ملخص
المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف والرئيس دونالد ترمب ناقشا خططاً، لزيادة دور واشنطن بصورة كبيرة في تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، إن رئيس أركان الجيش إيال زامير عارض اقتراح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السيطرة على بقية المناطق التي لا يسيطر عليها الجيش في غزة، وذلك في اجتماع شابه التوتر استمر ثلاث ساعات أمس الثلاثاء.
وذكرت المصادر الثلاثة، التي أطلعت على مجريات الاجتماع، أن زامير حذر نتنياهو من أن السيطرة على ما تبقى من غزة قد يجر الجيش للبقاء طويلاً في القطاع الذي انسحب منه قبل 20 عاماً، وقد يؤدي إلى إلحاق أضرار بالرهائن المحتجزين هناك.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يسيطر بالفعل على 75 في المئة من قطاع غزة بعد ما يقرب من عامين على اندلاع الحرب.
ووصفت الأمم المتحدة التقارير التي تتحدث عن احتمال توسيع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بأنها "مقلقة للغاية" إن صحت.
وتجنب الجيش الإسرائيلي في بعض الأحيان المناطق التي تشير معلومات الاستخبارات إلى وجود رهائن فيها. وقال رهائن أطلق سراحهم إن خاطفيهم هددوا بقتلهم إذا اقتربت القوات الإسرائيلية.
وقال المسؤولون، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن نتنياهو الذي يؤيد توسيع العمليات العسكرية ذكر زامير أن الجيش أخفق حتى الآن في تحرير الرهائن.
وقال مصدر رابع إن رئيس الوزراء يعتزم توسيع العمليات العسكرية في غزة للضغط على "حماس".
وأوضح وزير الدفاع يسرائيل كاتس على منصة "إكس" اليوم الأربعاء، إن من حق، بل من واجب رئيس الأركان التعبير عن رأيه، لكنه قال إن الجيش سينفذ قرارات الحكومة حتى تحقيق كل أهداف الحرب.
وأكد مكتب نتنياهو اجتماعه مع زامير يوم الثلاثاء، لكنه أحجم عن التعقيب. ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب للحصول على تعليق.
ومن المقرر أن يناقش نتنياهو الخطط العسكرية في شأن غزة مع وزراء آخرين غداً الخميس.
ويقود نتنياهو حكومة ائتلافية هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. وهدد بعض شركائه الرئيسيين بالاستقالة إذا أنهت الحكومة الحرب.
وقال نتنياهو في مايو (أيار) إن إسرائيل ستسيطر على غزة بالكامل.
ضغوط دولية
ولا يزال هناك 50 رهينة في غزة، ويُعتقد أن 20 منهم في الأقل على قيد الحياة، وأثارت مقاطع فيديو نشرتها "حماس" و"الجهاد الإسلامي"- وهي جماعة مسلحة أخرى في غزة- الأسبوع الماضي لرهينتين في حال هزال شديد تنديدات دولية.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن ما يقرب من 200 فلسطيني توفوا بسبب الجوع منذ بدء الحرب، نصفهم تقريباً من الأطفال.
وذكرت سلطات الصحة أن أكثر من 20 شخصاً لقوا حتفهم اليوم الأربعاء، عندما انقلبت شاحنة يعتقد أنها كانت تحمل أغذية في أثناء تدافع حشد للحصول على طعام.
وهناك ضغوط دولية مكثفة لوقف إطلاق النار لتخفيف حدة الجوع والظروف المروعة في غزة ولإطلاق سراح الرهائن. وانهارت أحدث محادثات لوقف القتال في قطر الشهر الماضي. وتصر "حماس" على أن أي اتفاق يجب أن يؤدي إلى نهاية دائمة للحرب، بينما تتهم إسرائيل الحركة بعدم الجدية في التخلي عن السلطة بعد ذلك، وتؤكد أنه يجب هزيمتها.
ومن المرجح أن يكون لتوسيع الهجوم العسكري في المناطق المكتظة بالسكان عواقب كارثية. ويعيش كثير من سكان غزة البالغ عددهم مليوني فلسطيني في مخيمات بجنوب القطاع، بعد أن شردهم القصف المستمر منذ 22 شهراً.
ويقول تامر البرعي، وهو نازح فلسطيني يعيش على أطراف دير البلح في وسط غزة "وين بدنا نروح؟".
وأضاف لـ"رويترز" عبر الهاتف "الناس تقفز في البحر أم ماذا تعمل إذا الدبابات دخلت؟ أم تنتظر الموت تحت أنقاض بيوتها؟".
وأدت الحرب في غزة أيضاً إلى فرض ضغوط على الجيش الإسرائيلي الذي يضم قوات نظامية محدودة العدد، واضطر مراراً إلى استدعاء قوات الاحتياط، ولم يتضح ما إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من جنود الاحتياط لتوسيع العمليات والسيطرة على مزيد من الأراضي.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن الجيش واصل شن غارات جوية على قطاع غزة اليوم الأربعاء، مما أسفر عن مقتل 135 في الأقل خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع عدد القتلى منذ بداية الصراع إلى أكثر من 61 ألفاً معظمهم من المدنيين.
وفي إسرائيل، تُظهر استطلاعات الرأي تأييداً لاتفاق دبلوماسي من شأنه إنهاء الحرب وتأمين إطلاق سراح الرهائن.
وقال الأردن إن مستوطنين إسرائيليين هاجموا قافلة مساعدات متجهة إلى قطاع غزة اليوم الأربعاء في ثاني واقعة من نوعها خلال أيام، متهماً إسرائيل بعدم التعامل بحزم لمنع تكرر الاعتداءات.
وصرح المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني لوكالة "رويترز" إن القافلة التي كانت تضم 30 شاحنة مساعدات، تأخر وصولها في انتهاك للاتفاقات الموقعة.
قتلى في انقلاب شاحنة مساعدات
في الموازاة، أعلن الدفاع المدني في غزة أن 20 فلسطينياً قُتلوا قرابة منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء جراء انقلاب شاحنة مساعدات غذائية قرب مخيم النصيرات في وسط القطاع المحاصر.
وأفاد المتحدث باسم الجهاز محمود بصل وكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء بسقوط "20 قتيلاً وعشرات الإصابات قرابة منتصف الليلة الماضية في حادثة انقلاب شاحنة كانت تحمل مساعدات مقابل مخيم النصيرات"، موضحاً أنها انقلبت "بينما كان مئات المواطنين من منتظري المساعدات" متجمعين حولها.
وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ "حماس" في بيان القوات الاسرائيلية المسؤولية عن انقلاب الشاحنة التي "أجبرها الاحتلال على الدخول عبر طرق غير آمنة، سبق أن تعرضت للقصف ولم تُؤهَّل للمرور".
ملامح توتر بين كاتس وزامير
من جهة أخرى، وفي حين رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن يفصح عما إذا كان يؤيد أو يعارض سيطرة إسرائيل المحتملة على غزة عسكرياً، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم حق رئيس أركان الجيش إيال زامير في "إبداء رأيه" في شأن المرحلة المقبلة من الحرب داخل قطاع غزة، لكنه ملزم "تنفيذ" قرارات الحكومة بهذا الصدد.
وقال كاتس عبر منصة "إكس"، "من حق وواجب رئيس الأركان أن يعبر عن موقفه في المنابر المختلفة، لكن بعد أن يتخذ المستوى السياسي القرارات فإن الجيش سينفذها بحزم ومهنية، كما فعل على جميع الجبهات حتى تحقيق أهداف الحرب".
ويأتي ذلك في ظل تقارير لوسائل إعلام إسرائيلية أشارت إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تعتزم توسيع العمليات في غزة وصولاً إلى احتمال السيطرة على كامل القطاع، وأن زامير قد يعارض إجراء من هذا النوع.
وأضاف كاتس "بصفتي وزير الدفاع والمسؤول عن الجيش باسم الحكومة، من واجبي التأكد من تنفيذ هذه القرارات".
وشدد على أن "رفض ’حماس‘ إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة يتطلب اتخاذ قرارات إضافية للتقدم نحو تحقيق أهداف الحرب، بالقضاء على الحركة الفلسطينية وتحرير الرهائن وضمان أمن مواطني إسرائيل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان رئيس الأركان قدم أمس الثلاثاء في اجتماع أمني مصغر حضره نتنياهو واستمر قرابة ثلاث ساعات، خيارات عدة لمواصلة العمليات العسكرية في غزة، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. ومن المتوقع أن يعقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر غداً الخميس جلسة لاتخاذ القرارات النهائية المتعلقة بالحرب داخل غزة.
وكان وزير الخارجية جدعون ساعر قال أمس الثلاثاء، إن "من واجب رئيس الأركان أن يعبر عن رأيه المهني بوضوح ومن دون لبس أمام القيادة السياسية، وأنا مقتنع بأنه سيقوم بذلك".
ووفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن قرار توسيع العملية العسكرية في غزة إن اتُّخذ سيشمل الوصول إلى مناطق يحتمل وجود رهائن فيها.
ولاقت الخطة التي تُداول في الإعلام رد فعل غاضباً من حكومة "حماس" في غزة، التي أكدت أنها لن تغير موقفها حول محادثات وقف إطلاق النار.
وكان الرئيس الأميركي قال إن تركيز إدارته ينصب على زيادة وصول الغذاء إلى القطاع الفلسطيني الذي يتعرض للهجوم من حليفة بلاده. وأضاف ترمب في تصريحات للصحافيين مساء أمس الثلاثاء "في ما يتعلق ببقية الأمر، لا يمكنني القول حقاً، سيكون ذلك متروكاً إلى حد كبير لإسرائيل".
اشمئزاز ترمب
من جهته أعرب الرئيس الأميركي عن اشمئزازه حيال نشر "حماس" تسجيل فيديو للرهينة الإسرائيلي إفياتار ديفيد، يبدو فيه هزيلاً وواهناً ويحفر بيده ما يعتقد أنه قبره.
وعن الفيديو، قال ترمب "إنه مروع، وآمل أن يتمكن أشخاص كثر من مشاهدته، على سوئه، لأنني أعتقد أنه أمر مروع".
والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمسؤولين أمنيين كبار أمس، وذكرت وسائل الإعلام أنه يفضل السيطرة العسكرية الكاملة على غزة.
قال موقع "أكسيوس" الإخباري الثلاثاء، نقلاً عن اثنين من المسؤولين الأميركيين ومسؤول إسرائيلي، إن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف والرئيس دونالد ترمب ناقشا خططاً، لزيادة دور واشنطن بصورة كبيرة في تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأوضح الموقع أن المناقشات جرت خلال اجتماع بين ويتكوف وترمب أمس الإثنين في البيت الأبيض، مشيراً إلى أن إسرائيل أبدت تأييدها لزيادة الدور الأميركي، ونقل عن مسؤول أميركي قوله إن "قطر والأردن ومصر ستشارك معنا في إدارة الجهود الإنسانية في غزة".
ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي آخر قوله إن إدارة ترمب "ستتولى" تنظيم الجهود الإنسانية في غزة، لأن إسرائيل لا تديرها بصورة مناسبة، فيما ذكرت الخارجية الأميركية أن ترمب سيعلن قريباً خطة مساعدات خاصة بالقطاع.