بعد إلغاء عادة "التسريب الرسمي"... الغموض يحيط بحفلة الكرة الذهبية

يكتب مساء اليوم الإثنين فصل جديد في القصة المثيرة المتجددة سنوياً لجائزة الكرة الذهبية المرموقة، إذ سيتم إعلان الفائز بها ليكون أفضل لاعب في العالم عن موسم (2024 - 2025).

وتسود خلال الساعات الأخيرة حالة من الترقب والغموض في أرجاء العاصمة الفرنسية باريس، حيث ستقام الحفلة في مسرح "شاتليه" بحضور نخبة مجتمع كرة القدم العالمي، بتنظيم مشترك من مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية العريقة والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، إذ يسعى الجميع إلى معرفة خليفة لاعب الوسط الإسباني رودري على عرش اللعبة.

النهج الجديد يزيد الإثارة

واتباعاً للنهج نفسه الذي سارت عليه عملية الاختيار في الموسم الماضي تبقى النتيجة غامضة حتى اللحظة الأخيرة، إذ لم تعد هناك مقابلة مسبقة مع الفائز، بعدما لاحظ الصحافيون أن تلك المقابلة كانت بمثابة "تسريب رسمي"، لأن اسم الفائز يعرف مسبقاً قبل الحفلة بساعات أو حتى أيام، وهو ما قتل عنصر المفاجأة، وبناء عليه قررت "فرانس فوتبول" بالاتفاق مع "يويفا" على إلغاء الحوار المسبق والاكتفاء بإعلان النتيجة مباشرة على المسرح.

ولم يعد أحد اللاعبين المرشحين يذهب إلى الحفلة وهو واثق أنه سيستلم الجائزة، كما كان يحدث سابقاً خلال فترة هيمنة الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو على الكرة الذهبية طوال نحو 15 سنة، وحتى نسخة الكرة الذهبية 2023.

وتمنح جائزة الكرة الذهبية للاعب الفائز بتصويت 100 صحافي رياضي من أفضل 100 دولة عضو في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إذ يطلب من كل صحافي ناخب اختيار أفضل خمسة لاعبين من قائمة المرشحين النهائية، مع منح مجموع نقاط مختلفة لكل مركز، فيحصل اللاعب المختار في المركز الأول على ست نقاط وصاحب المركز الثاني على أربع نقاط والمركز الثالث ثلاث نقاط والمركز الرابع على نقطتين والمركز الخامس نقطة واحدة، ثم تجمع نقاط التصويت ويفوز اللاعب الحاصل على أعلى عدد من النقاط بالكرة الذهبية.

وشهدت حفلة الموسم الماضي مقاطعة علنية من بعثة نادي ريال مدريد الإسباني، بعد تسريب خبر عدم فوز لاعبه البرازيلي فينيسيوس جونيور بالجائزة.

نجوم برشلونة وأرقام صلاح يتحدون هيمنة سان جيرمان

وما يميز حفلة الكرة الذهبية 2025 هو الغموض المثير المحيط بهوية الفائز المحتمل بالجائزة الكبرى، إذ يهيمن فريق باريس سان جيرمان الفرنسي الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا على القائمة المختصرة بترشح بثمانية من لاعبيه الحاليين - انتقل حارس المرمى جيانلويجي دوناروما إلى مانشستر سيتي الإنجليزي - يتقدمهم الفرنسي عثمان ديمبيلي، الذي من المرجح أن يكون الأوفر حظاً.

ومع تألق فريق برشلونة الإسباني في الموسم الماضي بقيادة مديره الفني الألماني هانسي فليك، وفوزه بثلاثة ألقاب محلية، إضافة إلى بلوغه نصف نهائي دوري الأبطال، ترشح أربعة لاعبين من "البارسا" للجائزة يتقدمهم البرازيلي رافينيا وزميله الإسباني لامين يامال الفائز بجائزة "كوبا" لأفضل لاعب في العالم تحت 21 سنة في حفلة الموسم الماضي، ومرشح للدفاع عن الجائزة في حفلة الموسم الحالي أيضاً.

ويبرز اسم نجم ليفربول محمد صلاح كأحد أقرب اللاعبين للفوز بالكرة الذهبية، بعد أن حقق أرقاماً فردية استثنائية وقاد "الريدز" للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز.

وما يزيد من صعوبة تكهن هوية اللاعب الفائز بأعلى نقاط في تصويت الصحافيين أنه على رغم توصية "فرانس فوتبول" و"يويفا" للصحافيين المصوتين بأن يكون تقييمهم للاعبين بناء على ثلاثة معايير رئيسة، أولها الأداء الفردي والشخصية الحاسمة والمثيرة للإعجاب وثانياً أداء الفريق وإنجازاته وثالثاً الرقي واللعب النظيف، فإن الأمر متروك في النهاية للتقييم الفردي للمصوتين الذي قد يتأثر بالأهواء الشخصية أو الدعاية أو اللحظات البارزة أو الأرقام أو كل ما سبق وغيره.