Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الذهب يواصل رحلة الصعود بوتيرة قياسية وسط حرب المعادن

تصريحات مسؤولي "الفيدرالي" ومخاوف التوتر بين واشنطن وبكين تعزز الإقبال على أصول الملاذ الآمن

صعد الذهب ضمن المعاملات الفورية بنسبة واحد في المئة إلى 4247.49 دولار للأوقية (اندبندنت عربية)

ملخص

تزامن الارتفاع مع انتقادات مسؤولين أميركيين لقرار الصين توسيع القيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة، واصفين الخطوة بأنها تهديد لسلاسل التوريد العالمية، وتبادلت واشنطن وبكين فرض رسوم موانئ على سفن كل منهما، مما زاد من حدة المخاوف في شأن مستقبل التجارة الدولية

في ظل تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين واستمرار الإغلاق الحكومي في واشنطن، ارتفع الذهب إلى مستوى قياسي جديد اليوم الخميس، مواصلاً مكاسبه للجلسة الخامسة على التوالي.

ويستفيد المعدن النفيس من تزايد توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية، مما يعزز الإقبال على أصول الملاذ الآمن وسط ضبابية اقتصادية متزايدة عالمياً.

ويعد الاتجاه الصعودي الحالي جزءاً من موجة ممتدة بدأت منذ مطلع العام الحالي، مدفوعة بالتحولات في السياسة النقدية الأميركية وتباطؤ النمو العالمي.

وصعد الذهب ضمن المعاملات الفورية بنسبة واحد في المئة إلى 4247.49 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما لامس مستوى قياسياً جديداً عند 4241.77 دولار للأوقية خلال وقت سابق من الجلسة، وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر (كانون الأول) المقبل بنسبة 0.7 في المئة لتسجل 4232 دولاراً.

تهديد لسلاسل التوريد العالمية

وتزامن الارتفاع مع انتقادات مسؤولين أميركيين لقرار الصين توسيع القيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة، واصفين الخطوة بأنها تهديد لسلاسل التوريد العالمية، وتبادلت واشنطن وبكين فرض رسوم موانئ على سفن كل منهما، مما زاد من حدة المخاوف في شأن مستقبل التجارة الدولية.

وتعليقاً على ذلك، قال كبير المحللين لدى شركة "أواندا" كايل رودا، إن "التعليقات الصادرة عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، التي أكدت تزايد احتمالات خفض أسعار الفائدة في المستقبل، تدعم الذهب، كما أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي وصف فيها الوضع بأنه حرب تجارية تقدم دعماً قوياً للغاية للمعدن الأصفر".

وأضاف أن الذهب يزدهر في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة وينظر إليه كملاذ آمن خلال فترات عدم اليقين، مشيراً إلى أن الأسعار قفزت بنسبة 61 في المئة منذ بداية العام الحالي.

من جانبه، قال عضو مجلس "الفيدرالي" ستيفن ميران إن التوترات التجارية الأخيرة زادت من حال عدم اليقين في شأن آفاق النمو، مما يجعل من الضروري على صانعي السياسات خفض أسعار الفائدة بسرعة أكبر.

وأضاف خلال فعالية نظمها موقع "سي أن بي سي" أمس الأربعاء أن "الأخطار السلبية على النمو أصبحت الآن أكبر مما كانت عليه قبل أسبوع"، مشيراً إلى أن هذا التغير يجب أن ينعكس على السياسات النقدية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح ميران أن "حال عدم اليقين المتزايدة في شأن السياسات التجارية بين الصين والولايات المتحدة أدت إلى ظهور أخطار جديدة تهدد استقرار الاقتصاد العالمي"، قائلاً "لا أقول إنني أريد أسعار فائدة أقل مما رغبت فيه قبل أسبوع أو شهر، لكن مع تغير ميزان الأخطار أصبح من الأكثر إلحاحاً أن نصل بسرعة إلى موقف أكثر حيادية في السياسة النقدية".

وكان ميران دعا إلى خفض سعر الفائدة الأساس لـ"الفيدرالي" بمقدار 1.25 نقطة مئوية إضافية بحلول نهاية العام، بينما تشير التقديرات المتوسطة الصادرة عن 19 من صانعي السياسات في المجلس إلى خفضين إضافيين بمقدار ربع نقطة خلال عام 2025.

وأكد ميران أن توقع خفضين آخرين للفائدة هذا العام يبدو واقعياً في ضوء التطورات الأخيرة.

 علاقة عكسية واضحة  بين الذهب وأسعار الفائدة الأميركية

وخلال دورات الفائدة السابقة، أظهرت تحركات الذهب علاقة عكسية واضحة مع أسعار الفائدة الأميركية.

فخلال عامي 2008 و2020 مثلاً، قفزت أسعار الذهب بأكثر من 25 في المئة عقب موجات التيسير النقدي التي أطلقها "الاحتياطي الفيدرالي" لمواجهة الأزمات المالية، وشهد عام 2023 انتعاشاً مماثلاً حينما توقعت الأسواق وقف دورة التشديد النقدي، مما أعاد تدفقات استثمارية قوية إلى صناديق الذهب.

وتؤكد هذه الأنماط التاريخية أن كل تراجع في كلفة الاقتراض يدفع المستثمرين إلى تفضيل الأصول غير المدرة للعائد، وعلى رأسها الذهب.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة ضمن المعاملات الفورية بنسبة 0.5 في المئة لتسجل 52.78 دولار للأوقية بعدما بلغت مستوى قياسياً عند 53.60 دولار أول من أمس الثلاثاء، فيما ارتفع البلاتين بنسبة 0.3 في المئة إلى 1658.10 دولار، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.3 في المئة ليسجل 1531.82 دولار للأوقية.

وعلى رغم بلوغ الذهب مستويات غير مسبوقة، يرى محللون أن مساره سيظل مرهوناً بتطورات السياسة النقدية الأميركية ومستجدات الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، إذ إن أية إشارة إلى خفض إضافي للفائدة أو تصعيد جديد في التوترات قد تدفع الأسعار إلى قمم جديدة خلال الأشهر المقبلة.

اقرأ المزيد