Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حمى الذهب تشتعل والأثرياء يضاعفون أرباحهم القياسية

سجلت الأونصة مكاسب بلغت 2857 دولاراً منذ سبتمبر 2015

ارتفع سعر أونصة الذهب من 1145 دولاراً عام 2015 إلى 4002 دولار حالياً (اندبندنت عربية)

ملخص

"غولدمان ساكس" تتوقع وصول الأونصة إلى 1300 دولاراً بنهاية عام 2026 وتؤكد أن حاجز الـ5 آلاف دولار ليس ببعيد.

عزز الذهب من صدارته لقائمة الأصول والملاذات الآمنة بعد اختراق الأونصة مستوى 4 آلاف دولار، للمرة الأولى على الإطلاق خلال التعاملات الأخيرة.

وبدأ المعدن النفيس عام 2025 بقوة، محققاً أفضل انطلاقة سنوية منذ عام 2015، إذ واصل المعدن الأصفر أداءه المتفوق على الأصول الاستثمارية الأخرى، مثل الأسهم والـ"بيتكوين"، مستفيداً من الأزمات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية العالمية.

وهناك ستة أسباب رئيسة تدفع الذهب إلى مواصلة الصعود، تتمثل في زيادة التوقعات باتجاه البنك المركزي الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة، واستمرار التوترات الجيوسياسية، وتفاقم حال عدم اليقين الاقتصادي، وبدء ظهور تداعيات الرسوم والتعريفات الجمركية الأميركية، مع استمرار انخفاض الدولار الأميركي، إضافة إلى توسع البنوك المركزية في شراء المعدن النفيس، وأخيراً استمرار هرب المستثمرين إلى الأصول والملاذات الآمنة.

وقبل أيام، توقعت شركة "غولدمان ساكس" للأبحاث أن يواصل الذهب صعوده اللافت، ليرتفع ستة في المئة إضافية حتى منتصف عام 2026، مستنداً إلى طلب قوي ومستقر من فئات شرائية رئيسة. وأشارت إلى أن المعدن النفيس ارتفع بما يقارب من 60 في المئة خلال عام 2025 وحده، مما يجعله في طريقه لتسجيل مكاسب من رقمين للعام الثالث، وهو أداء استثنائي لم تشهده السوق منذ أعوام.

وتفصل أبحاث "غولدمان ساكس"، نوعي المشترين في سوق الذهب إلى فئتين، الأولى المشترون الملتزمون وتضم البنوك المركزية وصناديق الاستثمار والمضاربين، وهي جهات تشتري الذهب بناءً على رؤى اقتصادية أو كوسيلة تحوط بغض النظر عن السعر، موضحة أن هؤلاء يشكلون المحرك الرئيس لاتجاه الأسعار، إذ تشير البيانات إلى أن كل 100 طن من مشترياتهم الصافية ترفع السعر بنسبة 1.7 في المئة.

أما الفئة الثانية "المشترون الانتهازيون" كالأسر في المجتمعات الناشئة، فتدخل السوق عندما ترى فرصة سعرية مناسبة، مما يشكل دعماً عند الهبوط ومقاومة عند الصعود.

250 في المئة حصيلة المكاسب خلال 10 أعوام

وفق الإحصاء الذي أعدته "اندبندنت عربية"، سجل المعدن النفيس مكاسب أكثر من 250 في المئة منذ عام 2015 وحتى الوقت الحالي من عام 2025، بمتوسط زيادة سنوية يبلغ نحو 25 في المئة.

وتشير البيانات إلى إجمال مكاسب أونصة الذهب خلال الأعوام الـ10 الأخيرة بلغت نحو 2857 دولاراً.

وخلال سبتمبر (أيلول) من عام 2015، بلغ سعر أونصة الذهب 1145 دولاراً، وخلال الفترة نفسها من عام 2016 بلغ سعر الأونصة 1320 دولاراً، واستقر سعر الأونصة خلال سبتمبر 2017 عند 1335 دولاراً.

وخلال عام 2018، شهد المعدن النفيس تراجعاً ليبلغ سعر الأونصة نحو 1200 دولار، لكنه عاود الارتفاع خلال سبتمبر 2019 ليسجل 1496 دولاراً، لكن بحلول سبتمبر 2020 بدأ الذهب رحلة الصعود القياسية بعدما بلغ سعر الأونصة مستوى 1954 دولاراً.

ومع استقرار الأسواق بعد تجاوز جائحة كورونا عاد الذهب إلى النزول ليسجل سعر الأونصة مستوى 1723 دولاراً خلال سبتمبر 2021.

واستقر سعر الأونصة عند 1719 دولاراً خلال الفترة نفسها من عام 2022، لكن المعدن النفيس عاود الصعود خلال عام 2023 ليرتفع سعر الأونصة إلى مستوى 1913 دولاراً بحلول سبتمبر الماضي.

ثم واصل الذهب رحلة الصعود خلال عام 2024 ليبلغ سعر الأونصة نحو 2503 دولارات، وأخيراً اخترقت الأونصة مستويات تاريخية بعد تسجيل 4002 دولار، ليسجل الذهب مكاسب 60 في المئة منذ بداية العام الحالي وحتى مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

البنوك المركزية اشترت 15 طناً خلال أغسطس

وبخلاف ما يثار في شأن تأثير الاتجاه العالمي إلى خفض أسعار الفائدة في صعود المعدن النفيس، تعد مشتريات البنوك المركزية أحد أهم العوامل المؤثرة في زيادة الطلب على الذهب وأكبر محددات الأسعار.

وتشير بيانات حديثة لمجلس الذهب العالمي إلى ارتفاع شهية البنوك المركزية لشراء المعدن النفيس، إذ أضافت هذه البنوك 15 طناً إلى احتياطاتها خلال أغسطس (آب) 2025.

وأوضح المجلس أن أغسطس الماضي يعد الشهر الـ27 الذي شهد زيادة في احتياطات الذهب للبنوك المركزية خلال آخر 28 شهراً، مما يعكس استمرار اتجاه هذه البنوك لتعزيز مخزوناتها من المعدن النفيس.

وتصدرت البنوك المركزية لكل من كازاخستان وبلغاريا وتركيا والصين قائمة أكبر المشترين خلال الشهر الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أضاف البنك الوطني الكازاخستاني ثمانية أطنان إلى احتياطاته، في واحدة من أكبر عمليات الشراء التي يقوم بها البنك، ليصل إجمال احتياطاته إلى 316 طناً.

وفي السياق نفسه، رفع البنك المركزي التركي احتياطاته بمقدار طنين، ليصل إجمال الاحتياطات منذ بداية عام 2025 إلى 639 طناً بعدما أضاف 21 طناً خلال العام.

وسجل البنك الوطني البلغاري أكبر عملية شراء ذهب منذ عام 1997، بإضافة طنين إلى احتياطاته، ليرتفع بذلك إجمال احتياطاته إلى 43 طناً.

أما بنك الشعب الصيني فأضاف هو الآخر طنين إلى احتياطاته من الذهب، مسجلاً بذلك الزيادة الشهرية العاشرة على التوالي، لتتجاوز الاحتياطات الرسمية للصين 2300 طن للمرة الأولى.

هل يكسر الذهب مستوى 5 آلاف دولار؟

بالعودة إلى تقرير "غولدمان ساكس"، يرى التقرير أن التغير الجذري في سلوك البنوك المركزية يمثل تحولاً هيكلياً في طريقة إدارة الاحتياطات، وليس مجرد استجابة ظرفية، كما تبقي توقعاتها على استمرار تراكم الذهب من قبل القطاع الرسمي لثلاثة أعوام إضافية في الأقل.

ويشار إلى أن بيانات مجلس الذهب العالمي تعزز هذه النظرة، فـ95 في المئة من البنوك المركزية توقعت زيادة في احتياطات الذهب العالمية خلال الـ12 شهراً المقبلة، فيما لم يتوقع أي منها انخفاضاً، بل إن 43 في المئة من تلك البنوك تخطط لزيادة حيازاتها من الذهب، وهي أعلى نسبة منذ بدء الاستطلاع خلال عام 2018.

على أن توقعات "غولدمان ساكس" لا تقتصر على الشراء الرسمي، إذ تظهر البيانات أن صناديق التحوط وكبار المضاربين زادوا مراكزهم الطويلة على الذهب بصورة ملحوظة، إذ بلغ صافي حجم الرهانات على الصعود 73 في المئة في سوق العقود الآجلة منذ عام 2014.

وعلى رغم أن هذه الموجة من الشراء تشير إلى مزيد من الصعود، فإن البنك يحذر من احتمالات تصحيحات تكتيكية في الأسعار على المدى القصير، نتيجة العودة المحتملة لتلك الرهانات إلى متوسطها التاريخي.

ويشير التقرير إلى أن اهتمام هؤلاء الأفراد يمكن أن يخلق أخطاراً صعودية كبيرة على التوقعات الحالية، بما قد يرفع السعر إلى 4300 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2026.

وفي إشارة إلى سيناريو أكثر تفاؤلاً في شأن مكاسب الذهب، قالت "غولدمان ساكس" إن الذهب قد يقترب من 5000 دولار للأونصة إذا تدفقت استثمارات تعادل واحداً في المئة فقط من سوق السندات الأميركية الخاصة إلى المعدن، وبخاصة أن تقلبات الأسواق وزيادة الإقبال على الأصول الآمنة تجعل هذا السيناريو، وإن بدا بعيداً، غير مستبعد خلال الوقت الحالي.