ملخص
بحسب الاقتراح الأميركي أنه إذا استجابت "حماس" بصورة إيجابية للمبادرة فإن ترمب سيعمل بنشاط لإنهاء الحرب، وسيستمر وقف إطلاق النار ما دامت المفاوضات في شأن شروط إنهاء الحرب جارية.
اقتراح جديد طرحته واشنطن على مائدة المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة، بعد أسابيع طويلة من خطط ومقترحات إياباً وذهاباً من دون التوصل إلى اتفاق يفضي لإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها مليونا شخص من سكان القطاع المنكوب.
ووفق ما ورد في وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية فإن المقترح الذي بعثه مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف إلى حركة "حماس" قبل يومين، يتضمن تغييرات جوهرية مقارنة بالمقترحات السابقة، إذ ينطوي على صفقة شاملة وليست مرحلية مثل المقترحات السابقة، بما يتضمن الإفراج عن جميع الرهائن الـ 48 الباقين لدى "حماس"، في مقابل وقف إطلاق النار وإنهاء العملية الإسرائيلية لاحتلال غزة.
وذكرت القناة 12 العبرية أن المقترح ينطوي على وقف إسرائيل عملية "مركبات جدعون-2" لاحتلال مدينة غزة، ويفتح فوراً مساراً تفاوضياً بإدارة من ترمب شخصياً لإنهاء الحرب، ووفق مسؤول إسرائيلي رفيع تحدث إلى موقع "أكسيوس" الأميركي، فإن المقترح ينطوي أيضا على أن تفرج إسرائيل عما بين 2500 إلى 3 آلاف أسير ومعتقل فلسطيني من سجونها، بينهم مئات يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد لقتلهم إسرائيليين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب الاقتراح فإنه بمجرد إعلان وقف إطلاق النار ستبدأ فوراً مفاوضات حول شروط إنهاء الحرب، بما في ذلك مطالب إسرائيل بنزع سلاح "حماس" ومطالبة "حماس" بالانسحاب الكامل والنهائي لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، وإذا استجابت "حماس" بصورة إيجابية للمبادرة فإن ترمب سيعمل بنشاط لإنهاء الحرب، وسيستمر وقف إطلاق النار ما دامت المفاوضات في شأن شروط إنهاء الحرب جارية.
عرض وتهديد
ووفق ما ذكره المسؤول الإسرائيلي فإن الاقتراح المقدم لـ "حماس" تضمن رسالة بأن البديل في حال عدم قبول المبادرة سيكون سيئاً جداً، مشيراً إلى عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق في غزة.
والجمعة الماضي قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الولايات المتحدة في مفاوضات عميقة مع "حماس" في شأن صفقة رهائن ووقف إطلاق النار في غزة، مشدداً على أن رسالته إلى "حماس" هي "إذا أفرجتم عن الرهائن فوراً فستحدث أمور جيدة، أما إذا لم تفعلوا فسيكون الوضع صعباً وقاسياً عليكم".
ضمان ترمب
وفي حين لم يرد رجل الأعمال الأميركي - الفلسطيني بشارة بحبح الذي يلعب دور القناة الخلفية في التواصل مع "حماس" خلال الأشهر الأخيرة، على طلب "اندبندنت عربية" بالتعليق على المقترح الجديد، فإن تقارير صحافية أفادت بأن ويتكوف طلب منه إبلاغ حركة "حماس" بانها إذا أفرجت عن جميع الرهائن فإن ترمب سيضمن إنهاء الحرب، وأن بحبح عاد برسالة من الحركة الإسلامية تُعبر عن استعدادها المضي نحو صفقة شاملة، إذ يجري الإفراج عن الرهائن بالتزامن مع إعلان وقف إطلاق نار دائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
كما أفادت إذاعة "كان" الإسرائيلية بأن الاقتراح الأميركي نقل إلى "حماس" عبر غيرشون باسكين، وهو مفاوض إسرائيلي بارز على اتصال مع القيادي في "حماس" غازي حماد، ولعب باسكين دوراً رئيساً في الصفقة التي أدت عام 2011 إلى الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في مقابل الإفراج عن أكثر من 1000 سجين فلسطيني مدان بجرائم إرهابية.
شكوك متبادلة
وعلى الجانب الآخر قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أمس الأحد إن تل أبيب "تدرس بجدية مقترح ترمب الجديد لكن 'حماس' ستستمر في تعنتها"، وفيما يبدو أن إسرائيل لديها شكوك في قبول "حماس" للمقترحات، أفادت مصادر إسرائيلية مطلعة على المفاوضات هيئة البث الرسمية أن "المقترح الأميركي ينسجم مع مطالب إسرائيل لوقف الحرب".
وفي بيان مساء أمس الأحد قالت حركة "حماس" إنها تسلمت عبر الوسطاء بعض الأفكار من الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار، وأعربت عن استعدادها "الجلوس فوراً إلى طاولة المفاوضات لبحث الإفراج عن جميع الأسرى في مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع، وتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من المستقلين الفلسطينيين تتسلّم عملها فوراً، مع ضمان التزام العدو بصورة معلنة وصريحة بما سيجري الاتفاق عليه، حتى لا تتكرر التجارب السابقة بالوصول إلى اتفاقات ويرفضها أو ينقلب عليها، وآخرها الاتفاق الذي قدمه الوسطاء بناء على مقترح أميركي ووافقت عليه الحركة في القاهرة بتاريخ الـ 18 من أغسطس (آب) 2025، ولم يرد عليه الاحتلال حتى اللحظة، بل واستمر في مجازره وتطهيره العرقي".
وكانت "حماس" وافقت على مقترح للوسطاء في شأن صفقة جزئية لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى في الـ 18 أغسطس الماضي، لكن إسرائيل لم ترد على الوسطاء على رغم تطابق بنوده مع مقترح سابق طرحه ويتكوف ووافقت عليه تل أبيب.
ويبدو أن الجانب الفلسطيني ليست لديه الثقة الكافية في ترمب، فيقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب لـ "اندبندنت عربية"، "إن ما بدا من المقترحات المطروحة أن الأميركيين والإسرائيليين يريدون أن يسترجعوا أسراهم دفعة واحدة في اليوم الأول، وهو ما يعني احتمال العودة للحرب مرة أخرى"، مشيراً إلى تصريح الرئيس الأميركي الشهر الماضي عندما قال سنأخذ الأسرى ونسحق حركة "حماس"، معتبراً أن ترمب يخطط لهذا الهدف بصورة أو أخرى.
ويضيف الرقب أن ورد في شأن المقترحات الأميركية يتوافق مع رؤية الإسرائيليين، بينما لا توجد ضمانات لوقف الحرب، مستبعداً أن توافق "حماس" على مقترح لا يتضمن وقف الحرب، وقال إن "الحركة جاهزة لئلا تكون في المشهد السياسي خلال اليوم التالي للحرب، ولكن فكرة أن يجري الحديث عن سحب سلاح 'حماس 'أو إجراءات أخرى لا تقدم ضمانات لوقف الحرب، فلا أعتقد أن الحركة ستقبل بذلك"، ويتابع أن "حماس" التي رحبت بأي مقترح شامل وأنها جاهزة للانفتاح عليه ستتفاجأ عندما تتسلّم المقترح أنه لا يختلف عن المقترح السابق إلا في ما يخدم دوله الاحتلال بالإفراج عن كل الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، وبالتأكيد هذا الأمر غير مقبول للحركة، وقد تسير الأمور نحو منحنيات لا نتمناها باتجاه إنهاء الحرب بصورة عامة".