Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ستارمر يدعو حزب العمال إلى التكاتف في مواجهة "ريفورم" الشعبوي

بمؤتمره السنوي يواجه رئيس الحكومة سلسلة انتكاسات أبرزها تباطؤ الاقتصاد وارتفاع البطالة والهجرة غير النظامية

كير ستارمر وزوجته فيكتوريا قبيل انعقاد المؤتمر السنوي لحزب العمال في ليفربول (أ ف ب) 

ملخص

لم يحقق التعديل الحكومي الذي أعقب استقالة نائبة رئيس الوزراء البريطاني أنجيلا راينر مطلع سبتمبر الجاري والذي تبادل فيه الوزراء الرئيسون الحقائب، أي فارق. حتى إن بعضاً يرى أن أيام ستارمر في داونينغ ستريت باتت معدودة.

يبدأ حزب "العمال" البريطاني اليوم الأحد مؤتمره السنوي الذي يهدد زعامة رئيس الوزراء كير ستارمر، على خلفية تحديات متزايدة يواجهها داخل معسكره، إذ يشكك بعض في قدرته على التصدي لتنامي اليمين المتطرف.

وحث ستارمر حزب العمال على التوقف عن الانشغال المفرط بالمشكلات الداخلية للحزب، داعياً إلى التكاتف في مواجهة حزب "ريفورم" الشعبوي الصاعد.

ويتأخر حزب العمال عن حزب "ريفورم" في استطلاعات الرأي، مما دفع ستارمر إلى استهلال مؤتمر الحزب السنوي في مدينة ليفربول بالدعوة إلى توجيه الغضب والانتقادات نحو الحزب الذي يقوده نايجل فاراج، المؤيد البارز لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بدلاً من التركيز على قيادته لحزب العمال.

وقال ستارمر لـ"بي بي سي نيوز"، "أمامنا معركة مصيرية لأنه علينا مواجهة حزب (ريفورم) وهزيمته. الآن ليس وقت تحليل أمور الحزب والانشغال بها... علينا أن نظل متحدين في هذه المعركة".

ولن تجرى الانتخابات الوطنية المقبلة قبل عام 2029، لكن مع تصاعد شعبية حزب "ريفورم"، يسعى ستارمر إلى تقديم صورة إيجابية بعد أسابيع صعبة اضطر خلالها نائبه وسفيره لدى الولايات المتحدة إلى الاستقالة.

ويمنح المؤتمر السنوي لحزب العمال ستارمر فرصة لحشد الصفوف واحتواء الانتقادات من داخل الحزب، خصوصاً من شخصيات تسعى إلى اختيار بديل له مثل آندي بيرنهام رئيس بلدية مانشستر.

ويواجه ستارمر ووزيرة المالية ريتشل ريفز ضغوطاً من الحزب لزيادة الإنفاق وتخفيف القواعد المالية الصارمة الرامية إلى موازنة الإنفاق اليومي مع إيرادات الضرائب بحلول عام 2029.

وتتمحور السياسة المركزية لحزب "ريفورم" حول فرض قيود على الهجرة وهي قضية تعد من أبرز اهتمامات الناخبين.

ووجه ستارمر سهام انتقاداته نحو حزب فاراج قائلاً "من السهل أن تقول إنك ستطرد المهاجرين غير الشرعيين، أي أولئك الذين لا يملكون الحق في البقاء هنا. أنا مستعد لذلك". وأضاف، "لكن القول إننا سنسعى وراء من يقيمون هنا بصورة قانونية، ونبدأ في ترحيلهم، فهذا أمر مختلف تماماً. أعتقد أنها سياسة عنصرية وأراها غير أخلاقية".

وأظهر استطلاع رأي أجرته شركة "إبسوس" أن 13 في المئة فقط من الناخبين يشعرون بالرضا عن أداء ستارمر، في حين عبر 79 في المئة عن إحباطهم، مما يمثل أسوأ نتيجة لأي رئيس وزراء منذ بدء إبسوس في جمع البيانات عام 1977.

وقال ستارمر إنه لا يتجاهل هذه الانتقادات، مؤكداً أنه سيتم تقييمه بناءً على ثلاثة محاور رئيسة، وهي تحسين مستويات المعيشة ورفع جودة الخدمات العامة ومدى شعور المواطنين بالأمان في منازلهم.

بعد 15 شهراً فقط من توليه منصبه، يواجه رئيس الحكومة سلسلة من الانتشكاسات منها تباطؤ الاقتصاد وارتفاع البطالة إلى أعلى مستوياتها منذ أربعة أعوام، وتسجيل أرقام قياسية في الهجرة غير النظامية، وتضخم هو الأعلى أوروبياً.

وخلال أسابيع قليلة، تعين على رئيس الوزراء التعامل مع استقالة نائبته أنغيلا راينر بسبب خطأ ضريبي، ومغادرة عدد من مستشاري داونينغ ستريت، وإقالة سفيره لدى الولايات المتحدة بيتر ماندلسون بسبب علاقاته برجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين، المتهم بالاعتداء الجنسي.

غضب شعبي

وعد المحلل السياسي ستيفن فيلدينغ أن المؤتمر المنعقد في ليفربول (شمال إنجلترا) يمثل فرصة للناشطين "للتعبير عن استيائهم من كير ستارمر". وأضاف أن رئيس الوزراء "يواجه معارضة من الحزب والبلاد"، في حين أظهر استطلاع أجرته أخيراً مؤسسة "يوغوف" أن نسبة التأييد الشعبية لستارمر لا تتجاوز 27 في المئة.

غير أن ستارمر حقق نجاحات ملموسة على الصعيد الدولي، مثل علاقته الجيدة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وتنسيق الجهود الأوروبية لدعم أوكرانيا، والتقارب مع الاتحاد الأوروبي.

 

وأمس السبت، دافعت وزيرة المال راشيل ريفز عبر صحيفة "التايمز" عن اتفاق "طموح" مع الاتحاد الأوروبي يسمح بحرية تنقل العمال الشباب بعد بريكست.

لكن سجل ستارمر في الداخل كان أقل بريقاً. فقد أدى إصلاحه لنظام الرعاية الاجتماعية خلال الربيع والذي أُجهض في نهاية المطاف بعد معارضة من داخل حزبه، وتعليق دعم التدفئة للمتقاعدين، إلى تأجيج غضب الشعب البريطاني والجناح اليساري في حزب "العمال".

ولم يحقق التعديل الحكومي الذي أعقب استقالة راينر مطلع سبتمبر (أيلول) الجاري، والذي تبادل فيه الوزراء الرئيسون الحقائب، أي فارق. حتى إن بعضاً يرى أن أيام ستارمر في داونينغ ستريت باتت معدودة.

لحظة حاسمة

من المقرر أن يلقي رئيس الوزراء بعد غد الثلاثاء كلمة أمام الناشطين في ليفربول، إذ يعتزم الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة خلال عام 2029، كخيار بين "التجديد الوطني" الذي يدعو إليه و"الانقسام السام" لحزب "الإصلاح" اليميني المتطرف.

وقال ضمن مقابلة نشرت أمس في صحيفة "الغارديان"، "لن يغفر لنا التاريخ إن لم نبذل كل طاقتنا في محاربة حزب ’الإصلاح‘، فهو عدو".

ويواصل الحزب الذي يتزعمه نايجل فاراج، صعوده في استطلاعات الرأي، مدفوعاً برفض بعض البريطانيين للهجرة.

ويأتي ذلك فيما لا يبدو أن سياسة الحكومة وخطابها الصارمين نجحا في إقناع الرأي العام البريطاني، حتى أنهما جعلا عدداً من أعضاء الحزب "يشعرون بعدم الارتياح"، بحسب فيلدينغ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعدَّ المتخصص في مجال العلوم السياسية في جامعة كوين ماري بلندن باتريك دايموند أنه "لن يكون خطاب الفرصة الأخيرة"، بل "لحظة حاسمة" من أجل "عرض رؤيته للمستقبل بصورة واضحة".

ويأتي ذلك فيما تسري تكهنات حول طموحات رئيس بلدية مانشستر آندي بيرنهام لتولي زعامة الحزب، بل ودعا ستارمر إلى تبني نهج أكثر يسارية، مؤكداً تلقيه دعوات من أعضاء البرلمان للترشح لقيادة الحزب.

لكن دايموند قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن ستارمر "لا يزال لديه الوقت لقلب الموازين" أقله حتى الانتخابات المحلية المقبلة المقررة خلال مايو (أيار) 2026.

غير أن انتخاب أعضاء حزب "العمال" للوسي باول التي خرجت أخيراً من الحكومة، نائبة لزعيم الحزب خلال أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، قد يزيد الأمور تعقيداً.

وتتنافس باول مع وزيرة التعليم بريدجيت فيليبسون المقربة من رئيس الوزراء.

وأشار فيلدينغ إلى أنه في حال فوز الأولى "سيعد ذلك تصويتاً على حجب الثقة عن كير ستارمر".

المزيد من دوليات