Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الغزيون يشكون قلة المساعدات: سمح بها لتبديد النقمة تجاه إسرائيل

يقولون إنها تلبي 10 في المئة من حاجات السكان وكل ما وصل جواً وبراً لا يكفي لإشباع البطون الجائعة

أدخلت إسرائيل نحو 73 شاحنة مساعدات غذائية إلى غزة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

كمية المساعدات الغذائية التي دخلت غزة غير كافية لإطعام 2.3 مليون جائع.

شخصت عيون سكان غزة إلى السماء تنتظر إنزال مساعدات غذائية من الجو، فيما انشغل آخرون بمتابعة أخبار دخول شاحنات الطعام من المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل، إذ يأمل المدنيون بأن تخف مأساة الجوع المميت التي تفتك بهم.

وقررت إسرائيل أمس الأحد إعادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر المعابر البرية بإشراف الأمم المتحدة، وكذلك استئناف إسقاط أطنان من الأغذية جواً، بعدما منعت تل أبيب إمدادات الطعام عن الغزيين لنحو 150 يوماً، مما تسبب في انتشار الجوع المميت بين المدنيين.

جواً وبراً

ولإمداد غزة بالغذاء قرر الجيش الإسرائيلي تعليق أنشطته العسكرية في المناطق التي لا يسيطر عليها للسماح بتوزيع المعونات في المراكز المدنية والممرات الإنسانية، ومن الجو نفذت الأردن والإمارات سبع عمليات إنزال لطرود المساعدات الإنسانية وأسقطت ما مجموعه 25 طناً من الطحين والسكر والأطعمة المعلبة، وبالمجمل فإن جميع ما ألقته الطائرات على غزة لا يعادل نصف شاحنة من العربات التي تدخل عبر المعابر، أما من البر فقد انطلقت نحو 100 شاحنة تحمل مواد غذائية من الجانب المصري لمعبر رفح محملة بالمساعدات الإنسانية، وأفرغت حمولتها في معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية لفحصها قبل إدخالها إلى قطاع غزة، لكن لم تدخل جميع هذه الشاحنات براً، إذ يقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة إن "73 شاحنة مساعدات فقط دخلت إلى قطاع غزة، تعرض معظمها للنهب والسرقة".

10 في المئة لا توقف المجاعة

وفي الواقع  فإن كل ما دخل إلى غزة لا يكفي لإشباع البطون الجائعة ولا يحل مشكلة تفشي الجوع المميت، إذ تعادل 100 شاحنة مع 25 طناً من المعونات التي أسقطتها الطائرات نحو 10 في المئة فقط من حاجات السكان في الوقت الطبيعي، وليس بعد تجويع وحرمان من الغذاء استمر 150 يوماً.

وبحذر شديد أبدى الغزيون القليل من التفاؤل حيال إدخال المساعدات لهم، لكنهم بعدما جربوا اليوم الأول من عودة تدفق الغذاء لهم وتحدثوا عن عدم فعالية الآلية الجديدة في إنقاذهم من المجاعة، ويقول رشدي "لا تزال إسرائيل تضع عراقيل تحول دون تدفق المعونات إلى غزة بحرية"، مضيفاً أن "قوافل المساعدات أو بضعة طرود جوية لا تكفي ونحن بحاجة إلى حل جذري، فالأمر لا يتعلق بكمية الطعام بل بجودته أيضاً، وفي غزة لم نتناول فاكهة أو خضراوات طازجة منذ أربعة أشهر، ولا يوجد دجاج ولا لحم ولا بيض، وكل المعونات أطعمة معلبة".

أما نيفين فتقول إن "هذا ليس حلاً دائماً إنما مسكن، فـ 100 شاحنة لا تكفي لإشباع حي في غزة، ولحسن حظي حصلت على كيس سكر مقداره سبعة كيلوغرامات من الطرود الجوية، لكنه اُنتشل بعد حرب مع السكان الذين تدافعوا لأجل الطعام، وفي النهاية لا يكمن الحل في إدخال كميات قليلة من الطعام".

أما حمدان فذكر أن "ما يجري صورة تجميلية لإسرائيل وأنها تحاول منع جوع الغزيين حتى يقولوا للعالم أدخلنا مساعدات، لكن الكميات والنوعيات التي وصلت لم ولن تجدي نفعاً، ولو ظلت تل أبيب تسمح بإدخال 100 شاحنة يومياً مدة عام فسيبقى الجوع لأن هذه كمية قليلة جداً، ونحتاج إلى 1000 شاحنة يومياً مع ضمان أن تصل للمستودعات وتوزع بطريقة صحيحة".

وترى رشا أن "إسرائيل أرادت فصل ملف غزة الإغاثي عن العمليات العسكرية لتظهر بصورة إيجابية، لكن على أرض الواقع الأمر مختلف لأننا شعب جائع، ويجب إدخال نحو 1000 شاحنة يومياً"، مضيفة أن "المعونات تسرق من قبل العصابات ولا توزع على الأفراد، فلا كشوف ولا توزيع بحسب الحاجة، ولهذا فإن المجاعة لن تنتهي"، وهذا رأي المواطنين الجائعين، لكن ماذا يقول المتخصصون والمؤسسات الحكومية والدولية عن كمية المعونات التي سمحت إسرائيل بدخولها للقطاع لإيقاف تفشي الجوع المميت؟

غير كافية

تقول باحثة الاقتصاد الغذائي نادية العجلة إن "إدخال 100 شاحنة محملة بالغذاء لا تكفي لإطعام 2.3 جائع، وهذه الخطوة لا تكمل مساعي إسرائيل في إعادة هندسة الواقع في غزة"، مضيفة أن "المعونات بدأت تدخل من البرّ إلا أن الآلية المتبعة في إدخال المساعدات من المعابر لا تمثل عودة حقيقية لتدفق الغذاء لغزة، بل هي آليات قسرية لتنظيم حركة المساعدات بما يتماشى مع الخطط العسكرية الإسرائيلية".

وتوضح العجلة أن إدخال 100 شاحنة يومياً لا يلبي حاجات غزة الجائعة، فالقطاع بحاجة إلى 1000 شاحنة يومياً، مشيرة إلى أن الجوع لن يختفي بين السكان ولن يكون أقل حدة مع إعادة هندسة المجاعة بطريقة جديدة.

تدفق يومي لـ 1000 شاحنة

من جانبه يقول مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا إن "المساعدات الإنسانية التي بدأت تتدفق إلى غزة عبر المعابر لا تلبي سوى جزء بسيط من الحاجات الفعلية، وقد أبلغونا أنهم سيدخلون نحو 100 شاحنة، وقبل الحرب كانت 600 شاحنة تدخل إلى غزة يومياً، أما الآن وبعد المجاعة فإن القطاع بحاجة ماسة إلى إدخال 1000 شاحنة مساعدات يومياً في الأقل"، مشيراً إلى أن المعونات تشمل الطحين ومكملات غذائية وأدوية ومواد تنظيف ومواد خاصة بمعالجة المياه، مؤكداً أن قطاع غزة بحاجة إلى تدفق يومي ومستدام للأصناف كافة.

وبحسب الشوا الذي يدير شبكة من منظمات أهلية توزع المعونات، فإن إسرائيل تمارس البطء الشديد في دخول المساعدات بسبب إجراءات التفتيش، وفي المحصلة فإنه يؤكد أن المجاعة ستبقى مستمرة طالما أن المعونات قليلة.

نهب وسرقة

أما مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة فيقول إن "المساعدات الغذائية التي تدخل إلى غزة قليلة والتي تسقط من الجو خطرة، إذ تدعي إسرائيل إدخال مئات الشاحنات لكسر المجاعة في قطاع غزة، إلا أن الواقع الفاضح هو أن 73 شاحنة فقط دخلت وتعرض معظمها للنهب والسرقة تحت أنظار الجيش"، مضيفاً أن "المجاعة لا تزال مستمرة وتتسع وتتفاقم وتزداد خطورة، وعلى رغم الحاجة الماسة إلى المساعدات لكن الكميات التي دخلت القطاع لا تلبي حاجات جميع السكان المجوعين".

من جهته يقول وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إن "فرق الأمم المتحدة ستكثف جهودها لإطعام الغزيين، وإسرائيل خففت بعض القيود المفروضة على الحركة في قطاع غزة وهذا تقدم جيد لكنه غير كاف، فهناك حاجة إلى كميات هائلة من المساعدات لدرء المجاعة".

تناقض في إسرائيل

أما في إسرائيل فثمة تناقض حول المساعدات الإنسانية، إذ يعترف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنها قليلة فيما يقول الجيش إنها كافية، ويقول نتنياهو إنه "بعد إعلان فتح طرق آمنة لإدخال المساعدات إلى غزة، على الأمم المتحدة أن تتوقف عن إلقاء اللوم على حكومتي في شأن الوضع الإنساني داخل القطاع، ولقد وافقت على إدخال الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية المطلوبة في قطاع غزة"، فيما ذكر المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي أنه "تقرر تحديد ممرات إنسانية يسمح فيها لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الآمن لغرض إدخال المواد الغذائية والأدوية إلى سكان غزة، كما أننا سنفتح ممرات إنسانية إضافية في غزة"، مضيفاً أنه "جرى تفريغ أكثر من 250 شاحنة محملة بالمساعدات لتنضم إلى مئات الشاحنات الأخرى التي تنتظر تسلمها من قبل الأمم المتحدة، وسيواصل الجيش التنسيق مع المنظمات الدولية لجمع محتويات مئات الشاحنات لتدخل لغزة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير