ملخص
وزعت روسيا والصين مشروع قرار على مجلس الأمن من شأنه تمديد الاتفاق النووي حتى الـ18 من أبريل (نيسان) 2026، إلا أن النص الذي أعدته موسكو وبكين يتضمن لغة، قال دبلوماسي روسي كبير، إنها ستمنع الترويكا الأوروبية من إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
أظهرت رسالة بعثت بها بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى مجلس الأمن الدولي أن الدول الثلاث بدأت الخميس عملية تستمر 30 يوماً لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، بسبب برنامجها النووي.
واتخذت الدول الثلاث، المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، القرار بعد اتهام إيران بعدم الالتزام باتفاق أبرمته عام 2015 مع قوى عالمية، بهدف منعها من تطوير سلاح نووي.
1- ما الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015؟
تشتبه دول كثيرة في سعي إيران إلى امتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران.
وتوصلت إيران إلى اتفاق في عام 2015 مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين، يعرف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. ورفع الاتفاق عقوبات للأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا عن طهران، في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وأقر مجلس الأمن الدولي الاتفاق في قرار صدر في يوليو (تموز) 2015، ومن المقرر انتهاء صلاحية هذا القرار في الـ18 من أكتوبر (تشرين الأول)، إضافة إلى قدرة أي طرف من أطراف الاتفاق النووي على تفعيل "إعادة فرض" العقوبات على إيران.
2- ما هي "إعادة فرض العقوبات"؟
بموجب اتفاق 2015، هناك عملية تعرف باسم "إعادة فرض العقوبات" يمكن للأمم المتحدة استخدامها ضد إيران.
وإذا لم تتمكن الأطراف من حسم اتهامات "التقاعس الكبير (لإيران) عن الأداء"، يمكن تفعيل هذه العملية في مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضواً.
3- ما هي مهلة الـ30 يوماً؟
الآن مع بدء العملية، يتعين أن يصوت مجلس الأمن في غضون 30 يوماً على قرار لمواصلة رفع العقوبات عن إيران، ويتطلب ذلك تسعة أصوات مؤيدة وعدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية حق النقض (الفيتو).
وفي حال صوت تسعة أو أكثر من أعضاء المجلس لصالح تمديد تخفيف العقوبات، فقد تستخدم بريطانيا وفرنسا حق النقض (الفيتو) لعرقلة القرار.
وإذا لم يعتمد القرار، فسيعاد فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران في أواخر سبتمبر (أيلول)، أي بعد 30 يوماً من بدء عملية إعادة فرض العقوبات، ما لم يتخذ مجلس الأمن إجراءات أخرى.
4- ما هي العقوبات؟
إذا أعيد فرض للعقوبات، فستعود كل التدابير التي فرضها مجلس الأمن على إيران في ستة قرارات من 2006 إلى 2010، ومن هذه التدابير:
- حظر على الأسلحة.
- حظر على تخصيب وإعادة معالجة اليورانيوم.
- حظر على عمليات الإطلاق والأنشطة الأخرى المتعلقة بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية، وأيضاً حظر على نقل تكنولوجيا الصواريخ الباليستية والمساعدة التقنية.
- تجميد عالمي مستهدف للأصول وحظر السفر على أفراد وكيانات من إيران.
- السماح للبلدان بتفتيش شحنات شركة إيران آير للشحن الجوي وخطوط الشحن التابعة لجمهورية إيران الإسلامية بحثاً عن بضائع محظورة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
5- هل يتبنى مجلس الأمن قراراً جديداً؟
عرضت الترويكا الأوروبية تمديد آلية إعادة فرض العقوبات لفترة محدودة.
وكتبت الدول الثلاث في رسالة إلى مجلس الأمن هذا الشهر "سيجري منح هذا التمديد لتوفير وقت إضافي للمفاوضات بهدف إبرام اتفاق جديد، مع الحفاظ على إمكان اللجوء إلى إعادة فرض العقوبات ذات الصلة ضد إيران لمنع الانتشار النووي".
وإذا وافقت إيران، فسيتعين على مجلس الأمن تبني قرار جديد.
6- ما هو دور روسيا والصين؟
في خطوة غير متوقعة، وزعت روسيا والصين يوم الأحد مشروع قرار على مجلس الأمن من شأنه تمديد الاتفاق النووي حتى الـ18 من أبريل (نيسان) 2026.
إلا أن النص الذي أعدته موسكو وبكين يتضمن لغة، قال دبلوماسي روسي كبير لـ"رويترز" شريطة عدم الكشف عن هويته، إنها ستمنع الترويكا الأوروبية من إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، ولم يتضح بعد متى يمكن طرح مشروع القرار للتصويت.
وذكر نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي الخميس أنه لا ينبغي لمجلس الأمن أن يتخذ أي إجراء في شأن الخطوة التي اتخذتها مجموعة الدول الأوروبية الثلاث فرنسا وبريطانيا وألمانيا لإعادة فرض العقوبات على إيران، مشيراً إلى أنها لا تنطوي على أي تأثير قانوني.
وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، إن "أعضاء مجلس الأمن الدولي يقفون أمام لحظة حاسمة"، مشيرة إلى أن لهم خيارين "إما دعم مشروع القرار الروسي الصيني للتمديد والدبلوماسية"، أو "تفعيل آلية الزناد التي سيكون لها عواقب وخيمة".
7- هل يمكن منع إعادة فرض العقوبات؟
ترى روسيا والصين أن الترويكا الأوروبية لم تتبع عملية حل النزاع المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وتختلف الترويكا الأوروبية معهما في الرأي.
وتقول موسكو وبكين إن الدول الثلاث غير قادرة على تفعيل إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، لأنها لم تمتثل لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.
وعلى رغم امتلاك روسيا والصين حق النقض بمجلس الأمن، فإنهما لا تستطيعان منع إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، لكن بوسعهما الامتناع عن تنفيذ العقوبات واستخدام حق النقض ضد أية محاولات من مجلس الأمن لمعاقبتهما على ذلك.
8- ما دور الولايات المتحدة في الاتفاق النووي؟
بعد أن وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه "أسوأ اتفاق على الإطلاق"، سحب ترمب بلاده من الاتفاق في عام 2018، في ولايته الأولى، وأعاد جميع العقوبات الأميركية على طهران.
ورداً على ذلك، بدأت إيران في الابتعاد من التزاماتها بموجب الاتفاق.
وأعاد ترمب في فبراير (شباط) العمل بحملة "أقصى الضغوط" على إيران، وقال إنه منفتح على اتفاق، لكنه هدد أيضاً باستخدام القوة العسكرية إذا لم توافق إيران على إنهاء برنامجها النووي.
9- ما الذي تفعله إيران؟
ينص الاتفاق النووي لعام 2015 على أن إيران ستتعامل مع أي إعادة فرض عقوبات، "كسبب للتوقف عن تنفيذ التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة كلياً أو جزئياً".
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن إيران تسرع "بشدة" في تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المئة، أي قريباً من مستوى النقاء البالغ 90 في المئة المستخدم في صنع الأسلحة.
وتقول الدول الغربية إنه لا توجد حاجة إلى تخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى العالي للاستخدامات المدنية، وإنه لا توجد دولة أخرى فعلت ذلك من دون إنتاج قنابل نووية، وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي.
10- لماذا لا تتحدث الولايات المتحدة وإيران؟
فشلت المحادثات غير المباشرة بين طهران وإدارة الرئيس السابق جو بايدن في إحراز تقدم.
ومنذ أبريل، تجري إيران والولايات المتحدة محادثات غير مباشرة تهدف إلى إيجاد حل دبلوماسي جديد في شأن البرنامج النووي الإيراني، وتريد الولايات المتحدة ضمان عدم قدرة إيران على بناء سلاح نووي.
وعلقت تلك المحادثات بعد قصف إسرائيل والولايات المتحدة منشآت إيران النووية، ومنشآت صواريخ باليستية في يونيو (حزيران).