Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تباهي ترمب بـ "وقف إطلاق نار شامل" بين إسرائيل وإيران سابق لأوانه

كشف ترمب عن هدنة دخلت حيز التنفيذ في تمام الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي. لكن الاتفاق الهش اصطدم بخطر الانهيار بعد ساعات قليلة من تنفيذه وهو ما أثار تساؤلات حول إمكانية استمراره

يغدق ترمب المديح على جميع الأطراف عبر منصاته في وسائل التواصل الاجتماعي (أ ب)

ملخص

تواصلت الهجمات الإيرانية على إسرائيل رغم إعلان ترمب عن وقف إطلاق نار مباغت، مما أحرج واشنطن وأظهر هشاشة الاتفاق. وبينما تسعى إسرائيل لإضعاف النظام الإيراني وربما تغييره، باتت طهران مقتنعة بأن امتلاك السلاح النووي هو الضمان الوحيد لأمنها.

تعرضت إسرائيل لعدة موجات من الصواريخ الإيرانية بعد ساعات من إعلان دونالد ترمب عن اتفاق فوضوي لوقف إطلاق النار، ما دفع وزير خارجيتها إلى اتهام طهران بخرق الاتفاق. لم يكن هذا تماماً وقف إطلاق النار المظفّر الذي تباهى به الرئيس الأميركي خلال الليل.

أسفرت الضربات الإيرانية عن مقتل ثلاثة إسرائيليين في مدينة بئر السبع الصحراوية جنوب البلاد، وعلى رغم أن إسرائيل نجحت في تقويض جزء كبير من القدرات النووية الإيرانية، بمساعدة الولايات المتحدة وقنابلها الخارقة للتحصينات التي استهدفت الموقع الأكثر حساسية في منشأة فوردو النووية، إلا أن الحكومة الإيرانية لا تزال قائمة.

أعلنت القناة الرسمية الإيرانية أن طهران ستلتزم بوقف إطلاق النار، الذي قد يستغرق يوماً حتى يدخل حيز التنفيذ، مع تقليص كل من إسرائيل وإيران لعملياتهما العسكرية.

بدا كل شيء مبشراً صباح الثلاثاء، عندما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقة إسرائيل على وقف الأعمال العدائية. لكن خلال ساعات قليلة، تعهد وزير الدفاع إسرائيل كاتس بتوجيه رد قوي إلى قلب طهران.

وزير الخارجية الإيراني بدوره قال إن بلاده ستتوقف عن إطلاق الصواريخ عند الساعة الرابعة فجراً بالتوقيت المحلي، شرط أن توقف إسرائيل هجماتها، لكن ذلك التصريح أعقبه إطلاق طهران ما يصل إلى خمس موجات من الهجمات خلال الساعات الأربع التالية.

وكتب ترمب عبر منصة "تروث سوشيال": "على افتراض أن الأمور ستسير كما ينبغي- وهو ما سيحدث- أود أن أهنئ البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما القدرة على التحمل، والشجاعة، والذكاء لإنهاء ما ينبغي تسميته ’حرب الأيام الاثني عشر‘".

وكتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة "إكس": "القرار النهائي بشأن وقف عملياتنا العسكرية سيتخذ لاحقاً".

على ما يبدو، باغت إعلان ترمب المفاجئ عن وقف إطلاق النار كبار المسؤولين في البيت الأبيض، وجاء ذلك عقب الهجمات الانتقامية الإيرانية على القاعدة الجوية الأميركية الضخمة في العديد بقطر.

وكانت الهجمات على الأهداف الأميركية قد تم التلويح بها مسبقاً عبر قنوات دبلوماسية إلى الولايات المتحدة وقطر، وكانت رمزية بالكامل. فقد تم إسقاط جميع الصواريخ الإيرانية تقريباً، باستثناء واحد، ولم تُسجل أضرار كبيرة.

من جانبها، أصدرت القوات الإسرائيلية تحذيرين بالإخلاء خلال أقل من ساعتين لسكان بعض مناطق طهران- أحدهما في وقت متأخر من مساء الإثنين، والثاني في صباح الثلاثاء- في إشارة إلى نية إسرائيل الاستمرار في هجماتها على إيران على الأقل حتى موعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

نظراً إلى حجم الصدمة التي خلفتها 12 يوماً من الهجمات الإيرانية بالصواريخ والطائرات المسيّرة، لم يكن مستغرباً أن يعلن نتنياهو عن هدنة، مهما كانت قصيرة. فقد كانت إسرائيل مشلولة طوال الأيام الماضية، ويقدّر مسؤولوها العسكريون أن إيران قادرة على الاستمرار في وتيرة الهجمات الحالية، بإطلاق ما يصل إلى 20 صاروخاً يومياً، لفترة غير محدودة تقريباً.

في المقابل، استهدفت إسرائيل القدرات النووية الإيرانية، وبرنامجها الصاروخي، وقيادتها العسكرية، كما شنت أخيراً هجمات على مؤسسات القمع الداخلي، وعلى رأسها ميليشيات "الباسيج".

لطالما كرّر نتنياهو أن جزءاً من أهداف الحملة هو الدفع نحو تغيير النظام، داعياً الإيرانيين إلى الثورة على الحكم الديني. وقال في بداية الهجمات الإسرائيلية الأحادية: "هناك أمر واحد يخشاه نظام خامنئي أكثر من إسرائيل. أتدرون ما هو؟ إنه أنتم- شعب إيران".

وأضاف: "ولهذا السبب، ينفقون الكثير من الوقت والمال لسحق آمالكم وكبح أحلامكم. لكني أقول لكم هذا: لا تدعوا أحلامكم تموت. أسمع الهمسات: امرأة، حياة، حرية".

لكن أي هدنة دائمة في الوقت الحالي لا تقترب من الطموح الاستراتيجي المعلن لنتنياهو المتمثل في تغيير النظام الإيراني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من الواضح أن إيران مصممة على الحفاظ على الجمهورية الإسلامية، لكنها ستواجه قريباً مطالب بعمليات تفتيش شاملة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية كجزء من أي اتفاق طويل الأمد. وفي المقابل، أثبتت الهجمات الإسرائيلية أن أفضل ضمان لأمن إيران قد يكون في امتلاك سلاح نووي.

لا يزال موقف ترمب من مسألة تغيير النظام غير واضح. ففي بداية الحملة الإسرائيلية، تفاخر بأن الولايات المتحدة تعرف مكان اختباء المرشد الأعلى علي خامنئي، وقال إن واشنطن لم تتخذ قراراً بعد بشأن تصفيته.

أما الآن، فالرئيس الأميركي يغدق المديح على جميع الأطراف عبر منصاته في وسائل التواصل الاجتماعي.

ترمب قال: "هذه حرب كان من الممكن أن تستمر لسنوات، وتدمّر الشرق الأوسط بأسره- لكنها لم تستمر، ولن تستمر أبداً! بارك الله في إسرائيل، وبارك الله في إيران، وبارك الله في الشرق الأوسط، وبارك الله في الولايات المتحدة الأميركية، وبارك الله في العالم!"

قد تكون حماسته سابقة لأوانها. فإيران باتت على يقين الآن أنها بحاجة إلى سلاح نووي للدفاع عن نفسها من هجمات إسرائيلية محتملة في المستقبل، بينما يبدو وقف إطلاق النار الهشّ قصير الأجل بشكل مقلق.

© The Independent

المزيد من تقارير