Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

باربرا ليف: أحمد الشرع ليس صناعة أميركية

مساعدة وزير الخارجية الأميركي سابقاً لـ"اندبندنت عربية": خيارات غزة الصعبة تطاردنا وأسديت لبلينكن المشورة الأفضل

باربرا ليف (أ ف ب)

ملخص

تحدثت باربرا ليف عن سياسة بايدن التي أسهمت في صياغتها تجاه حرب غزة والشرق الأوسط، وعن لقائها الرئيس السوري أحمد الشرع قبل أسابيع من مغادرتها العمل الدبلوماسي، والتحديات الماثلة أمام سوريا الجديدة وعلاقتها مع إسرائيل.

في الثمانينيات اختارت باربرا ليف دراسة السوفيات، لكن الدبلوماسية قادتها إلى الشرق الأوسط، لتشغل في 2022 منصب مساعدة وزير الخارجية الأميركي، وتشرف على ما لا يقل عن 2000 موظف وموازنة تصل إلى 1.52 مليار دولار، ومع ذلك كان من المرجح أن تكون مهامها أقل أهمية داخل إدارة جو بايدن، لكن تاريخ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 شكل نقطة تحول، فبايدن الذي أراد التركيز على الصين وجد نفسه عالقاً في تداعيات حرب غزة، وهكذا برز دور ليف كأحد أعمدة سياسته الخارجية.

الضوء جاء بكلفة، إذ شهدت ليف على استقالات في فريقها وجهاز الخارجية الأميركية على خلفية الحرب الدامية في غزة، ولم يكن الشهران الأخيران في منصبها خاليين من الأحداث المفصلية، فقد شهدت الدبلوماسية المخضرمة من كثب صعود الرئيس السوري أحمد الشرع، وأصبحت من أوائل الدبلوماسيين الذين التقوه، عندما كانت التساؤلات في العالمين العربي والغربي متمحورة حول هوية الساكن الجديد لقصر الشعب في دمشق.

ضمن حلقة جديدة من "حوارات أميركية"، تتحدث باربرا ليف عن مشاعرها بعد مغادرة إدارة بايدن، وخيارات حرب غزة الصعبة، وعن هواجسها من تجدد الحرب بين إيران وإسرائيل، وتستعيد تفاصيل لقائها مع الرئيس السوري، وتطرح قراءتها لمستقبل سوريا والتحديات الماثلة أمامها.

 

كواليس اللقاء الأميركي الأول مع الشرع

بينما كانت قوات الشرع تتأهب لدخول دمشق، كانت باربرا ليف في رحلة رسمية إلى العاصمة البحرينية المنامة، وتخطط لزيارة بغداد وعمان، لكن مع تسارع الأحداث في سوريا، استيقظت صباح الأحد الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024 على خبر فرار بشار الأسد ليلاً، مما دفعها إلى البقاء في المنطقة لأكثر من أسبوعين، وخلال تلك الفترة اتصل عليها وزير الخارجية بلينكن وأبلغها بأنها يجب أن تذهب إلى سوريا.

 

توجهت ليف إلى تركيا للتشاور في شأن الزيارة، وخلال هذه الفترة تحدث بلينكن مع السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد الذي التقى الشرع سابقاً لسؤاله عن شخصيته وتوجهاته. قالت ليف إنها قضت أسبوعاً في الأردن بانتظار الضوء الأخضر النهائي من واشنطن لزيارة دمشق، وأجرت اتصالات كثيرة مع سوريين لفهم الوضع السياسي والأمني. وفي يوم السبت الـ14 من ديسمبر 2024، غادر بلينكن الأردن بعد حضوره اجتماع العقبة حول سوريا، ووجه ليف بالبقاء هناك للتحضير لدخول دمشق خلال الأيام التالية.

وكشفت الدبلوماسية الأميركية عن المخاوف الأمنية المتعلقة بالزيارة لـ"اندبندنت عربية"، قائلة إن "الوضع الأمني في سوريا كان غير واضح، وصفوف ’هيئة تحرير الشام‘ تعج بالمقاتلين الأجانب والمتطرفين، ولم تكن السفارة مفتوحة بعد، لذلك كان فريق الأمن الدبلوماسي قلقاً".

بعد 6 أيام من انتظارها في الأردن، سافرت ليف إلى دمشق في الـ20 من ديسمبر 2024، وكان المتوقع أن تلتقي الشرع داخل القصر الرئاسي لكنها التقته في فندق "فور سيزونز"، وهو ما عده البعض رسالة سياسية، لكنها أكدت أن القرار كان أمنياً بحتاً. وقالت "فريق الأمن الدبلوماسي كان يحاول ببساطة جدولة الزيارة بطريقة تقلل الأخطار قدر الإمكان، ولم يكن هناك نقاش سياسي كبير حول الذهاب إلى القصر الرئاسي أو وزارة الخارجية".

 

وأضافت "ذهبنا أولاً إلى موقع سُجن فيه أحد مواطنينا أوستن تايس ربما مرتين، بحسب معلوماتنا، وكان ذلك ميسراً بفضل حكومة الشرع، ثم توجهنا إلى فندق ’فور سيزونز‘ حيث أجرينا سلسلة من الاجتماعات".

وعن المهمة التي كلفها بها بلينكن، قالت ليف "ذهبت بقائمة طويلة من النقاط لكن من أهم ما كُلفت به هو معرفة من هو أحمد الشرع، كيف يفكر في شأن تشكيل الحكومة والتعاون لمكافحة الإرهاب، هل هو مستعد، وما هو تصوره العام عن محيطه. كانت مهمة من جانبين، نقل مطالبنا، وخلال الوقت نفسه تقييم الشرع كقائد، ليس لأن لدينا صوتاً في ما إذا كان سيصبح رئيساً موقتاً كما حدث في النهاية، بل لفهم شخصيته والنهج الذي سيتبعه".

"لا علاقة لنا بصعود الشرع"

بالنظر إلى ارتباط الرئيس السوري الشرع بالسفير الأميركي السابق روبرت فورد وبمنظمة "إنتر ميديت" البريطانية التي قدمت له المشورة السياسية، هناك من يزعم أن الولايات المتحدة ساعدت بصورة غير مباشرة في صعوده داخل سوريا، لكن ليف تنفي ذلك.

وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي السابقة "جمعتنا بالشرع علاقة سابقة من نوع مختلف تماماً عندما كان في العراق، وذلك عندما استضفناه إذا جاز التعبير مرات عدة في مراكز الاحتجاز، ولكن صعوده للسلطة كان صعوده هو وحده".

وأضافت "بالطبع هناك كثير من التكهنات حول دور تركيا، وما يمكنني قوله إن هذا شأن تركي، لكن يمكنني أن أؤكد أنه لم يكن لنا أي دور في هذا الصعود، وعلى رغم أن عدداً من الأميركيين على مر الزمن كانت لهم اتصالات مباشرة أو غير مباشرة معه، من بينهم صحافيون وآخرون، فإننا لم نساعد فعلياً في وصوله إلى السلطة".

وعما اكتشفته بشخصية الرئيس السوري، أجابت الدبلوماسية الأميركية "ما لفت انتباهي أولاً أن أحمد الشرع يتسم بسلوك قائد سياسي وليس مجرد قائد عسكري، ولم يكن ذلك بسبب لبسه بدلة مدنية بل لتفكيره وطريقة صياغته للأمور، وتفكيره في مجموعة واسعة من القضايا، وأولاها وأهمها التحديات الاقتصادية والأمنية أمامه.

وأضافت "كان الشرع يفكر في الأقليات داخل سوريا ومخاوفهم الخاصة، ونقل انطباع شخص متأمل بعناية أعد جيداً لهذا الاجتماع، وتحدث بصراحة كبيرة عما رآه من تحديات شبه مستعصية. ومن رسائله الأساس لي أنه في حاجة إلى دعم الولايات المتحدة وتخفيف العقوبات بصورة عاجلة، لأنه كان مدركاً للدمار الذي تركته عائلة الأسد من خلال مزيج من سوء الإدارة والنهب والفساد".

 

وكشفت ليف أن "تركيز الشرع انصب على تأثير العقوبات الأميركية، ولم يتحدث حتى عن الدعم من خارج الدول العربية، بل ركز على كيفية إعادة تنشيط الاقتصاد في ظل هذه العقوبات. أما بالنسبة إلى الأمن، أوضح الشرع أن توحيد القوات المسلحة كان على رأس أولوياته".

وقالت، "بفضل التشجيع والدفع القوي من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس أردوغان، قام الرئيس ترمب برفع العقوبات الأميركية ابتداءً من مايو (أيار) الماضي مما مثل خطوة كبيرة إلى الأمام، لكن الشرع ما زال يواجه تحدي الأمن، والذي قد يتأثر بأمرين، وهما وجود قوات كثيرة خارج سيطرته، ومدى قدرة حكومته على احتضان جميع شرائح الشعب لتسليم أسلحتهم أو الخضوع للقيادة الوطنية".

وأوضحت المسؤولة الأميركية السابقة أن "من الرسائل التي كان أحمد الشرع واضحاً جداً في شأنها عند لقائي به، وكررها مرات عدة، أن سوريا الجديدة مصممة على ألا تكون مصدراً للتهديدات تجاه جيرانها، سواء كان ذلك تجاه إسرائيل أو تركيا أو الأردن أو غيرها". وأضافت أن الشرع قال لها "لن أسمح لأية جماعات بالعمل من الأراضي السورية لتهديد إسرائيل، سواء كانت مجموعات فلسطينية أو ميليشيات إيرانية أو ’حزب الله‘".

الاتفاق المرتقب بين سوريا وإسرائيل

كشفت ليف عن وجود قنوات تواصل سرية طوال الوقت بين إسرائيل وسوريا لكنها لم تنجح، مما دفع الولايات المتحدة إلى التدخل لمحاولة تعزيز الثقة لدى الطرفين بحيث يمكنهما تجنب أية حوادث عسكرية أو أمنية.

وعن الاتفاق الأمني المحتمل بين سوريا وإسرائيل الذي انفردت "اندبندنت عربية" بسبق النشر عنه، قالت ليف إن "جهود إدارة ترمب في هذا الملف أدت إلى الاجتماع العلني الأخير في باريس بين (رون دريمر) أحد أقرب مستشاري رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وما تسعى إليه إدارة ترمب هو باختصار نوع من التهدئة الأمنية، والتوصل إلى تفاهم مشترك بين الحكومتين الإسرائيلية والسورية في شأن شروط الجنوب".

وقالت "الإسرائيليون يركزون على أمرين، الأول هو الحدود وما إذا كانت هناك تهديدات يمكن أن تأتي عبر الحدود من هضبة الجولان، وهذا يرتبط بإحساسهم بالضعف منذ هجوم السابع من أكتوبر، والتهديدات التي قد تأتي مباشرة عبر حدودهم. أما الجزء الآخر فهو يتعلق بصلات المجتمع الدرزي في إسرائيل مع الدروز جنوب سوريا في السويداء، والولايات المتحدة مهتمة بجعل الأمر يصل إلى نقطة لا تتدخل فيها إسرائيل عسكرياً.

وأقرت ليف أن الاحتمالات تاريخياً وعالمياً لنجاح أول حكومة انتقالية بعد حرب طويلة وخمسة عقود من الحكم غير مبشرة، وفرص الفشل عالية للغاية. وتقول إنه "يمكنها التفصيل لساعات في الأسباب التي قد تقود الشرع للفشل، لكن في النهاية ترى أن هناك مكونات للنجاح، وأحدها أن لديه شركاء عرب يرغبون في نجاح سوريا. كان لدى الجميع تحفظاتهم ومخاوفهم في شأن ’هيئة تحرير الشام‘ وخلفية أحمد الشرع وصعوده إلى السلطة، لكنهم يعملون على مبدأ أن النجاح هو نجاح للمنطقة، والفشل سيكون كارثياً".

وتابعت، "الشرع عليه أن يتعلم كيفية الحكم فهو رئيس موقت، وعليه أن يتعلم التحكم بأسلوب جامع للسوريين، وهذه هي النقطة الوحيدة التي أعتقد أنها يمكن أن تقوضه بسرعة أكبر من أي شيء آخر. لديه وضع متدهور في الشمال الشرقي، وإذا اعتقدنا أن ما حدث في السويداء كان سيئاً، فقد نرى تكراراً لنزاعات تبدأ صغيرة ثم تصبح ضخمة ومدمرة إذا لم ينخرط بصدق سياسياً، لا عسكرياً".

لبنان وسلاح "حزب الله"

خلال عام 2022، قالت ليف إن اللبنانيين سيضطرون إلى تحمل مزيد من الألم قبل رؤية الإصلاحات. واليوم يملك لبنان رئيساً ورئيس وزراء مدعومين إقليمياً ودولياً، لكن نزع سلاح "حزب الله" لا يزال العقبة الرئيسة، وهناك مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى حرب أهلية.

 

لا تستبعد ليف انزلاق لبنان إلى حرب أهلية، قائلة "’حزب الله‘ ازدهر ليس فقط من خلال مهمة المقاومة التي تبناها لنفسه، بل أيضاً لأنه قدم نفسه كحكومة بديلة للطائفة الشيعية في لبنان، وازدهر أيضاً بسبب الفساد والنزعة الانتهازية لدى النخبة السياسية اللبنانية، بغض النظر عن خلفياتهم الطائفية".

وتشير إلى أن "إحدى النقاط الأساس التي يجب التعامل معها هي فساد النخبة السياسية اللبنانية، التي كانت مرتاحة لفترة طويلة بسبب غياب الرئيس، وضعف رئيس الوزراء والحكومة، وغياب حاكم المصرف المركزي... كانوا مرتاحين لأنهم يستمرون في جني الأموال وتحويلها إلى أوروبا".

ودعت ليف الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام إلى إشراك جميع القادة السياسيين لدعم جهود نزع السلاح والتواصل مع المجتمع الشيعي، مشددة على ضرورة إقناع رئيس البرلمان نبيه بري لأداء واجبه عبر بناء تفاهم سياسي لا يؤدي إلى مواجهة مباشرة في شوارع بيروت مع "حزب الله".

حذرت مساعدة وزير الخارجية الأميركية من نشوب الحرب الإيرانية- الإسرائيلية مجدداً، لأن مواقع اليورانيوم عالي التخصيب لم تكتشف بعد، ومن غير المعلوم حجم الأضرار التي تكبدتها المواقع النووية الثلاثة التي ضربتها الولايات المتحدة، وقالت إن "طهران لم تستأنف التعاون بعد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لذا يبقى السؤال مفتوحاً عما إذا كانت ستحاول ببساطة إعادة بناء البرنامج النووي سراً".

وقالت إن الإسرائيليين أوضحوا أنهم سيستخدمون جميع أصولهم الاستخباراتية لمراقبة ذلك، وأنهم مستعدون للتدخل مجدداً إذا اكتشفوا محاولات لنقل اليورانيوم أو إعادة بناء البرنامج النووي وكذلك برنامج الصواريخ الباليستية، الذي تضرر أيضاً بصورة كبيرة.

وشددت أنه لتجنب الحرب يجب التوصل إلى اتفاق نووي محكم لضمان وجود آليات رقابة موثوقة ترضي الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل، وتضع حداً دائماً لبرنامج إيران النووي، مضيفة أن "المفاوضات لم تُستأنف بعد والتصعيد ممكن. لا أستطيع حقاً تحديد احتمالية أو توقيت تجدد الحرب، فهذا يعتمد بصورة كبيرة على ما ستفعله إيران وما تراه إسرائيل مناسباً، لكنه يظل بالتأكيد احتمالاً قائما".

 

أسئلة غزة "تطاردنا"

تعترف ليف بأنها خلال ثلاثة عقود ونصف العقد في الدبلوماسية لم تعمل على قضية "شديدة التعقيد ومؤلمة إنسانياً" مثل صراع غزة، هذه التجربة دفعتها لطرح أسئلة قاسية "هل كان يمكن أن نفعل ما هو أفضل؟ هل كان علينا أن نسلك مسارات مختلفة". تقول "هذه الأسئلة تطاردك باستمرار. كثيراً ما فكرت أنه في هذه اللحظة كان يجدر بي أن أختار من الخيارات الممكنة، لكن في نهاية المطاف كان هذا مساراً رسمه الرئيس بنفسه، وهو يوازن بين خيارات لم تكن يوماً واضحة تماماً، ونادراً ما كان الاختيار بينها سهلاً".

وعن مشورتها لوزير الخارجية الأميركي السابق أنتوني بلينكن، وعما إذا عبرت عن مخاوفها في شأن سياسة غزة، قالت "قدمت للوزير بلينكن الصورة الكاملة التي استطعت تشكيلها، واستندت في ذلك إلى زملائي داخل الميدان الذين كانوا يتعاملون مباشرة مع الأحداث وتبعاتها... من الأمور التي يكتشفها المرء كلما ارتقى في السلم الوظيفي أنه يبتعد أكثر فأكثر من تفاصيل الأحداث نفسها، ولهذا يصبح من الأهمية بمكان، لا من باب الترف، أن يمد يده إلى مستويات أدنى ليستمع إلى الموظفين الميدانيين سواء في عمان أو في القاهرة أو غيرهما". وأضافت "استندت إلى هذا المخزون الغني من التجارب والشهادات، وكان معيناً مهماً للوزير الذي كان بدوره في حاجة إلى هذه الرؤية، وفي نهاية المطاف كان عليه هو أيضاً أن يتخذ قراراته وأن يحتكم إلى حكمه الخاص".

وقالت، "صوتي في إدارة بايدن كان مسموعاً، لكن هذا لا يعني دائماً أن السياسة تتغير. مسؤولية الدبلوماسي تتمثل أولاً في مصارحة السلطة بالحقيقة، وخلال مساري الوظيفي خضت كثيراً من المواجهات مع مسؤولين كبار حول قضايا مختلفة. لم تكن غزة المرة الأولى التي أجد نفسي فيها وسط جدل وصعوبة بالغة". وعن استقالات الدبلوماسيين، قالت "لدينا في وزارة الخارجية تقليد راسخ يتمثل في ’قناة الاعتراض‘، وهي حق لأي موظف للتعبير عن رأيه المخالف أمام أعلى المستويات، لكنها ليست الوسيلة الوحيدة لإيصال صوتك".

وعندما طرح اسم الأميركية هالة غريط التي استقالت بعد 18 عاماً من الخدمة الدبلوماسية احتجاجاً على دعم بايدن لإسرائيل، علقت ليف "هذه وجهة نظر هالة وأنا أحترمها تماماً. وأُتيحت لي فرصة الحديث معها قبل أن تغادر الخدمة، وأنا أقدر وجهة نظرها بعمق"، مذكرة بأن "العمل الدبلوماسي يرتكز على التزامين أساسين، قسم الولاء للدستور، وخدمة مصالح وزارة الخارجية أينما كلف الدبلوماسي. إذا وجد أحدنا أنه لا يستطيع الاستمرار في موقعه وفق هذه الالتزامات، فإن الخيار المتاح له هو الاستقالة، ولهذا أقول إنني أكن كامل الاحترام لقرارها".

وعن مستقبل حل الدولتين، طرحت باربرا ليف سؤالاً مقابلاً "ما هو البديل؟". لا توجد بدائل جيدة بحسب الدبلوماسية الأميركية التي تؤكد أن الولايات المتحدة اعترفت منذ وقت طويل بشرعية السعي الوطني للشعب الفلسطيني لإقامة دولته، لكنها ميزت بين الحل السياسي البعيد والحاجة العاجلة الآن، فهي ترى أن الأولوية الآن تلبية الحاجات الأساس للفلسطينيين في غزة.

وبينما تقوض إسرائيل أي جهد من السلطة الفلسطينية لفرض سيطرتها، تقول ليف "كنت أستمع إلى مجموعة من الإسرائيليين عبر بودكاست، فسمعت أحدهم يقول ما كنت أردده منذ أشهر وهو أن ’حماس‘ لا يجب أن تكون الطرف الذي تدار معه ترتيبات ما بعد الصراع، بل يجب أن تكون السلطة الفلسطينية، هي منظمة غير مثالية، لكن الأمر يتطلب مفاوضات سياسية تعيد الرهائن إلى منازلهم وتحل الصراع".

وأقرت بأن الحرب في غزة أحدثت تحولات واضحة في الرأي العام الأميركي تجاه إسرائيل لدى كل من اليمين واليسار، وتجاه تأسيس الدولة الفلسطينية، موضحة أن الجمهور الأميركي عادة لا يتابع قضايا السياسة الخارجية بدقة، لكن القضية الفلسطينية – الإسرائيلية غيرت ذلك".

المزيد من حوارات