Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب غزة أمام مفترق طرق... صفقة أو ضم مناطق وتهجير

نتنياهو يخطط للانتقال إلى التنفيذ على الأرض بحال فشل المفاوضات

ملخص

عرض ممثلو نتنياهو تقارير تعتبر أن عملية التهجير من غزة باتت أقرب من أي وقت مضى، وإلى جانب ادعائهم برغبة آلاف الفلسطينيين في الهجرة، أطلعوا الأميركيين على تقارير تناولت خمس دول، بينها إثيوبيا وليبيا وإندونيسيا، أبدت بحسب الإسرائيليين موافقتها على استقبال فلسطينيين، وتجري تل أبيب مفاوضات معها لاستكمال الترتيبات والموافقة النهائية.

تتزامن زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى تل أبيب، مع تلقي الوسطاء في صفقة الأسرى رسالة من إسرائيل توجه فيها تهديداً لحركة "حماس" ببدء تنفيذ خطتها العسكرية في قطاع غزة وضم المنطقة العازلة التي أقامها الجيش، ومعظمها في الشمال، والبدء في تنفيذ خطة التهجير، وضمن ضغوطها على "حماس" وضعت إسرائيل فترة زمنية معينة لتنفيذ ما تخطط له في غزة.
ويتكوف الذي بذل جهوداً في لقاءاته مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومن ثم الطواقم المهنية الإسرائيلية لضمان تقديم بعض التنازلات من تل أبيب في ما يتعلق بشروط صفقة الأسرى، ووضع خطة تسهم أيضاً في تقصير الحرب ووقفها.

نفحة أمل؟

ورأت جهات سياسية وأخرى مطلعة على سير لقاءات ويتكوف أن مجرد انتقاله لعقد لقاءات مع طواقم مهنية إسرائيلية بعد لقاء نتنياهو، يبعث بعض التفاؤل والأمل في إمكان أن تحقق زيارته نتائج عينية للتقدم في صفقة الأسرى، بعدما ألغى زيارته أكثر من مرة عند الوصول إلى طريق مسدود في مفاوضات الصفقة. ونقل عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن ويتكوف لم يرغب في أن يأتي مرة أخرى من دون أن تكون الأمور شبه متفق عليها، وكان مستعداً لأن يأتي فقط عندما يكون كل شيء شبه جاهز للاتفاق النهائي.

تعديلات إسرائيلية

من جهتها نقلت إسرائيل عبر الوسطاء، عشية وصول ويتكوف، "وثيقة تعديلات" على رد "حماس" على الصفقة، وترفض فيها مطالب "حماس" في موضوع مفاتيح السجناء، وفتح معبر رفح، والانسحاب من محور فيلادلفي (صلاح الدين) وإبعاد صندوق المساعدات الأميركي، بحيث إنه بحسب هذه الوثيقة فإن الفجوات بين الطرفين لا تزال كبيرة جداً.
إزاء ذلك تخشى جهات إسرائيلية مطلعة على مفاوضات الصفقة، من نجاح نتنياهو، على رغم الضغوط الأميركية والدولية، في التقدم في خطته الهادفة في نهاية المطاف إلى البقاء في غزة وتحقيق بعض وعوده لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، وفي مركزها خطة التهجير.

خطوات حربية وعرقلة الصفقة

كما جاء وصول ويتكوف إلى تل أبيب في لحظات حاسمة في إسرائيل حول ملف غزة، حيث القتال عالق والجيش قرر سحب وحدات عسكرية بانتظار قرار المستوى السياسي حول الخيار الذي تريده بين خيارات عدة قدمت له.
على طاولة بحث نتنياهو - ويتكوف ومن ثم الطواقم المهنية، طرحت قضيتان أساسيتان تشغلان إسرائيل وعدداً من الدول وأيضاً الولايات المتحدة، وهما القتال في غزة والوضع الإنساني في القطاع، وذلك في ظل المعضلة التي يواجهها المستويان السياسي والأمني في إسرائيل التي تكمن في السؤال حول ما إذا كان يجب التوجه نحو صفقة لوقف إطلاق النار وتحرير الأسرى، أم توسيع القتال حتى السيطرة وضم مناطق من القطاع. وقال مصدر سياسي مطلع على سير اللقاء بين ويتكوف ونتنياهو إن ملف الوضع الإنساني في غزة أخذ قسطاً مهماً في جلستهما، لا يقل أهمية عن صفقة الأسرى التي تسعى واشنطن بكل جهودها إلى التوصل إلى اتفاق حولها في غضون فترة قصيرة. وتهدف الجهود المبذولة إلى عدم إغلاق نافذة فرصة التوصل إلى صفقة قريبة قبل احتدام الوضع، واتخاذ إسرائيل لخطوات قد تؤدي إلى تأجيل المحادثات لأشهر طويلة، وربما لعام كامل.

ومن المتوقع أن يزور ويتكوف أحد مراكز المساعدات التابعة لمؤسسة GHF الأميركية، للاطلاع عن كثب على الوضع الإنساني الصعب في غزة، وخصوصاً انتشار الجوع في مناطق واسعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الموساد ودعم خطة التهجير

كذلك أجرى ويتكوف زيارته إلى تل أبيب بعد لقاءات أجراها في واشنطن مع رئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، حول مستقبل غزة، واطلع خلالها على خطط حكومة نتنياهو سواء في ضم شمال القطاع أو خطة التهجير.
وعرض ممثلو نتنياهو تقارير تعتبر أن عملية التهجير باتت أقرب من أي وقت مضى، وإلى جانب ادعائهم برغبة آلاف الفلسطينيين في الهجرة، أطلعوا الأميركيون على تقارير تناولت خمس دول، بينها إثيوبيا وليبيا وإندونيسيا، أبدت بحسب الإسرائيليين موافقتها على استقبال فلسطينيين، وتجري تل أبيب مفاوضات معها لاستكمال الترتيبات والموافقة النهائية.
وكشفت مصادر عن أن إسرائيل تخطط لنقل الفلسطينيين الذين يوافقون على التهجير الطوعي إلى إسرائيل ومن هناك إلى الأردن ثم إلى الدولة التي ستستقبلهم، وظهر أن الهدف من الخطة هو إبقاء بن غفير وسموتريتش في الحكومة. ووعد نتنياهو الوزيرين بالشروع بتنفيذ خطة "الهجرة الطوعية" لآلاف الغزيين إلى الخارج في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، إذا ما حدث اختراق وتقدم في مفاوضات صفقة الأسرى.
وكان نتنياهو بدأ منذ اكثر من أسبوعين في عقد اجتماعات أسبوعية منتظمة لبحث موضوع الضم وخطة تهجير سكان غزة وتوزيع الصلاحيات بين جهات مختلفة، وقد دعي إلى الاجتماعات ممثلون من الموساد ووزارة الخارجية وجهات أخرى، ووجه خلالها نتنياهو الموساد لتسريع اتصالاته مع الدول المرشحة لاستيعاب الغزيين.
ونقل عن مقربين من نتنياهو أنه يدفع بخطوات ملموسة ويعمل بقوة لإحراز تقدم في خطتي الضم والتهجير، إذ روج عبر مقربيه أنه قبل كل شيء يريد صفقة تبادل أسرى وأنها على رأس أولوياته، غير أن الشروط التي تضعها "حماس" لن توافق عليها إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى فشل الصفقة، ولذلك فهو يستعد بجدية للدفع بخطة "الهجرة الطوعية" وكذلك الضم، وفق مقرب من رئيس الحكومة.

الانتقال من التهديد إلى الأفعال

واعتبر مسؤولون إسرائيليون أن ما يقوم به نتنياهو يعكس تغييراً في سياسته الحالية وأنه اتخذ قراراً حاسماً أوضحه في مختلف الاجتماعات التي عقدها لبحث خططه في غزة، ومفاده بأنه لن يتأخر أو يتردد في الانتقال من التهديدات والتصريحات إلى أعمال على الأرض والبدء في تنفيذها.

وقال مسؤول مشارك في الأبحاث الإسرائيلية "حتى الآن، كان موضوع الهجرة الطوعية نظرياً، اليوم لم يعد نظرياً. نتنياهو يريد دفع مسألة الهجرة قدماً، إذا لم تكن هناك صفقة". وأضاف "هناك محادثات مع الدول، وهناك فهم أنه إذا لم تتم الصفقة ستخرج الخطط إلى حيز التنفيذ، والتوقعات بتهجير عشرات آلاف الفلسطينيين الراغبين في الهجرة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات