ملخص
دُعي بعض القادة من بينهم بوتين لتمديد إقامتهم حتى الأربعاء لحضور استعراض عسكري ضخم في بكين احتفالاً بالذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية والانتصار على اليابان.
وجّه الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين انتقادات حادة للغرب خلال افتتاح قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين بشمال الصين، والتي تهدف إلى دفع بكين إلى صدارة العلاقات الإقليمية.
ودعا شي إلى نظام عالمي قائم على العدالة، وقال "يجب علينا تعزيز منظور تاريخي للحرب العالمية الثانية ومعارضة عقلية الحرب الباردة ومواجهة الكتل وسياسات الترهيب" التي تنتهجها بعض الدول، في إشارة مبطنة إلى الولايات المتحدة. وأضاف شي أن "الوضع الدولي الحالي يصبح فوضوياً ومتشابكاً، والمهمات الأمنية والتنموية التي تواجه الدول الأعضاء تصبح أكثر تحدياً"، وتابع "فيما يشهد العالم اضطرابات وتحولات، يجب علينا الاستمرار في المضي قدماً وتأدية مهمات المنظمة بشكل أفضل".
فتيل الحرب
من جانبه، استخدم بوتين خطابه للدفاع عن الهجوم الروسي على أوكرانيا، محمّلاً الغرب مسؤولية إشعال فتيل الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وأدت إلى تدمير جزء كبير من شرق أوكرانيا. وقال بوتين "هذه الأزمة لم تكن ناجمة عن الهجوم الروسي على أوكرانيا، بل كانت نتيجة انقلاب في أوكرانيا دعمه وتسبّب به الغرب"، وأضاف أن "السبب الثاني لهذه الأزمة هو المحاولات الدائمة للغرب لجرّ أوكرانيا الى حلف شمال الأطلسي".
أردوغان لبوتين: تركيا تعمل من أجل سلام عادل في أوكرانيا
وقالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب إردوغان أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأن أنقرة تعمل على إيجاد نهاية عادلة ودائمة للحرب في أوكرانيا وبأن محادثات إسطنبول بين طرفي الصراع تسهم في جهود السلام. وأضافت الرئاسة في بيان أن إردوغان وبوتين ناقشا أيضاً، في اجتماع على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في الصين، العلاقات الثنائية والهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة والمستجدات في سوريا وجهود السلام بين أذربيجان وأرمينيا.
عرض عسكري ضخم
وافتتح الرئيس الصيني قمة منظمة شنغهاي للتعاون اليوم الإثنين بحضور 20 من قادة منطقة أوراسيا. والتقط زعماء الدول الـ10 الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون صورة جماعية على السجادة الحمراء.
وانطلقت قمة منظمة شنغهاي للتعاون أمس الأحد في مدينة تيانجين في شمال الصين، قبل أيام من عرض عسكري ضخم يقام في العاصمة بكين لمناسبة مرور 80 عاماً على نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتضم منظمة شنغهاي للتعاون 10 دول أعضاء هي الصين والهند وروسيا وباكستان وإيران وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وبيلاروس، و16 دولة بصفة مراقب أو شريك، وتمثل قرابة نصف سكان العالم و23,5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وهي تقدم على أنها قوة موازنة لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وتضم بلدانها كميات كبيرة من مصادر الطاقة.
وخلال "مراسم الافتتاح" الإثنين سيجتمع القادة جميعهم معاً للمرة الأولى في القمة، وسيلقي الرئيس الصيني خطاباً.
ووصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صباح الأحد بعيداً عن الإعلام على رغم أنه يترأس وفداً سياسياً واقتصادياً كبيراً، بحسب وسائل الإعلام الرسمية الروسية والصينية.
وعقد شي سلسلة من الاجتماعات الثنائية المتتالية مع عدد من القادة من بينهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أحد حلفاء بوتين المقربين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي يقوم بأول زيارة له للصين منذ العام 2018. وقال مودي لشي إن الهند ملتزمة "المضي قدماً في علاقاتنا على أساس الثقة المتبادلة والكرامة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتتنافس الصين والهند، وهما الدولتان الأكثر تعداداً للسكان في العالم، على النفوذ في جنوب آسيا، وقد خاضتا اشتباكاً حدودياً دامياً عام 2020، لكن العلاقات بين البلدين بدأت تتحسن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما التقى مودي شي للمرة الأولى منذ خمس سنوات في قمة عقدت بروسيا.
وتخضع القمة لتدابير أمنية وعسكرية مشددة ونشرت مركبات مصفحة في بعض الشوارع وقطعت الحركة المرورية في أجزاء كبيرة من تيانجين ونشرت لافتات في الشوارع بالماندرية والروسية تشيد بـ"روحية تيانجين" و"الثقة المتبادلة" بين موسكو وبكين.
وتعد هذه القمة الأكثر أهمية للمنظمة منذ إنشائها في عام 2001، وتعقد هذه السنة في ظل أزمات متعددة تطال أعضاءها بصورة مباشرة، من المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين والهند إلى الحرب الروسية على أوكرانيا، مروراً بالملف النووي الإيراني.
صراع أوكرانيا
ومن المقرر أن يجري بوتين محادثات مع نظيره الصيني في بكين غداً الثلاثاء بعد أن يناقش الصراع في أوكرانيا مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان في تيانجين الإثنين والملف النووي مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان. ومن المقرر أيضاً أن يلتقي رئيس الوزراء الهندي في اليوم نفسه.
ودُعي بعض القادة، من بينهم بوتين وبزشكيان، لتمديد إقامتهم حتى الأربعاء لحضور استعراض عسكري ضخم في بكين احتفالاً بالذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية والانتصار على اليابان.
ولهذه المناسبة، سيقوم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بزيارة نادرة خارج بلاده للقاء شي في الصين المجاورة.
وأصبحت كوريا الشمالية أحد أهم حلفاء روسيا في حربها ضد أوكرانيا. وتؤكد وكالات الاستخبارات الكورية الجنوبية وغربية أن كوريا الشمالية أرسلت آلاف الجنود للقتال إلى جانب روسيا.
ولا يزال من غير المؤكد إمكان عقد محادثات بين الرئيسين الروسي والكوري الشمالي اللذين سيحضران الاستعراض العسكري سوياً.