Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشيخ ليث البلعوس: نرفض التقسيم والقرار الدرزي لا يحتكره شخص

صرح لـ"اندبندنت عربية": وجهتنا الأولى والأخيرة هي دمشق... وبدء عمليات "تأمين خروج" البدو من السويداء

ملخص

حض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو السلطات السورية على "محاسبة أي شخص مذنب بارتكاب الفظائع وتقديمه إلى العدالة، بمن فيهم من هم في صفوفها".

أكد الشيخ الدرزي ليث البلعوس، في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، "رفض جميع مخططات التقسيم أو الانفصال عن سوريا"، ناهيك بـ"تدخل الاحتلال الإسرائيلي في شؤون سوريا الداخلية".

واعتبر البلعوس أن الشيخ "حكمت الهجري حاول الانفراد بقرار الطائفة الدرزية"، مؤكداً أن "قرار الطائفة الدرزية لا يحتكره شخص واحد"، ومطالباً "الحكومة السورية بمحاسبة المتورطين بالانتهاكات من جميع الأطراف"، وأضاف "وجهتنا الأولى والأخيرة هي دمشق".

كما أكد الشيخ الدرزي أن "الدروز جزء أصيل من الشعب السوري"، لافتاً إلى أن "إسرائيل تدخلت لأجل مصالحها وليس لحماية الدروز".

وتابع "نرفض العنف ونختار الحوار ويمكننا حل المشكلات العالقة مع الحكومة، لدينا حقوق على الحكومة احترامها، لكن لن نسمح بأن نكون أداة لتنفيذ أجندة خارجية".


حافلات لإخراج البدو

في الموازاة دخلت حافلات حكومية، صباح اليوم الإثنين، إلى مدينة السويداء لبدء "تأمين خروج" عائلات البدو، في وقت أكدت السلطات التوصل لاتفاق يقضي بإخراج المدنيين الراغبين بمغادرة المدينة، للمرة الأولى بعد أسبوع من أعمال عنف دامية.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن دخول "حافلات الحكومة إلى مدينة السويداء لإجلاء 1500 شخص من عشائر البدو.

وقال قائد الأمن الداخلي في السويداء العميد أحمد الدالاتي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي "وصلنا لصيغة نستطيع فيها نزع فتيل الأزمة بإخراج عوائل أهلنا من البدو والعشائر الموجودين حالياً داخل مدينة السويداء"، مؤكداً أن "الوضع الإنساني صعب جداً وكل الحكومة مستنفرة، بانتظار دخول الخدمات".

"محاسبة"

في هذا الوقت، قال المبعوث الأمريكي الخاص توم براك من بيروت آتياً من دمشق إلى الولايات المتحدة تتفاعل مع التطورات في السويداء السورية "بقدر لا يصدق من القلق والألم والتعاطف والمساعدة"، وأضاف "يجب محاسبة الحكومة السورية".

محصلة جديدة

ارتفعت حصيلة القتلى جراء أعمال العنف التي شهدتها محافظة السويداء في جنوب سوريا إلى 1265، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الإثنين.

وأحصى المرصد في عداد القتلى 505 مقاتلين و298 مدنياً من الدروز، بينهم 194 "أعدموا ميدانياً برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية". في المقابل، قتل 408 من عناصر وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، إضافة إلى 35 من أبناء العشائر، ثلاثة منهم مدنيون "أعدموا ميدانياً على يد المسلحين الدروز"، كما أسفرت غارات شنتها إسرائيل خلال التصعيد عن مقتل 15 عنصراً من القوات الحكومية.

وأوضح المرصد أن ارتفاع الحصيلة يعود لتوثيقه أعداداً إضافية من القتلى منذ اندلاع الاشتباكات في الـ13 من يوليو (تموز)، حتى دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الأحد.

هدوء تام

ويسيطر الهدوء التام على مختلف جبهات القتال في السويداء منذ مساء أمس الأحد، وتم فجر اليوم تنفيذ أول عملية إجلاء شملت 300 شخص من المدنيين البدو الذي كانت تحتجزهم جماعات الشيخ حكمت الهجري داخل المدينة، حيث نُقلوا إلى مراكز إيواء موقتة في منطقة بصرى الشام بدرعا. ويشهد الوضع الإنساني في السويداء شهد تحسناً ضئيلاً بعد دخول قافلة مساعدات تابعة للهلال الأحمر السوري.

في الأثناء، رُصد، منتصف ليل أمس، تحليق مروحيتين إسرائيليتين في سماء المدينة، يُرجح أنهما ألقيتا مساعدات في السويداء.

قافلة مساعدات إنسانية

وسط هذه الأجواء، دخلت أمس، أول قافلة مساعدات إنسانية من الهلال الأحمر السوري إلى مدينة السويداء في جنوب سوريا، غداة إعلان وقف لإطلاق النار أعقب أسبوعاً من اشتباكات على خلفية طائفية أوقعت أكثر من 1100 قتيل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وشهدت السويداء هدوءاً حذراً أمس، توازياً مع انتشار عناصر الأمن الداخلي في أجزاء من المحافظة بموجب إعلان الرئاسة السورية وقفاً لإطلاق النار. وأتاح ذلك دخول أول قافلة محملة مساعدات إنسانية إلى المدينة التي بدت مقفرة بعد نزوح غالبية سكانها البالغ عددهم 150 ألف نسمة.

وفي وقت متأخر أمس الأحد، أفادت وسائل إعلام سورية عن تحليق للطيران الإسرائيلي في أجواء السويداء وريفها، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان طائرات حربية ومسيرة إسرائيلية شنت سلسلة من الضربات الجوية مساء الأحد على مواقع متفرقة في ريف السويداء الغربي.

وأعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات دخول جزء من المساعدات الإغاثية بشكل عاجل إلى محافظة السويداء، بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية، وذلك للتخفيف من معاناة الأهالي، إلى أن يستقر الوضع الأمني ويتم السماح بدخول الوفد الحكومي، وبقية المساعدات الإنسانية.

وقالت الوزيرة في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا)، إن الوزارة تعمل على تقديم المساعدات بالتعاون مع عدد من الشركاء، أبرزهم الهلال الأحمر السوري، ومنظمات إنسانية أخرى.

وأشارت إلى أن المساعدات شملت مواد غذائية وطبية أساسية، إلى جانب دعم لوجيستي واسع النطاق يهدف إلى تعزيز قدرات الاستجابة في محافظتي السويداء ودرعا.

وقال مدير الإعلام والتواصل في الهلال الأحمر عمر المالكي "هذه أول قافلة تدخل بعد الأحداث الأخيرة... بالتنسيق مع الجهات الحكومية والسلطات المحلية" في المدينة. وتضم المساعدات سلالاً غذائية ومستلزمات طبية وطحيناً ومحروقات وأكياساً للجثث، بحسب المالكي.

 

هدوء حذر

من جانبه، أكد المرصد أن "هدوء حذراً" يسود جبهات القتال منذ منتصف ليل السبت الأحد، محذراً من "تدهور الأوضاع الإنسانية والنقص الحاد في المستلزمات الطبية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

واندلعت أعمال العنف في 13 يوليو (تموز) الجاري بين مسلحين دروز وآخرين من البدو، قبل أن تتدخل فيها القوات الحكومية ثم مسلحين من العشائر إلى جانب البدو، وفق المرصد وشهود. وفاقمت ضربات إسرائيلية على مقار رسمية في دمشق وأهداف عسكرية في السويداء، الوضع سوءاً.

وأعلنت وزارة الداخلية "إخلاء مدينة السويداء من كافة مقاتلي العشائر وإيقاف الاشتباكات داخل أحياء المدينة"، في خطوة قال المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر السورية خلدون الأحمد، إنها جاءت "استجابة لنداء رئاسة الجمهورية وبنود الاتفاق".

العنف المتصاعد

وعلى منصة "إكس"، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا "لا يمكن احتواء الأعمال العدائية المتصاعدة إلا من خلال اتفاق على وقف العنف وحماية الأبرياء". وأضاف "أما الخطوة الأساسية التالية على طريق الشمول وخفض التصعيد المستدام، فهي تنفيذ عملية تبادل كاملة للأسرى والمعتقلين، والتي يجري حالياً الإعداد لترتيباتها اللوجيستية".

 

 

وجاء إعلان دمشق السبت الماضي، عن وقف لإطلاق النار بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة عن هدنة بين سوريا وإسرائيل التي تعهدت مراراً حماية الدروز، وسبق لها أن حذرت السلطات الانتقالية من أنها لن تسمح بوجود قواتها في جنوب سوريا على مقربة من هضبة الجولان التي تحتل أجزاء واسعة منها منذ 1967.

وقالت هيئة البث العامة الإسرائيلية "راديو كان" الأحد، إن إسرائيل أرسلت مساعدات طبية عاجلة إلى الطائفة الدرزية في محافظة السويداء السورية، وذلك في خطوة جاءت بالتنسيق مع كل من واشنطن ودمشق. وذكرت وزارة الصحة الإسرائيلية، السبت، أنها تستعد لإرسال مستلزمات طبية وأدوية إلى السويداء. ولم يرد متحدثون باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو وزارة الخارجية أو الجيش بعد على طلبات للتعليق على تقرير "راديو كان".

"محاسبة"

وحض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو السلطات على "محاسبة أي شخص مذنب بارتكاب الفظائع وتقديمه إلى العدالة، بمن فيهم من هم في صفوفها". وقال على "إكس" "إذا كانت السلطات في دمشق تريد الحفاظ على أي فرصة لتحقيق سوريا موحدة وشاملة وسلمية (...) فيجب عليها المساعدة في إنهاء هذه الكارثة".

بدروها، حضت باريس السلطات على "إجراء تحقيق في الانتهاكات غير المقبولة المرتكبة بحق المدنيين" في السويداء، داعية إياها إلى "ضمان أمن وحقوق جميع مكونات الشعب السوري، بناء على ما التزم به الرئيس أحمد الشرع".

وأوقعت الاشتباكات 1120 قتيلاً خلال أسبوع، بحسب أحدث حصيلة للمرصد الأحد. كما دفعت أكثر من 128 ألف شخص إلى النزوح من منازلهم، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة. وتعاني قلة من السكان لا تزال تلازم منازلها في السويداء من انقطاع الكهرباء والماء، فيما الغذاء شحيح مع استمرار إقفال المحال التجارية.

المزيد من الأخبار