Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مكتبة الشاذلي القليبي تنضم إلى دار الكتب الوطنية التونسية

إرث ثقافي وسياسي وكتب ووثائق تعود إلى شخصية تركت أثرها في العالم العربي

الوزير التونسي ورئيس جامعة الدول العربية سابقا الشاذلي القليبي (صفحة الكاتب - فيسبوك)

ملخص

في مبادرة تعكس عمق التقدير للذاكرة الثقافية والسياسية الوطنية، أعلن المدير العام لدار الكتب الوطنية خالد كشير بعد اتفاق وُقع مع كلثوم الأصرم أرملة الدبلوماسي والوزير السابق الشاذلي القليبي، ضم مكتبة القليبي التي تمثل رصيداً ثقافياً ثرياً إلى خزائن التراث الوطني.

تمثل مكتبة الشاذلي القليبي أكثر من مجرد مجموعات من الكتب والمراجع، إنها شهادة حية على مسيرة رجل كان جسراً بين الثقافة والسياسة، وحامل لواء التحديث والإصلاح في تونس والعالم العربي. فقد كانت هذه المكتبة التي جمعها القليبي على مدى عقود، مصدر إلهام وأداة عمل في مواقع عديدة تقلدها، من وزارة الثقافة إلى وزارة الإعلام، ومن رئاسة الديوان الرئاسي إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

تعكس هذه الخطوة التي دعمتها وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي حرص الدولة على حفظ الذاكرة الوطنية وتعزيز ثقافة المعرفة، وتؤكد أن الثقافة هي قلب السياسة وأن التوثيق والرعاية للمكتبات الشخصية لكبار المثقفين والسياسيين هما فعل وطني بامتياز.

تعد مكتبة الشاذلي القليبي اليوم شاهداً على تاريخ تونس الحديث، ورؤية رجل آمن بأن الثقافة والسياسة لا تنفصلان، وأن من شأن المعرفة أن تفتح آفاق المستقبل.

مسيرة ثقافية وسياسية بارزة

ولد الشاذلي القليبي خلال السادس من سبتمبر (أيلول) 1925 في تونس العاصمة، ودرس داخل المدرسة الصادقية قبل أن يتابع دراسته في جامعة السوربون بباريس. بدأ حياته المهنية بالتدريس في الجامعة التونسية، لكن انخراطه في العمل الإعلامي والإداري جاء سريعاً عندما عُين مديراً لـ"الإذاعة والتلفزة الوطنية".

خلال عام 1961 أسس وزارة الشؤون الثقافية، التي شغل فيها منصب الوزير لفترات متقطعة حتى عام 1979، وتولى إدارة وزارة الإعلام ومنصب مدير ديوان رئيس الجمهورية. طوال هذه الفترة. وكان القليبي صوتاً بارزاً في النهوض بالثقافة والإعلام داخل تونس، وشارك في تحرير صحف ومجلات وطنية، ونشر مقالات عدة تناولت قضايا الفكر والسياسة.

خلال مارس (آذار) 1979 عين الشاذلي القليبي أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، وهو أول تونسي يشغل هذا المنصب. وتولى هذا الدور خلال فترة حساسة من تاريخ المنطقة، وبخاصة بعد توقيع اتفاق كامب ديفيد عام 1978 ونقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس.خلال عشرية ولايته (1979 - 1990)، تعامل القليبي مع قضايا محورية  مثل دعم القضية الفلسطينية، والعمل على تقوية التعاون العربي - الأفريقي ومواجهة الإرهاب الدولي وإدانة الاستيطان الإسرائيلي. وعمل على تفعيل مؤسسات العمل العربي المشترك، ودعم انتفاضات الشعوب العربية وترسيخ مبدأ الأمن القومي العربي.

وفي عام 1990 استقال القليبي من منصبه احتجاجاً على الحشد الأميركي ضد العراق، وهو موقف عكس رؤيته المستقلة التي لا تتردد في الاعتراض على السياسات التي يراها مخالفة للمصالح العربية.

حافظة الذاكرة وجسر المستقبل

أما دار الكتب الوطنية في تونس فتعد من المؤسسات الثقافية الرائدة، وتجسد الحاضنة الأمينة للتراث الوطني بكل تنوعه وثرائه. أُسست المكتبة في إطار جهود وطنية رامية إلى جمع بل وتوثيق المراجع النادرة والمخطوطات القديمة، التي تحمل في طياتها قصة تونس وحضارتها عبر العصور. وإلى جانب هذا الإرث التاريخي، تحرص دار الكتب على إثراء مكتبتها بالكتب الحديثة والمراجع الأكاديمية، لتكون بذلك جسراً يصل بين الماضي والحاضر، ورافداً مهماً للباحثين والدارسين من مختلف التخصصات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تعمل دار الكتب الوطنية على توفير مصادر موثوقة وغنية تساعد الباحثين على الغوص في أعماق المعرفة وتعزز وعي المجتمع الثقافي، بحيث ينظر إليها كمنبر لا يقتصر دوره على حفظ الذاكرة فحسب، بل يمتد ليكون محركاً للتجديد والإبداع الفكري. ويأتي تسلم مكتبة الوزير السابق الشاذلي القليبي ضمن هذه الاستراتيجية الوطنية الطموحة، التي تهدف إلى توثيق إرث شخصيات تركت بصماتها في التاريخ التونسي والعربي.

تضم مكتبة الشاذلي القليبي إرثاً فريداً من نوعه، مراجع متنوعة وشهادات توثق مرحلة مهمة من تاريخ تونس والمنطقة، مما يتيح لدار الكتب فرصة إثراء مجموعاتها وتوسيع مدارك الباحثين والقراء، لتصبح نافذة تطل على تجربة فريدة، وتجربة إنسانية وثقافية متشابكة مع السياسة والمجتمع.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة