Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفد إيران يحاول كسب ترمب لوقف "آلية الزناد"

في ظل العزلة فإن منظرين داخل النظام يتصورون أنهم بالإمكان وقف العقوبات التي ينوي الثلاثي الأوروبي فرضها بسبب الخلاف النووي

السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرفاني، يتحدث مع السفيرة البريطانية باربرا وودوارد (أ ف ب)

ملخص

فيما يواجه النظام الإيراني ضغوطاً مستمرة واحتمال تفعيل "آلية الزناد"، يتصور بعض المنظرين في الداخل أن بالإمكان التقرب إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أجل الضغط على الثلاثي الأوروبي لوقف العقوبات الدولية.

تجري العادة أن تتعامل كثير من الدول مع الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة كفرصة ثمينة من أجل الترويج لدبلوماسيتها وتعزيز مكانتها، وعقد لقاءات تهدف إلى إزالة العوائق في العلاقات بين الحكومات لتعمل على توسيع علاقاتها، لكن الأمر مختلف في ما يتعلق بالنظام الإيراني، إذ يبدو أن النظام يحمل عبء الصراعات غير المنتهية التي خاضها منذ تأسيسه، وكذلك الأزمات التي يخوضها مع الشعب الإيراني منذ 46 عاماً، ويتوجه رئيس النظام مسعود بزشكيان ووفده المرافق غداً الثلاثاء إلى نيويورك بالمنطق ذاته والأعباء المعتادة نفسها.

ويختلف حضور رئيس النظام هذا العام قليلاً عن الأعوام السابقة، والاختلاف يعود للكارثة المتمثلة في تفعيل "آلية الزناد"، أي إعادة كل العقوبات المعلقة منذ 10 أعوام بموجب قرار مجلس الأمن رقم (2231)، ابتداء من الجمعة المقبل.

وبتعبير أوضح، فخلال الأعوام الـ 10 التي تلت توقيع الاتفاق النووي، لم يتمكن النظام من حل مشكلاته الدبلوماسية والنووية مع العالم، ولا مشكلته مع الشعب الإيراني، واليوم يواجه عزلة على المستوى العالمي ويعيش أزمة شرعية داخلية، وفي مثل هذه الأحوال يتوجه الوفد الإيراني إلى نيويورك لعله يستطيع منع تفعيل "آلية الزناد".

ولننظر إلى تفعيل هذه الآلية الجمعة المقبل لنرى ما الذي سيحدث عملياً، فسيخرج مسؤولو النظام عبر نشرات الأخبار ليقولوا للشعب "لا تقلقوا، عقوبات الأمم المتحدة لا تختلف عن العقوبات الأميركية القائمة"، أو "قبل 11 عاماً كانت العقوبات التي نص عليها القرار (2231) مفروضة ولم يكن الوضع سيئاً جداً"، أو حتى "التحايل على العقوبات ممكن وعودتها لن تخلق مشكلة كبيرة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن عودة عقوبات الأمم المتحدة تعني أن التقيد بها سيكون إلزامياً لكل الدول الـ 193 الأعضاء في الأمم المتحدة، وهذا يعني أنه حتى الصين وروسيا، اللتين تجاهلتا العقوبات الأميركية سابقاً وتعاملتا تجارياً مع إيران، لن تعودا قادرتين على ذلك وإلا فستواجهان عقوبات قانونية، وقد أظهر رد فعل سوق البورصة والعملة أمس الأحد تجاه احتمال عودة العقوبات أن تفعيل "آلية الزناد" سيدفع إيران نحو ركود اقتصادي عميق، فمع قطع الاتصال بالنظام المصرفي العالمي (سويفت) ستتوقف التعاملات المالية للتجار وأصحاب الأعمال وستغلق المصانع، ومع انخفاض صادرات النفط سترتفع أسعار المواد الغذائية بصورة حادة وسيفقد الريال قيمته أكثر مما مضى، ويبدو أن الأزمة التي تحيط بالنظام لا تنتهي فعلياً، وسيؤثر تفعيل "آلية الزناد" وعودة عقوبات الأمم المتحدة مباشرة في حياة ملايين الإيرانيين.

لقد قام دونالد ترمب بتنفيذ ما رآه ضرورياً من وجهة نظره ومن أجل مصالح الولايات المتحدة وحليفته إسرائيل، فقصف المراكز النووية الرئيسة للنظام ودمرها، بحسب قوله، والآن لم تعد المواجهة بين إيران وأميركا فقط، بل أصبح العالم كله طرفاً يريد حصته من هذه الترتيبات السياسية، وهذه الحصة تتمحور حول طلب الشفافية والمساءلة تجاه النظام الإيراني، وبما أن الغرب وصل إلى نهاية الطريق ويمتلك أداة قانونية لإعادة العقوبات الأممية فهو يريد تنفيذها، وهذه الخطوة ستكون آثارها أوسع من قصف إسرائيل وأميركا، ويمكن القول إنها ستكمل ذلك العمل العسكري الذي تمثل في قصف المنشآت النووية الإيرانية.

طرح بعض منظّري النظام قبل يومين من سفر الرئيس الإيراني إلى نيويورك اقتراح لقاء مسعود بزشكیان مع ترمب للخروج من المأزق السياسي الحالي، وهؤلاء لا يزالون غير مستوعبين أن "آلية الزناد" هي ثمن تهميش أوروبا وتجاهل الغرب أثناء المفاوضات مع ترمب، فقد كانوا يظنون أنهم سيتمكنون من المماطلة مع ترمب، فإذا بهم يفاجؤون بالقصف مع انتهاء مهلة الـ 60 يوماً، واليوم أيضاً يتصورون أنه بإمكانهم صنع سلام مع ترمب أو مصافحته، وأن ذلك سيدفع الأوروبيين إلى تمديد مهلة القرار ستة أشهر إضافية كي يجدوا فرصة لترتيب أوضاعهم الداخلية، لكن يبدو أن الأمور لن تسير طبقاً لذلك، وأنهم سيغادرون نيويورك الجمعة المقبل محملين بمزيد من العقوبات والعزلة.

 

 نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من آراء