيادة التنظيم بعد أيام على هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 لتنفيذ عناصره هجمات في إسرائيل وأوروبا وأميركا، وبحسب الدعوة فإنه "لا يمكن تحرير فلسطين من اليهود إلا من خلال عودة الخلافة، وليس من خلال المنظمات الفلسطينية المسلحة القومية".

ومع أن مئات الفلسطينيين ومعظمهم من داخل إسرائيل التحقوا بالقتال إلى جانب التنظيم بعد سفرهم إلى سوريا والعراق قبل القضاء على دولته، إلا أن انضمام الفلسطينيين إلى التنظيم بدأ يتصاعد، وفق تقييمات إسرائيلية.

ويتولى جهازا "الشاباك" والشرطة الإسرائيليين ملاحقة المتهمين بالانتماء للتنظيم، وكان اعتقالهما أربعة شبّان من القدس آخر تلك الأمثلة بتهمة تأييدهم تنظيم "داعش"، والتخطيط لـ"استهداف اليهود".

وتمدد المحكمة اعتقال هؤلاء الشبان بصورة مستمرة مع استمرار التحقيقات معهم، في ظل تأكيد مشاهدتهم كميات كبيرة من محتوى التنظيم عبر الإنترنت، استعداداً لما يُسمونه "حرب نهاية العالم الكبرى ضد اليهود".

وأشار بيان لجهاز "الشاباك" إلى أن المتهمين الأربعة بدأوا اقتناء معدات عسكرية وأسلحة، لكن تلك الاعتقالات لا تتوقف إذ تعلن السلطات الإسرائيلية عن تفكيك خلايا للتنظيم بخاصة في شمال إسرائيل وبلدات منطقة المثلث.

واعتبر مسؤول إسرائيلي في جهاز "الشاباك" حالات الاعتقال تلك تدل على "ظاهرة خطرة للغاية، وسيتم التعامل معها بحزم"، ولم يتمكن التنظيم من تنفيذ هجمات في إسرائيل إلا بصورة محدودة، إذ أعلن عام 2022 تبنيه هجومين في كل من الخضيرة وبئر السبع قتل خلالهما ستة إسرائيليين.

ونفذ هجوم بئر السبع بالدعس والطعن محمد أبو القعيان من بلدة حورة المجاورة، إذ اعتقلته السلطات الإسرائيلية قبلها بأعوام على خلفية دعمه تنظيم "داعش"، وبعد أيام شن الشابان أيمن وابراهيم إغبارية من مدينة أم الفحم هجوماً مسلحاً في مدينة الخضيرة أدى إلى قتل شرطيين إسرائيليين اثنين قبل قتلهما.

وجاء ذلك الهجوم بعد أعوام على تبني تنظيم "داعش" هجوماً أدى إلى قتل شرطية إسرائيلية في القدس.

وفي فبراير (شباط) الماضي أصدرت المحكمة المركزية في القدس ثلاثة أحكام بالسجن المؤبد و40 عاماً على وسيم سعيد بعد إدانته بقتل ثلاثة إسرائيليين في القدس والانتماء لتنظيم "داعش"، لكن السلطات الإسرائيلية دأبت على إفشال مخططات لتنفيذ هجمات مسلحة، وتفكيك خلايا بسبب ملاحقتها المستمرة للفلسطينيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي أكتوبر 2024 قدمت النيابة العامة الإسرائيلية لائحة اتهام ضد خمسة مواطنين من مدينة الطيبة في المثلت تتهمهم فيها بالتخطيط لتفجير مجمع تجاري في تل أبيب بواسطة سيارة مفخخة، وجاء في لائحة الاتهام أن المتهمين انضموا إلى تنظيم "داعش" بعد الحرب على غزة، وأنهم شاهدوا منشورات للتنظيم في الشبكات الاجتماعية "وعبروا عن تأييد للتنظيم وأيديولوجيته".

ويرى المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية حسن أبو هنية أن "تراجع الفصائل المسلحة الفلسطينية مثل ’حماس‘ و’الجهاد‘ يعطي قبلة الحياة لتنظيم ’داعش‘، ولذلك فإن الخشية الإسرائيلية منه في مكانها".

وبحسب أبو هنية فإن "داعش" يوفر "تعويضاً وبديلاً أكثر تطرفاً لتلك الفصائل"، وتوقع "تصاعد حضور التنظيم في إسرائيل وارتفاع عدد هجماته"، مشيراً إلى أن "القبضة الأمنية المشددة من إسرائيل والسلطة الفلسطينية تمنع إقامة أي هياكل تنظيمية لتنظيم ’داعش‘".

ولذلك فإن ظاهرة "الذئاب المنفردة" وفق أبو هنية، هي التي تنتشر في إسرائيل، "مع تراجع التنظيم عالمياً"، وأوضح أن قتال اليهود والصليبين هو "جوهر عمل الجهادية العالمية"، مضيفاً أن تنظيم "داعش" دمج بين الأبعاد المحلية والعالمية.

 وأضاف المتحدث أنه اعتباراً من 2020 أصبح "هناك التفات من التنظيم إلى فلسطين، لكن في ظل صعوبة تجنيده عناصر، واعىقال ’حماس‘ مئات منهم بعد مواجهتها مع مجلس شورى المجاهدين وجيش الأمة وجيش الإسلام التابعين للتنظيم".

ويرى مؤسس مجموعة "ريماركس" لتحليل العنف السياسي في لندن مراد بطل الشيشاني أن غياب أيديولوجية وطنية جامعة في فلسطين وفي المدن الفلسطينية في إسرائيل، وعودة عناصر تنظيم ’داعش‘ من سوريا والعراق يشجعان على انتشار التنظيم".

وبجسب الشيشاني فإن الواقع الفلسطيني يدفع باتجاه تبني أفكار متطرفة كالتي يحملها تنظيم "داعش"، لكن الشيشاني أشار إلى وجود "مبالغات في الإعلانات الرسمية الإسرائيلية، فإسرائيل تعطي تقارير غير واضحة تصف ’حماس‘ بـ’داعش‘ وهناك نوع من الميوعة في البيانات".

 ومع أن الشيشاني قال إن وجود فصائل فلسطينية قوية مثل "فتح" و"حماس" مرتبطة بالبعد الاجتماعي لفلسطين يُصعب انتشار "داعش"، لكنه أشار إلى أن "تراجع تلك الفصائل يفتح الباب أمام التنظيم للانتشار"، وأوضح أن "مدن المثلت توفر بيئة خصبة للتنظيم بسبب طبيعتها المحافظة، وغياب الأيديولوجيا الأخرى في ظل انتشار الجريمة المنظمة فيها".

إلا أن الباحث في الشؤون الإسرائيلية محمد هلسة قلل من خطورة تنظيم "داعش" وإمكان تنفيذه هجمات في إسرائيل، وذلك لأنها "ليست ضمن أولويات التنظيم في هذه المرحلة"، وأوضح أن "التركيز لدى التنظيم ينصب على قتال الأنظمة العربية وإقامة نظام خلافة إسلامية".

وبحسب هلسة فإن تل أبيب تعمل على "تهويل خطر تنظيم ’داعش‘" مشيراً إلى أن "ما يجري ليس سوى عمليات فردية في ظل غياب الخلايا المنظمة".

وأوضح أن كثيراً من الفلسطينيين التحقوا بتنظيم "داعش" في خارج فلسطين، في ظل غض السلطات الإسرائيلية البصر عنهم والسماح لهم بالسفر، وأضاف أن ذلك يعود إلى "رغبة إسرائيل بتنفيس غضب هؤلاء في الخارج وليس ضدها".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير