Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب وإبستين... قضية تتجدد: 10 أسئلة

تتزايد المخاوف من أن تحوي الوثائق المحجوبة اتهامات تطاول الرئيس الجمهوري أو شخصيات أميركية بارزة

تفجرت القضية مجدداً إثر تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، زعمت فيه أن ترمب كتب لمرتكب الجرائم الجنسية رسالة ذات طابع جنسي مرفقة برسم لامرأة عارية (اندبندنت عربية)

ملخص

مع تصاعد الضغوط، يدرك ترمب أن فقدانه للسيطرة على السرد الإعلامي سيكون كارثياً، فالكشف عن الوثائق يعني أن الكلمة الأخيرة لن تكون له بل للإعلام، ولمن يختارون ماذا يظهر ومتى وكيف. إنها فوضى لا يريدها في خضم سباق إلى البيت الأبيض.

في ظل تصاعد الضغوط السياسية والشعبية حول قضية رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، دعا أحد محاميه السابقين آلان ديرشويتز وزارة العدل الأميركية إلى الكشف عن مزيد من سجلات التحقيق، ومنح غيلين ماكسويل الحصانة للإدلاء بشهادتها.

وتتزايد المخاوف من أن تحوي الوثائق المحجوبة اتهامات تطاول دونالد ترمب أو شخصيات أميركية بارزة، مما يفاقم الشكوك حول نيات وزارة العدل و"أف بي آي" في التعامل مع القضية التي أصبحت اختباراً لشفافية النظام القضائي الأميركي.

1. من هو جيفري إبستين؟

ولد جيفري إبستين في أسرة متواضعة ولم يكمل تعليمه الجامعي، لكنه كان موهوباً في الرياضيات مما فتح له باب العمل كمدرس، وخلال تلك الفترة عرض عليه والد أحد تلاميذه وظيفة في مؤسسته المالية، وكانت تلك نقطة انطلاقه نحو عالم الثروة والنفوذ.

أسس إبستين شركته الخاصة عام 1982، ونجح في اجتذاب أثرياء العالم وتمتع بنفوذ واسع بفضل تبرعاته السخية وشبكة معارفه من المشاهير وكبار الساسة.

 

اشترى الملياردير الأميركي جزيرة معزولة وسط مياه الكاريبي أواخر التسعينيات وحولها إلى معقل خاص لا يخضع لقواعد أو رقابة، حيث كانت الطائرات والمروحيات تنقل الزوار بسرية تامة وغالباً دون تسجيل رسمي. وداخل القصور والمباني المشيدة على الطراز الكلاسيكي كانت تنظم حفلات فاخرة، يقال إنها تخفي وراءها شبكة استغلال ممنهجة لقاصرات.

وفي قلب الجزيرة كان يقبع مبنى غريب أشبه بمعبد أثار شكوكاً وتساؤلات حول طبيعته ووظيفته، بينما وثقت شهادات ضحايا أن الجزيرة كانت موقعاً لعشرات الاعتداءات التي ظلت طي الكتمان لأعوام.

وخلال عام 2005 بدأت أولى متاعبه القضائية، بعدما ادعت امرأة أن ابنة زوجها البالغة من العمر 14 سنة تعرضت لاعتداء جنسي على يد رجل ثري، ومع مرور الوقت توالت الشهادات عن مئات الفتيات اللاتي قلن إنهن كن ضحايا له.

كان إبستين يشترط على ضحاياه استقطاب فتيات أخريات بمواصفات محددة، صغيرات وشقراوات ونحيفات.

وعند مداهمة منزله عثرت الشرطة على أدلة تدينه لكن القضية انتهت باتفاق قضائي أقر فيه بتهمة مخففة، لتغلق القضية الفيدرالية مقابل سجن لـ13 شهراً فحسب، أفرج عنه بعدها بدعوى حسن السلوك، وأعيد اعتقاله عام 2019 بتهم الاتجار بالقاصرات لكنه انتحر داخل زنزانته قبل محاكمته.

شريكته غيزلين ماكسويل ابنة قطب الإعلام البريطاني روبرت ماكسويل حُكم عليها بالسجن 20 عاماً. وخلال دعوى رفعتها إحدى الضحايا، كشف عن مئات الوثائق التي ضمت أسماء بارزة، من بينها دونالد ترمب وبيل كلينتون والأمير أندرو والساحر ديفيد كوبرفيلد، دون أن تؤكد الملفات بالضرورة تورطهم.

وأدرجت أسماء ضحايا بارزات مثل فرجينيا جوفري وسارا رانسوم، وأشارت الوثائق إلى تسجيل إبستين سراً لأشرطة جنسية مع شخصيات مرموقة، بينما التزم معظم من وردت أسماؤهم الصمت.

2. لماذا لم يقنع التحقيق الرسمي في شأن انتحار إبستين قطاعات واسعة من الجمهور الأميركي؟

 لم يقنع التحقيق الرسمي حول انتحار جيفري إبستين كثراً في أميركا بسبب الشبهات المحيطة بظروف وفاته، مثل تعطل كاميرات الزنزانة وغياب الحراس. وزاد من الشكوك تورط شخصيات نافذة في قضاياه، مما غذى نظريات المؤامرة. وعلى رغم تأكيد وزارة العدل و"أف بي آي" انتحاره، ظل قطاع واسع من الجمهور يرى أن الرواية الرسمية تخفي شيئاً، وبخاصة بعد تراجع الرئيس ترمب عن وعوده بكشف "الشبكة السرية".

لكن الرئيس بات الآن يستخف بالقضية واصفاً إياها بأنها "خدعة واحتيال وهراء"، بل وطرح على مجموعة من الصحافيين سؤالاً عن سبب "الاستمرار في الحديث" عن معتد جنسي "لا أحد يهتم به".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفجرت هذه التصريحات المستخفة، إضافة إلى تأكيدات من وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي بأن إبستين انتحر وأنه لا وجود لما يسمى "قائمة العملاء"، صراعاً داخلياً بين أنصار الرئيس، وأثارت تساؤلات لدى شخصيات يمينية بارزة عما إذا كان ترمب يخفي شيئاً.

3. لماذا عادت قضية إبستين إلى واجهة الإعلام الأميركي؟

تفجرت القضية مجدداً إثر تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، زعمت فيه أن ترمب كتب لمرتكب الجرائم الجنسية رسالة ذات طابع جنسي مرفقة برسم لامرأة عارية.

وقال ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال"، "إذا كانت هناك ’أدلة دامغة‘ ضد إبستين، فلماذا لم يستخدمها الديمقراطيون الذين سيطروا على الملفات لأربعة أعوام، وكان غارلاند وكومي على رأس السلطة؟ السبب بسيط، لأنهم لا يملكون شيئاً!"

ترمب، الذي كان تعهد خلال حملته الانتخابية بنشر ملفات مكتب التحقيقات الفيدرالي المرتبطة بإبستين، يواجه الآن ضغوطاً من قاعدة مؤيديه في حركة "ماجا"، وبخاصة بعد إعلان إدارته أنها لن تنشر أية وثائق إضافية.

في الوقت ذاته، هدد ترمب بمقاضاة وول ستريت جورنال على خلفية تقريرها الذي زعم أنه أدرج في ألبوم عيد ميلاد إبستين الـ50 رسماً لامرأة عارية، كتب أسفل بطنها اسم "دونالد" إلى جانب محادثة متخيلة بين الرجلين، قال فيها ترمب "لدينا أشياء مشتركة يا جيفري... كل يوم هو سر رائع جديد. هل لاحظت أن الألغاز لا تشيخ؟"

4. من يقف إلى جانب ترمب؟

في ظل محاولات دونالد ترمب صرف الأنظار عن قضية إبستين يتمسك بعض حلفائه في وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي بالصمت، وبينما أشادت بام بوندي بعمل الفريق وأكدت أن "الملفات قيد المراجعة"، ترك ترمب الباب مفتوحاً لنشر ما تراه موثوقاً، قائلاً "لقد قامت بعمل ممتاز".

أما مدير الـ"FBI" كاش باتيل فأنكر أية نظريات مؤامرة، مؤيداً الرئيس ترمب. وكذلك أثنى ترمب على دان بونجينو على رغم تقارير عن غضبه من طريقة إدارة الملف.

5. هل أنصار ترمب جميعهم على الخط ذاته؟

وعلى رغم دفاع شخصيات بارزة مثل جيم جوردان ودينيش دي سوزا عن الفريق الرئاسي، فإن تياراً واسعاً داخل المعسكر اليميني يطالب بقدر أكبر من الشفافية. وتشمل هذه الأصوات مارجوري تايلور غرين ونانسي ميس، ورالف نورمان الذي صوت إلى جانب الديمقراطيين للضغط على وزارة العدل من أجل الكشف الكامل عن الوثائق.

وعاد عدد من مؤثري "اليمين المتطرف" مثل تاكر كارلسون وأليكس جونز ومايك سيرنوفيتش ومات وولش وجاك بوسوبيك إلى التشكيك في رواية الإدارة، وكتب بيني جونسون على منصة "إكس" أن أصوات "ماغا" المؤثرة تستحق التقدير لدفعها الإدارة نحو تغيير النهج.

محاولات ترمب لتهدئة هذا التمرد الداخلي باءت بالفشل، لا سيما بعد انضمام رئيس مجلس النواب مايك جونسون إلى المطالبين بالكشف الكامل عن ملفات إبستين، مما يعكس اتساع الهوة بين ترمب وبعض من أبرز أنصاره.

6. كيف يفسر إيلون ماسك تمسك ترمب بعدم نشر ملفات إبستين؟

شن رجل الأعمال إيلون ماسك حملة انتقادات واسعة ضد الرئيس دونالد ترمب، متهماً إدارته بالتستر على وثائق مرتبطة بجيفري إبستين. وخلال 24 ساعة فحسب، نشر ماسك أو أعاد نشر أكثر من 35 تغريدة عبر منصته "إكس"، ركزت جميعها على انتقاد تعامل ترمب مع القضية.

ماسك وصف ما يحدث بأنه "عملية تستر واضحة"، وسخر من وصف ترمب للقضية بأنها "خدعة"، قائلاً "مدهش أن إبستين انتحر، وأن غيسلين ماكسويل تقبع داخل سجن فيدرالي... كل ذلك بسبب خدعة؟".

واستعان ماسك بروبوت الذكاء الاصطناعي "غروك" التابع له للتشكيك في موقف الحكومة، متسائلاً عن سبب غياب المرحلة الثانية من ملفات إبستين التي وُزعت سابقاً داخل البيت الأبيض.

الهجوم يأتي بعد أسابيع من استقالة ماسك من رئاسة "هيئة كفاءة الحكومة"، وسط توتر متزايد بينه وترمب، على رغم دعمه القوي له خلال انتخابات 2024.

7. هل هناك من يحمل "الدولة العميقة" المسؤولية؟

تتجدد الاتهامات القديمة من معسكر ترمب تجاه الديمقراطيين ومؤسسات الدولة العميقة، إذ يتهم مسؤولو إدارة أوباما ومدير الـ"FBI" السابق بتخريب التحقيقات.

ويعد روجر ستون وستيف بانون أن القضية تتجاوز الأشخاص، لتطال مؤسسات استخباراتية وربما حكومات أجنبية.

8. لماذا يبذل ترمب كل هذا الجهد ليغلق ملف إبستين؟

يثار كثير من الجدل حول سبب رفض دونالد ترمب نشر وثائق مرتبطة بجيفري إبستين، على رغم مطالبات من داخل حزبه وضغط إعلامي متزايد. لكن خلف هذا الرفض تقف عدة اعتبارات سياسية وشخصية متشابكة.

ترمب يدرك جيداً أن اسمه ارتبط بإبستين في أكثر من مناسبة اجتماعية خلال التسعينيات. صحيح أنه لم تثبت عليه أية تهمة رسمية، لكن مجرد ذكر اسمه في الوثائق –ولو بوصفه شخصية معروفة– قد يستخدم ضده في الحرب الإعلامية. الصورة التي يظهر فيها إلى جانب إبستين كافية لتأجيج نظريات لا تنتهي، خصوصاً في ظل حملة انتخابية محتدمة.

ثمة أيضاً حسابات تتعلق بالحلفاء. كثير من الأسماء التي يُعتقد أنها واردة في الوثائق تنتمي إلى دوائر النفوذ الجمهوري، بل وربما إلى بيئة "ماغا" نفسها. نشر تلك الوثائق قد يشعل حرائق داخل الحزب، ويربك ترمب أمام قاعدته التي طالما رأته حامياً لمشروعها السياسي.

 

أما من الناحية الاستراتيجية، فترمب غالباً ما يرى أن توقيت نشر أي ملف حساس يجب أن يكون تحت سيطرته. ليس من مصلحته الآن أن تتحول منصات الإعلام إلى ساحة لتأويلات حول محتوى الوثائق، خصوصاً إذا كانت غير قاطعة أو تحوي معلومات تقرأ بطرق متعددة.

أضف إلى ذلك أن ترمب كثيراً ما خاض معارك مفتوحة مع أجهزة مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) ووزارة العدل، ورفضه للنشر قد يكون محاولة لحماية صورته كخصم لـ"الدولة العميقة" لا كأداة بيدها.

وأخيراً، من المحتمل أن ترمب عملياً لا يملك صلاحية نشر الوثائق كاملة، إذ إنها محفوظة ضمن ملفات قضائية فيدرالية تخضع لضوابط قانونية صارمة، تجعل الإفراج عنها قراراً مؤسسياً لا رئاسياً.

9. ما الذي يخشاه ترمب حقاً في ملف إبستين؟

ما يخشاه دونالد ترمب من ملف إبستين لا يتعلق فقط بورقة أو وثيقة، بل بمنظومة كاملة قد تنهار على رأسه إن فتحت على مصراعيها.

أولاً، هناك الخوف من الربط المباشر. فحتى لو لم تثبت عليه أية تهمة جنائية، فإن مجرد ذكر اسمه في سجل زوار الجزيرة، أو وجود رسالة "فاضحة" بخط يده كما كشفت "وول ستريت جورنال" قد يكفي لنسف صورته أمام الرأي العام، وبخاصة خلال هذا التوقيت الحرج.

ثم هناك قاعدته "ماغا" التي لم تعد تقبل الإجابات الملتبسة. وهؤلاء الذين كثيراً ما آمنوا بوجود "قائمة عملاء" ونظرية شبكة الابتزاز الجنسي باتوا يشككون في ترمب نفسه، ويتهمونه بالتعتيم على الحقيقة التي وعدهم بكشفها. تمرد القاعدة ليس مجرد تهديد انتخابي بل انقلاب داخل معسكره.

ومع تصاعد الضغوط، يدرك ترمب أن فقدانه للسيطرة على السرد الإعلامي سيكون كارثياً، فالكشف عن الوثائق يعني أن الكلمة الأخيرة لن تكون له بل للإعلام، ولمن يختارون ماذا يظهر ومتى وكيف. إنها فوضى لا يريدها في خضم سباق إلى البيت الأبيض.

وفي الخلفية تلوح التعقيدات القانونية، فالكشف عن محتويات الأجهزة المصادرة من إبستين وماكسويل وتشمل مئات الغيغابايت وسجلات الزوار وأقراص تسجيل، قد يجر شخصيات من دائرة ترمب المقربة وربما شركاء ماليين أو سياسيين إلى دائرة الشك.

لكن الأخطر من كل ذلك هو احتمال استدعاء ماضيه بالكامل، ذلك الماضي المحفوف بالصداقات الغامضة والحفلات المغلقة والصفقات التي لم تُرو بعد. إبستين كان بالنسبة إلى ترمب أكثر من مشكلة أخلاقية... كان بوابة نحو عالم لا يريد لأحد أن يفتحه. وهذا وحده ربما كافٍ لتفسير كل هذا القلق.

10. من ضحية إبستين التي حذرت من ترمب مسبقاً؟

كشفت ماريا فارمر أول امرأة أبلغت السلطات الأميركية عن اعتداءات جنسية ارتكبها الملياردير الراحل جيفري إبستين أنها حذرت مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في مناسبتين، من ضرورة التحقيق في سلوك رجل الأعمال دونالد ترمب الذي أصبح لاحقاً رئيساً للولايات المتحدة، وذلك بحكم صلاته الوثيقة بإبستين.

وفي مقابلة حديثة مع صحيفة "نيويورك تايمز" روت فارمر واقعة تعود إلى عام 1995 حين التقت ترمب داخل مكتب إبستين الفخم داخل نيويورك، وكانت وقتها شابة في العشرينيات ترتدي ملابس رياضية، وقالت إنها شعرت بخوف حين لاحظت أن ترمب يحدق في ساقيها قبل أن يقطع إبستين الموقف بعبارة وصفت بأنها "مشحونة بالدلالة"، قال فيها "لا، لا.. هي ليست هنا من أجلك".

وتدعي فارمر أنها سمعت ترمب يخبر إبستين في الغرفة المجاورة بأنه كان يظن أنها مراهقة، وبعد عام من تلك الحادثة تقدمت فارمر ببلاغ رسمي ضد إبستين وشريكته غيسلين ماكسويل تتهمهما فيه بارتكاب "جرائم جنسية خطرة ومتكررة"، وأشارت إلى أن شقيقتها آني البالغة من العمر 15 سنة آنذاك كانت أيضاً من بين الضحايا.

وأكدت فارمر أنها أبلغت السلطات الفيدرالية عن أنماط سلوك مقلقة لاحظتها على إبستين وأعربت عن قلقها من صلاته بشخصيات نافذة، من بينها دونالد ترمب والرئيس السابق بيل كلينتون. وحثت محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي على التوسع في دائرة التحقيق لتشمل معارف إبستين المقربين، وكررت هذا الطلب ضمن لقاء آخر مع المحققين عام 2006.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير