ملخص
أجبر آلاف الإسرائيليين الذين يعيشون قرب الحدود الشمالية مع لبنان على إخلاء منازلهم لشهور عندما بدأ "حزب الله" إطلاق صواريخ على إسرائيل عقب اندلاع حرب غزة في أكتوبر عام 2023.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد إن جماعة "حزب الله" تسعى إلى إعادة التسلح وإن إسرائيل ستمارس حقها في الدفاع عن النفس بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم العام الماضي إذا لم ينزع لبنان سلاح الجماعة.
وفي مستهل اجتماع لمجلس الوزراء قال نتنياهو إن إسرائيل "ستتصرف إذا لزم الأمر" في حال لم يتخذ لبنان خطوات لمنع تحول أراضيه إلى جبهة قتال من جديد.
وتوسطت الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 في وقف إطلاق نار بين لبنان وإسرائيل بعد صراع دام أكثر من عام والذي أشعلته حرب غزة، لكن الضربات الإسرائيلية عبر الحدود استمرت بشكل متقطع. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم الأحد أنه قتل أربعة أفراد من "حزب الله".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن على الحكومة اللبنانية الوفاء بالتزامها بنزع سلاح جماعة "حزب الله" وإخراجها من جنوب لبنان.
وأضاف كاتس أن إسرائيل ستواصل أقصى جهود الإنفاذ وتكثفها لحماية سكان شمال إسرائيل.
وقال كاتس في بيان إن "’حزب الله‘ يلعب بالنار والرئيس اللبناني يماطل"، وأضاف "يتعين تطبيق التزام الحكومة اللبنانية نزع سلاح ’حزب الله‘ وإخراجه من جنوب لبنان. التنفيذ بأقصى شدة سيتواصل بل سيتكثف حتى... ولن نسمح بأي تهديد لسكان شمال" إسرائيل.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وافق لبنان على أن تقتصر حيازة السلاح على قوات الأمن الحكومية فقط، وهذا يعني نزع سلاح "حزب الله" بالكامل.
وأفادت مصادر في الجيش اللبناني لـ"رويترز" بتفجير كثير من مخابئ أسلحة "حزب الله" حتى نفدت المتفجرات لدى الجيش، وتتوقع المصادر استكمال تمشيط جنوب البلاد بحلول نهاية العام.
وأضعفت الحرب مع إسرائيل "حزب الله"، الذي كان في وقت ما القوة السياسية المهيمنة في لبنان، وأسفر ذلك الصراع عن مقتل الآلاف من مقاتلي الجماعة وأمينها العام السابق حسن نصرالله.
والتزم "حزب الله" علناً وقف إطلاق النار ولم يعارض السيطرة على مخابئ الأسلحة غير المأهولة بعناصره في الجنوب، ولم يطلق النار على إسرائيل منذ إعلان وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
ومع ذلك تصر الجماعة على أن نزع السلاح، بحسب ما ورد في نص الاتفاق، ينطبق فقط على جنوب لبنان، وألمحت إلى أنه إذا تحركت الدولة ضدها فقد يؤدي ذلك لإشعال صراع داخلي.
وعلى رغم وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 مع "حزب الله"، تبقي إسرائيل قوات في خمس نقاط حدودية وتواصل شن غارات تقول إنها تستهدف بنى عسكرية وعناصر في الحزب تتهمهم بنقل وسائل قتالية أو محاولة إعادة بناء قدرات الحزب.
صواريخ قصيرة المدى
ونقلت قناة "العربية" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن هناك "تقديرات جدية أن ’حزب الله‘ بدأ يستعيد قدراته، وأنه نجح في تهريب مئات الصواريخ القصيرة المدى من سوريا"، مضيفاً "أوصلنا رسالة أننا قد نقصف الضاحية مجدداً إذا لم ينزع سلاح الحزب"، وتابع المسؤول "مصر دخلت على خطة الوساطة لمنع التصعيد على جبهة لبنان، ولن ننسحب من المناطق الخمس جنوب لبنان في المستقبل القريب، ولن نسمح بإعادة بناء خط القرى اللبنانية المباشر على الحدود الشمالية".
وأجبر آلاف الإسرائيليين الذين يعيشون قرب الحدود الشمالية مع لبنان على إخلاء منازلهم لشهور عندما بدأ "حزب الله" إطلاق صواريخ على إسرائيل عقب اندلاع حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023.
وأشعل ذلك نزاعاً استمر أكثر من عام وتخللته حرب مفتوحة استمرت شهرين قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار خلال عام 2024. وأضعفت الحرب الحزب المدعوم من إيران لكنه ما زال مسلحاً وقادراً على الصمود مالياً.
وفي سبتمبر (أيلول) 2024 قتلت إسرائيل أمينه العام حسن نصرالله إلى جانب كثير من كبار قادته الذين قضوا خلال الحرب.
ومنذ وقف إطلاق النار كثفت الولايات المتحدة الضغط على السلطات اللبنانية لنزع سلاح الحزب، وهي خطة عارضها "حزب الله" وحلفاؤه.
سلام في القاهرة
من ناحية أخرى التقى رئيس وزراء اللبناني نواف سلام وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي في القاهرة اليوم الأحد، وقال متحدث باسم الخارجية المصرية إن عبدالعاطي رحب بالزخم الذي تشهده العلاقات المصرية – اللبنانية خلال الأشهر الأخيرة على المستويين الرئاسي والوزاري.
وجدد وزير الخارجية تأكيد موقف مصر الثابت في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية، وبسط سيطرة الدولة على كامل أراضيها، فضلاً عن مساندة مؤسساتها الوطنية لتمكينها من الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة في الحفاظ على استقرار البلاد وصون أمنها.
وأعاد تأكيد الموقف المصري الداعم للبنان في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، مشدداً على ضرورة التنفيذ الكامل وغير الانتقائي لقرار مجلس الأمن رقم 1701، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية.
الضربة الأخيرة
ولم تتوقف إسرائيل عن تنفيذ ضربات جوية في لبنان على رغم الهدنة، إذ تفيد عادة بأنها تستهدف مواقع "حزب الله"، وكثفت هجماتها في الأيام الأخيرة.
وتوغلت قوة عسكرية إسرائيلية فجر الخميس الماضي إلى بلدة بليدا، وقتلت موظفاً كان يبيت داخل مبنى البلدية، مما دفع الرئيس اللبناني جوزاف عون للطلب من الجيش "التصدي" لأي توغل إسرائيلي "في الأراضي الجنوبية المحررة"، في إشارة إلى المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية بعد الحرب الأخيرة مع "حزب الله".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودعا عون إلى مفاوضات مع إسرائيل في منتصف أكتوبر الماضي بعدما لعب الرئيس الأميركي دونالد ترمب دور وساطة أسهم في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.
لكن عون اتهم إسرائيل لاحقاً بالرد على دعوات التفاوض بمزيد من "الاعتداءات" التي أدى آخرها إلى مقتل أربعة أشخاص في النبطية السبت، بحسب وزارة الصحة اللبنانية. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية بأن الجيش الإسرائيلي استهدف سيارة "بصاروخ موجه".
وأكد الجيش الإسرائيلي الضربة قائلاً إنها أودت بعنصر في قوة الرضوان في "حزب الله" في جنوب لبنان، وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بالعربية إن الشخص المستهدف هو "مسؤول الدعم اللوجيستي" في قوة الرضوان وكان "يروج لعمليات نقل وسائل قتالية وكان يهم بمحاولات لإعادة إعمار بنى تحتية إرهابية لـ’حزب الله‘ في جنوب لبنان"، مشيراً إلى مقتل ثلاثة عناصر آخرين في القوة، وأضاف أن "أنشطة الإرهابيين شكلت تهديداً على دولة إسرائيل ومواطنيها وخرقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
وعلى رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 حرباً بين "حزب الله" وإسرائيل استمرت قرابة عام أبقت تل أبيب قواتها في خمس نقاط استراتيجية في جنوب لبنان وتواصل بانتظام شن غارات جوية دامية.
ويتهم لبنان إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية أميركية فرنسية في الـ27 من نوفمبر من خلال الضربات والإبقاء على قوات داخل أراضيه، فيما تتهم تل أبيب "حزب الله" بالعمل على ترميم قدراته العسكرية.
ونص الاتفاق على تراجع "حزب الله" من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية فيها، وحصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية، كما نص على انسحاب إسرائيل من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب.
وقررت الحكومة اللبنانية، بضغط أميركي، في أغسطس (آب) الماضي، تجريد "حزب الله" من سلاحه، ووضع الجيش خطة من خمس مراحل لسحب السلاح في خطوة رفضها الحزب، واصفاً القرار بأنه "خطيئة".