ملخص
فاز فيلم "ضع روحك على يدك وامش" من إخراج سبيدة فارسي بجائزة سينما من أجل الإنسانية جائزة اختيار الجمهور، وهو الفيلم الذي تناول قصة المصورة الصحافية الفلسطينية فاطمة حسونة التي قتلت في غارة إسرائيلية وشارك الفيلم في مهرجان "كان" الأخير، كما فاز بالجائزة نفسها الفيلم المصري "هابي بيرث داي".
أسدل الستار على الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي الذي شاركت فيه نحو 60 دولة من أنحاء العالم.
وتنوعت الأعمال بين القضايا الإنسانية والاجتماعية والقصص الحقيقية التي تصدرت صفحات الأخبار في الوطن العربي.
"نجمة الجونة"
فاز فيلم "ضع روحك على يدك وامش" من إخراج سبيدة فارسي بجائزة سينما من أجل الإنسانية جائزة اختيار الجمهور، وهو الفيلم الذي تناول قصة المصورة الصحافية الفلسطينية فاطمة حسونة التي قتلت في غارة إسرائيلية وشارك الفيلم في مهرجان "كان" الأخير.
وفاز بالجائزة نفسها فيلم المصري "هابي بيرث داي" من إخراج سارة جوهر، بطولة نيللي كريم وحنان مطاوع وشريف سلامة والطفلة ضحى رمضان.
وقد فازت مجموعة من الأفلام المميزة بجائزة الجونة وتنوعت بين المصرية والتونسية.
فحصد نجمة الجونة الفضية، فيلم "لو المحظوظ" من إخراج تشوي لويد لي، أما الفيلم المصري "المستعمرة" من إخراج محمد رشاد فحصد جائزة نجمة الجونة البرونزية، ونال فيلم "وين ياخدنا الريح" من إخراج آمال القالتي، جائزة أفضل فيلم عربي روائي بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
مالك يحصد أفضل ممثل
بينما فازت الممثلة ليا دروكير عن دورها بفيلم "من أجل آدم" من إخراج لورا واندل، بجائزة أفضل ممثلة، حصد جائزة أفضل ممثل النجم المصري أحمد مالك، عن دوره في فيلم "كولونيا" من إخراج محمد صيام.
وأعرب أحمد مالك عن سعادته بالجائزة وبوصفه أول ممثل مصري يحصل على جائزة أفضل ممثل، وقال إنه عشق التمثيل والفن اختاره فمنح له حياته وبذل مجهوداً حتى استحق هذا التكريم.
وقررت لجنة تحكيم المسابقة منح فيلم "الحج" من إخراج كايال سيمون تنويهاً خاصاً.
"الحياة بعد سهام"
وكشفت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية عن فوز فيلم "دائماً" بجائزة الجونة الذهبية، الفيلم الوثائقي من إخراج ديمينج تشين، وحصد النجمة البرونزية فيلم "أورويل: 2+2=5" من إخراج راؤول بيك.
وذهبت جائزة أفضل فيلم عربي وثائقي للفيلم المصري "الحياة بعد سهام" من إخراج نمير عبدالمسيح.
ومنحت لجنة التحكيم فيلم "كيف تبني مكتبة" من إخراج مايا ليكو، وكريستوفر كينج، تنويهاً خاصاً.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة حصد فيلم "أغابيتو" من إخراج كايال دانيل روميرو، وأرفين بيالرمينو بجائزة نجمة الجونة الذهبية، فيما حصد جائزة نجمة الجونة الفضية فيلم "لوينز" من إخراج دوريان جيسبرز، أما جائزة نجمة الجونة البرونزية فذهبت إلى فيلم "فتاة الماء" من إخراج ساندرا ديمازيير.
وحصل فيلم "الشيطان والدراجة" من إخراج شارون حكيم على جائزة أفضل فيلم عربي قصير، فيما فاز فيلم "البذور" من إخراج بريتاني شاين بجائزة نجمة الجونة الخضراء.
تكريم خاص
وحرص مؤسسا مهرجان الجونة نجيب وسميح ساويرس في حفل الختام على تكريم متخصص المهرجانات انتشال التميمي، الذي شغل منصب مدير مهرجان الجونة السينمائي، قبل أن ينضم لعضوية المجلس الاستشاري الدولي لمهرجان الجونة السينمائي.
وتضمنت الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي مجموعة أفلام كبيرة من مختلف دول العالم، جمعت بين الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية والقصيرة.
وبرزت السينما المصرية في دورة هذا العام بعرض خمسة أفلام في مسابقات المهرجان المختلفة، إضافة إلى فيلم الافتتاح "هابي بيرث داي"، وكذلك استضافة العرض الخاص لفيلم "السادة الأفاضل" بحضور صناعه وأبطاله.
أما لجان التحكيم فشارك فيها عدد كبير من أبرز نجوم وصناع السينما في الوطن العربي والعالم.
وترأست الممثلة المصرية ليلى علوي لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، بمشاركة جيونا نازارو ورشيد مشهراوي وكاني كوشروتي وناهويل بيريز بيسكايارت، فيما ترأس المخرج الفرنسي نيكولا فيليبير لجنة الأفلام الوثائقية الطويلة، وضمت اللجنة أسماء المدير سونا كارابوغوسيان ومحمد سعيد أوما وهالة جلال.
وترأس لجنة الأفلام القصيرة المخرج مهدي فليفل، وشارك فيها أندريا جاتوبولوس وجولييت كانو وسعاد بشناق ومصطفى الكاشف، بينما ضمت لجنة النجمة الخضراء جانا وهبة ومي الغيطي ونيكلاس إنغستروم.
"سيني جونة" للمواهب
وتشارك الجونة عبر منصة "سيني جونة" في اختيار مواهب ومشروعات وتقديم الدعم لها حتى تخرج للنور في صورة أفلام سينمائية بين الروائية الطويلة والوثائقية والقصيرة.
واختار المهرجان هذا العام مجموعة من المشروعات، وأعلن عن اختيار 120 موهبة ومشروعاً ليكونوا ضمن خطة المنصة الإنتاجية والإشرافية حتى يتم المشروع بالكامل.
وشهد هذا العام تقدم أكثر من 1000 موهبة شابة للمشاركة في برنامج "سيني جونة للمواهب الناشئة"، بما في ذلك مسارات SeeMe وكلاكيت تاني مرة وزوايا، وحرص المهرجان على دعم عدد كبير ورعاية جيل جديد من المواهب السينمائية المميزة التي تبشر بتقديم فكر وفن ومدارس مبتكرة، وتعد بتحمل مسؤولية بناء مستقبل سينمائي مختلف للصناعة.
مشوار 3 نجمات
في الأثناء احتضن مهرجان الجونة في دورته الثامنة مشوار ثلاث نجمات جمع بين الفن والإنسانية، ومثلت كل واحدة منهن علامة بارزة تحمل أحلاماً وبصمات واضحة على المستوى الاجتماعي والسينمائي، وهن الأسترالية كيت بلانشيت والمصريتان يسرا ومنة شلبي .
وجمع بين الممثلات الثلاث مبدأ مهم وهو الإيمان بأن السينما ليست مجرد شاشة، بل مسؤولية تجاه الإنسان.
وأقيمت ندوات خاصة لكل منهن وفتحن الحديث حول أحلامهن ودورهن في المجتمع إنسانياً، وكيف يكون الفن طريقاً مهماً لفهم الحياة ومساعدة الآخرين إضافة إلى دوره الترفيهي .
وقدمت كل منهن خلاصة تجربتها الإنسانية والمهنية ليتعلم منها الآخرون على مستوى التمثيل أو الاستمرارية ومواصلة الطريق.
بلانشيت ودعم القضايا
كانت النجمة الأسترالية كيت بلانشيت من أهم مفاجآت المهرجان وتم تكريمها بشكل خاص لدورها الإنساني الكبير في دعم القضايا واللاجئين.
ومنح المهرجان جائزة "بطلة الإنسانية" للنجمة الحائزة جائزة الأوسكار، سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، وقدمها لها نجيب وسميح ساويرس بصفتهما الرسمية كمؤسسين للمهرجان.
وبدأت بلانشيت حديثها بالكشف عن توجهها الأساس وقناعاتها، وأبرزها أن الفن والإنسانية ليسا طريقين منفصلين بل هما عنصران مترابطان.
وتطرقت إلى الحديث عن دورها الإنساني وقالت إنها من خلال رحلاتها مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أدركت أن كل إنسان يملك طاقة وقدرة على التغيير إذا أتيحت له الفرصة.
وأشارت إلى أن السينما يجب ألا تظهر اللاجئين كضحايا فحسب، بل كبشر لهم قدرات وطموحات.
وأوضحت أن البدء من جديد في حياة اللاجئين أهم كثيراً من البكاء على الفقد الذي تعرضوا له.
ولهذا فالتحدي يكمن في مساعدتهم على استئناف الحياة بشكل يحمل كرامة وقوة، وأوضحت أن في بعض أفلامها بخاصة الأخيرة تتعمد أن تنتبه لنقطة مهمة وهي كيف تنسج السينما خيوط الهوية والانتماء، وكيف تتحول العدسة إلى مرآة تعيد للإنسان مكانته.
وأضافت بلانشيت أنها بحكم كونها ممثلة تعرف أثر الصورة تعلم جيداً أنه إذا أحب الجمهور القصة فقد فتحت الباب للتغيير، لهذا يجب أن نقدم قصصاً ملهمة تخدم الإنسانية وتغير الواقع بقدر المستطاع.
وأشادت النجمة العالمية بالدور الذي تؤديه مصر في دعم السلام والحد من الصراعات الإقليمية، وكذلك اهتمامها باستقبال اللاجئين والنازحين من دول مثل سوريا والسودان، مؤكدة أن منح هؤلاء اللاجئين فرصة للعيش والاندماج في المجتمع المصري هي "تجارب مهمة" يجب تسليط الضوء عليها عالمياً، مشددة على ضرورة التركيز على البعد الإنساني والاهتمام بالنازحين.
وتحدثت باختصار عن مشوارها الفني وكيف بدأت من مصر كممثلة صامتة بالصدفة في فيلم "كابوريا" لأحمد زكي ولم تكن تعلم أنها ستتحول لممثلة في يوم من الأيام، إذ عرض عليها شخص أن تظهر في مشهد سينمائي مقابل وجبة غداء عبارة عن ساندوتش فلافل وقبلت من باب التجربة، ثم أراد القدر أن تكون ممثلة بعد أعوام من هذه التجربة التي لم تخطط لها أو تمنحها اهتماماً.
واختتمت حديثها عن الجانب السياسي والإنساني بقولها الفرد وحده لن يصنع شيئاً وعلينا أن نجتمع حتى نصنع فارقاً في مساعدة الآخرين، وشددت على جملة تؤمن بها وهي أن السينما لا تعيش في القاعات فحسب، بل في ضمير الناس ما وما نفعله معاً أعظم مما يفعله أي فرد.
50 عاماً سينما
أما الفنانة يسرا فكان لها تكريم مميز بسبب مرور 50 عاماً على بدايتها السينمائية التي حفلت بأعمال وأدوار حملت شخصيات ورسائل إنسانية عدة.
وقالت يسرا في ندوتها إن الفن حين يلتقي بالإنسان يصبح حباً لا ينتهي، ونصحت الجميع ألا يفقد الأمل في تحقيق حلمه مهما أظلمت الحياة في وجهه، وروت أنها قدمت 25 فيلماً في بدايتها ولم تر النور أعواماً لدرجة أنها لقبت بالنجمة المعلبة، وعندما عرضت الأعمال فشلت فشلاً ذريعاً، مما جعلها تقرر الابتعاد عن مجال السينما لكن إيمانها بالمحاولة جعلها تواصل الطريق.
وقالت "الموهبة لا تكفي وحدها ولكن يجب التحلي بالذكاء والصبر، لأن الاستمرارية صعبة المنال في ظل عالم مليء بالصعوبات، والنجاح الحقيقي سره الأول القدرة على التعلم من الهزيمة".
وتوقفت يسرا عند تجربتها مع المخرج يوسف شاهين، ووصفتها بأنها علمتها الحياة والتمثيل والإنسانية في الوقت نفسه.
وفي حديثها عن مشهدها القصير مع أحمد زكي في فيلم "معالي الوزير"، قالت "مشهد صغير من الممكن أن يغير تاريخاً، وهذا الفيلم كان علامة في حياتي على رغم أن دوري مجرد مشهد"، وأوضحت أنها تؤمن بعبارة تختصر فلسفتها الأساسية وهي أن الأثر لا يقاس بالمدة، بل بالصدق، ونصحت الجميع أن يكون صافي النية ورقيق القلب ولا يحمل الضغائن لأن الجمال الداخلي هو ما يستمر ويظهر على الوجه.
ووصفت علاقتها بزملائها أنها قائمة على السند والود والمحبة، لأن المواقف الصعبة لا تنتهي من الحياة ويجب أن تكون العلاقات الإنسانية قوية وتسبق أي مصالح أو أحقاد.
ووصفت الفن بأنه مسؤول عن المجتمع وقيمته ورسائله الإنسانية، لأن الناس تحب القصص وتصدق الحكايات وإذا أحبوا نجماً كان رسولاً يسمعون منه ما يريد ما دام مؤمناً برسالته وصادقاً في الوقت ذاته، لذلك تحرص أن تكون أعمالها مزيجاً بين الرسائل الإنسانية والمجتمعية، إضافة إلى قالب التشويق والمتعة والترفيه حتى يشعر الناس بجمال المحتوى ولا يعتقدون أنه رسائل موجهة ومباشرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واختتمت أن الفن ذاكرة والممثل واجهة لتلك الذاكرة وعليه أن يتحمل تلك المسؤولية والشرف بكل أمانة.
رحلة صادقة
في ندوة أخرى ضمن المهرجان لمناسبة تكريمها بجائزة الإنجاز الإبداعي بمهرجان الجونة تحدثت منة شلبي عن مسيرتها الإنسانية والمهنية وأحلامها كممثلة عربية، وقالت إنها تعتبر نفسها ممثلة هاوية بأجر محترف، وأوضحت أن التمثيل بالنسبة إليها "رحلة صادقة لا تبحث فقط عن الشهرة، بل عن التعبير الحقيقي".
وقالت منة إنها تعيش مع الشخصيات التي تقدمها في كل عمل، وتحمل همومها خارج موقع التصوير.
وأشارت إلى أن الصدق في الأداء هو ما يجعل الناس تتأثر، ولو كان هناك أي زيف أو سطحية بمشاعر الممثل تجاه الشخصية لن يصل الإحساس للناس وسيدركون فوراً وجود فاصل وحاجز.
ووصفت شلبي أداءها بأنه ينتمي إلى مدرسة "التمثيل المنهجي" وهو طريقة مرهقة جداً نفسياً للمؤدي لأنه يقوم على أن يعيش الممثل التجربة بكاملها، فيتوحد مع الشخصية إلى درجة تلامس واقعه الداخلي، وهو ما يمنح الأداء عمقاً إنسانياً حقيقياً، لكنه يظل مؤثراً بالممثل حتى بعد الانتهاء من العمل.
وأوضحت أنها تملك شجاعة الاعتراف بالخطأ والاعتذار وهذا شيء ضروري جداً ومكمل لفكرة أن تكون صادقاً وحقيقياً، فأحياناً قد تختار بشكل خاطئ، أو تعتذر عن عمل فتجده لاحقاً يحقق نجاحاً كبيراً، لكنها تعد كل تجربة درساً جديداً في رحلتها الفنية والإنسانية وتحاول عدم تكرار عيوب اختيارها أو رفضها.
وأكدت أنها ترى التمثيل الحقيقي يبدأ من الرغبة في الاكتشاف، لذلك لا تبحث عن الأدوار السهلة أو المتوقعة، بل عن تلك التي توقظ بداخلها الشغف والفضول.