Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقرير: ترمب وبخ نتنياهو على موقفه من رد "حماس" بشأن خطة غزة

انتقادات لاذعة من اليمين المتطرف لرئيس الوزراء الإسرائيلي مع الضغط الأميركي لإنهاء الحرب

ترمب ونتنياهو بالبيت الأبيض في 29 سبتمبر 2025 (غيتي)

ملخص

مع تعرضه لضغط من الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين، يواجه نتنياهو أيضاً رد فعل عنيفاً وانتقادات لاذعة من أعضاء في ائتلافه الحاكم من غلاة القوميين، وقد تجبر معارضتهم لاقتراح الرئيس الأميركي بشأن قطاع غزة نتنياهو على إجراء انتخابات مبكرة.

كشف موقع "أكسيوس" تفاصيل محادثة حادة جرت بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على خلفية رد حركة "حماس" على المقترح الأميركي بشأن وقف الحرب في غزة.

وقال الموقع، في تقرير نشر أمس الأحد، إن "حماس" قدمت، الجمعة، رداً عده ترمب إيجابياً على مقترحه لوقف الحرب في غزة، مما دفعه إلى الاتصال بنتنياهو لمناقشة الأمر، لكن الأخير "كان له رأي مختلف".

ونقل الموقع عن مسؤول أميركي مطلع على المكالمة قوله، إن "(نتنياهو) قال لترمب إن هذا الرد ليس أمراً يدعو للاحتفال، ولا يعني شيئاً"، فرد عليه الرئيس الأميركي بغضب، "لا أفهم لماذا أنت دائماً سلبي للغاية بهذا الشكل اللعين... هذا مكسب عليك أن تتقبله".

وأكد مسؤول أميركي ثانٍ تفاصيل هذا الحوار الحاد مما يعكس  مدى إصرار ترمب على تجاوز تحفظات نتنياهو، ومحاولة إقناعه بإنهاء الحرب في حال وافقت "حماس" على صفقة، بحسب "أكسيوس".

وأوضح التقرير أن نتنياهو، خلال مشاورات داخلية أجراها، الجمعة الماضي، عد رد "حماس" رفضاً لخطة ترمب، ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله إن نتنياهو أعرب عن رغبته في التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن الرد الإسرائيلي، لتجنب تصوير الأمر على أن "حماس" قدمت رداً إيجابياً.

وفي المقابل، كان ترمب ينظر إلى الأمر من زاوية مختلفة للغاية، ووفقاً لما نقله الموقع عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، فإن الرئيس الأميركي كان قلقاً من أن ترفض "حماس" المقترح بشكل قاطع، لكنه رأى في ردها "فرصة لبدء العمل على صفقة". 

وأفاد المسؤولان الأميركيان اللذان تحدثا إلى الموقع بأن رد فعل نتنياهو كان "فاتراً"، وهو ما لم يكن ترمب يتوقعه، مما دفعه إلى الرد بغضب.

فرصة لتحقيق "النصر"

في مقابلة قصيرة أجراها مع "أكسيوس" أول من أمس السبت، تحدث ترمب عن المكالمة، قائلاً إنه أبلغ نتنياهو بأن هذه فرصته "لتحقيق نصر"، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "وافق في النهاية" على المقترح.

وأضاف ترمب، "كان موافقاً عليه (المقترح).. يجب أن يكون كذلك.. ليس لديه خيار.. عندما تتعامل معي، يجب عليك أن توافق".

وبعد وقت قصير من المكالمة، أصدر ترمب بياناً دعا فيه إسرائيل إلى وقف الضربات الجوية على غزة، وبعد مرور ثلاث ساعات، أصدر نتنياهو أمراً بذلك.

وأشار التقرير إلى أن مساعدي نتنياهو حرصوا، السبت، على التأكيد على أن العلاقة بينه وبين ترمب "منسجمة تماماً"، كما نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي رسالة مصورة أشاد فيها بالرئيس الأميركي، وسلط الضوء على الجوانب التي يتفق فيها مع تصريحاته الأخيرة.

غير أن مسؤولاً أميركياً كشف للموقع أن أجواء المكالمة الهاتفية، الجمعة الماضي، كانت "أكثر توتراً"، لافتاً إلى أن ترمب كان "منزعجاً". 

وعلى رغم من وصف أحد المسؤولين الأميركيين الحديث بين ترمب ونتنياهو بأنه كان "صارماً وحازماً"، فإن المسؤولَين الأميركيين أكدا أن الجانبين تمكنا في نهاية المطاف من التوصل إلى تفاهم.

وختم أحد المسؤولين بالقول، "في النهاية، الرئيس ترمب يريد السلام، وهذا هو الأمر الأهم، والإدارة تعمل بالفعل بشكل وثيق مع إسرائيل لتحقيق ذلك". ورفض البيت الأبيض الرد على طلب "أكسيوس" الحصول على تعليق بشأن مضمون المكالمة الهاتفية بين ترمب ونتنياهو. 

انتقادات لاذعة لنتنياهو

بالتزامن، يشكل خلاف داخل الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم في إسرائيل بقيادة نتنياهو بؤرة للتوتر في جهود إنهاء الحرب في قطاع غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع تعرضه لضغط من الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين، يواجه نتنياهو أيضاً رد فعل عنيفاً وانتقادات لاذعة من أعضاء في ائتلافه الحاكم من غلاة القوميين، وقد تجبر معارضتهم لاقتراح الرئيس الأميركي بشأن قطاع غزة نتنياهو على إجراء انتخابات مبكرة.

وتقبل نتنياهو خطة ترمب المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب، التي تدعو إلى نزع السلاح من قطاع غزة وتستبعد أي دور مستقبلي لحركة "حماس" في الحكم، رغم أنها تسمح ببقاء أعضائها إذا نبذوا العنف وسلموا أسلحتهم.

قلق من احتمال "إحياء حماس"

جاء رد "حماس" أيضاً إيجابياً، إذ قبلت جزئياً خطة ترمب، قائلة إنها مستعدة للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن وإنها ستكون جزءاً من "إطار وطني فلسطيني جامع" في ما يتعلق بمناقشة مستقبل قطاع غزة.

لكن فكرة أن "حماس" يمكن أن تظل موجودة، ناهيك عن أن تكون في وضع يسمح لها بمواصلة مناقشة خطة غزة بعد إطلاق سراح الرهائن، أثارت غضب شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني.

وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، "لا يمكننا الموافقة تحت أي ظرف من الظروف على سيناريو يجري فيه إحياء المنظمة الإرهابية التي تسببت في أفدح كارثة تحل على دولة إسرائيل".

وأضاف في منشور على "إكس"، "لن نكون شركاء في ذلك بأي حال من الأحوال" مهدداً بالاستقالة من الحكومة.

وإذا استقر في قناعة وزراء اليمين المتطرف أن نتنياهو قدم تنازلات أكثر من اللازم لإنهاء الحرب، فإن ائتلافه الحاكم، الذي يمثل أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، يمكن أن ينهار قبل عام كامل من الانتخابات المقبلة المقررة في أكتوبر (تشرين الأول) 2026.

لكن الإصرار أيضاً على استمرار الحرب في قطاع غزة من شأنه أن يستعدي عائلات الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في القطاع ويمكن أن يزيد من نفور الإسرائيليين الذين سئموا الحرب وكذلك حلفاء إسرائيل في العالم.

لا وقف لإطلاق النار في غزة بعد

قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروشان للصحافيين، الأحد، إن الجيش أوقف ما وصفتها بأنها عمليات قصف معينة لكنه لم يوقف إطلاق النار.

وأضافت، أن الجيش سيواصل عملياته "لأغراض دفاعية". ورغم دعوة ترمب لوقف القصف، فإن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة السبت/ الأحد أسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين.

خبير إسرائيلي: انهيار الحكومة فوراً مستبعد

تفتقر خطة ترمب إلى بعض التفاصيل مثل الإطار الزمني لنزع سلاح "حماس". ومن المرجح أن تثير إشارة مبهمة إلى دولة فلسطينية غضب حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف.

وقال ميتشل باراك، وهو خبير إسرائيلي في استطلاعات الرأي عمل مع نتنياهو في تسعينيات القرن الماضي، إنه يعتقد أن الحكومة تقترب من نهايتها، لكنه أوضح أنه لا يتوقع انهيارها على الفور نظراً لدعم المعارضة لخطة ترمب، بينما لا يملك وزير المالية بتسلئيل سموتريش وبن غفير سوى خيارات محدودة بخلاف البقاء في صف نتنياهو، وفق وكالة "رويترز".

وعرض زعيم المعارضة يائير لابيد دعم الحكومة لمنع انهيارها من أجل المضي قدماً في خطة ترمب. وقال لابيد، أمس الأحد، إن نتنياهو قد يوافق على تحديد موعد للانتخابات مقترحاً تقديم "ضمانات" ممن وصفهم بأنهم "شركاء متطرفون وغير مسؤولين" لرئيس الوزراء.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار