Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التشويش على "جي بي أس" يصنع من إيران "متاهة"

منذ حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل عمدت طهران إلى التعكير على خدمات الملاحة وتحديد المواقع

رجل يركب دراجة بخارية ويمر بجانب رجل آخر يدفع عربة على طول زقاق في سوق شابور القديم في جنوب طهران، 5 أغسطس 2025 (أ ف ب)

ملخص

بعد أسابيع من انتهاء الحرب مع إسرائيل أنظمة "جي بي أس" تبقى مشوشة في إيران

بعد أسابيع من انتهاء حرب الـ12 يوماً بين تل أبيب وطهران، ما زال سائق سيارة الأجرة الإيراني فرشاد فولادي يجد صعوبة بالغة في التحرك داخل المدينة، بسبب التشويش المستمر على نظام تحديد المواقع "جي بي أس" وعدم انتظام الإنترنت.

وعمدت السلطات الإيرانية، منذ شنت إسرائيل حرباً غير مسبوقة عليها خلال الـ13 من يونيو (حزيران) الماضي، إلى تشويش خدمات الملاحة وتحديد المواقع. وتقول وزارة الاتصالات إنه يحصل "لاعتبارات أمنية وعسكرية"، فيما أكدت الحكومة عودة الخدمات بصورة تدريجية بعد الحرب، فيما عدا نظام "جي بي أس".

ويقول فولادي البالغ 35 سنة ويعمل مع تطبيق "سناب" لسيارات الأجرة، "لا أستطيع العمل منذ أسابيع لأن كثيراً من الوقت يضيع وأنا تائه في الشوارع لا أجد طريقي". ويضيف "لتتمكن من التحرك، ينبغي أن يكون لديك ذاكرة قوية أو أن تعرف الطرق جيداً".

وتعاني تطبيقات سيارات الأجرة وتوصيل الطلبات وتطبيق تحديد المواقع الإيراني "نشان" على حد سواء التشويش على خدمات "جي بي أس"، حتى أصبح الناس وبخاصة في العاصمة طهران يجدون موقعهم على خريطة التطبيق على بعد مئات الكيلومترات من موقعهم الحقيقي.

وهكذا تحولت طهران لمتاهة من الطرق المتداخلة بالنسبة إلى فولادي الذي انتقل إليها من إقليم لرستان غرب إيران، فأصبح يأخذ "فقط الركاب الذين يعرفون طريقهم" مما أدى إلى "انخفاض دخلي بصورة كبيرة".

وتشوش طهران على أنظمة "جي بي أس" حول المواقع العسكرية والحساسة منذ أعوام، ولكن الإجراءات الأخيرة تعد من الأطول والأوسع تأثيراً.

ولم تعلن الحكومة المدى الزمني لتلك الإجراءات، فيما يظل حجم تأثيرها في الاقتصاد الإيراني غير واضح.

وأكد المدير التنفيذي لتطبيق "نشان" لتحديد المواقع جواد أمل أن تزييف إشارات تحديد المواقع مستمر منذ أعوام لا سيما في طهران.

وقال في مقابلة مع وسائل إعلام إيرانية إن المعدل اليومي للمستخدمين النشطين "انخفض بنسبة 15 في المئة، بينما انخفض نشاط الملاحة على التطبيق بنسبة 20 في المئة".

وحذرت تقارير في وسائل إعلام محلية من أن تلك الإجراءات قد تعود بالضرر على الاقتصاد الرقمي والسلامة العامة، بما فيها خدمات الطوارئ.

ويتعرض الاقتصاد الإيراني لضغوط، بسبب عقوبات أميركية واسعة النطاق على خلفية برنامج إيران النووي، فاقمت التضخم وتسببت في ارتفاع الأسعار.

وحذر وزير الاتصالات الإيراني السابق محمد جواد عزاري جهرومي من أن ثمن التشويش على إشارات "جي بي أس" سيكون "باهظاً"، في مقابل نتائج دفاعية محدودة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال جهرومي عبر حسابه على "تيليغرام"، "مصنعو ومشغلو المسيرات ليسوا أغبياء. ففي حال عُطل ’جي بي أس‘ واستُبدل نظام تحديد مواقع آخر به، سيقومون باستخدامه".

ويتحدث نائب وزير الاتصالات الإيراني إحسان تساز عن خيارات بديلة لنظام "جي بي أس" منها نظام بيدو الصيني.

ويوجد عدد من أنظمة الملاحة في العالم، إلا أن نظام "جي بي أس" يُشغل بواسطة الجيش الأميركي، في حين يمتلك الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا أنظمة أخرى.

وقال تساز في مقابلة مع صحيفة "هم ميهن" المحلية خلال يوليو (تموز) الماضي إن طهران تدرس "برنامجاً لانتقال خدمات تحديد المواقع في مجالات النقل والزراعة، بصورة تدريجية من ’جي بي أس‘ إلى ’بيدو‘".

وانتهت الصين من تفعيل نظام الملاحة بالأقمار الاصطناعية "بيدو" عام 2020، وتقدمه كمنافس عالمي لـ"جي بي أس" الأميركي اعتماداً على قدراته الدقيقة في تحديد المواقع.

وأشار تساز إلى أن التشويش على الاتصالات في إيران، إضافة إلى أعوام من مراقبة الإنترنت، أضرت بالاقتصاد وتسببت في "انعدام الثقة واليأس الاجتماعي". ولكن بعض الخبراء يحذرون من أن استبدال نظام "جي بي أس" سيكون عملية معقدة.

وقال أمير رشيدي مدير الأمن والحقوق الرقمية بمجموعة "ميان"، وهي منظمة غير حكومية مقرها الولايات المتحدة، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن استبدال نظام جي بي أس "سيتطلب تغييرات شاملة ومعقدة في البنية التحتية"، مشيراً إلى وضع إيران "الهش" رقمياً.

وتعمق هذه الاضطرابات مخاوف الإيرانيين من تعميق الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بفعل أعوام من العقوبات الاقتصادية، لا سيما مع تعثر المفاوضات النووية مع واشنطن، وتداعيات الحرب الأخيرة.

وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية كانت رُفعت مقابل قيود على برنامج إيران النووي.

ويتحسب كثير من الإيرانيين من تجدد المواجهات مع إسرائيل والولايات المتحدة اللتين تهددان بهجمات جديدة، في حال استأنفت إيران برنامجها النووي المتوقف منذ الحرب.

ويقول محمد حسين غنباري سائق أجرة على تطبيق "سناب" يبلغ 32 سنة لوكالة الصحافة الفرنسية، "كل شيء غير مؤكد. لا يمكننا وضع أية خطط. المستقبل غير واضح". ويضيف "نحن لا نعرف إذا ما كانت الحرب ستبدأ مجدداً أو ماذا سيحدث في المستقبل".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار