Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش السوداني يصد هجوما بجنوب كردفان وتصاعد التوتر بـ"المثلث"

"الدعم السريع" دفعت بتعزيزات عسكرية إلى الدبيبات... وقلق من تفش جديد للكوليرا في دارفور

سودانية فارة من الحرب في بلادها في مخيم للاجئين في أدريه في تشاد (أ ب)

ملخص

تسعى "الحركة الشعبية شمال" بقيادة عبدالعزيز الحلو، المتحالفة مع "الدعم السريع"، إلى قطع الطريق القومي الرابط بين كادقلي والدلنج، وبالتالي عزل مدن جنوب كردفان مجدداً، بعد أن تمكن الجيش في فبراير (شباط) الماضي من إنهاء جزئي للحصار المفروض على الدلنج.

تصاعدت حدة المواجهات بين أطراف النزاع في السودان على محاور وجبهات القتال المختلفة، إذ صد الجيش السوداني أمس الأربعاء هجوماً عنيفاً نفذته قوات "الحركة الشعبية - شمال" بقيادة عبدالعزيز الحلو على منطقتين بولاية جنوب كردفان، فيما شن طيران الجيش غارات مكثفة على تمركزات "الدعم السريع" في محيط مدينتي النهود والخوي بغرب كردفان، فضلاً عن بارا بشمال كردفان في محاولة لخلخلة دفاعاتها وتدمير قوتها الصلبة من أجل استعادتها.
وبحسب قائد الفرقة 14 مشاة التابعة للجيش بمدينة كادقلي اللواء فيصل مختار الساير، فإن "الجيش وجهاز المخابرات والمستنفرين تصدوا لمحاولة هجوم جديد للحركة الشعبية استهدف منطقتي السماسم وكيقا الخيل بجنوب كردفان".
وأشار الساير عقب اجتماع للجنة الأمنية بولاية جنوب كردفان إلى أن القوة المهاجمة تعرضت لخسائر فادحة في الأرواح والعتاد، مؤكداً "يقظة وقدرة القوات المسلحة السودانية على دحر كل عدو متمرد وخائن".

السيطرة على الطريق القومي بين الدلنج وكادقلي

من جهته أوضح والي جنوب كردفان محمد إبراهيم عبدالكريم أن مناطق الدشول والسماسم وكيقا الخيل تعد مواقع حيوية واستراتيجية، تربط بين الطريق القومي الرابط بين الدلنج وكادقلي، الذي ظل مغلقاً منذ عامين قبل أن يفتح بواسطة القوات المسلحة، متهماً "الدعم السريع" و"الحركة الشعبية" بالسعي إلى إعادة إغلاق الطريق القومي للمرة الثانية، لتعيدا معاناة المواطنين العزل. وأضاف "لكن القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى تمكنت من دحر العدوان الغاشم وتكبيده خسائر فادحة"، ونوه بأن "جنوب كردفان ستظل عصية وصامدة في وجه أي عدوان من أية جهة تريد زعزعة الولاية وعدم استقرارها".

وتسعى "الحركة الشعبية" إلى قطع الطريق القومي الرابط بين كادقلي والدلنج، وبالتالي عزل مدن جنوب كردفان مجدداً، بعد أن تمكن الجيش في فبراير (شباط) الماضي من إنهاء جزئي للحصار المفروض على الدلنج.

ونفذت الحركة الشعبية أول من أمس الثلاثاء هجوماً عنيفاً على منطقة الدشول الاستراتيجية بولاية جنوب كردفان، تصدى له الجيش السوداني وأوقع خسائر كبيرة وسط القوة المهاجمة.

تعزيزات "الدعم السريع"

في المقابل أفادت مصادر محلية بأن قوات "الدعم السريع" دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة تمركزت في مدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان، التي سيطرت عليها الأخيرة في مايو (أيار) الماضي.
وفي جنوب كردفان تسيطر قوات "الدعم السريع" على الدبيبات والحمادي، بينما تبسط "الحركة الشعبية- شمال" بقيادة عبدالعزيز الحلو نفوذها على كاودا ومناطق محيطة، ويحتفظ الجيش بالمدن الكبرى مثل كادقلي والدلنج.

أما في شمال كردفان فتسيطر "الدعم السريع" على محلية بارا بصورة كاملة، فضلاً عن 80 في المئة من محليتي أم دم حاج أحمد وجبرة الشيخ، مع سيطرة كاملة على سودري، بينما يحتفظ الجيش بمحليات أم روابة والرهد أبو دكنة وشيكان. في حين تميل الغلبة في ولاية غرب كردفان لـ"الدعم السريع"، باستثناء مدينة بابنوسة التي تعد آخر معقل استراتيجي للجيش بعد انسحابه من الفولة، والنهود والخوي عقب معارك كر وفر.

محور الصحراء

من ناحية ثانية تتجه الأوضاع في محور الصحراء نحو التصعيد في ضوء عمليات التحشيد والتعزيزات العسكرية التي يدفع بها أطراف القتال في منطقة المثلث الحدودي عقب سيطرة "الدعم السريع" عليه أخيراً، إذ أظهر مقطع فيديو مصور مجموعة من المركبات القتالية وأفراداً يتبعون للفرقة 19 مشاة مروي التابعة للجيش وهي تتحرك في عمق الصحراء، مما يشير إلى حالة استنفار واستعداد لمعارك مقبلة في منطقة المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر.
في الأثناء أكد المتحدث الرسمي باسم حكومة الولاية الشمالية الباقر عكاشة بأن "وضع الولاية مستقر وآمن بفضل يقظة وتماسك القوات المسلحة والقوات المساندة بتشكيلاتها المختلفة، التي تقف حالياً على أهبة الاستعداد الكامل للتصدي بكل حسم لأية محاولات يائسة للمساس بأمن الولاية وسلامة مواطنيها".
وأشار عكاشة في بيان إلى أن "محاولات غرف ميليشيات الدعم السريع الإعلامية نشر الإشاعات وخطاب الكراهية عبر حملات تضليلية تعد مجرد فرقعات إعلامية، لا تزيدنا إلا قوة وصلابة في تأمين وحماية الحدود الشمالية".
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية أمس الأربعاء نزوح أكثر من 4 آلاف سوداني داخلياً، ولجوء نحو 1000 آخرين إلى ليبيا، جراء الاشتباكات التي دارت أخيراً بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منطقة المثلث التي تشكل نقطة تقاطع استراتيجية تربط بين الدول الثلاث، وتمثل أهمية أمنية واقتصادية عالية.

محور دارفور

أما في محور دارفور فأشارت مصادر عسكرية إلى أن مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور شهدت أمس الأربعاء تبادل قصف مدفعي بين طرفي الحرب على فترات متقطعة، بينما تتواصل عمليات النزوح بصورة كبيرة هرباً من سوء الأوضاع العسكرية والانسانية التي تأزمت بصورة لا توصف. ونفذ الجيش ضربة جوية مركزة استهدفت طائرة شحن لحظة هبوطها على مدرج مطار نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، مما أدى إلى تدميرها بالكامل وفقاً لمصادر محلية.
وبحسب شهود، فإن الطائرة كانت بصدد تنفيذ عملية إنزال لوجستي يشتبه في أنها موجهة لـ"الدعم السريع"، في وقت لم يصدر فيه تأكيد رسمي حول هوية الطائرة حتى الآن.
وأشار الشهود إلى انفجارات قوية دوت في محيط المطار، أعقبها تصاعد أعمدة دخان كثيفة من المدرج الجنوبي، وسط حالة استنفار في المنطقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

انتشار الكوليرا

صحياً أبدت منظمة "أطباء بلا حدود" أمس الأربعاء قلقها حيال موجة جديدة لانتشار الكوليرا في غرب السودان خاصة بإقليم دارفور، في وقت تراجعت الإصابة بهذا الوباء في ولاية الخرطوم إلى 60 حالة فقط، بعدما كانت أكثر من ألف حالة في بداية انتشار المرض وحالة وفاة واحدة كانت تعاني أمراضاً أخرى.
وطبقاً لبيان منظمة "أطباء بلا حدود" فإن "موجة من الكوليرا أخذت تنتشر تدريجاً خلال الأونة الأخيرة من ولاية إلى أخرى في السودان".
وقالت المنظمة إنه للمرة الأولى منذ بدء النزاع، جرى الإبلاغ عن حالات إصابة بالكوليرا في إقليم دارفور، وعدت ذلك تطوراً مقلقاً للغاية نظراً إلى ارتفاع عدد النازحين في المنطقة وافتقارهم إلى خدمات الصرف الصحي ومياه الشرب النظيفة.
وأشارت إلى أن معظم الحالات جرى تسجيلها في جنوب دارفور، إذ تدعم المنظمة بالتعاون مع وزارة الصحة في الولاية، نقاطاً مخصصة لتعويض السوائل في المناطق السكنية. كما افتتحت مركزاً جديداً لعلاج الكوليرا في مستشفى النهضة في نيالا، منوهة بأن عدد الحالات التي سجلها مستشفى نيالا التعليمي وحده بلغت نحو 250 منذ الـ27 من مايو (أيار) الماضي.
ودعت "أطباء بلا حدود" وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إلى التحرك بسرعة، وحشد التمويل واستقدام الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها.

1392 حالة اغتصاب

حقوقياً، أشار النائب العام في السودان الفاتح طيفور إلى توثيق 1392 حالة اغتصاب خلال الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين، وحث طيفور لدى مخاطبته جلسة الإحاطة الشفهية للجنة تقصي الحقائق في شأن السودان، خلال الدورة الـ59 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، المجتمع الدولي إلى ضرورة تصنيف قوات "الدعم السريع" كمنظمة إرهابية، متهماً إياها بارتكاب جرائم وانتهاكات وجرائم ضد الإنسانية.
كما دعا دول الإقليم إلى التعاون مع اللجنة الوطنية في الوصول إلى الضحايا والشهود واسترداد المنهوبات، واستبعاد أية آلية خارجية بديلة، وتعزيز التكامل بين المجلس واللجنة الوطنية.
وأفاد بأن عدد قتلى انتهاكات "الدعم السريع" بلغ 28613 قتيلاً، وعدد الجرحى 43575 جريحاً، مشيراً إلى تسجيل 120594 دعوى، جميعها توجه فيها التهم إلى قوات "الدعم السريع"، باستثناء 270 دعوى اتهم فيها أفراد من الجيش، فضلاً عن تسجيل 98 دعوى تتعلق بالاغتصاب، و1392 حالة اغتصاب موثقة.
واتهم النائب العام "الدعم السريع" بانتهاك حقوق الأطفال، من خلال تجنيد 9 آلاف طفل قسراً، ودفعهم إلى ساحات القتال، كما استعانت بجنود من أكثر من 12 دولة، لافتاً إلى أن التحقيقات بينت أن حالات الإخفاء والاحتجاز القسري التي تسببت فيها قوات "الدعم السريع" بلغت 14506 حالة، فضلاً عن تصفية الأسرى، واكتشاف 965 مقبرة جماعية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات