Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بنوك "وول ستريت" تحذر من تصحيح في السوق

"مورغان ستانلي" و"دويتشه بنك" و"إيفركور" تتوقع أن مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" سيشهد انخفاضاً قريباً

ارتفع مؤشر "أس أند بي 500" ارتفع بنسبة 27 في المئة خلال الأشهر الخمسة الماضية (أ ف ب)

ملخص

يستند هذا الحذر إلى عوامل عدة، أبرزها أن مؤشر "أس أند بي 500" ارتفع بنسبة 27 في المئة خلال الأشهر الخمسة الماضية، ليصل إلى مستويات قياسية جديدة، بينما تشير البيانات التاريخية إلى أن المؤشر يشهد عادة تصحيحات صغيرة بحدود ثلاثة في المئة كل شهرين تقريباً، وتصحيحات أكبر تقارب خمسة في المئة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر

تشهد "وول ستريت" حالاً من الترقب وسط تحذير متزايد من احتمال تصحيح في الأسواق، في ظل توقعات بأن يشهد مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" توقفاً في مسار صعوده القوي الذي استمر خمسة أشهر متتالية.

وعلى رغم تعافي مؤشرات "وول ستريت" من موجة البيع التي شهدتها الأسبوع الماضي، حذرت بعض البنوك الكبرى في "وول ستريت" عملاءها من ضرورة الاستعداد لاحتمال تراجع في الأسواق خلال الفترة المقبلة.

وتأتي هذه التحذيرات في وقت تشهد الأسواق موجة من القلق والمخاوف، في ما يعرف بين المستثمرين بـ"تسلق جدار الخوف" (مصطلح يعكس صعود الأسواق على رغم تزايد التحديات والأخطار المحيطة).

وعبّر عدد من كبار الاستراتيجيين في مؤسسات مالية بارزة عن قلقهم من احتمال تراجع مقبل في السوق، إذ رصد أقدم مواقع الخدمات المالية في أستراليا "شيركافي"، توقعات مدير الاستراتيجي في "مورغان ستانلي" مايك ويلسون، إذ رجح تصحيحاً قد يصل إلى 10 في المئة، فيما قدر استراتيجي الأسواق في "دويتشه بنك" باراغ ذاتي، تراجعاً أقل حدة.

أما رئيس استراتيجية الأسهم الأميركية في "سوسيتيه جنرال" مانـيش كابرا، فتوقع أن السوق قد تدخل مرحلة "التقاط الأنفاس" خلال الربع الثالث من العام الحالي، بينما يتوقع رئيس استراتيجية الأسهم والمشتقات في "إيفركور أي أس آي" جوليان إيمانويل هبوطاً قد يبلغ 15 في المئة.

ويستند هذا الحذر إلى عوامل عدة، أبرزها أن مؤشر "أس أند بي 500" ارتفع بنسبة 27 في المئة خلال الأشهر الخمسة الماضية، ليصل إلى مستويات قياسية جديدة، بينما تشير البيانات التاريخية إلى أن المؤشر يشهد عادة تصحيحات صغيرة بحدود ثلاثة في المئة كل شهرين تقريباً، وتصحيحات أكبر تقارب خمسة في المئة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر.

ويحذر إيمانويل من أن السوق حالياً في وضع هش، إذ دفع المستثمرون تقييمات الأرباح إلى 25 مرة، وهو مستوى لم يسجل منذ "فقاعة الإنترنت" (فقاعة اقتصادية ظهرت في مطلع التسعينيات قبل أن تتضخم في سوق الأسهم في نهاية العقد حتى وصلت إلى الذروة في مطلع عام 2000).

وعلى رغم هذه التحذيرات، يبدو أن الأسواق المالية لم تتأثر حتى الآن، إذ ارتفعت الأسهم في آسيا أمس الإثنين لليوم الثاني على التوالي، مع صعود مؤشر "نيكاي" الياباني بنسبة 0.6 في المئة بدعم من بيانات تظهر ارتفاع نشاط قطاع الخدمات في يوليو (تموز) الماضي، وزاد مؤشر "شنغهاي" المركب بنسبة 0.5 في المئة، بعد تسجيل نشاط الخدمات أسرع وتيرة نمو له خلال 14 شهراً في يوليو الماضي.

هامش محدود للنمو

وتركت الأنباء الأخيرة حول الرسوم الجمركية وأرباح الذكاء الاصطناعي المتزايدة وصفقات الاندماج والاستحواذ الكبيرة للأسهم هامشاً محدوداً للنمو.

وتقوم العوامل الموسمية بدور أيضاً، إذ يعد أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) من كل عام تاريخياً من أسوأ الأشهر للمستثمرين، فسجلا متوسط انخفاض قدره 0.7 في المئة لكل منهما خلال الأعوام الـ30 الماضية، مقارنة بمتوسط ارتفاع يبلغ 1.1 في المئة في بقية أشهر السنة.

وتعزز المخاوف الاقتصادية هذا التوجه الحذر، ولا سيما بعد تقرير الوظائف الأخير في الولايات المتحدة الذي أثار قلقاً في شأن تباطؤ سوق العمل الأميركي واحتمال تعرض الاقتصاد الفعلي لضغوط ناتجة من تباطؤ النمو وارتفاع التضخم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى مايك ويلسون أن الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة بدأ فعلياً في منتصف عام 2023، ويؤكد أن أسواق الأسهم تتحرك بناء على توقعات مستقبلية، بينما تأتي معظم المؤشرات الاقتصادية متأخرة في رصد الواقع.

ويستند تفاؤله إلى قناعته بأن الشركات الأميركية نفذت بالفعل إجراءات خفض الكلف، مما يعزز فرص تحسن الأرباح في المستقبل ويدعم الأداء العام للأسواق خلال المرحلة المقبلة.

تداعيات تهديدات ترمب للهند على أسواق المال؟

وتتصاعد تحذيرات من مصارف "وول ستريت" من تصحيح مرتقب في الأسواق على رغم الانتعاش الأخير، مع ازدياد المخاوف من تداعيات السياسات التجارية الجديدة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وانخفضت أسعار النفط بعدما رفعت "أوبك+" إنتاجها، بينما صعد ترمب لهجته مهدداً بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 في المئة على الهند بسبب استمرارها في شراء النفط الروسي.

وواصلت أسعار النفط انخفاضها بعد قرار تحالف "أوبك+" زيادة الإنتاج في مسعى لاستعادة الحصة السوقية، إضافة إلى تصعيد ترمب تهديداته بفرض رسوم جمركية إضافية على الهند بسبب استمرارها في شراء النفط الروسي.

وتراجع سعر العقود الآجلة لخام "برنت"، المعيار العالمي، بنسبة 0.28 في المئة ليسجل 68.57 دولار للبرميل صباح أمس، وهو أدنى مستوى له في أسبوع.

وتواجه الهند، أكبر مشترٍ للنفط الروسي المنقول بحراً، تهديداً من ترمب بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100 في المئة على وارداتها، في إطار ضغوط واشنطن المتزايدة لدفع موسكو نحو اتفاق سلام مع أوكرانيا.

وكتب ترمب على منصته "تروث سوشال" أمس، "الهند لا تكتفي بشراء كميات هائلة من النفط الروسي، بل تبيع جزءاً كبيراً منه في السوق المفتوحة لتحقيق أرباح ضخمة، ولا يهمهم عدد الأشخاص الذين يقتلون في أوكرانيا على يد آلة الحرب الروسية، وبسبب ذلك، سأرفع الرسوم الجمركية التي تدفعها الهند للولايات المتحدة بصورة كبيرة".

ويأتي هذا التصعيد بينما تسعى إدارة ترمب إلى استخدام أدوات اقتصادية وتجارية للضغط على روسيا، من خلال معاقبة الدول التي تستمر في التعامل معها في قطاع الطاقة.

اقرأ المزيد