Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش السوداني يقتحم الخوي ومعارك بجنوب كردفان والفاشر

تصاعد التوتر بمحور الصحراء واستنفار وتعبئة واسعة في الولاية الشمالية

قالت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور إن الجوع والعطش وسوء التغذية وندرة مواد الإيواء تمثل تهديداً مستمراً للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات (رويترز)

ملخص

وضع تقرير للأمم المتحدة السودان ضمن أكثر بؤر الجوع سخونة في العالم، بينما استمرت الحرب المستعرة في ولايات عدة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".

في وقت يتصاعد فيه التوتر بمحور الصحراء الشمالي وعمليات الاستنفار والتعبئة الواسعة التي تشهدها الولايات الشمالية عقب سيطرة "الدعم السريع" على المثلث الحدودي وبلدة كرب التوم داخل حدود الولاية الشمالية، تواصلت المواجهات والمعارك في جبهات القتال بدارفور وكردفان، حيث حقق الجيش، أمس الثلاثاء، تقدماً بغرب وجنوب وشمال كرفان، وتجددت المعارك والاشتباكات العنيفة بين طرفي الحرب شرقي مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور.

تجدد المعارك

وأوضحت مصادر عسكرية أن المدفعية الثقيلة التابعة للفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش بالفاشر، شنت هجوماً مدفعياً كثيفاً على مواقع وتجمعات تابعة لـ"الدعم السريع" شرق المدينة، لوقف محاولاتها المستمرة لتطويق المدينة. وأشارت المصادر إلى أن القصف استهدف مستودعات للذخيرة ونقاط تمركز كانت الميليشيات تتخذها منطلقاً للقصف العشوائي على أحياء ومواقع الجيش، كما رُصدت تحركات لعربات وأطقم قتالية مسلحة خلال اليومين الماضيين بالمناطق المستهدفة.

ضحايا جدد

وأدت غارة نفذتها مسيرة تابعة لـ"الدعم السريع"، على مبنى أبوحمرة الزراعي بالفاشر، أمس الثلاثاء، إلى سقوط 13 قتيلاً، بينهم 4 أطفال، إضافة إلى 42 جريحاً، بعضهم في حالات حرجة. وقال وزير الصحة المكلف الولاية إبراهيم خاطر، إن المبنى كان يستخدم كمأوى للنازحين، وإن الوضع الإنساني في المدينة كارثي يستدعي تدخلاً عاجلاً. وتشهد الفاشر أوضاعاً إنسانية متدهورة نتيجة الحصار الذي تضربه عليها قوات "الدعم السريع" والقتال محتدم حولها منذ أكثر من عام، وتوقف دخول المساعدات الغذائية والطبية مما أدى إلى نفاد الإمدادات والسلع الأساسية.
من جانبها قالت قوات "الدعم السريع" إنها تصدت، أمس لمجموعة من الجيش حاولت التسلل إلى الفاشر حيث دارت اشتباكات بين قواتها والمجموعات المتسللة لدخول المدينة، مجددة دعوتها للمدنيين الذين لا يزالون موجودين في الفاشر للخروج منها متعهدة توفير مخارج آمنة وتقديم سبل العون اللازم لهم.

الجوع والعطش

وقالت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور، إن الجوع والعطش وسوء التغذية وندرة مواد الإيواء تمثل تهديداً مستمراً للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.

وحذر بيان للمنسقية من أن وضع الأسر التي ليس لها مأوى ينذر بكارثة إنسانية في جميع مناطق النزوح في السودان ودارفور، خصوصاً في منطقتي جبل مرة والطويلة، مع اقتراب موسم الأمطار.

ودعا البيان، الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية إلى تكثيف جهودها لمعالجة الأوضاع الإنسانية المزرية هناك، لا سيما مع استمرار النزوح اليومي من الفاشر إلى منطقة طويلة وجبل مرة كأكبر مركزين للنزوح بالمنطقة.

مواجهات شرسة

وفي جنوب كردفان دارت مواجهات شرسة بين الجيش وقوات "الحركة الشعبية لتحرير السودان – جناح عبدالعزيز الحلو" المتحالفة مع "الدعم السريع" في منطقتي الكرقل والدشول، وسط قصف مدفعي لقوات الحلو يستهدف مدينة أم برمبيطة بولاية جنوب كردفان.

الناطق الرسمي باسم الجيش، العميد الركن نبيل عبدالله، أن "قوات الفرقة 14 مشاة كادقلي تمكنت أمس، من صد هجوم متمردي الحركة الشعبية على محطة الدشول، حيث دمرت العدو واستولت على عدد من الأسلحة والعربات القتالية وثلاث دبابات".

اقتحام الخوي

وضمن محاولاتها المتواصلة لاستعادة المبادرة واسترداد مدينة الخوي بغرب كردفان اقتحم الجيش وحلفاؤه، أمس الثلاثاء، أطراف المدينة بعد اشتباكات عنيفة تمكنت خلالها من تدمير تحصينات "الدعم السريع".

وقالت مصادر عسكرية، إن عملية الاقتحام سبقها قصف مدفعي مركز على الميليشيات داخل مدرسة المدينة الثانوية التي كانت تتخذ الميليشيات منها مركزاً للقيادة والسيطرة طوال الأشهر الماضية، تبع ذلك هجوم وتقدم من ثلاثة محاور نحو عمق المدينة ومحيط السوق الكبير، وتتم الآن محاصرة عناصر الميليشيات، تمهيداً للوصول إلى مركز المدينة وإعلان سيطرة الجيش الكاملة عليها خلال الساعات المقبلة.

وأعلن قائد فيلق البراء بن مالك المصباح أبوزيد طلحة، عن تنفيذ عملية نوعية في محور الخوي، أسفرت عن تدمير 65 عربة قتالية وسقوط المئات من عناصر "الدعم السريع" ما بين قتيل وجريح.
ومنذ أكثر من شهر تشهد مدينة الخوي عمليات كر وفر، ويأتي التقدم الأخير للجيش عقب تنفذيه سلسلة عمليات في مناطق جبل العمدة في محيط المدينة.

انتشار الجيش

وأكدت مسؤولة الإعلام بـ"جيش حركة تحرير السودان" بقيادة مصطفى تمبور المتحالفة مع الجيش نضال عثمان، انتشار الجيش والقوات المساندة له في حدود مسؤولية الفرقة 19 مشاة بمنطقة مروي شمال السودان.

وأوضحت عثمان خلال زيارتها لمحور الصحراء أمس الثلاثاء، أن الجيش لا يزال يمتلك زمام المبادرة وينقذ عمليات ضد العدو بمحور الصحراء، مقللة من أهمية دخول الميليشيات إلى ما سمتها "نقطة تحصيل" كرب التوم الحدودية ووصفته بأنه مجرد انتصار إعلامي لرفع الروح المعنوية لعناصرها المهزومة في كل محاور كردفان.

تقدم جديد

وكشفت عثمان عن تقدم جديد للجيش في محور الخوي بغرب كردفان واستعادته السيطرة على مناطق عدة بمحور بارا بشمال كردفان.

وأكدت المصادر أن مقاتلات الجيش نفذت ضربات جوية على امتداد شارع بارا بمنطقة أم قرفة بولاية شمال كردفان، أسفرت عن مقتل قادة ميدانيين لـ"الدعم السريع" منهم قائد فرقة العمل الخاص ومسؤول الجبايات.

تعبئة واستعدادات

ومع تصاعد المواجهات العسكرية في محور الصحراء المنفتح على شمال السودان بعد سيطرة قوات "الدعم السريع" على منطقة المثلث الحدودي مع مصر وليبيا، وبلدة "كرب الجبل"، أكدت حكومة الولاية الاستعداد لأي هجوم مرتقب بالتنسيق التام مع الجيش، محذرة من الإشاعات التي تبثها "الدعم السريع".

ورفعت المقاومة الشعبية في محليتي وادي حلفا وعبري حال التأهب الأمني والعسكري إلى الدرجة القصوى، مع انتشار مئات المسلحين مدعومين بمعدات عسكرية ومركبات لوجيستية في الشوارع الحيوية والمناطق الحدودية.

وأكد رئيس اللجنة الأمنية والمدير التنفيذي لمحلية وادي حلفا، أبوعبيدة ميرغني، أن الوضع تحت السيطرة الكاملة وأن التعزيزات العسكرية التي وصلت الناحية الغربية من النيل شمال السودان جاهزة للدفاع عن الولاية وكل البلاد.

وكان قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي) قدد هدد مراراً باجتياح الولاية الشمالية ونقل المعارك إلى مناطق أخرى أكثر أهمية.

من جانبها أكدت الكتيبة الاستراتيجية في مدينة مروي، جاهزية واستعداد قواتها للمواجهة، مع وجود بتدريب متقدم وأسلحة حديثة ووسائل عسكرية فعالة.

التصدي للكوليرا

في الموازاة أعلنت وزارة الصحة الاتحادية، التصدي لوباء الكوليرا بولاية الخرطوم ووقف انتشاره في زمن قياسي عبر التدخلات والأنشطة الصحية التي تمت بإنجاز كبير، مشيرة إلى أن التصدي للوباء بولايات كردفان ودارفور في حاجة إلى مزيد من الجهد.

وكان مركز عمليات الطوارئ الاتحادي استعرض في أول اجتماع له بالعاصمة، الأوضاع الصحية وتدخلات التصدي للأوبئة، وتقارير الطوارئ بولايات كسلا والجزيرة والخرطوم وسنار وأنشطة الشركاء وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية، و"الصندوق الكويتي لإعانة المرضى".

انتشار مقلق

أما في شرق دارفور التي تسيطر عليها قوات "الدعم السريع"، فناشدت غرفة طوارئ محلية أبوجابرة المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني والهيئات الطبية والطوعية، التدخل العاجل لمواجهة وباء الكوليرا الذي ينتشر بوتيرة مقلقة، في ظل انهيار شبه كامل للنظام الصحي المحلي، ونقص حاد في المحاليل الوريدية وغياب أدوات الاستجابة الطبية.

مواجهة الحصبة

وفي مواجهة تفشي الحصبة بولاية وسط دارفور قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إنها بدأت بالتعاون مع وزارة الصحة منذ مطلع يونيو (حزيران) الجاري، حملة واسعة للتطعيم وخصصت 12 فريقاً طبياً للوصول إلى المناطق النائية.

وشكت المنظمة في بيان من انسداد طرق الإمداد ونقص اللقاحات والعقبات الإدارية، مما أدى إلى تعطيل حملات التطعيم الروتينية في كثير من المناطق لأشهر عدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حراك سياسي

سياسياً سلم التحالف الثوري للقوى الديمقراطية المدنية (صمود) برئاسة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، رؤيته السياسية لوقف الحرب واستعادة التحول المدني الديمقراطي لكل من "تحالف الحرية والتغيير" (الكتلة الديمقراطية) و"حزب البعث الأصل"، و"المؤتمر الشعبي"، و"حزب الأمة" برئاسة مبارك الفاضل المهدي، و"تحالف القوى الوطنية" بقيادة التجاني السيسي، مطالباً بعقد اجتماعات ثنائية مع تلك القوى السياسية للوصول إلى توافق حول أسس ومبادئ إنهاء الحرب.

وأوضح "التحالف" في مؤتمر صحافي، أنه سيواصل خلال الأيام المقبلة الانتظام في حوارات مباشرة مع "حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد النور" وفقاً لمبادرة الحركة التي ترمي للوصول إلى جبهة مدنية واسعة مناهضة للحرب.

ونوه تحالف "صمود" إلى أنه سيعقد "اجتماعات تفاكرية مع القوى المدنية بهدف تقريب وتنسيق المواقف من أجل الدفع بمقترحات عملية لإنهاء القتال في البلاد".

رفض ومطالبة

إلى ذلك جددت حكومة السودان دعوتها للمجتمع الدولي إلى تصنيف "الدعم السريع" منظمة إرهابية نتيجة الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها ضد المدنيين العزل خلال الحرب.

ورفض مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة بجنيف، السفير حسن حامد بشدة ما جاء في بيان المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في شأن إشارته إلى ارتكاب الجيش عمليات إعدام تعسفية عقب تحرير العاصمة الخرطوم.

ووصف المندوب، لدى رده على بيان المفوض تلك الاتهامات بأنها "مزاعم باطلة تستند إلى مصادر مجهولة ومعلومات مستقاة من ناشطين ومنظمات وكيانات تابعة للميليشيات المتمردة". وأضاف "كنا نتوقع أن يركز المفوض السامي على الإبادة والإعدامات الجماعية لآلاف المدنيين على نطاق أوسع وتصفيات المئات، التي ارتكبتها الميليشيات وهزت الضمير الإنساني على امتداد العالم".

بؤر الجوع واستمرار النزوح

من جهة أخرى أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة إلى الأمم المتحدة (فاو) أن السودان بات ضمن خمس دول (إلى جانب فلسطين، وجنوب السودان، وهايتي، ومالي) تشكل البؤر الساخنة للجوع في العالم، يتوقع فيها ارتفاع الجوع وخطر الموت في الأشهر المقبلة.

ودعا أحدث تقرير للمنظمة إلى اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة وتعزيز الجهود الدولية في السودان ومن أجل تهدئة النزاعات، ووقف النزوح، وتكثيف الاستجابة الإنسانية الشاملة.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان (أوتشا) عن نزوح أكثر من 12 ألف مواطن مدني من منازلهم في دارفور وكردفان خلال أربعة أيام فحسب، بسبب تصاعد العنف في الإقليمين.

على المنحى نفسه كشفت تقارير أممية عن تدهور مريع لأوضاع اللاجئين السودانيين في دولة تشاد بلغت مستويات حرجة، في ظل استمرار تدفقات الفارين من القتال المستمر في السودان.

ودعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل وتوفير المساعدات الغذائية والرعاية الصحية لاحتواء تداعيات أزمة اللاجئين المتصاعدة هناك.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات