ملخص
أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن ترمب يريد لحرب غزة "أن تنتهي" بإعادة الرهائن وإنهاء التهديد الذي تمثله حركة "حماس".
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن غزة "تحترق" محذراً من أن بلاده "لن تتراجع"، وأضاف كاتس أن الجيش الإسرائيلي "يضرب البنى التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، ويقاتل الجنود بشجاعة لتهيئة الظروف أمام إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس. لن نتوقف ولن نتراجع حتى ننجز مهمتنا".
"مهلة قصيرة جداً"
وسط هذه الأجواء، حذّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من أن حركة "حماس" أمامها "مهلة قصيرة جداً" لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار، وقال روبيو لصحافيين أثناء مغادرته إسرائيل متوجهاً إلى قطر "بدأ الإسرائيليون تنفيذ عمليات هناك (غزة). لذلك نعتقد أن أمامنا مهلة قصيرة جداً للتوصل إلى اتفاق. لم يعد أمامنا أشهر، قد تكون أياماً، أو بضعة أسابيع"، وأضاف "خيارنا الأول هو أن تنتهي هذه الأزمة عبر تسوية تفاوضية تقول فيها حماس: سنسلم السلاح، ولن نشكل تهديدا بعد الآن"، وتابع "عندما تتعامل في بعض الأحيان مع مجموعة من الهمجيين مثل حماس، لا يكون ذلك ممكناً، لكننا نأمل أن يحدث ذلك".
والتقى روبيو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس حيث أعرب عن دعمه للهجوم الإسرائيلي الجديد على مدينة غزة وهدفه المعلن المتمثل في القضاء على "حماس".
وصباح اليوم الثلاثاء، غادر روبيو القدس متوجّهاً إلى الدوحة حيث يتوقع أن يلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "لتأكيد الدعم الأميركي" لقطر بعد الهجوم الإسرائيلي، بحسب وزارة الخارجية.
قصف عنيف
ميدانياً، تعرضت مدينة غزة فجر اليوم الثلاثاء لقصف إسرائيلي عنيف، وذلك غداة زيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسرائيل للتعبير عن دعم الولايات المتحدة "الراسخ" لها.
وقال أحمد غزال، أحد سكان المدينة، لوكالة الصحافة الفرنسية، "هناك قصف مكثف ومتواصل على مدينة غزة، والخطر يتزايد"، مشيراً إلى أن مربعات سكنية بأكملها دُمِّرت ومؤكداً وجود أشخاص تحت الأنقاض.
وأضاف الشاب البالغ من العمر 25 سنة، والذي يقيم قرب ساحة الشوا أنه فجر الثلاثاء، "سمعنا صوت انفجار هز الأرض بصورة مرعبة"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي "استهدف مربعاً سكنياً يضم منازل العديد من العائلات (...). لقد دُمِّرت ثلاثة منازل بصورة كاملة". وأكد أن "غالب المنازل التي تم تدميرها الآن مأهولة بالسكان، وعدد كبير من المواطنين تحت الأنقاض ويصرخون".
من جهته قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن القصف ما زال مستمراً بشكل كثيف على مدينة غزة وأعداد القتلى والإصابات في ازدياد. وأضاف أن هناك قتلى ومصابين ومفقودين تحت الأنقاض جراء استهداف الطائرات الإسرائيلية مربعاً سكنياً في محيط ساحة الشوا فجر اليوم الثلاثاء، واصفاً هذه الضربة بأنها "مجزرة كبيرة".
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي في الحال على هذه التقارير.
هجوم بري
وذكر موقع "أكسيوس" الإخباري نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أن الجيش الإسرائيلي شن هجوماً برياً الإثنين للسيطرة على مدينة غزة.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن روبيو أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تؤيد العملية البرية في غزة، لكنها تريد تنفيذها بسرعة. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع، "لم يوقف روبيو العملية البرية".
من جانبه أشار مسؤول أميركي إلى أن الحرب في غزة ليست حرب ترمب، بل حرب نتنياهو وهو سيتحمل مسؤولية ما سيحدث بعدها، وفق "أكسيوس".
وبدأت العملية الإسرائيلية بعد ساعات من لقاء روبيو مع نتنياهو وكبار أعضاء حكومته، وبينما كان وزير الخارجية الأميركي يشارك في افتتاح نفق تحت الأرض قرب السور الغربي للمسجد الأقصى.
ومساء أمس الإثنين نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية واسعة النطاق على مدينة غزة، وبعدها دخلت دبابات إسرائيلية المدينة، وفق ما نقله الموقع عن "تقارير صحافية فلسطينية في غزة".
37 غارة خلال 20 دقيقة
من جانبه أفاد التلفزيون الفلسطيني مساء الإثنين بوقوع 37 غارة إسرائيلية خلال 20 دقيقة فقط على مناطق في مدينة غزة. وأضاف أن القصف الإسرائيلي مستمر، ويتركز القصف المدفعي بدعم من الطيران الحربي في الشمال الغربي لمدينة غزة. وأشار إلى كثافة نارية في مناطق أبراج الاستخبارات والكرامة والأحياء الشمالية الغربية من غزة، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من طائرات "الكواد كابتر" تجاه أي هدف متحرك في محيط تلك المواقع.
وكانت "القناة 12" الإسرائيلية قالت في وقت سابق من مساء الإثنين إن سلاح الجو الإسرائيلي يشن هجمات على مدينة غزة، وخاصة في الجزء الشمالي الغربي منها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفق القناة فإن تقديرات جهاز الأمن تشير إلى أن أكثر من 300 ألف من سكان غزة قد غادروا المدينة. ونقلت القناة عن مصدر أمني قوله إن "عدد الغزيين الذين تحركوا حتى الآن يسمح ببدء المناورة داخل مدينة غزة".
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية مساء الإثنين أن حصيلة القتلى جراء الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ الفجر ارتفعت إلى 62 شخصاً، غالبيتهم في مدينة غزة.
ومنذ صباح الإثنين شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات أدت إلى تدمير عدد من المباني السكنية من بينها برج الغفري الذي يُعد من أعلى الأبراج في المدينة، ويتكون من 20 طابقاً ويقطنه مئات العائلات، إضافة إلى أنه يضم مقار لوسائل إعلام وشركات إنتاج إعلامي ومؤسسات تجارية.
ترمب يحذر "حماس"
في وقت سابق حذر الرئيس الأميركي حركة "حماس" من استخدام الرهائن الإسرائيليين "دروعاً بشرية". وكتب ترمب أمس الإثنين على منصة "تروث سوشيال"، "قرأتُ للتو تقريراً إخبارياً يفيد بأن (حماس) نقلت الرهائن إلى خارج الأرض لاستخدامهم دروعاً بشرية ضد الهجوم البري الإسرائيلي". وأضاف، "آمل أن يدرك قادة (حماس) ما سيواجهونه إذا أقدموا على فعل كهذا. هذه فظاعة إنسانية، قلما شهدها أحد من قبل". وتابع قائلاً، "لا تدعوا هذا يحدث، وإلا فإن كل الرهانات لاغية. أطلقوا سراح جميع الرهائن الآن!".
وتعهد وزير الخارجية الأميركي أمس مواصلة الدعم الأميركي الراسخ لإسرائيل لتحقيق أهدافها في غزة داعياً إلى القضاء على حركة "حماس".
وقال روبيو للصحافيين خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "شعب غزة يستحق مستقبلاً أفضل، لكن هذا المستقبل لا يمكن أن يبدأ حتى يتم القضاء على (حماس)". وأضاف، "يمكنكم الاعتماد على دعمنا والتزامنا الثابتين لتحقيق ذلك".
ووصف نتنياهو زيارة روبيو بأنها "رسالة واضحة" تؤكد وقوف الولايات المتحدة مع إسرائيل، مشيداً بالرئيس ترمب الذي قال إنه "أعظم صديق حظيت به إسرائيل على الإطلاق" في البيت الأبيض.
وسبق لروبيو أن أكد عزمه بحث الخطط العسكرية الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة مع نتنياهو، إضافة إلى حديث حكومته عن ضم أجزاء من الضفة الغربية لإجهاض فرص قيام دولة فلسطينية. وأكد أن ترمب يريد لحرب غزة "أن تنتهي" بإعادة الرهائن الذين خُطفوا في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وإنهاء التهديد الذي تمثله حركة "حماس".
إسبانيا تلغي عقداً لشراء قاذفات صواريخ إسرائيلية
ألغت الحكومة الإسبانية عقداً تناهز قيمته 700 مليون يورو لشراء قاذفات صواريخ إسرائيلية التصميم في أعقاب تأكيدها الأسبوع الماضي على حظر إبرام عقود تسلح مع إسرائيل، بحسب وثائق رسمية اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية الإثنين.
وينص العقد الذي منح لاتحاد شركات إسبانية على اقتناء 12 وحدة من نظام إطلاق صواريخ عالية الحركة (سيلام)، مطور من نظام "بولس" التابع لمجموعة "البيت سيستمز" الإسرائيلية، بحسب تقرير "التوازن العسكري" الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (آي آي أس أس).
وبعدما تحدثت الصحافة المحلية وصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الإلغاء، أعلن عنه رسمياً على المنصة الإسبانية الرسمية للعقود العامة في وثيقة مؤرخة التاسع من سبتمبر.
في اليوم السابق أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز عن تدابير جديدة تهدف إلى "إنهاء الإبادة الجماعية في غزة"، تضمنت "تعزيزاً قانونياً" لحظر عقود الأسلحة مع إسرائيل الذي كانت تطبقه البلاد بحكم الأمر الواقع.
وتم رسمياً إلغاء عقد آخر يشمل شراء 168 قاذفة صواريخ مضادة للمدرعات، كان من المقرر تصنيعها في إسبانيا بموجب ترخيص من شركة إسرائيلية، وفق وثائق نشرت على المنصة ذاتها. وبلغت قيمة هذا العقد الأخير 287,5 مليون يورو. وكانت وسائل إعلام أفادت بإلغائه في يونيو (حزيران) الماضي.
وبحسب صحيفة "لافانغارديا" اليومية فإن الحكومة الإسبانية وضعت خطة تعمل على تطبيقها حالياً للتخلص من الأسلحة والتكنولوجيا الإسرائيلية الموجودة لدى قواتها المسلحة. ولم ترد وزارة الدفاع الإسبانية على الفور على طلب الحصول على تعليق.