Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من الشامبو إلى الدراجات النارية... منتجات بريطانية ضحية رسوم ترمب

ترمب يصدم قطاع الأعمال بفرض رسوم خفية تصل 25 في المئة على 400 منتج

يبذل أصحاب الأعمال البريطانيون جهوداً حثيثة هذا الأسبوع لتحديد تداعيات قرار إدارة ترمب. (أ ف ب)

ملخص

من المقرر أن يخضع جزء المنتج المصدر الذي يحوي المعادن فقط للرسوم الجمركية الأميركية، مما يعني عملية معقدة لتحديد نسبة البضائع المصنوعة من الألمنيوم أو الفولاذ

أصيب المصنعون البريطانيون بالصدمة بعدما فرض البيت الأبيض بهدوء توسعاً هائلاً في السلع التي ستواجه رسوماً جمركية أميركية عقابية على وارداتها.

من الحليب المكثف إلى الشامبو، ومن كراسي الأطفال المرتفعة إلى الدراجات النارية، في وقت تسابق الحكومة الزمن لتحديد تداعيات القرار على المصنعين البريطانيين الذين فوجئوا بتوقيت الإعلان الأسبوع الماضي.

وتشمل القائمة الجديدة سلعاً مثل الغسالات وأثاث الحدائق ذي الإطارات المعدنية وطفايات الحريق وأي جزء معدني من سرير الطفل أو كرسيه المرتفع وأدوات المائدة، إضافة إلى الحليب المكثف والشامبو والعطور التي تأتي في عبوات من الألمنيوم.

ووصفت تلك الخطوة الصادمة التي جاءت في أعقاب ضغوط مارستها شركات الصلب الأميركية على البيت الأبيض للوفاء بتعهد الرئيس ترمب إعطاء الأولوية للاقتصاد المحلي، والتي أعلنتها وزارة التجارة هذا الأسبوع بأنها "ضارة للغاية بالصناعة البريطانية".

وقال المدير التنفيذي لاتحاد الشركات الصغيرة كريج بومونت لصحيفة "التايمز"، "كان من المقرر حل تلك القيود الجمركية الشاملة على المنتجات بصورة دائمة في مفاوضات ما بعد الاتفاق بحلول الوقت الحالي. يجب على المفاوضين البريطانيين والأميركيين العمل بجد واجتهاد لتحقيق ذلك، وإطلاع مصدرينا من الشركات الصغيرة والمتوسطة على ما يمكن توقعه في الجمارك الأميركية".

كيف سيخضع الجزء المعدني للجمارك الأميركية؟

من المقرر أن يخضع جزء المنتج المصدر الذي يحوي المعادن فقط للرسوم الجمركية، مما يعني عملية معقدة لتحديد نسبة البضائع المصنوعة من الألمنيوم أو الفولاذ.

وبينما يقع عبء تحديد تلك النسبة على عاتق المشتري في الولايات المتحدة، فإنه يتوقع من المصدر تقديم التفاصيل، وهذا سيشكل عبئاً على بعض المصنعين فيما يتعلق بالامتثال.

من بين الشركات التي فاجأتها تلك الخطوة شركة "ترايمف" للدراجات النارية، أكبر مصنع دراجات نارية في بريطانيا، والتي باعت العام الماضي أكثر من 100000 دراجة نارية للمرة الأولى في تاريخها الممتد على مدار 122 عاماً.

وتتمتع "ترايمف" المملوكة لقطب العقارات جون بلور بنجاح كبير في الولايات المتحدة وكندا والبرازيل، إذ ارتفعت مبيعاتها بنسبة 44 في المئة مقارنة بالعام السابق.

وصرح الرئيس التنفيذي للشركة نيك بلور "كان الإعلان الأخير لوزارة التجارة الأميركية مفاجئاً، لا سيما في ظل اتفاقات التجارة التي جرى التفاوض عليها أخيراً".

وطبقت الفئات الإضافية المتأثرة بالرسوم الجمركية الثلاثاء الماضي بأثر فوري، وشملت حتى سلعاً كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة، مما تسبب في إرباك واضطراب لمسؤولي الجمارك.

وفي حين صرح مسؤولون في وزارة الأعمال بأن الخطوة الأميركية لم تكن مفاجئة يفهم أن التوقيت فاجأ مسؤولي الحكومة البريطانية.

واتفقت المملكة المتحدة والولايات المتحدة على اتفاق تجاري "مهم" في مايو (أيار) الماضي تضمن خفض معدل الرسوم الجمركية بنسبة 25 في المئة على صادرات الصلب والألمنيوم البريطانية إلى الصفر. وعندما رفع ترمب الرسوم الجمركية على الدول الأخرى إلى 50 في المئة في يونيو (حزيران) الماضي، ظلت صادرات المملكة المتحدة عند 25 في المئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان من المأمول تنفيذ اتفاق بريطاني - أميركي في شأن الصلب والألمنيوم في الوقت الراهن، ومع ذلك يعتقد أن إبرام الاتفاق يواجه تأخيرات بسبب مخاوف البيت الأبيض من أن بعض صادرات الصلب البريطانية تتضمن منتجات لم تصهر وتصب في المملكة المتحدة، بل من مصانع في دول ثالثة.

اضطراب كبير في عمليات الجمارك الأميركية

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "جي سي بي" غرايم ماكدونالد للصحيفة إن الوضع في الموانئ الأميركية يشهد فوضى شديدة مع تراكم هائل للبضائع المستوردة، مما أدى إلى اضطراب كبير في عمليات الجمارك الأميركية.

وأضاف أن الشركات البريطانية لن تطلق شحناتها حتى الانتهاء من تفسير القواعد الجديدة المتعلقة بالرسوم الجمركية.

ومن المتوقع أن يلتقي ماكدونالد مع وزير الأعمال البريطاني جوناثان رينولدز لإجراء محادثات طارئة في شأن تلك الأزمة. وأشار ماكدونالد إلى أن الوضع يتطلب التوصل إلى اتفاق سريع، إذ إن تلك الإجراءات تضر بالصناعة البريطانية بصورة كبيرة.

وفي وقت سابق صرح مسؤولون في وزارة الأعمال البريطانية بأن الخطوة الأميركية لم تكن مفاجئة، لكن التوقيت كان مفاجئاً للحكومة البريطانية.

وأصر غرايم ماكدونالد على أن الشركة لن توقف عمليات التسليم إلى الولايات المتحدة في الوقت الحالي، مفضلاً الضغط على الحكومة لإتمام الاتفاقية مع أميركا.

من جانبه قال مدير سياسة التجارة والاقتصاد في "يو كي ستيل" بيتر برينان، وهي الهيئة التي تمثل تجارة الصلب في المملكة المتحدة "نحن في حاجة إلى هذا الاتفاق في شأن الصلب البريطاني الأميركي. هذا الأمر بطيء، ونحتاج إلى حل، لأنه يسبب أضراراً متزايدة".

ويكلف إلغاء الطلبات أو تأجيلها الشركات ملايين الجنيهات أحياناً لأن مفاوضات التجارة لا تزال جارية، فيما سيسبب هذا التوسع في المنتجات المتأثرة بالرسوم الجمركية مزيداً من المعاناة.

كيف أثرت ضغوط الصلب الأميركية على الشركات؟

جاء توسيع الفئات التي ستتعرض للرسوم الجمركية بعد ضغوط من صناعة الصلب الأميركية التي تقدمت بطلبات إلى وزارة التجارة في شأن المنتجات الإضافية التي تريد إخضاعها للرسوم.

وفي مايو الماضي سمحت الوزارة بفترة تقديم طلبات لمدة أسبوعين، مما أتاح لـ50 شركة طلب إدراج مزيد من المنتجات في القائمة، وصرحت الحكومة الأميركية بأنها ستكرر تلك العملية في يناير (كانون الثاني) وسبتمبر (أيلول) المقبلين.

وقالت رئيسة شركة "تريد آي كيو" للاستشارات في مجال الامتثال التجاري، وهي أيضاً وسيطة جمركية في ميشيغان شانون براينت للصحيفة، "لديَّ مجموعة من العملاء الذين لا يخلصون بضائعهم ويدفعون رسوم تخزين في الميناء. هناك كثير من الأمور المجهولة. هناك كثير من الأمور المربكة للغاية، وهو ما أعتقد أنه متعمد".

وأضافت براينت "نصحت عملاءنا بالبدء بقائمة المواد المقدرة من الشركة المصنعة، إذ يجب أن تبين تلك القائمة جميع المواد المستخدمة في تصنيع هذا المنتج أو إذا كان ذلك حساساً تجارياً، فعليهم في الأقل إطلاعكم على كمية الفولاذ أو الألمنيوم المستخدمة، ثم لا أنصح عملاءنا بخفض التفاصيل إلى أقل من هذا المستوى".

وقالت الحكومة البريطانية "بفضل اتفاقنا التجاري مع الولايات المتحدة لا تزال المملكة المتحدة الدولة الوحيدة التي تجنبت فرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على الفولاذ والألمنيوم، لكننا ملتزمون المضي قدماً في توفير الأمن اللازم للصناعة وحماية الوظائف الحيوية وتوفير مزيد من المال للمواطنين".

وأضافت "سنواصل العمل مع الولايات المتحدة لتنفيذ تلك الصفقة في أقرب وقت ممكن وبما يخدم مصالح الصناعة على أفضل وجه".

اقرأ المزيد