Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا ينتظر عناصر "حماس" العالقين في نفق برفح؟

الجيش الإسرائيلي ضخ خرسانة وأدخل مواد متفجرة إلى الأنفاق في الخط الأصفر رغم وجود مقترحات لحل الأزمة وفقاً لبنود خطة ترمب

انسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق محددة بحسب خرائط ترمب (رويترز)

ملخص

بحسب التسوية التي تحاول أميركا التوصل إليها، فإنها تخطط لنفي مقاتلي حركة "حماس" العالقين في نفق في رفح إلى تركيا، وبعد ذلك سيجري توزيعهم على دول عدة، إذ تعمل إدارة واشنطن بحكم علاقتها القوية مع أنقرة على ذلك.

بينما يحاول الوسطاء إيجاد حل لإخراج عناصر حركة "حماس" العالقين داخل نفق في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، بدأت إسرائيل بإطلاق النار عليهم، وكذلك تجاهلت جميع مقترحات الحلول وأخذت تضخ الخرسانة في السراديب وتدخل المواد المتفجرة أسفل الأرض لإقصائهم.

عالقون من دون اتصال

في مارس (آذار) الماضي، عندما استأنفت إسرائيل حربها ضد قطاع غزة، انتشر عناصر "حماس" المسلحون في مناطق الالتحام مع الجيش الإسرائيلي، وظلوا في ثكناتهم العسكرية متمركزين، حتى انقطع الاتصال بينهم وقياداتهم العسكرية والسياسية.

وعندما توصلت "حماس" وإسرائيل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وفقاً لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فشلت الحركة في الاتصال بالمقاتلين "الحمساويين" الموجودين في أنفاق مدينة رفح لإبلاغهم بانتهاء الحرب، وظلوا عالقين في السراديب الهجومية حتى حدثت مناوشات قتالية بينهم وجنود إسرائيليين.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، انسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق محددة بحسب خرائط ترمب، لكن المقاتلين موجودون في أنفاق داخل نطاق الخط الأصفر ويخرجون في بعض الأحيان للالتحام مع جنود الجيش الإسرائيلي، فتبرر "حماس" بأنهم لا يعلمون بالتوصل إلى اتفاق إنهاء الحرب، مما تسبب في أزمة قد تؤدي إلى انهياره.

خطة ترمب المرجعية

بسرعة تدخل الوسطاء لمعالجة ملف "أهل النفق" العالقين في رفح، وبما أن خطة ترمب للسلام والازدهار في غزة هي المرجعية الوحيدة للاتفاق، وبموجب البند السادس منه، فإنه "سيجري العفو عن عناصر ’حماس‘ الذين يلتزمون التعايش السلمي ونزع سلاحهم، وسيوفر ممر آمن للراغبين في مغادرة غزة إلى الدول المستقبلة".

 

وبناء على هذا البند، اقترح الوسيط الأميركي البدء بتنفيذ هذا الاتفاق، ويقول المبعوث ستيف ويتكوف "حل المسألة سيكون اختباراً للخطوات المستقبلية في خطة وقف إطلاق النار الأوسع نطاقاً، من خلال توفير ممر آمن لهم إلى المناطق التي تسيطر عليها ’حماس‘ في غزة".

ولم يعجب هذا الحل إسرائيل، إذ لا تزال "حماس" تسيطر على نصف قطاع غزة الغربي، ولجوء أهل النفق إلى تلك المنطقة يعني أنهم قد يعودون لصفوف الحركة، وخروجهم الآمن والعفو عنهم غير مكتملي الأركان، لهذا رفضت هذا الاقتراح.

مقترح كوشنر

سافر المبعوث الأميركي جاريد كوشنر إلى إسرائيل لعلاج الأزمة، والتقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واقترح عليه "ترحيل مسلحي ’حماس‘ موقتاً إلى دولة ثالثة مقابل تعهدهم بالتخلي عن السلاح ووقف نشاطهم العسكري".

وقال كوشنر "معالجة هذه القضية بمثابة مشروع تجريبي لنزع سلاح حركة ’حماس‘ تدريجاً في غزة، مما يعني الانتقال الفعلي إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترمب".

ووفقاً للمجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) فإنه أبدى موافقة على هذه التسوية التي تنص على أن "تسمح إسرائيل بترحيل المقاتلين من دون أن يمسوا بأذى، وفقاً لخطة ترمب التي تسمح لعناصر ’حماس‘ بالحصول على عفو عن أفعالهم فقط إذا سلموا أسلحتهم وتعهدوا بعدم العودة للقتال، إلا أنه حتى الآن لم توافق أية دولة على استقبالهم".

