ملخص
واصلت تداولات السعوديين في سوق الأسهم الأميركية عبر مؤسسات السوق المالية تسجيل تطوراً متسارعاً خلال الربع الثاني من عام 2025، لتظل مرتفعة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق رغم التقلبات والتحديات العالمي.
ارتفعت تداولات السعوديين (بيعاً وشراء) في السوق الأميركية بصورة قياسية خلال الربع الثاني من عام 2025، لتصل إلى 193.4 مليار ريال (51.6 مليار دولار)، مسجلة زيادة تجاوزت 230 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي التي بلغت حينها 58.56 مليار ريال (15.6 مليار دولار).
وتعكس هذه القفزة حجم الثقة المتزايد للمستثمرين السعوديين بسوق الأسهم الأميركية على رغم التقلبات والتحديات العالمية.
ووفقاً لبيانات هيئة السوق المالية السعودية، فإن هذه القيمة القياسية تمثل مستوى تاريخياً جديداً لتداولات السعوديين عبر المؤسسات المالية المرخصة، إذ شهد الارتفاع 18 في المئة على أساس ربعي، مما يدل على استمرارية ونمو مستدامين في استثماراتهم الخارجية.
وهذه القفزة الكبيرة التي فاقت جميع التوقعات تعكس تحولاً لافتاً في استراتيجيات الاستثمار الخارجي للسعودية وتثير تساؤلات حول الدوافع الكامنة وراء هذا الاندفاع نحو "وول ستريت" والذي يعد مؤشراً إلى الثقة المتزايدة بالاقتصاد الأميركي وقطاعاته الواعدة.
ويأتي هذا التدفق الاستثماري مدفوعاً بعوامل عدة رئيسة من بينها التطورات التكنولوجية المتسارعة وفرص النمو الفريدة التي توفرها السوق الأميركية، إضافة إلى الرغبة في تنويع المحافظ الاستثمارية وتحقيق عوائد مجزية في ظل بيئة اقتصادية عالمية متغيرة.
عوامل جذب
ويرى المحلل والمستشار في أسواق المال محمد الشميمري أن "السوق الأميركية هي الأكثر تطوراً عالمياً، وتتميز بتقديم رؤى واضحة حول اتجاهات المستقبل، خصوصاً في قطاعات التقنيات وشركات أشباه الموصلات"، مضيفاً أن "هذا الجانب التكنولوجي المتقدم يجذب المستثمرين السعوديين الباحثين عن فرص نمو واعدة وعوائد عالية".
من جهته أشار المدير التنفيذي في شركة "الصك للأوراق المالية" محمود عطا إلى أن هذا الاتجاه المتنامي للمستثمرين السعوديين نحو الأسواق الخارجية يعكس رغبتهم في تحقيق عوائد أعلى واستغلال فرص النمو في الاقتصاد الأميركي القوي.
وعلى رغم التقلبات الحادة التي تميز السوق الأميركية، أكد الشميمري أن مؤشر "ناسداك" هو الأكثر تداولاً بين المستثمرين السعوديين، مما يعكس اهتمامهم بالقطاعات المبتكرة.
التداولات المحلية
في المقابل، سجلت تداولات السعوديين في السوق المحلية تراجعاً بنحو 27.25 في المئة مقارنة بالربع الثاني من العام السابق، إذ انخفض حجم التداول إلى نحو 655 مليار ريال (174.5 مليار دولار) مقابل 900.35 مليار ريال في الفترة نفسها من عام 2024، مما يشير إلى ميل المستثمرين نحو التوسع في الأسواق الخارجية بحثاً عن فرص نمو أفضل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشير البيانات إلى أن الأسهم الأميركية تشكل نحو 23 في المئة من إجمال تداولات السعوديين في الأسواق المالية العالمية خلال الربع الثاني، بينما استمرت السوق المحلية في استحواذ الحصة الأكبر بنسبة 77 في المئة، مما يعكس توازن المستثمر السعودي بين الفرص المحلية والدولية.
وتتنوع تداولات السعوديين في السوق الأميركية بين نوعين رئيسين، أولهما التداول عبر شركات مرخصة محلياً التي توثقها البيانات الرسمية، والتداول المباشر من دون وسيط محلي التي لا تتوافر لها أرقام دقيقة.
أداء إيجابي
وعلى رغم التقلبات التي شهدتها السوق الأميركية، خصوصاً في ظل السياسات التجارية والرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، استمرت المؤشرات الرئيسة مثل "ناسداك" و"داو جونز" و"ستاندرد أند بورز 500" في تسجيل أداء إيجابي خلال الربع الثاني من العام الحالي، مما يعزز ثقة المستثمرين السعوديين بهذه السوق الحيوية.
ولم يقتصر نمو الاستثمارات السعودية الخارجية على السوق الأميركية وحسب، بل امتد إلى أسواق خليجية وعربية أخرى.
ففي الأسواق الخليجية، زادت تداولات السعوديين 2.2 مليار ريال (585 مليون دولار)، بنمو نسبته 87.85 في المئة مقارنة بالعام السابق، فيما شهدت الأسهم العربية والأوروبية والآسيوية تداولات بقيم 289 مليون ريال (77 مليون دولار) و157 مليون ريال (42 مليون دولار) و78 مليون ريال (21 مليون دولار) على التوالي.
يشار إلى أن تقرير هيئة السوق المالية عن قيمة تداولات الأشخاص المرخص لهم (الوسطاء المحليين) في الأسواق العالمية لا يتضمن تفاصيل عدد المحافظ السعودية في الخارج، كما لا يتضمن عدد المستثمرين المتداولين مباشرة عن طريق وسطاء خارجيين ولا أحجام تداولاتهم.