Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من غزة إلى الفاشر: تنوعت الفيديوهات والإبادة واحدة

من يقول بالفرق بين البرهان وحميدتي وأبولولو كمن يحاول التفريق بين بن غفير وسموتريتش ونتنياهو

تشير تقارير ومصادر عدة إلى أن "يوتيوب" أزال أكثر من 700 فيديو توثق انتهاكات إسرائيلية لفلسطينيين (أ ف ب)

ملخص

تدور حرب ضروس في السودان على السلطة والقوة والمال والذهب بين قائدي الحرب عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ "حميدتي" منذ أبريل (نيسان) 2023، وترتكب فظائع لا تقل عن تلك التي ارتكبت في غزة، من قتل وتعذيب واغتصابات جماعية، وتهجير ونهب وسلب وإذلال وتطهير عرقي.

يخرج علينا وزير الأمن القومي في حكومة نتنياهو، إيمتار بن غفير، بفيديو يظهر فيه بعض من قال إنهم مقاتلون من النخبة في قوات "القسام" التابعة لحركة "حماس"، وهم مقيدو الأيدي والأرجل ومعصوبو الأعين، ويفاخر بأنهم معذبون معتقلون وينتظرون الموت بالإعدام.

فيديو آخر تسرب يظهر اغتصاباً جماعياً لمعتقل فلسطيني على يد جنود إسرائيليين يفاخرون بما فعلوا ويقهقهون، والفيديو سربته المدعية العامة في الجيش الإسرائيلي الجنرال يفعات يروشالمي، ثم اختفت وقيل إنها انتحرت، ثم عُثر عليها واتهمها بنيامين نتنياهو بأن ما قامت به يعتبر عملاً إرهابياً لأنه يشوه صورة إسرائيل.

تُجمع معظم منظمات حقوق الإنسان العالمية ذات الصدقية على أن ما جرى في غزة هو حرب إبادة، وهي حرب وثّقت بالصوت والصورة، حيث تجري تصفية شعب بأكمله وتهديم مدنه وبيوته وقراه، وتستهدف حرب الإبادة هذه أول ما تستهدف الأطفال، حتى لا يكبروا ويستمر جيل الشعب الفلسطيني في غزة، وتسجل الشهادات المرئية والمحكية عمليات اغتصاب ممنهجة بل وحتى سرقة أعضاء الضحايا وإجراء تجارب طبية نادرة عليهم، وأخرى تظهر دفن ضحايا بالعشرات في مقابر جماعية، وتشير تقارير ومصادر عدة إلى أن "يوتيوب" أزال أكثر من 700 فيديو وثق انتهاكات مخزية للفلسطينيين على أيدي الإسرائيليين.

وفي الفاشر شمال كردفان وسط السودان، يظهر شخص معتوه اسمه أبولولو يفاخر بأنه سيقتل 2000 شخص سوداني، وينهر شخصاً مصاباً على الأرض ثم يُطلق النار عليه وعلى آخرين بكل برود وبلادة وغياب ضمير أو شعور.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تدور حرب ضروس في السودان على السلطة والقوة والمال والذهب بين قائدي الحرب عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو منذ أبريل (نيسان) 2023، وتُرتكب فظائع لا تقل عن تلك التي ارتكبت في غزة، من قتل وتعذيب واغتصابات جماعية وتهجير ونهب وسلب وإذلال وتطهير عرقي، في حرب إبادة لا تختلف عما يجري في غزة سوى أن القاتل والضحية من الجنسية والدين نفسهما، فكلهم سودانيون وغالبيتهم مسلمون، لكن قوات الدعم السريع مارست التطهير العرقي والقبلي ضد قبائل بعينها منذ عام 2003 حين كانت تسمى الـ "جنجويد"، وهي كلمة مركبة من "الجن الذي يحملون رشاش الجويد ويركبون الجياد"، وكان دقلو قائد تلك المجموعة آنذاك، فأتى به البشير، قائد "الإخوان المسلمين" وحاكم السودان حتى سقوطه بثورة عام 2019، وشرعن قواته التي تقاسمت السلطة بعد سقوطه مع جيش البرهان الذي يسمى مجازاً "جيش السودان"، لكنه لا يقل شراسة وبشاعة عن قوات الدعم السريع، وقد اختلف القائدان على السلطة والزعامة فأشعلا حريقاً يلتهم الشعب السوداني بأكمله منذ ثلاثة أعوام.

إن من يقول بالفرق بين البرهان وحميدتي وأبولولو كمن يحاول التفريق بين بن غفير وسموتريتش ونتنياهو، فملة الإبادة والجرائم واحدة، ومن يدين الاعتقالات العشوائية من دون محاكمات للسودانيين في دارفور وكردفان، واعتقالات الفلسطينيين في الضفة وغزة على يد الإسرائيليين من دون محاكمات، مع مطالب بإدانة الإعدامات العشوائية التي نفذتها ولاتزال حركة "حماس" في غزة من دون محاكمات، بعد التوقف الهش لحرب الإبادة الإسرائيلية؟

إن الضحية لا تهمه جنسية أو دين القاتل، فالرصاصة عمياء لا تفرق بين جسد وجسد، بحسب لون أو دين أو عرق الضحية، ومن تتفاوت مشاعرهم تجاه ضحايا الإبادة أو الإعدامات في دارفور أو غزة، بحسب دين أو لون أو عرق القاتل، فعليهم مراجعة الأولويات داخل ضمائرهم إن وجدت.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء