Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بشارة بحبح الوسيط غير الرسمي بين ترمب و"حماس"

ينقل المعلومات لويتكوف بصورة شبه يومية بعد لقاءاته المتواصلة مع قادة الحركة

الناشط السياسي الأميركي من أصل فلسطيني بشارة بحبح يدخل على خط الوساطة بين "حماس" والإدارة الأميركية (أ ب)

ملخص

قبل نحو ثلاثة أشهر طلبت حركة "حماس" من الأكاديمي والناشط السياسي الأميركي من أصل فلسطيني بشارة بحبح، الدخول على خط الوساطة بين الحركة والإدارة الأميركية.

بطلب من حركة "حماس" قبل نحو ثلاثة أشهر، دخل الأكاديمي والناشط السياسي الأميركي من أصل فلسطيني بشارة بحبح على خط الوساطة بين الحركة والإدارة الأميركية، التي نتج منها الإفراج عن عيدان ألكسندر الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية في مايو (أيار) الماضي.

حينها طلب القيادي في الحركة غازي حمد من سهى عرفات، أرملة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، رقم هاتف بحبح، قبل أن يبادر حمد بالاتصال به، ويطلب منه فتح قناة اتصال مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وبعدها بادر بحبح بالاتصال بمبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لنقل رسالة "حماس"، ولا يزال حتى الآن ينقل إليه المعلومات بصورة شبه يومية بعد لقاءاته المتواصلة مع قادة حركة "حماس".

الإفراج عن عيدان

وأفضت تلك الاتصالات إلى إفراج "حماس" عن عيدان في مايو (أيار) الماضي، فيما قالت الحركة إنه "ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة".

لكن "حماس" لم تكن وحدها التي تستخدم بحبح وسيلة للاتصال بترمب، فقد سبقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل نقل رسائل بين الجانبين.

إلا أن بحبح الذي حظي بثقة ترمب لتأسيسه منظمة "العرب الأميركيون من أجل ترمب" عام 2024 لدعم ترشيح ترمب في الانتخابات الرئاسية، لم يتوقف عن جهود وساطته إثر الإفراج عن عيدان.

وبين الدوحة والقاهرة يتنقل بحبح حالياً للقيام بدور الوسيط غير الرسمي بين حركة "حماس" والإدارة الأميركية، عبر ستيف ويتكوف.

ويعود ذلك لخشية ويتكوف من الاتصال المباشر مع قادة حركة "حماس"، المصنفة ضمن قائمة "المنظمات الإرهابية" في الولايات المتحدة الأميركية.

من هو بشارة بحبح؟

ولد بشارة بحبح في مدينة القدس عام 1958 لأب نجى بأعجوبة من تفجير فندق "الملك داوود" بالقدس عام 1946، الذي كان مقراً للانتداب البريطاني.

وجاءت ولادته في البلدة القديمة للقدس بعد أن عاش والده في مخيم الزرقاء للاجئين بالأردن مدة عامين، إثر تهجيرهم في عام 1948 من القدس ليرث صفة اللاجئ.

وفي عام 1976 سافر بشارة إلى أميركا للدراسة الجامعية، إذ حصل على درجة البكالوريوس، قبل أن ينال شهادة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة هارفارد، ثم الدكتوراه عام 1983 في "قضايا الأمن الإقليمي" من الجامعة ذاتها.

وبعد عودته للقدس ذلك العام، ترأس بحبح لمدة سنة تحرير جريدة "الفجر" التي كانت تصدر في المدينة، قبل أن يعود لجامعة هارفارد للتدريس فيها، ثم تأليفه كتاب "إدارة الثروات في أي سوق".

وحتى عام 2009 كان بحبح يحمل بطاقة "الهوية الزرقاء"، حينما سحبتها منه السلطات الإسرائيلية بحجة أنه لم يعد مقيماً بصورة دائمة في القدس.

ودعم بشارة في عام 2016 المرشح الجمهوري دونالد ترمب للانتخابات الرئاسية، لكنه صوت لمنافسه الديمقراطي جو بايدن في عام 2016، قبل أن يحشد الدعم لترمب في الانتخابات الأخيرة بعد "خيبة الأمل الكبيرة" في صفوف الفلسطينيين من سياسات بايدن.

اتفاق سلام

لكن دعوة ترمب إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة في فبراير (شباط) الماضي، دفعته إلى تغيير اسم منظمته إلى "العرب الأميركيون من أجل السلام".

ومع ذلك فإن بحبح أكد أن دعوة ترمب تلك "لم تكن لتهجير أهالي القطاع، لكنها لحث الدول العربية على إطلاق مبادرة لإعادة إعمار قطاع غزة، وعدم الاعتماد في ذلك على أميركا".

وبصورة حازمة، يؤكد بحبح أن ترمب هو "الرئيس الأميركي الوحيد القادر على الضغط على إسرائيل لإبرام اتفاق سلام مع الفلسطينيين"، وذلك لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يخاف منه".

وأوضح بحبح أن كل ما يتمناه ترمب هو حصوله على جائرة نوبل للسلام، وأنا مؤمن "أنه رجل سلام، ويستطيع إبرام اتفاق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل عبر إقامة دولة فلسطينية والتصدي من أجل ذلك للوبي الصهيوني والكونغرس الأميركي".

ووفق بحبح، فإن العمل جار للتوصل إلى وقف موقت لإطلاق النار في قطاع غزة، ثم التفاوض على إنهاء الحرب وعودة السلطة الفلسطينية لغزة قبل انطلاق عملية السلام".

وتابع بحبح قائلاً إن "الوساطة بين حركة ’حماس‘ وإسرائيل تحتاج إلى أكثر من صبر أيوب، فكل كلمة تحظى بكثير من الأخذ والرد والتشاور والبحث".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نقاط الخلاف

وأشار إلى أنه جرى تذليل "أكثر من 85 في المئة من نقاط الخلاف بين الجانبين، فالخلاف يتعلق فقط بنقطة واحدة من أصل ثلاث جرى تجاوز اثنتين منها".

ويعتقد بحبح أن ترمب هو "الأقدر على ضمان التزام نتنياهو بوقف إطلاق النار، وعدم التهرب منه كما حصل في مارس (آذار) الماضي خلال المرحلة الثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه في الأيام الأخيرة لبايدن في البيت الأبيض بمساعدة ترمب.

"أنا أنقل رسائلي بصورة شبه يومية إلى ويتكوف، وأعرف أن هناك التزاماً من ترمب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ثم التفاوض على نهاية الحرب، يريد (ترمب) أن يعيش أهالي قطاع غزة بسلام".

وأكد بحبح أن نتنياهو "بات يرغب أكثر بكثير من السابق في إنهاء الحرب، لا سيما بعد الضربات التي وجهت لإيران".

وأقر بحبح بأن "واشنطن تقف دائماً إلى جانب تل أبيب، ودورنا يركز على دفعه للالتفات لأهالي غزة"، لكنه ربط بين دعمه لترمب وتأييد الأخير للتأسيس لسلام دائم في المنطقة عبر إقامة دولة فلسطينية، وترمب "أبلغني موافقته على ذلك".

الدبلوماسية الأميركية

وكشف بحبح عن تلقيه اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس يبلغه فيه بتأييده لانضمام حركة "حماس" إلى "منظمة التحرير الفلسطينية"، وبأن تكون جزءاً من النسيج الوطني "شرط إلقائها السلاح والاعتراف بالتزامات المنظمة".

واعتبر المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في أميركا باسم أبو سمية أن بشارة بحبح "بات عن طريق الصدفة وسيطاً غير رسمي للتفاوض مع بعض قادة ’حماس‘، وفي معرفة توجهاتهم"، أوضح أن بحبح "يقدم التوصيات التي يتلقاها إلى ويتكوف".

ويرى المحلل السياسي أكرم عطا الله أن "مكانة بحبح ارتفعت لدى الإدارة الأميركية بعد طلب غازي حمد منه التوسط مع واشنطن، للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركي عيدان".

وأوضح أنه "علاقته الخاصة بترمب مكنته من لعب دور، بسبب دعمه فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة".

إلا أن عطا الله أعلن أن بحبح "يساعد ويتكوف في وساطته، وليس له دور محوري في جهود الوساطة".

واعتبر الباحث في الشؤون الأميركية جو معكرون أن اختيار ترمب رجال أعمال من خارج المؤسسة الدبلوماسية الأميركية للقيام بمهمات في السياسة الخارجية، يعود لأنه "يفضل أشخاصاً يجيدون فن إبرام الصفقات في ظل عدم ثقته بالدبلوماسيين الأميركيين"، معتبراً أن ذلك "يكون على حساب المؤسسات الأميركية، مثل وزارة الخارجية أو مجلس الأمن القومي".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير