ملخص
رفضت الرئاسة الفلسطينية مشروع "إيه 1" الاستيطاني الجديد، وحملت الإدارة الأميركية مسؤولية وقفه"، وفق المتحدث باسمها نبيل أبو ردينه. كما اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني قرار "إعادة تفعيل مخطط إيه 1 الاستيطاني، يأتي في سياق فصل القدس عن الأراضي الفلسطينية، ومنع قيام دولة فلسطينية".
"لم أنم الليلة الماضية"، بهذه الكلمات اختار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إعلان انتهاء أكثر من 25 سنة من التأجيل لمشروع استيطاني يربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بمدينة القدس، واعتباره أنه "سيدفن إمكان إقامة دولة فلسطين إلى الأبد". فالمشروع الذي يعود لعام 1994، ويقع على مساحة 12 كيلومتراً، تسببت الضغوط الأميركية والأوروبية خلال العقود الماضية بتأجيله، لأن من شأن إقامته فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، ومنع إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً.
ومع أن المصادقة النهائية على المشروع ستتم يوم الأربعاء المقبل، إلا أن حماسة سموتريتش دفعته إلى المسارعة لإعلانه، وذلك بعد رفض "اللجنة العليا للتخطيط" الاعتراضات عليه، والمقدمة من مؤسسات حقوقية إسرائيلية، إذ ترى فيه "دفناً لحل الدولتين".
"سور القدس الحامي من الشرق"
ووفق سموتريتش، فإنه "بعد أكثر من 20 سنة من التأخير والضغوط، نقف هنا في معاليه أدوميم، ونعلن بصوت عال: لقد كسر القيد، وخطة إيه 1 (E1) قيد التنفيذ". وأضاف "هذه ليست مجرد خطة تخطيطية، لكنها بيان صهيوني مدو بأن القدس الموحدة هي عاصمتنا الأبدية، ومعاليه أدوميم جزء لا يتجزأ منها".
وذلك لأن تلك المستوطنة التي تأسست في عام 1975 ويعيش فيها أكثر من 40 ألف مستوطن إسرائيلي، تشكل وفق سموتريتش "سور القدس الحامي من الشرق"، إذ تطل على غور الأردن.
وأوضح الوزير الإسرائيلي أن المشروع الاستيطاني الجديد "يربط معاليه أدوميم بالقدس في رابط استراتيجي وأمني وديموغرافي، يضمن عاصمتنا الموحدة للأجيال المقبلة".
"ترمب 1"
وبحسب سموترتيش فإن مشروع "إيه 1" يحظى بدعم الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب، فيما أعلن رئيس بلدية مستوطنة "معاليه أدوميم" غاي يفراح تغيير اسم المشروع إلى "ترمب 1".
وقال يفراح إن المشروع "ينهي عملياً فكرة دولة فلسطين"، إنهم وصلوا إليه "بعد صبر وعمل لأكثر من 30 سنة".
ويدفع سموترتيش الذي يتولى وزارة في الجيش الإسرائيلي مسؤولة عن الاستيطان في الضفة الغربية، باتجاه فرض السيادة الإسرائيلية على "يهودا والسامرة" (مصطلح رسمي إسرائيلي للضفة الغربية)، ورفع عدد المستوطنين فيها إلى مليون شخص.
"ثورة" استيطانية أم "أبارتايد"
وتفاخر الوزير المنتمي إلى "الصهيونية الدينية" بأنه أحدث "ثورة في الاستيطان بدعم من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مدار السنتين ونصف السنة الماضية".
في المقابل، اعتبرت منظمة "عير عميم" الإسرائيلية أن المشروع الاستيطاني الجديد "ليس مجرد مخطط بناء جديد، لكنه إعلان فج عن ’أبارتايد‘ (نظام فصل عنصري) جديد بهدف دفن حل الدولتين، وتعزيز السيادة الإسرائيلية، مع احتمال تهجير عشرات المجتمعات الفلسطينية الصغيرة".
وأشارت المنظمة الإسرائيلية إلى أن المشروع "يعكس استراتيجية إسرائيلية للفصل العنصري، من خلال ضم أراض ومنع أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية".
ويرى الخبير في شؤون الخرائط في القدس خليل التفكجي أن مشروع "إيه 1" يأتي ضمن خطط إسرائيل لإقامة القدس الكبرى، ومضاعفة مساحتها لتصل إلى 600 كيلومتر، أي 10 في المئة من الضفة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
السلطة تحمل واشنطن المسؤولية
ورفضت الرئاسة الفلسطينية المشروع الاستيطاني الجديد، وحملت الإدارة الأميركية مسؤولية وقفه"، وفق المتحدث باسمها نبيل أبو ردينه.
كما اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني قرار "إعادة تفعيل مخطط إيه 1 الاستيطاني، يأتي في سياق فصل القدس عن الأراضي الفلسطينية، ومنع قيام دولة فلسطينية".
وبحسب مجدلاني، فإن إقامة المشروع يشكل "تطهيراً عرقياً للفلسطينيين، وانتقالاً من واقعية القدس الموحدة إلى القدس الكبرى".
وأشار مجدلاني إلى أن هذه "المخططات التي ترسم بالخرائط هي التنفيذ الفعلي للضم، وتعني إنهاء حل الدولتين".
ويرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية محمد هلسة أن الرفض الأميركي والأوروبي لمشروع "إيه 1" أسهم في إيقافه على مدار العقود الماضية على رغم إقراره في عام 1997، بعد ثلاث سنوات على طرحه في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق رابين". لكن اليمين الإسرائيلي المتطرف الحاكم حالياً "كسر"، كما يرى هلسة، "المسلمات في التعامل مع دول العالم الرافضة لاحتلال الضفة الغربية، التي تعتبر الاستيطان مخالفة للقانون الدولي".
وأشار إلى أن إسرائيل في ظل اليمين الحاكم "انتقلت من القضم التدريجي الناعم للضفة الغربية إلى القيام بقفزات كبيرة في المشروع الاستيطاني مثل ’البلدوزر‘، وبدعم أميركي".
"إسرائيل الكبرى"
وبحسب هلسة، فإن اليمين المتطرف "يشعر بأنه لديه الأدوات لتنفيذ أجندته، والضوء الأخضر من رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أقر بتأييده إقامة إسرائيل الكبرى قبل أيام عدة".
وأوضح أن "نتنياهو ربما يطلق يد سموتريتش في الضفة الغربية في مقابل موافقة الأخير على خطته في قطاع غزة"، وبحسب هلسة فإن الظروف "متاحة أمام الاندفاع الجنوني لليمين الإسرائيلي لتنفيذ ادعاءاته التي تحركها الأساطير التلمودية، وإقامة إسرائيل الكبرى". وأضاف أن تل أبيب لا تعنيها الإدانات الدولية لمشروعها الاستيطاني، وستواصل تنفيذها، إذا لم يجر تدفعيها أثماناً اقتصادية وسياسية".