ملخص
في تحول كبير لموقفه، قال ترمب أيضاً إنه اتفق مع بوتين على ضرورة أن يستهدف المفاوضون مباشرة اتفاق سلام، وليس وقف إطلاق نار مثلما تطالب أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون.
أفاد مصدر وكالة الصحافة الفرنسية بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يؤيد مقترحاً قدمته روسيا يقضي بسيطرتها بصورة كاملة على منطقتين أوكرانيتين وتجميد خط المواجهة في منطقتين أخريين تسيطر عليهما جزئياً.
وقال المصدر المطلع إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يطالب بحكم الأمر الواقع بأن تغادر أوكرانيا دونباس" التي تضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا، مضيفاً أن "ترمب يميل إلى دعم المطلب".
وأكد المصدر أن "الرئيس الأوكراني رفض التخلي عن دونباس".
وسبق لزيلينسكي أن رفض مراراً فكرة التنازل عن أية أراضٍ أوكرانية، مشدداً على أن دستور بلاده يحظر ذلك، لكنه لم يستبعد مناقشة هذه المسألة خلال اجتماع ثلاثي مع ترمب وبوتين.
بدورها نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أوروبيين كبيرين قولهما إن ترمب يدعم خطة بوتين "لإنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال التنازل عن أراضٍ غير محتلة للغزاة الروس، بدلاً من محاولة وقف إطلاق النار".
كما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن بوتين أبلغ ترمب أنه "يمكنه تجميد بقية الجبهات إذا تمت تلبية مطالبه الأساسية". ونقل الرئيس الأميركي هذه الرسالة مباشرة في مكالمة اليوم السبت.
وأفاد المصدر الذي تحدث إلى وكالة الصحافة الفرنسية بأن مسؤولين أميركيين قالوا إنه إذا تمت تلبية مطالب روسيا فإن "بوتين لن يواصل الهجوم في منطقتي خيرسون وزابوريجيا، بالتالي سيكون هناك نوع من التجميد هناك"، مضيفاً "لكن في الواقع فإن كل هذا سيعتمد على وعد الشرف الذي سيقطعه بوتين".
بعد أشهر من اجتياحها لأوكرانيا، أعلنت روسيا في سبتمبر (أيلول) عام 2022 ضم المناطق الأوكرانية الأربع على رغم أن قواتها لم تكُن تسيطر بصورة كاملة على أي منها.
وتحتل القوات الروسية حالياً كامل منطقة لوغانسك تقريباً ومعظم منطقة دونيتسك، بما في ذلك عاصمتيهما الإقليميتين.
لكن الحال ليست كذلك بالنسبة إلى زابوريجيا وخيرسون، حيث لا تزال المدن الرئيسة تحت السيطرة الأوكرانية.
وكانت روسيا ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014.
ترمب يحث أوكرانيا على إنهاء الحرب
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم السبت إن أوكرانيا يجب أن تتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب مع روسيا لأن "روسيا قوة كبيرة جداً، والأوكرانيون ليسوا كذلك"، وذلك بعد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تثمر عن وقف لإطلاق النار.
وفي تحول كبير لموقفه، قال ترمب أيضاً إنه اتفق مع بوتين على ضرورة أن يستهدف المفاوضون مباشرة اتفاق سلام، وليس وقف إطلاق نار مثلما تطالب أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه سيسافر إلى واشنطن الإثنين لمناقشة الخطوات التالية، بينما رحب حلفاء كييف الأوروبيون بجهود ترمب، لكنهم تعهدوا بدعم أوكرانيا وتشديد العقوبات على روسيا، وحثوا الولايات المتحدة مجدداً على تقديم ضمانات أمنية لكييف.
واجتمع ترمب مع بوتين ثلاث ساعات تقريباً في ألاسكا أمس الجمعة، في أول قمة أميركية - روسية منذ أن شنت موسكو حربها الشاملة على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وكتب ترمب على منصة "تروث سوشيال"، "خلص الجميع إلى أن أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا هي الانتقال مباشرة إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار لا يصمد في كثير من الأحيان".
روسيا سترحب
وستحظى هذه الكلمات بالترحيب في موسكو، التي تقول إنها تريد تسوية كاملة - وليست هدنة - لكن هذا الحل سيواجه تعقيدات لأن المواقف "متعارضة تماماً".
وتحقق القوات الروسية تقدماً تدرجاً منذ أشهر. وتسببت الحرب الأكثر دموية في أوروبا منذ 80 عاماً في مقتل أو إصابة أكثر من مليون شخص من الجانبين، بينهم آلاف المدنيين، معظمهم أوكرانيون بحسب محللين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقبل القمة قال ترمب إنه لن يكون سعيداً ما لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار، لكنه بعد ذلك عقب حديثه مع زيلينسكي قال "إذا سار الأمر على ما يرام، سنحدد موعداً لاجتماع مع الرئيس بوتين".
وسيجتمع زيلينسكي مع ترمب الإثنين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، حيث وبخ الرئيس الأميركي ونائبه جي دي فانس الزعيم الأوكراني علناً في فبراير الماضي، واتهماه بنكران الجميل.
وقال زيلينسكي بعد اتصال مطول مع ترمب عقب قمة ألاسكا، إنه يدعم فكرة عقد اجتماع ثلاثي. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي "تؤكد أوكرانيا من جديد استعدادها للعمل بأقصى جهد لتحقيق السلام".
لكن بوتين لم يشر إلى عقد اجتماع مع زيلينسكي عند حديثه للصحافيين. وقال مستشاره يوري أوشاكوف لوكالة "تاس" الروسية للأنباء، إنه لم تجر مناقشة القمة الثلاثية.
ضمانات أوكرانيا
وأشار ترامب في مقابلة مع شون هانيتي من شبكة "فوكس نيوز"، إلى أنه ناقش مع بوتين إمكان تبادل الأراضي وتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، وقال لهانيتي "أعتقد أن هذه نقاط تفاوضنا في شأنها وتوافقنا عليها إلى حد كبير". وأضاف "أعتقد أننا قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق. يجب أن توافق أوكرانيا على ذلك، ربما سيقولون لا".
وعندما سأله هانيتي حول ما سينصح به زيلينسكي، قال ترمب "يجب التوصل إلى اتفاق". وأضاف "انظر، روسيا قوة كبيرة جداً، وهم ليسوا كذلك".
وأكد زيلينسكي ضرورة الحصول على ضمانات أمنية لأوكرانيا تردع روسيا عن شن هجوم جديد في المستقبل. وقال إنه وترمب ناقشا "إشارات إيجابية من الجانب الأميركي" في شأن الاضطلاع بدور في هذا الصدد.
ولم يُشر بوتين إلى أي تغيير في المواقف التي تنتهجها روسيا منذ فترة طويلة إزاء الحرب، لكنه قال إنه يتفق مع ترمب على ضرورة "ضمان" أمن أوكرانيا.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي لم يتلق فيه هو ولا ترمب أية أسئلة "آمل أن يُمكّننا التفاهم الذي توصلنا إليه من الاقتراب من هذا الهدف وفتح الطريق أمام السلام في أوكرانيا". وأضاف "نتوقع من كييف والعواصم الأوروبية أن تنظر إلى كل هذا بنظرة بناءة، وألا تضع عقبات، وألا تحاول عرقلة التقدم المُحرز من خلال الاستفزاز أو المؤامرات الخفية".
وبالنسبة إلى بوتين، كان مجرد الجلوس مع الرئيس الأميركي انتصاراً. فقد ظل الرئيس الروسي منبوذاً من قادة الغرب منذ بداية الحرب، وقبل أسبوع واحد فقط واجه تهديداً بفرض عقوبات جديدة من ترمب.
النتيجة لصالح بوتين
تحدث ترمب أيضاً إلى قادة أوروبا بعد عودته إلى واشنطن، وشدد عدد منهم على ضرورة مواصلة الضغط على روسيا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إن إنهاء الحرب بات أقرب من أي وقت مضى، بفضل ترمب، لكنه أضاف "في غضون ذلك، وإلى أن يوقف بوتين اعتداءه الهمجي، سنواصل تضييق الخناق على آلته الحربية بمزيد من العقوبات".
وأفاد بيان صادر عن القادة الأوروبيين، بأن "أوكرانيا يجب أن تحصل على ضمانات أمنية صارمة للدفاع بفاعلية عن سيادتها وسلامة أراضيها"، مضيفاً أنه لا ينبغي وضع أية قيود على قواتها المسلحة أو حقها في السعي للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي، وهي مطالب ترفضها روسيا بقوة.
وكان لبعض السياسيين والمعلقين الأوروبيين آراء قوية. وكتب السفير الألماني السابق لدى الولايات المتحدة فولفجانج إيشينجر على "إكس"، "حصل بوتين على معاملة السجادة الحمراء مع ترمب، بينما لم يحصل الأخير على شيء. كما كان يُخشى: لا وقف لإطلاق النار، ولا سلام".
وأضاف "لا تقدم حقيقياً، النتيجة 1- صفر بوضوح لصالح بوتين، لا عقوبات جديدة. بالنسبة إلى الأوكرانيين: لا شيء، بالنسبة إلى أوروبا: خيبة أمل كبيرة".
وكتب مؤرخ الحرب الباردة سيرغي رادشينكو "بوتين خصم عنيد، ونعم، فاز في هذه الجولة بشكل أساس لأنه حصل على شيء مقابل لا شيء. ومع ذلك، لم يبع ترمب أوكرانيا".
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، أولكسندر ميريجكو لـ"رويترز" إن ترمب يتبنى موقف بوتين باقتراحه التخلي عن وقف إطلاق النار، مضيفاً "للأسف اتخذ ترمب موقف فلاديمير بوتين".
موعدنا في موسكو
ونفذت كل من روسيا وأوكرانيا هجمات جوية خلال الليل، وهو أمر يومي في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام، بينما قالت كييف إنه كان هناك 139 اشتباكاً على خط الجبهة خلال اليوم الماضي.
وقال ترمب لشبكة "فوكس" إنه سيؤجل الآن فرض رسوم جمركية على الصين بسبب شرائها النفط الروسي، لكنه قد يضطر إلى "التفكير في الأمر" في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
وأنهى ترمب تصريحاته بعد القمة بقوله لبوتين "أود أن أشكركم جزيل الشكر، وسنتحدث إليكم قريباً جداً، وربما نراكم مجدداً قريباً جداً".
ورد بوتين باللغة الإنجليزية مبتسماً "المرة القادمة في موسكو". وقال ترمب إنه قد "يتعرض لبعض الانتقادات بسبب ذلك"، لكنه "ربما يرى حدوث ذلك".
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" اليوم السبت، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالب بانسحاب أوكرانيا من منطقة دونيتسك الشرقية كشرط لإنهاء الحرب، لكنه أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترمب بإمكان تجميد بقية خط المواجهة إذا تمت الاستجابة لمطالبه الرئيسة.
ونقلت الصحيفة عن أربعة مصادر مطلعة القول إن بوتين قدم هذا الطلب خلال اجتماعه مع ترمب في ولاية ألاسكا أمس الجمعة. وأضافت أن بوتين أعلن أنه سيجمد خطوط المواجهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين مقابل السيطرة على دونيتسك.
ولاحقا قال مصدر مطلع إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أبلغ نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض تجميد القتال في مناطق أخرى إذا وافقت كييف على الانسحاب من منطقتي دونيتسك ولوجانسك الشرقيتين.
وأبلغ ترمب والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الرئيس الأوكراني بأن بوتين قال إنه لا يمكن أن يكون هناك وقف لإطلاق النار قبل انسحاب أوكرانيا وتعهد بعدم شن أي عدوان جديد عليها في إطار هذا الترتيب.
ماكرون وستارمر وميرتس
ويعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، الأحد اجتماعاً عبر الفيديو مع "تحالف الراغبين" المؤيد لكييف، بهدف التحضير للمراحل التالية من محادثات السلام في شأن أوكرانيا، على ما أعلن قصر "الإليزيه" اليوم السبت.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم السبت، نقلاً عن مسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى أن قادة أوروبيين تلقوا دعوة لحضور اجتماع الإثنين مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.
وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، اليوم السبت، إن الغرب يجب أن يظل متحداً وهو يدخل لحظة حاسمة في ما يتعلق بمستقبل أوكرانيا وأمن الدول الأوروبية.
وكتب توسك على منصة "إكس"، قائلاً "لقد دخلت اللعبة المتعلقة بمستقبل أوكرانيا وأمن بولندا وأوروبا بأكملها مرحلة حاسمة". وأضاف "اليوم، بات واضحاً أكثر أن روسيا لا تحترم سوى القوي، وقد أثبت بوتين مجدداً أنه لاعب ماكر وشرس. لذلك فإن الحفاظ على وحدة الغرب بأكمله أمر في غاية الأهمية".