ملخص
شهدت إنجلترا ارتفاعاً مقلقاً في حالات السل، مما دفع السلطات الصحية إلى التحذير من أعراضه وتأكيد أهمية الاكتشاف المبكر، وسط انتشار أكبر في المناطق الحضرية وبين الفئات المهمشة، مما يهدد تحقيق أهداف القضاء عليه بحلول عام 2035.
أظهرت الأرقام ارتفاعاً حاداً في إصابات داء السل في إنجلترا، وهو ما دفع المسؤولين إلى حث مقدمي الرعاية الصحية على الانتباه للأعراض.
وفي التفاصيل، سجلت حالات هذا المرض البكتيري المعدي ارتفاعاً بنسبة 14 في المئة تقريباً في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، وهو أكبر ارتفاع سنوي منذ بدء الرقابة الوطنية.
ووفقاً لـ"وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" UK Health Security Agency (UKHSA) [هيئة حكومية تنفيذية تتبع لوزارة الصحة مسؤولة عن حماية الصحة العامة ومكافحة الأمراض المعدية]، سجل المسؤولون 5490 بلاغاً عن إصابات بالسل، مقارنة بـ4831 حالة سجلت في عام 2023.
وتظهر البيانات الأولية ارتفاعاً إضافياً في حالات هذا المرض، الذي قد يكون فتاكاً، بنسبة 3.9 في المئة خلال النصف الأول من عام 2025.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويأتي هذا الارتفاع في أعقاب زيادة بنسبة 10.6 في المئة في الحالات عام 2023، مما عكس الاتجاه نحو الانخفاض على المدى الطويل في حالات السل منذ أن بلغت ذروتها السابقة عام 2012.
وتشير هذه الأرقام إلى أن إنجلترا تحيد عن مسارها لتحقيق أهداف منظمة الصحة العالمية، الرامية إلى القضاء على السل إلى حد كبير بحلول عام 2035، التي تهدف إلى خفض عدد المصابين به بنسبة 90 في المئة.
ويصيب السل الرئتين بصورة رئيسة، وقد يؤثر في أي جزء آخر من الجسم، بما في ذلك العقد الليمفاوية والعظام والدماغ، وقد يؤدي إلى التهاب السحايا، وينتشر المرض عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس.
وعلى رغم أن هذا المرض قد يكون فتاكاً، إلا أنه يمكن الشفاء منه إذا اكتشف مبكراً وعولج بالمزيج المناسب من المضادات الحيوية المخصصة.
ما هي الأعراض؟
تشمل أعراض السل سعالاً يستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع، وارتفاعاً في درجة الحرارة، والتعرق الليلي، وفقدان للشهية، فقدان الوزن غير المبرر، وقد يخلط أحياناً بينه وبين الإنفلونزا أو كوفيد-19.
وعلى رغم أنه قد يكون مرضاً مميتاً في الحالات الحرجة، إلا أنه يمكن علاجه بالمضادات الحيوية، ولكن يظل الاكتشاف المبكر أمراً مهماً.
وفي تحذير نشرته الوكالة على موقعها الإلكتروني في وقت سابق من هذا العام، حثت فيه مقدمي الرعاية الصحية على توعية المجتمعات بالأعراض الرئيسة، بما في ذلك السعال المصحوب بالبلغم الذي يستمر لأسابيع عدة.
أين تنتشر حالات السل بكثرة؟
يحدث مرض السل بسبب بكتيريا تنتمي إلى "مركب المتفطرة السلية" (Mycobacterium tuberculosis complex)، وينتشر المرض في الغالب عن طريق السعال والعطس.
ولا تزال المناطق الحضرية، مثل لندن، هي الأمكنة التي يكون فيه المرض أكثر انتشاراً. إلا أن ارتفاعات سريعة سجلت أيضاً في مناطق ويست ميدلاندز، ويوركشير وهامبر، والجنوب الغربي.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بالسل؟
تظهر الأرقام أن الأفراد المولودين خارج المملكة المتحدة شكلوا ثمانية من كل 10 حالات جرى الإبلاغ عنها في إنجلترا العام الماضي.
كما يوجد ارتباط واضح بالحرمان الاجتماعي وعدم المساواة، إذ يرتفع خطر الإصابة بين الأشخاص الذين يعانون التشرد، أو الإدمان على المخدرات والكحول، أو أولئك الذين لهم احتكاك بنظام العدالة الجنائية.
وتوضح أرقام الوكالة أن سكان المناطق الأكثر حرماناً في إنجلترا شهدوا معدلات إصابة، تفوق بخمس مرات المعدلات المسجلة لدى سكان المناطق الأكثر ثراء.
© The Independent