ملخص
اهتمام ليفربول بضم ألكساندر إيساك وقدرته على تقديم عرض مالي ضخم يضعان إدارة نيوكاسل أمام اختبار التمسك بالمهاجم السويدي الهداف أو اقتناص فرصة الصفقة الكبرى.
بالنسبة لنيوكاسل يونايتد، لم يكن غياب الأخبار سوى خبر جيد. كانت هناك إشاعات، كثير منها ممل ومضجر، لكن لم تحدث تطورات ملموسة بخصوص ألكسندر إيساك.
يمكن للنادي أن يشعر ببعض الرضا تجاه خيار أرسنال للتعاقد مع فيكتور غيوكيريس أو بنجامين سيسكو، فليس سراً أن لإيساك معجبين في ملعب الإمارات، لكن أرسنال تقبل أنه لا يمكنه التعاقد مع مهاجم غالباً ما يسجل في شباكه.
إلا أن احتمالية – ولو كانت مجرد احتمال أكثر منها احتمالاً حقيقياً – لتقدم ليفربول بعرض قد تغير المعادلة. فمثل هذا العرض سيفرض قراراً سيحدد صيف نيوكاسل، وربما موسمه أيضاً.
وحتى اللحظة، ما يمكن قوله هو أنه لم يحدث تواصل مباشر بين الناديين. فلطالما كان موقف نيوكاسل أن إيساك ليس للبيع، على رغم أن موقف ليفربول المماثل في ما يخص لويس دياز لم يمنع بايرن ميونيخ من التقدم بعرض لضم الكولومبي.
قيمة مالية مغرية
ما يمكن افتراضه أيضاً هو أن قيمة الصفقة ستكون ضخمة، فمكانة فلوريان فيرتز كأغلى صفقة في تاريخ ليفربول قد لا تستمر سوى لأسابيع، كما أن صفقة أندي كارول القياسية كأغلى بيع في تاريخ نيوكاسل– والتي ظلت قائمة منذ انتقاله إلى "أنفيلد" في 2011– قد تنتهي أخيراً.
لقد تكلفت صفقة كارول حينها رقماً قياسياً بريطانياً بلغ 35 مليون جنيه استرليني (46.87 مليون دولار)، ويرى البعض أن قيمة إيساك توازي ذلك الرقم مع إضافة "واحد" في بدايته.
وقد ساد شيء من الاستغراب في ملعب "سانت جيمس بارك" قبل بضعة أشهر عندما تم تداول رقم 150 مليون جنيه استرليني (200.89 مليون دولار)، إذ أصر نيوكاسل أنهم لم يضعوا سعراً لبيع هدافهم الأول. أما الآن، فهناك حديث عن 120 مليون جنيه (160.71 مليون دولار) وإن تقدم أحدهم بعرض كهذا، فسيكون من اللازم فتح باب النقاش.
فعلى رغم براعة إيساك وأناقة أدائه، قد تكون هذه فرصة فريدة لتحقيق مثل هذا العائد. فلا يزال في عقده ثلاث سنوات، وإذا وصل إلى الصيف المقبل من دون تمديد للعقد، سيتبقى له حينها 24 شهراً فقط، وبالتالي ستبدأ قيمته في الانخفاض.
نيوكاسل ليس مضطراً للبيع
اضطر نيوكاسل العام الماضي إلى البيع بشكل محموم لتفادي خرق قواعد الربح والاستدامة المالية الخاصة بالدوري الإنجليزي الممتاز، أما الآن، فالمخاوف أقل، لكن تحقيق ربح ضخم على لاعب كلف ضمه 63 مليون جنيه (84.37 مليون دولار)– معظمها تم استهلاكه محاسبياً– قد يبدد كل تلك المخاوف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأيضاً فإن ذلك سيسهل إنفاقاً ضخماً تالياً، فعلى أية حال، كان نيوكاسل قد تعاقد بالفعل هذا الصيف مع أنتوني إيلانغا مقابل 52 مليون جنيه استرليني (69.64 مليون دولار). ولا تزال مساعيهم مستمرة للتعاقد مع حارس المرمى جيمس ترافورد. وقد تقدموا بعرض قياسي بالنسبة لهم بلغ 70 مليون جنيه (93.75 مليون دولار) من أجل ضم هوغو إيكيتيكي، إلا أن آينتراخت فرانكفورت رفضه. وإذا تم بيع إيساك، فإضافة إلى الموازنة الحالية للنادي، يفترض أن تتوافر الإمكانية لتمويل صفقة إيكيتيكي بعد رفع العرض الأول، والتعاقد مع مهاجم احتياطي، إضافة إلى ترافورد، وقلب دفاع أيمن لطالما كان على جدول أعمال الإدارة.
من البديل؟
لكن هناك وجهة نظر مضادة. فجواو بيدرو وبرايان مبيومو مثالان للاعبين رفضا الاهتمام المقبل من "تاينسايد" ولا يوجد أي ضمان بأن نيوكاسل سيتمكن من حسم صفقاته الكبرى.
وفي المقابل، فإن بيع إيساك– حتى لو جاء بديله إيكيتيكي – سيعني تلقائياً تراجعاً في جودة الهجوم، إذ سيكون من الصعب تكرار ما قدمه اللاعب البالغ من العمر 25 سنة، والذي سجل 21 و23 هدفاً في الموسمين الماضيين من الدوري الإنجليزي الممتاز.
في الوقت الراهن، يتمتع نيوكاسل بوضع يحسد عليه بامتلاكه أحد أفضل المهاجمين في العالم، وقد يكون إيساك مطلوباً بشدة لأن بعض الأسماء الأخرى لا يمكن الحصول عليها، مثل إيرلينغ هالاند وكيليان مبابي. وهناك آخرون لا يقلون تميزاً لكنهم أكبر سناً بكثير، مثل هاري كين وروبرت ليفاندوفسكي. ومن الأمور المساعدة أيضاً أن إيساك، على رغم أنه لم يلتزم بمسيرته بالكامل مع نيوكاسل، لم يبد أي رغبة في الرحيل.
في وجود إيساك وتشكيلة أساسية قوية للغاية– حيث تهدف بعض تعاقدات نيوكاسل إلى تعزيز العمق أكثر من استبدال مباشر، سواء أكان إيلانغا سيزيح جاكوب ميرفي فوراً، أو ترافورد سيدفع بنيك بوب إلى دكة البدلاء– يبدو أن الموسم المقبل يشكل فرصة حقيقية للنادي.
صحيح أن ليفربول وأرسنال ومانشستر سيتي يمثلون الطبقة العليا من المرشحين، لكن ليس من المستبعد تصور دخول نيوكاسل في سباق اللقب.
نيوكاسل يستعد لموسم المنافسة في إنجلترا وأوروبا
ومع لاعب حاسم من طراز إيساك، من المرجح أيضاً أن يتقدم الفريق أكثر في دوري أبطال أوروبا مما لو فقده، أو بعد انتظار دام لعقود من أجل تحقيق بطولة، قد ينجح الفريق في الفوز بلقبين في عامين متتاليين.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أن صعود نيوكاسل بني على الاستمرارية. فعلى عكس أستون فيلا– الشريك الجديد في حفلة دوري الأبطال– الذي حقق نجاحاً من خلال سياسة الانتقالات المتتالية، تمسك نيوكاسل بجواهره الثمينة، محافظاً على لاعبين مثل برونو غيمارايش وإيساك على حساب عقد صفقات جديدة. وهو نهج ينسجم تماماً مع طريقة إيدي هاو في العمل، إذ تسود روح جماعية بين اللاعبين، وانتماء واضح لبعضهم البعض ولأهداف الفريق.
العرض المقدم من أجل إيكيتيكي– الذي يشترك في بعض الصفات مع إيساك– أضفى مزيداً من الإثارة على المشهد. ومن المرجح أنهما قد يلعبان معاً، لكن من السهل أيضاً تصور المهاجم الفرنسي كخليفة محتمل لنظيره السويدي.
غير أن ذلك لن يحدث إذا بقي إيكيتيكي في فرانكفورت، أو– كأحد الأسماء التي يراقبها ليفربول– انتقل إلى ملعب "أنفيلد"، أو إذا استمر إيساك مع نيوكاسل.
فحتى الآن، يظل معظم ما يقال مجرد افتراضات. ونادراً ما يتقدم ليفربول بعروض إلا إذا كان واثقاً من قدرته على حسم الصفقة (وكان مارتين زوبيميندي وموسيس كايسيدو من الاستثناءات النادرة).
ويملك النادي أيضاً مديراً رياضياً هو ريتشارد هيوز الذي عمل عن قرب مع إيدي هاو في بورنموث، ما يعني أن قنوات التواصل متاحة عند الحاجة. وإن حدث ذلك، فسيكون الاختبار الحقيقي هو ما إذا كانت الرسالة ستظل كما هي، أن إيساك ليس معروضاً للبيع.
© The Independent