Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مدينة الدولار" الهندية تنهار تحت وطأة التعرفة الأميركية

رسوم ترمب تعطل مصانع النسيج وآلاف العمال يفقدون وظائفهم في تيروبور

تسببت رسوم ترمب في تسريح آلاف العمال من بين أكثر من 600 ألف شخص يعتمدون على هذا قطاع النسيج (أ ف ب)

ملخص

تيروبور مدينة صناعية تعج بورش الخياطة ومصانع النسيج، لكن بعد ارتفاع الرسوم الأميركية، توقفت الطلبات، وجمد المشترون الأميركيون الشحنات، وبدأ بعضهم يطالب بخفضات تصل إلى 20 في المئة لتعويض كلفة الرسوم.

"مدينة الدولار" هكذا توصف مدينة تيروبور منذ عقود بسبب هيمنتها على صادرات الملابس وصناعة النسيج إلى الولايات المتحدة، إلا أن الركود خيم فجأة على مئات المصانع بالمدينة الهندية، بعد سبعة أسابيع وحسب من فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً جمركية بنسبة 50 في المئة على صادرات نيودلهي.

مصانع تيروبور كانت تصدر ملابس بقيمة 3.7 مليار دولار سنوياً، ثلثها يذهب إلى متاجر أميركية كبرى مثل "وولمارت" و"تارغت" و"سيرز"، إلا أن عجلات الإنتاج توقفت في معظمها حالياً، مما تسبب في تسريح آلاف العمال من بين أكثر من 600 ألف شخص يعتمدون على هذا القطاع.

وتعليقاً على الأزمة، قال الأمين العام لاتحاد نقابات العمال في تيروبور جي سامباث، إن "الإنتاج تراجع بنسبة 25 في المئة عبر جميع المصانع".

مصانع صامتة وبيوت خاوية

تيروبور مدينة صناعية تعج بورش الخياطة ومصانع النسيج، لكن بعد ارتفاع الرسوم الأميركية، توقفت الطلبات، وجمد المشترون الأميركيون الشحنات، وبدأ بعضهم يطالب بخفضات تصل إلى 20 في المئة لتعويض كلفة الرسوم.

فيقول مانوهار ساهني، العامل البالغ 44 سنة، إنه كان يعيش حياة متواضعة لكنها مستقرة، إذ كان يعمل مع زوجته في مصنع للملابس ويكسبان معاً نحو 450 دولاراً شهرياً، إلا إنه مع تراجع الإنتاج، انخفض دخلهما إلى 250 دولاراً، وبالكاد يكفي للإيجار والطعام.

ومع استفحال الأمر، ترك ساهني عائلته وسافر إلى ولاية كارناتاكا المجاورة ليعمل في البناء مقابل أربعة دولارات يومياً، قائلاً في أسى لصحيفة "وول ستريت جورنال"، "لا أعرف شيئاً عن سياسات التجارة العالمية، لكني أشعر بأننا تركنا لمصيرنا، فلا أحد يهتم بما يحدث لنا".

"مرحلة بقاء لا أرباح"

أما الشريك الإداري لشركة "جينا غارمنتس"، التي تصنع الملابس لعلامات عالمية مثل "أتش أند إم" موهان شانكار، فقال إن "المرحلة الحالية ليست لتحقيق الأرباح بل للبقاء"، مضيفاً "أنه اضطر إلى خفض الإنتاج المخصص للسوق الأميركية بنسبة 70 في المئة".

من جانبه، حذر الرئيس السابق لاتحاد الصناعات الهندية في تيروبور ميلتون أمبروز جون، من أن خصومات بنسبة 10 إلى 20 في المئة التي يطلبها المشترون الأميركيون "غير قابلة للاستمرار إطلاقاً"، مشيراً إلى أن معظم المصانع تنتج ملابس منخفضة الهامش تباع في الولايات المتحدة بين خمسة و10 دولارات وحسب.

عقوبات نفطية وتداعيات أوسع

وفرضت واشنطن الرسوم الجمركية الجديدة بعد تعثر المفاوضات التجارية مع نيودلهي، ورفعتها لاحقاً إلى 50 في المئة كعقوبة على استمرار الهند في شراء النفط الروسي.

وقال ترمب لاحقاً إن رئيس الوزراء ناريندرا مودي وعده بوقف تلك المشتريات، لكن الخارجية الهندية نفت علمها بأي اتصال بين الجانبين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي محاولة لتخفيف الصدمة، أعلنت الحكومة الهندية إعفاء واردات القطن من الرسوم الجمركية، لكن المصنعين قالوا إنهم في حاجة إلى دعم أكبر.

فقدان الحصة السوقية الأميركية

ويحذر خبراء التجارة من أن الهند قد تخسر بسرعة حصتها في السوق الأميركية لمصلحة منافسين مثل بنغلاديش وفيتنام، اللتين تواجهان رسوماً لا تتجاوز 20 في المئة.

وقال مؤسس مبادرة البحوث التجارية العالمية في نيودلهي أجاي سريفاستافا، للصحيفة ذاتها "سيكون من السهل على الشركات الأميركية التحول إلى الموردين الآخرين".

ويتحدث العامل سانوغ كومار، البالغ 32 سنة، عن سباق محموم لإنهاء الشحنات قبل دخول الرسوم الجديدة حيز التنفيذ، قائلاً "عملنا ليلاً ونهاراً لإنهاء الطلبات قبل الموعد، وكان وكلاء العلامات التجارية يضغطون علينا بشدة"، مستدركاً "بعد أيام وحسب أبلغ هو وزملاؤه بعدم العودة إلى العمل لعدم وجود طلبات جديدة".

ويضيف أن معظم العمال المهاجرين من ولايات فقيرة مثل بيهار عادوا إلى قراهم، بينما "يتنقل من تبقى بين المصانع بحثاً عن نوبات عمل من دون جدوى".

وحتى ورشة تصليح الهواتف الصغيرة التي يديرها كومار بجانب عمله فقدت زبائنها، إذ كما يقول "حين تتوقف مصانع التصدير، تتجمد حياة المدينة بأكملها".

وفيما يدعو مودي إلى "الاعتماد على الذات"، يقول العامل مانوغ كومار، الذي خفض راتبه إلى النصف، "من السهل أن نقول إننا لم ننحن، لكن كيف سنطعم أنفسنا؟".

اقرأ المزيد