نفي

بحسب التسوية التي تحاول أميركا التوصل إليها، فإنها تخطط لنفي مقاتلي حركة "حماس" العالقين داخل نفق في رفح إلى تركيا، وبعد ذلك سيجري توزيعهم على دول عدة، إذ تعمل إدارة واشنطن بحكم علاقتها القوية مع أنقرة على ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول القيادي في "حماس" محمد نزال "أنقرة ضمن الوسطاء تعمل مع الولايات المتحدة على هذه القضية التي تتناول ملفات أمنية حساسة"، وبالفعل أكد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية أن الجانب التركي يتوسط في المحادثات حول مصير 200 فلسطيني.

وطلبت تل أبيب للموافقة على نفي عناصر "حماس" إبرام صفقة مع الحركة، تقضي بالإفراج عن جثمان الضابط الإسرائيلي هدار غولدن الذي أسرته عام 2014 في أنفاق رفح، وبالفعل استجابت "حماس" لذلك وسلمته، إلا أن إسرائيل ماطلت في القبول.

إسرائيل تريد القضاء عليهم

والمماطلة الإسرائيلية جاءت بعد انتقادات وتهديدات من داخل حكومة نتنياهو، إذ قال عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان إن "نتنياهو تعهد أمام الأميركيين بالإفراج عن المقاتلين من رفح، من دون قرار من المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية الكابنيت ومن دون التشاور مع الجهات الأمنية، هذا جنون مطلق، يجب منح العطاشى للدم خيارين فقط، الاستسلام والسجن أو الموت".

ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير ضغط على نتنياهو أيضاً، وقال "يجب القضاء على جميع المقاتلين العالقين في الأنفاق، إما أن يستسلموا وإما أن نقضي عليهم، وإذا استسلموا، سنأخذهم بملابسهم الداخلية إلى قاعدة سيدي تيمان للتحقيق معهم".

مبدأ الاستسلام غير وارد

تنتظر حركة "حماس" رداً من المستوى السياسي في تل أبيب عبر الوسطاء حول إجلاء مقاتليها من تلك الأنفاق، ويقول متحدثها حازم قاسم "لا يوجد في قاموس الحركة مبدأ استسلام أو تسليم النفس إلى العدو. على الوسطاء تحمل مسؤولياتهم وإيجاد حل يضمن استمرار وقف إطلاق النار".

ويضيف أن "تل أبيب افتعلت هذه الأزمة لإيجاد مبررات تعود من خلالها لحرب، وتخترق الخطة الأميركية للسلام في غزة، هناك حلول إيجابية طرحت على طاولة البحث، لكن إسرائيل ترفض السماح بخروج المحاصرين في أنفاق رفح حتى الآن".

 

ويوضح قاسم أنه من بين الحلول المقترحة التي وافق عليها الجميع، كان إخراج المقاتلين من الأنفاق وعودتهم لداخل الخط الأصفر، مما لم توافق عليه إسرائيل، الموضوع يتعلق بحسابات خاصة بنتنياهو وما يجري داخل حزبه.

ويبين قاسم أن "حماس" أعطت الوسطاء المساحة التفاوضية لمعالجة الملف، لكن تل أبيب حولت قضية المقاتلين في رفح إلى أزمة تفاوضية تتخذها ذريعة للتنصل من استحقاقات الاتفاق.

إجراءات إسرائيل الفردية

وتجاهلت إسرائيل كل عروض الوسطاء، وهذا ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية "كان" التي أكدت أن لا نية لدى تل أبيب حتى الآن للسماح بخروج المحاصرين في رفح.

في الميدان بدأت إسرائيل بتنفيذ خطوات عسكرية ضد العالقين داخل الأنفاق، إذ أطلق الجنود النار صوب أربعة منهم، فقتل ثلاثة، كما بدأت بتدمير الأنفاق في رفح، وأيضاً بدأ الجيش بضخ خرسانة وإدخال مواد متفجرة إلى نفق يحتمي فيه عشرات المقاتلين.

ويعلق نزال أن "هذه التطورات تعني أن إسرائيل أغلقت الباب أمام المفاوضات، وبدأت ترتكب جريمة جديدة بضخ الأسمنت في النفق، مما قد يؤدي إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم تتراجع تل أبيب عن هذه الانتهاكات".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير