Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فجوة صغيرة في ستار مواقع التواصل الاجتماعي "الحديدي"

يبدو أن الخوارزميات لم تعد سداً منيعاً أمام "الأهوال في الشرق الأوسط"

صارت مواقع التواصل فضاء رقميا يبث فيه أهالي غزة رسائلهم ونداءات استثغاتهم من دون أن يسارع رقيب الخوارزميات إلى حذفها (بي أكس هير.كوم)

ملخص

مواقع التواصل الاجتماعي تخفف قيد الرقابة المؤتمتة على محتوى إنساني من غزة

يبدو أن ثمة منعطفاً غير معلن في سياسة منصات التواصل الاجتماعي: قبل نحو أسبوعين بدأت منصة "إكس" أو خوارزمياتها تجيز إرسال أشخاص من غزة، أطفالاً وأمهاتٍ وأطباءً وشباناً، نداءات استغاثة تطلب قطرة في الأقل، ليست قطرة ماء، بل نقطة تحول دون حذف الخوارزميات تغريداتهم. وبعض هؤلاء من رواد منصة "إكس" يبدو أنه نجح في إنشاء حساب في مؤسسات مثل "غوفاند مي" gofundme لجمع تبرعات لهم.

لا يعرف المرء مصير هذه النداءات ولا سبيل مساعدة الجوعى. وما لا يحتمل أنها مجاعة عن سابق تصور وتصميم وبعض المتخصصين صنفها كإبادة وهي إبادة أونلاين تقضُّ مضاجع المتابعين من بعد وهم لا يملكون أن يحركوا ساكناً.

أما اليوم فظهرت بوادر هذا المنعطف على "حيطان" (جدران) "فيسبوك"، فبدأ المتصفح يلفي "ستاتوسات" كتبها فلسطينيون نازحون وهم يرثون مدينتهم غزة ويشكون فراقها أو صورة سيدة مسنَّة تقول إنها عاشت "نكبتين، نكبة 1948، ونكبة اليوم، ونكسة" 1967 أو جدران خيمة في مهب الرياح. وروى صحافي من غزة قصة عائلة صادفها: "عائلة حوصرت بالنار، باعت هواتفها لتستطيع الهرب من الموت إلى المجهول، نامت في الشوارع وبين الطرقات ثلاث ليالٍ، دهست سيارة قدمي الابن أثناء النوم في الشارع، وسرق اللص ما يملكون من خشب ونايلون وشوادر، نزحوا آلاف الأمتار مشياً على أقدام متعبة مجروحة مكسورة". وقصة رجل فارق الحياة في ألمانيا، ولم ينسَ كيف أجبرته يوم كان في الـ15 العصابات على دفن أقاربه وبعضهم أحياء ونزح إلى سوريا. وكتب آخر عن معاناة الحياة اليومية جراء النزوح قائلاً: "أكيد ما بتعرف [أيها القارئ] شو يعني تقعد يومين تدور على حمَّام... تروح على كافيه يقولك: 'ما في ميَّه'، وتُدقّ على بيوت الناس وأنت محرج ومكسور، مش طالب شي... غير إنك تدخل الحمَّام عشان تقضي أبسط احتياجاتك الإنسانية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فماذا وراء هذه التغريدات الجديدة؟ يبدو أن الخوارزميات لم تعد سداً منيعاً أمام "الأهوال في الشرق الأوسط"، على قول رئيس الوزراء البريطاني حين الاعتراف بدولة فلسطين. وكيف أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي فضاءً تسمع فيه "تغريدات" أبناء غزة. هل وراء ذلك تغير في سياسة أبرز منصتين في مواقع التواصل الاجتماعي؟

وكانت "ذي غارديان" نشرت تحقيقاً يظهر أن شركة التكنولوجيا الكبرى "مايكروسوفت" أجازت لمشروع إسرائيلي عسكري سري التوسل بالذكاء الاصطناعي الذي تطوره والبيانات التي تجمعها عن المستخدمين إلى إحكام الرقابة على المدنيين. وأفضى التحقيق إلى وقف التعامل مع هذه الوحدة العسكرية.

وتوسل الجيش الإسرائيلي بهذه التكنولوجيا في تشغيل جهاز تنصت ومراقبة جماعية لجمع بيانات اتصالات ملايين من الفلسطينيين المدنيين يومياً في غزة والضفة الغربية.

وتوجهت "اندبندنت عربية" إلى شركة "ميتا أي آي" للذكاء الاصطناعي وسألت عن تغير سياستها. فأجابت "ميتا" أنه سبق لها أن قيدت الوصول إلى مواقع خبرية من غزة والضفة الغربية، وخصوصاً بعد هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. واستندت في جوابها إلى بحث أجرته "بي بي سي"، أظهر تدني نسبة "ظهور" وعرض منشورات تلفزيون "فلسطين"، وعدد متابعيه 5.8 مليون متابع، 60 في المئة، إثر استبعاد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عرض منشورات هذا التلفزيون وتقييد إتاحتها أمام ناظري المتابعين، أي ظهوره في لغة العالم الرقمي.

وعلى رغم أن هذه الإجراءات ترقى إلى رقابة في منبر يزعم الحرية، تذهب "ميتا" إلى أنها اضطرت إليها لتخفيف [حدة] المضمون الذي يتناول "حماس"، التنظيم المحظور أميركياً. وأعلنت أنها عادت عن هذه الإجراءات أثناء حرب "إسرائيل-غزة"، على ما تسمى الحرب هذه، من دون أن تحدد متى عادت عن الرقابة، ومتى تستأنفها. وورد في جواب "ميتا" أن إجراءاتها أثارت مخاوف من "التعديل المتحيز والحظر المضمر" للأصوات الفلسطينية. وكان متصفحو "فيسبوك" على سبيل المثل درجوا على التحايل على "خوارزميات الرقابة" تفادياً لحذف منشوراتهم فيكتبون غzة على سبيل المثل، وكانت "ميتا" وأخواتها يسدلون ستاراً غير مرئي على منشورات تذكر إسرائيل أو غزة فتستر المنشور وكأنه غير منشور فلا يُعرض على القراء والأصدقاء. ولكن رفع سيف الرقابة عن أصوات الغزيين نسبي وقد يحذف المضمون السياسي ويستر هوية من يودي يالضحايا. والافتقار إلى الموضوعية يبدو أن عدواه انتقلت إلى الذكاء الاصطناعي فيحذف اسرائيل إن كانت هي الفاعل في سقوط ضحايا حين ترجمة خبر صغير بواسطة أدواته "كوبايلوت" على سبيل المثل.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير